أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - متى ينتهي التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية في العراق؟














المزيد.....

متى ينتهي التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية في العراق؟


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7553 - 2023 / 3 / 17 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمور كثيرة كالأمن والاستقرار تشغل بال المواطن العراقي في الداخل، ونستطيع القول من خلال متابعتنا للأوضاع منذ السقوط وإلى يومنا هذا، إن من أهم الأمور التي يحرص العراقيون على تحقيقها هي: حماية المواطن وعدم السماح باستباحة دمه على يد مجهولين أو منتسبين لميليشيات متعددة المنشأ والهوية والتبعية؟… معرفة السقف الزمني لمعالجة الفوضى السياسية والاقتصادية السائدة على طول البلاد وعرضها، أيضا، الكشف عن أسبابها؟. أين يذهب النفط العراقي وعائداته منذ أول أيام الغزو ولحد اليوم؟ ومن المسؤول عن اختفائه من الأسواق العراقية؟. كم هي أموال العراق الموجودة في البنوك الدولية… ولماذا لا توضع تحت تصرف الجهات العراقية؟. لسد العجز المعاشي للمواطنين والعمل على صيانة البنية التحتية التي تضررت جراء الحروب وأعمال النهب والسلب والفساد؟

ولا يخفي العراقيون امتعاضهم من التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية على المستوى الفردي والجماعي، المادي والمعنوي، الذي تمارسه فئة مستهترة حاكمة، أتت من خارج الحدود، لا رصيد شعبي وسياسي لها. تتحكم بمقدرات البلد ومستقبله بتوجيه وضغط خارجي، “إيراني ـ أمريكي” جعل الساحة العراقية مفتوحة… يشعرون بمرارة، تشديد بعض القوميات أو الطوائف في مسار الخطاب السياسي الحديث عن الهوية والإنتماء، على أساس البعدين (الإنتماء القومي) أو (الديني ـ الاسلاموي)، فيما يستثنى العربي من التأكيد على عروبته. بمعنى آخر عندما يدافع العراقي العربي عن القيم المتعلقة بثقافة التنوع وحقوق القوميات في أي مكان، يقال عنه أممي، لكنه في نظر الآخر إذا ما طالب ثمة إحترام لهويته وإنتمائه العربي، يصبح “قومجي” منبوذ.. يتساءل العراقيون أيضا: لماذا تتدفق الأموال للمناطق الكردية التي لم تنلها الحروب والحصار، لكنها لوحدها، تحصد واردات الزراعة والصناعة وموارد الحدود والنفط في كردستان العراق دون دفع مستحقات الدولة من ضرائب وفوائد الإنتاج. فيما تفتقر مناطق الوسط والجنوب لأبسط مقومات الحياة اليومية من ماء وكهرباء وتعليم وغذاء ودواء بالإضافة إلى ما تعانيه تلك المناطق من خراب ودمار للبنى التحتية سببه الحروب والنزاعات العشائرية، ناهيك عن ما يعانيه شبابها منذ عقدين من بطالة وخطف ومداهمات يومية وخوف من التعرض للقتل.. انها نتائج عقدة الخطاب السياسي الشعبوي الذي لا يقبل دون شك الصراحة وكشف المستور والإعتراف بإنتماء الآخر.

معاناة النازحين

ومن الامور التي طال الوقوف عندها بألم: معاناة النازحين والمهجرين العراقيين عن ديارهم عنوة، دون أن تنتهي مآسيهم وعودة البسمة إلى وجوههم. إذ كانت السلطات العراقية بحلول نهاية آذار مارس 2021، قد أغلقت ودمجت جميع مخيمات النازحين تقريبا، ولم يتبق سوى مخيم واحد في نينوى وواحد في الأنبار. أدى هذا الإجراء من قبل السلطات المركزية إلى تشريد الآلاف من البالغين والأطفال المشردين داخليا أو تشريدهم مرة أخرى. ولم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى السكن أو الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم. فيما لا زال أكثر من مليون ونصف شخص في العراق يعتبرون نازحين داخليا. وأثناء التحرك لإغلاق المعسكرات، هددت قوات الأمن العراقية النازحين وأجبرتهم على إخلاء المخيمات في نينوى دون أن تعرض عليهم لحد الساعة أي بديل أو السماح بالعودة إلى مناطق خارج مقاطعاتهم الأصلية. فيما ظل النازحين العائدين إلى مناطقهم الأصلية يواجهون عقبات. كان عليهم أن يتوقعوا طردهم أو مصادرة ممتلكاتهم أو تدمير منازلهم لأنه كان ينظر إليهم على أنهم من مؤيدي داعش المشتبه بهم. والأنكى من ذلك تعمدت قوات الأمن حرمان النازحين داخليا من الحصول على وثائق الأحوال المدنية الضرورية لحرية التنقل والحصول على الخدمات الصحية والتعليمية. فيما دعا قادة وحدات الحشد الشعبي إلى تطبيق نموذج جرف الصخر بحقهم، إعادة “التوطين القسري” للعائدين.

أنه لمن المؤسف أن يعد العراق صاحب أقدم حضارة بشرية ومنشأ أهم “القوانين المدنية”، من أكثر الدول التي يعاني مواطنوه من الإهمال القسري على كل المستويات، الاقتصادية والمعيشية. زيادة البطالة والفقر المدقع بين السكان، انعدام السكن وفقدان الأمن والرعاية الاجتماعية. إلى جانب انقطاع الكهرباء وتفاقم انعدام الأمن الغذائي ونقص مياه الشرب، وبالتالي إلى مزيد من الاحتجاجات بهدف تحقيق العدالة المجتمعية خاصة في المحافظات الجنوبية الأشد فقرا وإهمالا… للأسف دون جدوى!.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم أدب النقد ولزوم إحاطته بالآليات الموضوعية
- جماليات لغة الشعر في فضاءات.. فارس مطر
- إنتخابات التجديد صراعات حادة بين الجمهوريين.. فمن سيمسك بالم ...
- مأساة دولة حديثة سراقها من هم في السلطة!
- وصاية الأحزاب على الإعلام ظاهرة غير مقبولة
- وجوه التشكيلي العراقي علي محمود.. الرمزية في كبد الوجد
- جدلية التنوع والتعددية تطرق أبواب الحوار بين الداخل والخارج
- العراق بين مصائب الأمس وثورة الجياع القادمة!
- الحائز على جائزة ابن رشد سعد سلوم.. يتحدى الإفتراضات التقليد ...
- متى تتوقف عجلة الرحلة السياسية المجزأة... وتستقر الأوضاع في ...
- لمنطقة الخضراء .. ودولة الصدر الفاضلة في مهب الريح
- دولة العصر.. أطفال العراق وشبابه بلا آفاق ومستقبل مفقود
- الاوضاع السياسية في العراق ... وإلى أين سيفضي احتقان الشارع؟
- البحث عن عقد اجتماعي جديد ضرورة ملحة
- من يتحمل حقا مسؤولية ما حدث للابرياء في منتجع سياحي في شمال ...
- ألا من حسيب لقتل الأبرياء في العراق؟..
- مظفرْ النوابِ.. خاتمةُ شاعرٍ.. تنذرَ بثورةِ غضبٍ!
- مفهوم الوطن والوطنية.. بين المنظور القيمي ومواقف احزاب السلط ...
- الدولة العراقية نحو المجهول.. فما العمل؟
- بسبب شحة المياه.. الاراضي الزراعية في العراق تتحول الى اراضٍ ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - متى ينتهي التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية في العراق؟