أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - الشأن العراقي بين المألوف واللامالوف














المزيد.....

الشأن العراقي بين المألوف واللامالوف


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7634 - 2023 / 6 / 6 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الفيلسوف الألماني نيتشه: أضرب بالمطرقة وأنصت حتى تتأكد بأن الرنين أصبح أجوف.

منذ احتلاله عام 2003، تتصاعد الخلافات من حين لآخر بين القوى الظلامية الماسكة بالسلطة في أرض السواد، كما سميت في غابر العصور، لامتداد النخيل والأشجار وخضرة الزرع على طول البلاد وعرضها. اليوم لأن كثر لبس السواد فيها، على من سقطوا على يد عصابات ميليشياوية منظمة قامت بتنفيذ جرائم اغتيال سياسي مدفوعة الأجر بتحريض من بعض القوى السياسية بهدف تكميم الأفواه وإشاعة الخوف والفوضى كما تقتضيه مصالحهم الطائفية والفئوية والحزبية والإستمرار "بنهب كل شيء وخراب كل شيء" على حساب الأمن والاستقرار وإعادة إعمار البلد وتأمين مستقبل الأجيال القادمة.

وفيما تنحدر الأمور نحو الأسوأ بسبب الخلافات (السياسية الطائفية القومية) التي نتجت بسبب قانون الميزانية الثلاثية "المثيرة للجدل"، التي أعدتها حكومة محمد شياع السوداني العتيدة وتحتمل إشارة إلى أن الحكومة مستمرة لثلاث سنوات قادمة دون إجراء انتخابات مبكرة خلال هذا العام. وترتفع أصوات الشرفاء في الداخل والخارج لتنفيذ ما تعهد به السوداني وبالدرجة الأساس تعهده بمحاربة الفساد ومن يقف ورائه دون تردد، وتقديم الخدمات وإصلاح الدولة ومؤسساتها وملاحقة القتلة والكشف عن من حرض لارتكابها لينالوا العقاب العادل؟. يظهر علينا عبر وسائل الإعلام المختلفة، بعض العراقيين من الوسط الإعلامي والسياسي والثقافي للدفاع عن الأحزاب المهيمنة على السلطة والدولة ومؤسساتها الرئيسية الثلاث "التشريعية والتنفيذية والقضائية"، لمصادرة حق الأغلبية من العراقيين عن التعبير عن الرأي. فيما تنحدر البلاد نحو سلوك فكري سياسي رديء المستوى وخطير على الحياة العامة ومصالح الدولة الجيوديموغرافية والاقتصادية والتنموية والبيئية، أيضا، على مستقبل المجتمعات العراقية ونموها البشري والمعيشي على مدى عقدين. انتهجته حكومات متعاقبة، تسيطر عليها الأحزاب الشيعية والسنية والكردية الماسكة بالسلطة ولها فيما بينها "إشكاليات عقائدية" متناحرة، لكن أهدافها مشتركة، خاصة فيما يتعلق الأمر بطبيعة الصراع حول مفهوم "هوية الدولة، والدولة الوطنية والانتماء المجتمعي" التي لا تضع لها هذه الأحزاب أية اعتبارات قيمية. مفهومها "الأيديولوجي الشعبوي" بهذا الجانب يرتكز على: إن الصراع بين عقيدتها السياسية "الإسلاموية ـ الشوفينية" على حد سواء، و "الدولة الوطنية"، لا يقتصر على منازعة الدولة لشرعيتها السياسية فحسب، بل يتجاوز التشكيك بهويتها الوطنية الجغرافية. بمعنى أنها لا تؤمن بمفهوم "الوطن" الموحد جيوديموغراقيا، إنما تفكيك الدولة على أساس "عرقي قومي"، أو على عقيدة "الدولة الإسلامية" التي لا تفصلها حدود وتخضع للخلافة الرشيدة أو ولاية الفقيه.

لا أظن أن مواقف هؤلاء المدافعين عن الطغمة السياسية الفاسدة، محض وجهات نظر، لا صلة لها بأي توجيه من داخل بعض المنظومات العقائدية. ولا أظنها بدافع الحرص والنزاهة، بعيدا عن حدود المصالح الذاتية، المادية والمعنوية. ليس الاعتراض على الاختلاف في وجهات النظر، إنما الاعتراض على جزئية السكوت على دمار الوطن وتمدد الظلم والطغيان واستبداد القوى الظلامية وتجاوزها على المبادئ العامة لحقوق المجتمع والدولة ومؤسساتها بشكل عام. والغريب إن أغلب الذين يتصدرون الدفاع عن أحزاب السلطة وشخوصها، هم من أولئك "المتأدلجين" الذين انخرطوا مع الحشر، وكان بعضهم عرابا للاحتلال ومبارك له في العديد من المحافل، وما زال "يلغف" بما فيه الكفاية من كل ثريد.

خارج المألوف الذي يتميز به هؤلاء القوم عن المثقف والإعلامي والسياسي الحقيقي تجاه المشروع الوطني وأهمية صناعة إنسان المستقبل وتطور المجتمع وبناء الدولة المدنية الحديثة والدفاع عنها. إنهم جعلوا موقعهم سبيلا في غير اتجاهه للوصول إلى هدف أناني "مادي وعيني بحت"، لكنه انتهازي منافق بالتأكيد. حتى أصبح منهجهم في مجال الفكر والإعلام، فيما يتعلق الأمر بالموقف من "مشروع الدولة ولا دولة" يشكل في أغلب الأحيان، موقفا منحازا ومخالفا للأعراف المهنية التي تتطلب الموضوعية والأمانة الحرفية البينية التي ينبغي أن تتوافق مع مفهوم الوطنية ولا يشكل نمطا يعج بالمتناقضات في مختلف الاتجاهات.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للثقافة.. دورا تفاعليا في تجسيد القيم واحترام الحقيقة
- بين حرية تقصي المعلومات الصحفية وحجب نقلها وتلقيها
- أحزاب السلطة تعود بالمجتمع المدني العراقي إلى ما وراء السردي ...
- الأزمات مستمرة والبلاد تسير في طريق سياسي وإداري مسدود
- الى اين بعد ..تقود احزاب السلطة ودولة المافيات العراق؟
- ثقافتنا العربية في المهجر بين الغرائز والنقاء
- متى ينتهي التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية في العراق؟
- مفهوم أدب النقد ولزوم إحاطته بالآليات الموضوعية
- جماليات لغة الشعر في فضاءات.. فارس مطر
- إنتخابات التجديد صراعات حادة بين الجمهوريين.. فمن سيمسك بالم ...
- مأساة دولة حديثة سراقها من هم في السلطة!
- وصاية الأحزاب على الإعلام ظاهرة غير مقبولة
- وجوه التشكيلي العراقي علي محمود.. الرمزية في كبد الوجد
- جدلية التنوع والتعددية تطرق أبواب الحوار بين الداخل والخارج
- العراق بين مصائب الأمس وثورة الجياع القادمة!
- الحائز على جائزة ابن رشد سعد سلوم.. يتحدى الإفتراضات التقليد ...
- متى تتوقف عجلة الرحلة السياسية المجزأة... وتستقر الأوضاع في ...
- لمنطقة الخضراء .. ودولة الصدر الفاضلة في مهب الريح
- دولة العصر.. أطفال العراق وشبابه بلا آفاق ومستقبل مفقود
- الاوضاع السياسية في العراق ... وإلى أين سيفضي احتقان الشارع؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - الشأن العراقي بين المألوف واللامالوف