لغة جديدة

محمود حمدون

الحوار المتمدن-العدد: 7410 - 2022 / 10 / 23 - 09:58
المحور: الادب والفن
    

" لغة جديدة"
===
" لا يعرف رائحة الخبز الساخن إلاّ من عضه الجوع بنابه ", قال البائع عبارته هذه, بعدها أبعد يدي برفق عن " قفص العيش الطازج", ثم ناول طفلًا نحيلًا, يتوسط أقدامنا رغيفًا كبيرًا, بنار الفرن كما يقال. فالتقطه الفتى الغض بأصابعه المتسخة, تناقله بخِفّة بين يديه, سرعان ما نفخ فيه بقوة كأنما يطفئ حرارته الكامنة, أو يبعث في نفسه طاقة على نزاله.
قلت تعقيبًا على حاله وأنا أرمقه من قريب: غائلة الجوع تقتل آدمية المرء. فبين الصبي ورغيفه نشأت بينهما لغة لست أعرفها, صداقة طارئة أجهلها, حتى أنه نسي وجودنا جواره, تقزّم الوجود حولهما فصار لا شيء, لمّا طغت على وجهه فرحة اللقاء, توارى مؤقتًا للوراء كل ضيق.
عندما أدرتُ رأسي للبائع والتقت العينان من جديد وأردتُ أن أجدّد طلبي, شملني بنظره واسعة, ألقى بوجهي كلمة واحدة: " شّطّبْنَا "

#محمود_حمدون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل