|
كتاب: أساطير سومرية
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7622 - 2023 / 5 / 25 - 09:00
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
صدرت الطبعة الاولى من هذا الكتاب باللغة الانجليزية في العام الماضي، وعلى وجه التحديد في يوم 21 مارس 2022، عن دار : Pisces Publishing، ويقع في 154 صفحة. من تأليف جوشوا براون. وهو مؤرخ أمريكي من مواليد 1949، وله عدة مؤلفات. كان آخرها كتابه الذي بين ايدينا، والذي يحمل عنوان رئيسي: (Sumerian Mythology). وعنوان ثانوي: (A Deep Guide into Sumerian History and Mesopotamian Empire and Myths)، ويعني: (دليل عميق في التاريخ السومري وإمبراطورية بلاد ما بين النهرين وأساطيرها). . على الرغم من حجم الكتاب الصغير، إلا انه يسلط الاضواء على الغموض التاريخي الذي اكتنف الأساطير السومرية منذ آلاف السنين. ويعرض حكايات أول حضارة في العالم بأسلوب ممتع، ويعرض أيضاً حقائق تذهل العقول. فقد كانت الأساطير السومرية مثيرة للدهشة وتحتاج إلى شروحات وتفسيرات. . ببدأ المؤلف حديثه بكلام لا يخلو من الإعجاب بالآلهة السومرية (إنانا). ثم يتعمق كثيراً في المنجزات العلمية التي حققها السومريون، والتي نتعايش مع معظمها في العصر الحديث، فقد ورثنا عنهم الطرق التمهيدية لقياس الوقت في النظام الستيني، والاهتمام بمراقبة النجوم والأجرام السماوية، وأساليب زراعة المحاصيل، وأدوات الحرث والحصاد ونظام الري، والأسس الأولى للتشريعات القضائية منذ أكثر من ستة آلاف عام. وكيف ساعد الأبطال مثل جلجامش في رسم صورة الانتماء للحضارة التي علمت الناس أصول الكتابة والتدوين وفنون الملاحة وصناعة السفن والتجارة والصناعة. . كان السومريون رجالاً أشداء يتطلعون إلى الخلود والبحث عن البقاء الأبدي بأكثر من طريقة. لكنهم استخدموا قصصهم كطريقة لإرشاد الآخرين في تنوعهم السكاني، وسعيهم الحثيث لمساعدة أنفسهم على فهم الكون. . يستكشف هذا الكتاب حكايات الآلهة والأبطال بطريقة موجزة وسهلة القراءة. فقد كانت حكايات الأبطال والآلهة ملهمة لشعب بلاد ما بين النهرين، ناهيك عن حبهم للتعلم الذي أكتشفوا انه الطريقة الوحيدة لفهم العالم الذي عاشوا فيه، وكيف كان مختلفاً عن عالمنا. كان عالمهم يعج بالقصص والمواقف الغريبة، اتخذوا من الأسود والنسور شعاراً لآلهتهم ورموزهم الدينية التي ظهرت بأجنحة الطيور. . روى السومريون العديد من حكايات الآلهة مثل إنانا وإنليل، وهي حكايات ساعدت حضارات بلاد ما بين النهرين على الصمود لما يقرب من 4000 عاما. . اللافت للنظر ان مؤلف الكتاب يذكر معلومة مثيرة للدهشة، يقول فيها: (ان المستكشفين الاوائل عثروا في القرن الثامن عشر على أقوام يعبدون في الخفاء الآلهة إنانا في مناطق متفرقة من العراق منذ خمسة آلاف سنة). وهي معلومة تثير الشكوك وتبعث على الريبة وتحتاج إلى دليل قاطع. . كان عالم السومريين مختلفاً عن عالمنا. يذكر مؤلف الكتاب ان الناس في قلب الحضارة السومرية كانوا يعيشون في العراق وأماكن أخرى في الشرق، وقد تركت الحضارة السومرية رواسبها على ثقافتهم المعاصرة وطريقتهم في التفكير التي تختلف عن طريقة بقية الشعوب. (الحقيقة انه لم يوضح كيف ولماذا ؟، وبماذا نختلف عن بقية الشعوب والأمم). . يفتح هذا الكتاب عشرات النوافذ لمشاهدة السومريين على حقيقتهم في العصور الغابرة. ويذكر ان بلاد ما بين النهرين كانت حاضنة مثالية لإمبراطوريات عظيمة: الأكادية والآشورية والبابلية. وهي الامبراطوريات التي تميزت بالقوة والثراء الفكري المتمثل باساطيرها المذهلة. فعن طريق الأسطورة السومرية يمكن ان نفهم التاريخ من خلال الحصول على ملخص للأحداث الكبرى، ويمكن التعمق في دراسة الآلهة. وستتعرف في هذا الكتاب على جلجامش وإنكيدو، وكبار الآلهة في تلك الحقبة، وكيف حافظ سكان أهوار جنوب العراق الآن على بعض مفرداتهم السومرية في لهجتهم المحلية. . مرة أخرى أشعر بالحزن والخذلان كلما لمست اهتمام المؤرخين الغربيين، وكلما قرأت مؤلفاتهم الغنية بالمعلومات عن حضارتنا القديمة التي طواها النسيان على يد مؤسساتنا المهملة، التي فقدت اهتمامها، حتى وصلنا إلى اليوم الذي صار فيه الحديث عن تاريخنا العظيم حديثا هامشياً لا يكترث به أحد. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقاتل العراقيين: برواية محمد السيد محسن
-
التلاعب بتصاميم العقال العراقي
-
حزب الأسرة الحاكمة
-
هل كان السومري أوأنّس من كوكب آخر ؟
-
11 كتابا جديداً عن حضارتنا هذا العام
-
هكذا تفكر بغال الحروب
-
أطباؤنا وارتباطهم المهني بالأردن !؟!
-
أعمدة الرب: قنابل من مدار الأرض
-
بين مسؤول متحزب ومسؤول مستقل
-
من أم المعارك إلى أم القنابل
-
نظرة ساحرة على سومر والسومريين
-
فواتير يدفعها التاجر من جيب المواطن
-
مصيرنا بين الإبادة والفناء
-
قرار إعدام عماتنا النخلات
-
الانحراف نحو العوجة
-
دولة قوامها البر والبحر
-
التنافس الأصعب: سبعة ضد واحد
-
لدينا فلافل مستوردة
-
بيوت فوق سكة القطار
-
مكتبات متنقلة فوق سطح البحر
المزيد.....
-
الصين: نخطط لإجراء مناورات عسكرية جديدة مع روسيا
-
-قاعة رقص وغرفة نوم وحمام المنزل-.. أماكن وضع بها ترامب -أسر
...
-
ماذا يعني استعداد -جي بي مورغان- لدعم المصارف العراقية؟
-
القضاء الأميركي يوجه تهما فيدرالية غير مسبوقة لترامب
-
بعد أسابيع من تحطم طائرتهم.. العثور على 4 أطفال مفقودين أحيا
...
-
الصين تطور حاسوبا أسرع بـ180 مليون مرة من الحواسيب التقليدية
...
-
التمثال المستحيل.. عرض منحوتة مبتكرة بـ-الذكاء الاصطناعي-
-
بايدن ينفي -التواطؤ- مع وزارة العدل بشأن لائحة اتهام ترامب
-
الشرطة السعودية تنشر فيديو لمداهمة وكرين لترويج مخدرات بالري
...
-
دونالد ترامب: لائحة الاتهام تقول إن الرئيس السابق احتفظ بملف
...
المزيد.....
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
-
فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو
...
/ طلال الربيعي
-
دستور العراق
/ محمد سلمان حسن
-
دستور الشعب العراقي دليل عمل الامتين العربية والكردية / منشو
...
/ محمد سلمان حسن
المزيد.....
|