أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - براغماتية الثعالب !














المزيد.....

براغماتية الثعالب !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7633 - 2023 / 6 / 5 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثر في الآونة الأخيرة تداول مفهوم " البراغماتية ", في وسائل الإعلام, واقترن بمواقف الإطار التنسيقي الشيعي الأخيرة المتسمة بالانضباط والهدوء في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والإمارات ومن المشاريع الاقتصادية المشتركة المزمع تنفيذها (بعدها حبر على ورق ) والتي كانت سابقاً تلاقي الرفض القاطع. ثم التراجع الدراماتيكي عن شعارات طرد المحتل, لتستبدل بالتزام الصمت إزاء صولات وجولات السفيرة الامريكية لدى بغداد السيدة رومانسكي في مؤسسات الدولة وحتى الترحيب ببعضها أحيانا, وغيرها من المواقف المستغربة من قياداته.

يروّج الإطار من خلال قنواته الفضائية او تصريحات ممثليه في القنوات الاخرى لمفهوم البراغماتية ويجعله تحولاً في سياسته ونضجاً سياسياً لأحزابه وميليشياته من أجل العراق والعراقيين, إلا أن كل الحكاية تذكرنا بقصيدة أحمد شوقي " قصة الثعلب والديك " والحكمة المستقاة في نهاية القصيدة : " مـُخـْطـِئ ٌمـَنْ ظـَنّ يـَومـاً *** أنَ لِلثـَعـْـلَبِ ديـــنا ".

و التشكيك بصدقية هذه البراغماتية كونها مفروضة من أعلى,من جهات ليست عراقية, وليست ثمرة مراجعة وانتقاد تجربة, لهذا ستكون أشبه بديمقراطية بريمر التحاصصية التي اكتوى بنارها العراقيين !

فالمواطن العراقي لا يستطيع, ببساطة, هضم هكذا ادعاء صحوة مفاجئة لأحزاب سلطة لم تعمل يوماً للصالح العام, ولم تقدم أي خدمة تُثنى عليها, بل انها جلبت الكوارث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والخدمية الخ الخ الخ.
.. لاسيما وان البراغماتية المذكورة مقتصرة على العلاقات الخارجية وليس للعلاقات الداخلية مع المواطن من نصيب في هذه البراغماتية المزعومة… فلا نهج السلطة المحاصصي الطائفي - العرقي تراجع ولا السلاح الموازي لسلاح القوات المسلحة الدستورية سُحب, ولا مبدأ التوزيع العادل للثروات جاري ولا احترام الحريات والحقوق معمول به, ولا التطوير الاقتصادي… بينما جرح انتفاضة تشرين المجيدة وشبابها ينزّ منذ 2019 وقتلتهم " يمشون في الأرض مَرحاً ".

السياسة كل متكامل, لا يمكن تبني البراغماتية والانفتاح في السياسة الخارجية وتتشبث بالدوغماتية والتشدد في السياسة الداخلية.
ويُفترض بالدول الراسخة أن تكون سياستها الخارجية انعكاساً لسياستها الداخلية وتكريس لها… متفاعلة فيما بينها لضمان مصالح البلاد وشعبها.

" براغماتية* " بساق واحدة لا يمكن أن تقود الا إلى بقائنا في " الدوغماتية* " التي نعيش في كنفها اليوم !


براغماتية - التعامل العملي مع الأحداث والمواقف.
دوغماتية - تعني الجمود الفكري والتعصب لعقيدة والجزم بصحتها.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادي ...
- كوميديا دانتي والكوميديا العراقية
- ورود انتظرت من يُهديها !
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!
- هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك
- التجسيد المحاصصي لمفهوم - العقد الاجتماعي -
- مباحثات... محادثات وما من مخرجات !
- باستقالة من تبقى من الأعضاء يتحقق حل البرلمان !
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !
- بيوتر إيكونوفيتش*: قبل أن نكرههم
- - إذا أعيت مكافأةُ الجميلِ -*, مظفر النواب
- إنسداد سياسي… تسليك ملتبس !


المزيد.....




- فسيفساء بومبيي الإيروتيكية.. كنز سرقه النازيون قبل 80 عامًا ...
- فرنسا وإسبانيا تكافحان حرائق الغابات وسط ظروف جوية صعبة.. شا ...
- رصاص بالحذاء وطيار واجه الموت.. ما قصة أول اختطاف طائرة في ا ...
- هل مهاجمة ترامب لمؤيديه المطالبين بالكشف عن قائمة -عملاء إبس ...
- -محاولة للسيطرة على الدولة-.. اتهامات جديدة للرئيس الكوري ال ...
- مقتل 32 فلسطينياً بنيران إسرائيلية خلال تواجدهم قرب مركز توز ...
- الكونغو الديمقراطية وحركة -إم23- توقعان اتفاق سلام في الدوحة ...
- غياب العين الأميركية في سيناء.. فجوة رقابية تربك إسرائيل
- مفاجأة بفضيحة كولدبلاي.. زوج السيدة الخائنة -رئيس تنفيذي-
- فيديو..-سيارة مجهولة- تصدم حشدا في لوس أنجلوس


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - براغماتية الثعالب !