أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمدون - حين يصبح المخلوق خالقًا














المزيد.....

حين يصبح المخلوق خالقًا


محمود حمدون

الحوار المتمدن-العدد: 7629 - 2023 / 6 / 1 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


تسير وتيرة الذكاء الاصطناعي بسرعة رهيبة, لم يعد الأمر قاصرًا على تطبيقات للصوت أو الفيديو أو التأليف الموسيقي أو غيرها , وباختصار دون إخلال بالمفهوم, فإن الذكاء الاصطناعي جملة من التطبيقات البرمجية التي تحاكي ذكاء البشر وقدرتهم على التصرف واتخاذ القرارات, ثم تجاوز تلك القدرة بمرور الوقت.
الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء والصحف والمواقع الاليكترونية مؤخرًا عن قرب انتهاء صناعة وتصميم نموذج أوّل لامرأة " روبوت", اختارها بعناية السيد :" ايلون ماسك "( مؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذي، والمصمم الأول فيها. المؤسس المساعد لمصانع تيسلا موتورز ومديرها التنفيذي والمهندس المنتج فيها.)..
لتصبح عروسًا له وزوجة المستقبل وأنها ستغنيه بحسب كلامه عن نساء البشر أو من عرفهن منهن, ثم تسرّبت بعض الصور للعروس الجديدة "كاتانيلا" وهو يراقصها ويحتضنها ويقبّلها على الملأ. أكّد "ماسك", على أنه أودع في هذه العروس كل الصفات التي يحلم بها منذ أيام الصبا, عجز أن يجدها بين بنات آدم.
لقد أدركنا أننا أمام مخلوق جديد يفكر كالبشر وربما يتفوق علينا ذات يوم قريب, يعي بمستوى وعي محدود الآن لكنه سيتطور بسرع رهيبة في فترة وجيزة. بل وصل الأمر حسب المعلومات المتواترة عن استزراع مشاعر مصطنعة كالبشر بداخل العروس ( فرح – حزن- ضحك- بكاء .... الخ)
الخبر حينما ننتهي من استهلاك ما فيه من حس الفكاهة , سنجد أننا أمام معضلات أخلاقية ودينية رهيبة لم يتطرق إليها العقل البشري من قبل نظرًا لحداثة الفكرة وغرابتها في آن.
من خلق هذه المرأة؟
لمن ستدين بالولاء؟
أصبحنا بين عشيّة وضحاها أمام رجل يجمع صفتين, بشر من طين كحالنا منذ وُجد آدم, ثم إله في نظر مخلوقته الحسناء والتي لا تعرف غيره ربًّا لها تشكره وتحمده, والرب هنا وفق اللغة هو الصاحب أو المالك أو المتعهّد بالرعاية والنشأة والتنشئة وهو ما فعله " ايلون", من بداية التفكير في التصميم الأوّلي لمخلوقته الحسناء وصولًا إلى الزفاف السعيد المرتقب !

بعيدًا عن حساسية تقبل فكرة الربوبية من منظورنا الديني التقليدي, فإن فكرة الخلق هنا قائمة وهي إن كانت خطوة مبدئية فإنها أيضًا قفزة على طريق مفزع للبشرية كلها, فالخالق هنا بشر قادر أن يميتها وقتما يشاء, يحييها من جديد, وصلنا إلى نقطة أن ينتقل الإنسان بخفة من بشريته إلى وضعية الخالق , يجمع بين صفتين في آن " المخلوق- الخالق"

ضحك من الخبر كثيرون, سخرت منه النسوة والصبيات, استلقى على أقفيتهم بعض الرجال ورأى الجميع في الموضوع طرفة للسخرية من المشكلات الحياتية بين نساء البشر ورجالهن .. غير أنه بعدما ذهبت الشكرة جاءت الفكرة واستقرت بين أيدينا وفي أعماق عقولنا, قادتنا لسؤال وحيد لا إحابة عنه في الأجل القصير, سؤال يتخذ صيغًا كثيرة لكن المضمون واحد: ماذا بعد؟
المشكلات القانونية المترتبة على هذه الزيجة؟ من حقوق إرث أو تصرفات ناقلة للملكية مثل الهبة والوصية والبيع والشراء والتنازل.
مدى توافر إدارة للطرفين لإبرام العقد؟
مدى انطباق شروط الزواج الدينية التقليدية على هذه الزيجة من إشهار ورضاء ؟



#محمود_حمدون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو سبعة
- لا تتحدث مع الغرباء
- مجرد -سحابة صيف-, ل:نادي جاد
- مرور عابر على - أنفاس مستعملة -, للقاصة - غادة صلاح الدين-
- إيقاع راقص
- نسخة مكرّرة
- سيكوباتي
- لغة جديدة
- اعترافات الملك قبيل الرحيل
- - سرير بروكرست- , رؤية انطباعة عن رواية -مقتل دميه-
- لو شكيت لحظة واحدة
- A.T.M
- حقائق راسخة
- السلاح الأخير
- سنةُ من نوم
- - تسليم أهالي-
- لو رأيتُكِ الآن ..
- لحنُ مميَّز
- ثقب أسود
- دفعة جديدة


المزيد.....




- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمدون - حين يصبح المخلوق خالقًا