أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - ألا من حسيب لقتل الأبرياء في العراق؟..














المزيد.....

ألا من حسيب لقتل الأبرياء في العراق؟..


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7328 - 2022 / 8 / 2 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الاعتداء الصاروخي التركي في الثاني والعشرين من شهر تموز، هو الأول، وليس الأخير من نوعه، ولم يكن ذكر اسم المعتدي من ناحية الفعل والتوقيت هو الدارج الوحيد بالنسبة لحجم الجريمة، إنسانيا وأخلاقيا وسياسيا ودوليا. فإيران والولايات المتحدة ودول الجوار كما هو حال تركيا تصول وتجول في أرض السواد، وليس هناك على المستوى الوطني والدولي من يواجه هذه الاعتداءات ويضع حدا لها. العراق وشعبه ليس مستباحا فحسب إنما مستهدف بالصميم. تنهب ثرواته وتقطع عنه المياه وتجفف أنهاره ويقتل مواطنوه ولا من حسيب ولا رقيب. والأنكى من هذا، دون تجميل الواقع السياسي "للعملية السياسية" التي يتبجح بقدسيتها أصحاب السلطة ومن خارجها. ليس لدى هذه القوى التي تضع مصالح أحزابها فوق مصالح الوطن والشعب، أي سلطة أو موقف، من أي نوع، لردع أية اعتداء ينتهك سيادة الوطن ومقدراته بسبب ولائها، كلها، لدول خارجية. كما وكانت قد رحبت باحتلال العراق وغزوه ومن ثم القبول بالعملية السياسية المشروخة التي وضع أسسها وحماها المحتل لغاية اليوم في السر والعلن. لذا لم تعد مواقفها في المراحل السابقة وفي المستقبل، ليس إلا التستر على المشهد الدرامي برمته للفصل بين ساعة الحدث، أي حدث، للحد من غضب الجماهير.

الساعة، ما يتوجب قوله وفق مبدأ المصارحة بين الحقيقة والذات: إن من يتحمل مسؤولية هجوم صاروخي مدمر في شمال العراق راح ضحيته عشرات الأبرياء، حكومة أنقرة. لكن بغداد والحكومات المتعاقبة منذ 2003 تقع عليها المسؤولية الأكبر، لأنها سمحت لتركيا بالتموضع بشكل واسع في الأراضي العراقية ولم تطالب بانسحاب الجيش التركي منها منذ ذلك الحين. وبحسب التقارير الإعلامية، سقطت أربعة صواريخ تركية في باراخا، بالقرب من بلدة زاخو، في عملية عسكرية يُزعم أنها استهدفت منظمة حزب العمال الكردستاني السرية. لكنها سقطت داخل "المنتجع"، غير البعيد عن الحدود التركية، ووجهة معروفة للسياح العراقيين الذين يتطلعون إلى الهروب من حرارة الصيف. وكان هجوم عشوائي تعرض له ضحايا من المدنيين أغلبهم من "شباب وأطفال". إنه مشهد مروع ومفجع حينما تشاهد أم تصرخ في حالة صدمة وهي تسلم طفلتها المتوفية البالغة من العمر سنة واحدة، إلى ضابط شرطة ينقلها بعيدا. الطفلة هي واحدة من ثماني قتلى و 23 جريحا بسبب ذلك الهجوم الوحشي على منتجع سياحي في محافظة دهوك في منطقة الحكم الذاتي شمال العراق. إنه مشهد يتكرر مرارا وتكرارا، أيضا، في العديد من المحافظات العراقية على يد قتلة أو بأشكال إجرامية أخرى. قصف صاروخي، هجوم إرهابي، اعتداء إجرامي ميليشياوي بدافع سياسي، صراعات عشائرية، دون أن تتخذ إجراءات حازمة لردعها. فيما صراع القوى السياسية داخل البرلمان، لا يبدو دردشة بين الأصدقاء "لترطيب" العلاقات، بقدر ما يشكل الحاضر السياسي الأقوى عنفا لتدمير البلد ومواجهة الشعب ومصادرة حقوقه للبقاء في السلطة وتقاسم الغنائم بقوة السلاح.

إنه من غير المؤكد أن الحكومة العراقية وهي حكومة تصريف الأعمال قادرة الآن على اتخاذ إجراءات جريئة للحد من التواجد التركي، أو أنها على الرغم من الغضب في جميع أنحاء العراق تستطيع بشكل لا لبس فيه إجبار تركيا إلى الانسحاب عسكريا من العراق، على عكس سلوكها السابق المتناقض ـ لكن بأي طريقة؟. وعلى ما يبدو، أنه سيكون من الصعب أيضا على حكومة الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق، بقيادة عشيرة البرزاني، وقف مواصلة التعاون مع تركيا ضد حزب العمال الكردستاني. وأن كل ما سيتعين على تركيا في الوقت الحالي، إيقاف عملياتها في شمال العراق لفترة، لكنها لن تدوم طويلا. حيث، ليس هناك إلى جانب إيران، في حالة خروج تركيا "افتراضيا"، من سيملأ الفراغ لتأمين مصالح الأحزاب الطائفية وبقائها في السلطة رغم أنف العراقيين!.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظفرْ النوابِ.. خاتمةُ شاعرٍ.. تنذرَ بثورةِ غضبٍ!
- مفهوم الوطن والوطنية.. بين المنظور القيمي ومواقف احزاب السلط ...
- الدولة العراقية نحو المجهول.. فما العمل؟
- بسبب شحة المياه.. الاراضي الزراعية في العراق تتحول الى اراضٍ ...
- رواية -الطوفان الثاني-.. أزمنة وأماكن لم تغادر حتى تبدأ من ج ...
- السياسة والحروب تطرق مضاجع الثقافة من ابوابها الواسعة.
- على حافة الرصيف التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية
- على حافة الرصيف الغزاة من هيأ لنهب العراق وشعبه!
- الصراعات الطائفية وأزمة الانتخابات الرئاسية؟
- مع الذكرى التاسعة عشر لغزو العراق .. هل يستطيع الشباب ان ينه ...
- على حافة الرصيف 15
- النظام السياسي في العراق واعادة مفاهيم صدام الخطيرة إلى الأذ ...
- فيلم فاطمة -سيدة الجنة- دراما تاريخية مثيرة تحاكي عصرين مختل ...
- لماذا يمارس الاعلام دور الوسيط غير النزيه اثناء الازمات الدو ...
- أوجه التشابه والإختلاف في روايتي هيرمان هيسه وجميل الساعدي
- التضليل الإعلامي في السلم والحرب
- مهرجان برلين السينمائي -برليناله 72- الدولي 2022 ثقافة سينما ...
- نسخة جديدة من الفيلم الموسيقي الكلاسيكي -قصة الجانب الغربي-
- كيف خطط بوش وبلير للحرب في العراق
- تشكيل الحكومة الجديدة في حلبة المصارعة.. فما النتيجة المنتظر ...


المزيد.....




- نور عمرو دياب تثير الجدل في فيديو متداول حول علاقتها بوالدها ...
- إيران تحذر مواطنيها من استخدام واتساب وتيليغرام لتفادي الاغت ...
- غالانت يكشف لـCNN الشروط الـ4 التي تحققت لشن هجوم على إيران ...
- قطر تعلن تواصلها يوميا مع أمريكا لإنهاء الصراع الإسرائيلي- ا ...
- مراسلة CNN لترامب: هل ستدمر قنبلة أمريكية برنامج إيران النوو ...
- هل تلبّي أمريكا رغبة نتنياهو وتدمّر منشأة فوردو وأي نوع من ا ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - ترامب يدعو إلى -استسلام غير مش ...
- متى تستدعي إيران حلفاءها بوجه إسرائيل؟
- جدارية ضخمة في طهران تكريما للمذيعة الإيرانية بعد القصف الإس ...
- الخارجية الروسية: إجراءات إسرائيل ضد إيران غير قانونية وتنذر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - ألا من حسيب لقتل الأبرياء في العراق؟..