أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - دولة العصر.. أطفال العراق وشبابه بلا آفاق ومستقبل مفقود














المزيد.....

دولة العصر.. أطفال العراق وشبابه بلا آفاق ومستقبل مفقود


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ خمسة عقود وأطفال العراق جيلا بعد جيل يعانون العديد من المظالم والانتهاكات، واشتدت معاناتهم وتراكمت ممارسة أساليبها دون رادع قانوني على المستويين الداخلي "الوطني" والدولي ناهيك عن المعاهدات التي من شأنها عادة في أي بلد مدني أن تحمي حقوق الطفولة والأمومة ورعايتهما، إلا في العراق الذي لا زال منذ احتلاله عام 2003 غير مستقراً، سياسياً وأمنيا. فالأطفال والشباب على وجه الخصوص يعانون من سوء المعاملة على المستوى الإداري والمجتمعي ويجري سحق طفولتهم وأمانيهم بكل الوسائل والطرق. من هذا القبيل، يوجد دون محاكمات عدد كبير من الأطفال والشباب في السجون العراقية المنتشرة في عموم البلاد، تحت طائلة الاتهام الكيدي كالادعاء لمشاركتهم في المظاهرات على أنهم عملاء أو اتهامهم بالانتماء إلى داعش. وغالبا ما تكون العودة إلى أسرهم مستحيلة، وإذا ما تيسرت عودتهم إلى مناطقهم سيما المحافظات الجنوبية وبغداد، فإنهم معرضون لخطر الوصم والاستبعاد أو التعرض للمساءلة والعنف من قبل زمر تابعة لأحزاب السلطة. وفي أغلب الأحيان يعيشون في طي النسيان بلا أمل في المستقبل بعد سنوات من المعاناة من العزلة.

إن انتهاك السلطات العراقية قواعد "عدالة الأحداث الدولية وحقوق الطفل" على أساس قوانين مكافحة الإرهاب المثيرة للجدل، تشكل العقبة الأساس لعدم استقرار حياة الأطفال والشباب. تنص "اتفاقية الأمم المتحدة" المتعلقة بحقوق الطفل والتي صادق عليها العراق أيضا، على: إن احتجاز الأطفال مسموح به فقط إن كان الملاذ الأخير لأقصر وقتا ممكنا. ومن بين أمور أخرى، فإن مبادئ الأمم المتحدة بشأن الأحداث، تؤكد على أن الاحتجاز السابق للمحاكمة يجب أن يكون ممكنا فقط في حالات استثنائية، إلا أن التقارير، تتحدث عن حوالي 270 قاصرا كان رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة لفترة غير مسموح بها في نهاية عام 2020، ولا يوجد مبرر لعدم اتخاذ إجراءات لإنهاء هذه الانتهاكات.

فالمئات من القاصرين ما زالوا محتجزين بسبب ادعاءات كيدية مزعومة "بعيدًا عن الأنظار". وإن العديد من الأطفال والشباب المسجونين يتعرضون للعنف وسوء المعاملة ويحتجزون في بعض الأحيان مع البالغين. وتشير التقارير المتوفرة لدى المنظمات الدولية التي تقيّم الوضع في السجون بناء على مقابلات مع خبراء محليين: إلى أن "النظام بأكمله مثقل بالأعباء بشكل كبير". ويعاني الأطفال والشباب الأيزيديون والتركمان العراقيون بالإضافة إلى القاصرين العرب السنة من مناطق داعش السابقة من هذا، كما لا توفر السجون للمعتقلين مساحة كافية للجلوس والاسترخاء والنوم. والمشكلة الأكثر خطورة: إن برنامج إعادة تأهيل وإعادة دمج القاصرين المسجونين لا يتم تطبيقه من قبل الحكومة العراقية ومؤسساتها.

إن وضع أطفال العراق القاصرين اليوم في ظل نظام المحاصصة الطائفية التي أسس لها الاحتلال: وضع مشابه لما قبل سقوط صدام حسين. والمشكلة الأساسية هي أنه "لا توجد خطة عمل وطنية أو استراتيجية متماسكة" لتحسين الوضع. وأدى زعزعة النظام العميق الجذور بسبب سيطرة الجماعات الدينية والميليشيات المسلحة منذ عدة سنوات على القرار في البلاد، إلى زيادة "انعدام الثقة" وتدمير التماسك الاجتماعي وجعل المحاكمات تفتقر للمعايير العادلة. و "التمييز البنيوي" والظلم يعملان كمحركين قويين لإنتاج آثار مجتمعية سلبية محتملة على المدى الطويل. والأكثر خطورة "جعل الجماعات المتضررة من الناس مرة أخرى تقبل الجماعات المتطرفة".

الموضوع "حساس وصعب للغاية" بالنسبة لحقوق الإنسان في العراق وبالنسبة للآلاف المواطنين الأبرياء "المسجلين أو غير المبلغ عنهم" في السجون الرسمية أو التابعة بشكل وآخر للأحزاب المنفذة دون محاكمات على أساس "سيادة القانون". غير أن أصوات القاصرين وآلامهم في السجون لأسباب كيدية منظمة، قد أخرجت الحكومة والقضاء عن بؤرة الادعاءات إلى رأي عام يجذب الانتباه ويدعو لوضع رادع لها.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاوضاع السياسية في العراق ... وإلى أين سيفضي احتقان الشارع؟
- البحث عن عقد اجتماعي جديد ضرورة ملحة
- من يتحمل حقا مسؤولية ما حدث للابرياء في منتجع سياحي في شمال ...
- ألا من حسيب لقتل الأبرياء في العراق؟..
- مظفرْ النوابِ.. خاتمةُ شاعرٍ.. تنذرَ بثورةِ غضبٍ!
- مفهوم الوطن والوطنية.. بين المنظور القيمي ومواقف احزاب السلط ...
- الدولة العراقية نحو المجهول.. فما العمل؟
- بسبب شحة المياه.. الاراضي الزراعية في العراق تتحول الى اراضٍ ...
- رواية -الطوفان الثاني-.. أزمنة وأماكن لم تغادر حتى تبدأ من ج ...
- السياسة والحروب تطرق مضاجع الثقافة من ابوابها الواسعة.
- على حافة الرصيف التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية
- على حافة الرصيف الغزاة من هيأ لنهب العراق وشعبه!
- الصراعات الطائفية وأزمة الانتخابات الرئاسية؟
- مع الذكرى التاسعة عشر لغزو العراق .. هل يستطيع الشباب ان ينه ...
- على حافة الرصيف 15
- النظام السياسي في العراق واعادة مفاهيم صدام الخطيرة إلى الأذ ...
- فيلم فاطمة -سيدة الجنة- دراما تاريخية مثيرة تحاكي عصرين مختل ...
- لماذا يمارس الاعلام دور الوسيط غير النزيه اثناء الازمات الدو ...
- أوجه التشابه والإختلاف في روايتي هيرمان هيسه وجميل الساعدي
- التضليل الإعلامي في السلم والحرب


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - دولة العصر.. أطفال العراق وشبابه بلا آفاق ومستقبل مفقود