أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - باتر محمد علي وردم - مناهضة منتدى المستقبل بلغة الماضي في الأردن














المزيد.....

مناهضة منتدى المستقبل بلغة الماضي في الأردن


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1715 - 2006 / 10 / 26 - 11:09
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أعلنت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في الأردن بقيادة النقابات المهنية وبعض الأحزاب القومية والإسلامية واليسارية وبعض المنظمات غير الحكومية تشكيل إئتلاف مدني مناهض لمنتدى المستقبل الذي سيعقد في عمان في شهر كانون الأول القادم، بالرغم من أن بعض المنظمات المدنية الأخرى إنخرطت في آلية تنظيم المنتدى من خلال إقامة "منتدى موازي" للمجتمع المدني يقدم بدائل ونقدا لطروحات المنتدى نفسه ولكن ضمن نفس إطار تنظيم المنتدى.
منتدى المستقبل تنظمه مجموعة الدول الصناعية الثماني بالتنسيق مع الحكومات العربية من أجل "تطوير شراكة" بين هذه الدول في مجالات التنمية السياسية والاقتصادية وذلك بالطبع ضمن سياق العولمة الليبرالية، وقد تم عقد المؤتمر الأول في المغرب والثاني في البحرين وسيكون مؤتمر عمان هو الثالث.
مناهضة المنتديات الرأسمالية ليست وجهة نظر متصلبة بل خيارا مطلوبا وبقوة في كل المناطق في العالم، وهناك آلاف المنظمات التي تنسق فيما بينها لمناهضة النشاطات الاقتصادية الليبرالية الجديدة والتي تدعمها حكومات الدول الصناعية ولكن ما يحدث لدينا في الأردن من "مناهضة" يختلف عن كل العالم.
منظمات مناهضة العولمة في العالم لديها خطاب إنساني واضح يجمع المشاركين ولا يفرقهم ويقدم بدائل إبداعية في النظرية والتطبيق لما تطرحه منتديات العولمة، وتكون نشاطات هذه المنظمات ضمن سياق إنساني عالمي يحترم تعددية الآراء ويتبنى سياسات اجتماعية وبيئية واقتصادية ملائمة للفقراء والفئات المهمشة ويبتعد عن كل أنواع الاستقطاب الديني والعرقي والإيديولوجي. أما لدينا في الأردن فإن مناهضة منتدى المستقبل، حسب نص البيان الإعلامي للإئتلاف المناهض تعني إعادة إنتاج شعارات عفا عليها الزمن واتهامات بالعمالة والتخوين لكل من يختلف مع هذه المؤسسات في الرأي والاكتفاء بالرفض بدون تقديم البدائل والالتزام بخطاب اصولي ديني أو قومي يقصي الآخر ولا يقبل باختلاف الآراء.
مسؤولية مناهضة العولمة تعني القدرة على إنتاج إبداع اقتصادي وسياسي وتنموي واجتماعي وبيئي بديل ضد سياسات العولمة، ومنتدى المستقبل سوف يطرح عدة وجهات نظر، وهذا المنتدى ليس تجمعا سياسيا بل "جماعة اقتصادية فكرية" تساهم في طروحات قد تكون مقبولة أو غير مقبولة ولكنها لا تفرضها بقوة صواريخ الكروز وتبقى هذه الآراء قابلة للاختلاف والاجتهاد، ولكن المنظمات الأردنية المناهضة اختارت أسلحة للمواجهة معظمها لم يكن موفقا لا من الاختيار ولا من حيث اسلوب الطرح.
اللغة الإتهامية في بيان المناهضين توجه فورا إلى منظمات المجتمع المدني التي إنضمت إلى سياق المنتدى الموازي واتهمتها بأنها لا تمثل المجتمع المدني. هذا الخلاف بين توجهات منظمات المجتمع المدني التي إنضمت إلى المنتدى وتلك التي ترفضه هو مجرد خلاف في وجهات النظر يجب ألا يتحول إلى أداة للاتهام المتبادل. أما السلاح الثاني فكان اتهام المنظمات المشاركة بحصولها على تمويل أجنبي "مشبوه" علما بأن بعض المنظمات المناهضة تحصل على تمويل أجنبي ولكنها هي التي تعطي لنفسها حق تحديد ما هو مشبوه وما هو مقبول طبقا لتوجهاتها الفكرية. والمشكلة أن قضية التمويل الأجنبي لا زالت خاضعة للكثير من النقاش ولا تملك اية جهة حق فرض وجهة نظرها.
وعلى سبيل المثال قدمت السفارة الأميركية خلال الأسابيع الماضية مجموعة منح لأكثر من 40 جمعية محلية في البلقاء والكرك لتنفيذ مشاريع لها علاقة بتحسين إدارة موارد المياه ومنح قروض دوارة لسكان المناطق لتنفيذ هذه المشاريع التي تحقق مساهمة فعالة بالنسبة للكثير من العائلات في تحسين أوضاعها الاقتصادية. الآن هنا معضلة واضحة فالمنح مقدمة من سفارة الإدارة الأميركية التي لا يوجد خلاف بين إثنين على سياساتها السيئة في المنطقة، ولكنها تحقق دعما مفيدا للسكان والمواطنين في ظل غياب الدعم المحلي فهل نعتبر هذا التمويل مشبوها أم لا؟ مشكلة التمويل الأجنبي ليست الشبهة بقدر ما هو تقاعس المؤسسات الوطنية عن دعم التنمية المحلية، فلو تفضلت النقابات وخاصة نقابة المهندسين بتزويد المواطنين في القرى بهذه القروض الدوارة واستخدمت خبرات المهندسين في النقابة لتنفيذ مشاريع الحصاد المائي وبناء الآبار كا كنا بحاجة إلى دعم السفارة الأميركية.
في المحصلة فإن مناهضة منتدى المستقبل مسؤولية وليست استعراضا للشعارات، والمسؤولية تتطلب تقديم بدائل عملية وتطوير خطاب سياسي اقتصادي اجتماعي بيئي ناضج ومنطقي ويقدم خيارات جديدة للمستقبل وليس إعادة إنتاج للغة الاتهام والتخوين وشعارات الماضي التي تؤطر عمل إئتلاف المناهضة في الأردن.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الاجتماعية: فكر يجمع الليبرالية السياسية مع العد ...
- متى يصبح الأردن جاهزا لمحاربة إسرائيل؟
- ساحة حرية في الأردن: هل نضحك على أنفسنا؟
- مبادئ وأفكار حول -الجهاد المدني- ضد إسرائيل والإدارة الأميرك ...
- بعد قانا: نهاية الإنسان العربي المعتدل!
- أنا في حالة حرب مع إسرائيل
- لماذا لا يتعلم حزب الله والشارع العربي الحكمة من سوريا؟
- بروتوكولات حكماء الأخوان المسلمين
- حكايتان من -التجربة الدنمركية-!
- عندما تصبح العلمانية عقيدة متعصبة
- أسلحة العولمة في المواجهة الإسلامية- الدنمركية
- السلطة التنفيذية حق مشروع لجبهة العمل الإسلامي...ولكن!
- ما هي السيناريوهات الأردنية بعد فوز حماس؟
- التصويت لعجائب الدنيا السبع الجديدة: ثقافة أم تجارة؟
- الكل يعرف من قتل الحريري، ولا أحد يقدم الأدلة!
- مع الشعب السوري: بيان لمثقفين وصحافيين أردنيين
- تقارير المنظمات الدولية عن الأردن: وجهات نظر وليست اعتداء عل ...
- أزمة حركات مناهضة العولمة في الأردن
- المرحلة القادمة في الخطاب -القومي الثوري-: إيجاد مبرر لاغتيا ...
- قانون مكافحة الطبقة الوسطى في الأردن قبل قانون مكافحة الإرها ...


المزيد.....




- كاميرا مراقبة رصدت الجاني.. فيديو قد يحل لغز اختفاء 3 أطفال ...
- -اليونيفيل- تعلن عن ثاني انفجار بمقر قواتها في جنوب لبنان خل ...
- بسبب السفر إلى لبنان.. النائب العام الإماراتي يأمر بالتحقيق ...
- واشنطن ترفض الإساءة للمرجع الديني العراقي السيد علي السيستان ...
- -أبناء غير شرعيين-.. تغريدة وزير عراقي تشعل عاصفة انتقادات
- -على واشنطن أن تنضم لإسرائيل في الثأر من إيران-- وول ستريت ...
- التكهّنات حول اختفاء اسماعيل قاآني مستمرّة والحرس الثوري يكذ ...
- المنظمة الدولية للهجرة: نحو 700 ألف نازح بحاجة إلى أماكن إيو ...
- من التسهيلات إلى التحديات.. تغييرات في قروض الطلبة بالولايات ...
- حزب الله ينفي مزاعم حيال تعيينه قيادات عسكرية جديدة واستعداد ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - باتر محمد علي وردم - مناهضة منتدى المستقبل بلغة الماضي في الأردن