أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - المرحلة القادمة في الخطاب -القومي الثوري-: إيجاد مبرر لاغتيال الحريري!














المزيد.....

المرحلة القادمة في الخطاب -القومي الثوري-: إيجاد مبرر لاغتيال الحريري!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجب أن أعترف بأنني أحمل الكثير من الإعجاب، إضافة إلى الكثير من التعجب أيضا للسياسيين والنقابيين والحزبيين والزملاء الإعلاميين من أصحاب التوجهات "القومية الثورية" والتي تقدم الدعم اللا محدود للأنظمة "الثورية القومية" والدكتاتورية العربية. مصدر الإعجاب هو في القدرة الإبداعية الهائلة لهؤلاء المثقفين، في إيجاد المبررات المختلفة والمتجددة في مختلف الأحداث للدفاع عن موقف هذه الأنظمة سواء كانت ظالمة أم مظلومة، وبغض النظر عن المصداقية الأخلاقية لهذه المبررات.

وقد شاهدنا عدة تجليات لهذا الإبداع، سواء في دعم النظام العراقي السابق والدفاع عنه مقابل كل التهم والحقائق التي يشهد بها الجميع حول التعذيب والقتل، وكل ذلك بإسم القومية ومقاومة الهجمة الأميركية الصهيونية، وكانت النتيجة طبعا انهيار النظام العراقي من الداخل قبل أن يسقط من الخارج.

والآن تقدم نفس المجموعة خدماتها العظيمة لسوريا، في مواجهة الإمبريالية والصهيونية ودعما للموقف القومي الصامد، وتقوم بواجبها بدون كلل في درء كل الاتهامات الموجهة لسوريا، سواء المبالغ بها أم التي تملك المصداقية، وهذا الدفاع يتم بطريقة إيديولوجية فجة بدون أدنى اعتبار للحقائق واحترام عقول الناس.

ولكن مصدر الإعجاب الفعلي هو في الإبداع الذي يحمله هؤلاء السياسيين والمثقفين، والذي يتميز برؤية طويلة الأمد لخطة الدفاع عن الأنظمة القومية الثورية. وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة توجها جديدا لهؤلاء الإعلاميين والسياسيين يتمثل في توجيه التهم للرئيس الضحية رفيق الحريري نفسه، وهي تهم بدون أدلة ولا حقائق كالعادة. والهدف منها واضح تماما وهو محاولة رد التهمة على الحريري وتقديم مبرر لعملية "اغتياله" قبل أن تنكشف الحقائق حول التفاصيل المرتبطة بالجريمة، وذلك في خطوة استباقية في حال أظهرت الحقائق الجديدة وجود تورط فعلي لبعض رموز الأمن السوري أو رجاله في لبنان بهذه الجريمة.

التهم الموجهة للحريري حسب الذمة الواسعة للسياسيين والإعلاميين المؤيدين لسوريا هي أن الرجل كان ينفذ "مخططا صهيونيا" للضغط على سوريا وإجبارها على التراجع عن دورها الإقليمي المؤثر في المنطقة، وذلك بالتعاون مع "الجهات اللبنانية الإنعزالية" عن طريق قيام الحريري بتجميع "الطائفة السنية" في لبنان حوله، وبالتالي العمل على "تسنين" سوريا_ أي تحويل نظامها السياسي إلى الطائفة السنية- كما الخطة الأميركية في "تشييع العراق". أما التهم الأخرى فهي تتراوح ما بين "دفع المال" لعبد الحليم خدام وما بين تنفيذ مخططات "فرنسية" ضد الوجود السوري في لبنان.

هذا الوهم مذكور في بعض كتابات الإعلاميين المؤيدين للنظام السوري، وقد وجد طريقه إلى بعض الصحف المحلية عن طريق بعض الزملاء القوميين الثوريين اليساريين...الخ والذين وضعوا الحريري في قفص الاتهام، ليساهموا بذاك في اغتياله مرتين بعد أن صمتوا على جريمة اغتياله المادي ليصنعوا اغتيالا معنويا جديدا له وبدون أي تأنيب ضمير أو إحساس بالمسؤولية الأخلاقية.

أما مصدر التعجب من هذه المواقف فهو باختصار أن كافة الزملاء الثوريين القوميين يقدمون نصائح الصمود والتصدي للنظام السوري ولكنهم يتجاهلون الحل الوحيد المنطقي في هذا السياق وهو قيام العناصر ذات النية الطيبة في سوريا بحملة تطهير لكافة "أفراد العصابة" التي حكمت لبنان بالحديد والنار وساهمت في هذا المد من الجفاء الشعبي الواضح الذي أظهره الشعب اللبناني للوجود السوري. وكذلك التوجه إلى دعم الجبهة الداخلية في سوريا والشعب السوري العظيم الذي يستحق حكومات أقل فسادا ونظاما من الحريات والعمل السياسي المؤسسي الذي يساهم في تمتين الجبهة الداخلية وهي العنصر الأساسي في رد العدوان الخارجي.

نتمنى أن يستمع رموز الحكم في سوريا إلى دعوات أشخاص صادقين مثل عارف دليلة ورياض الترك وغيره من المثقفين الديمقراطيين السوريين والأحزاب والتيارات السياسية مثل الحزب الشيوعي الذين يدعون إلى الحريات الداخلية ويرفضون تماما الاستعانة بالأجنبي، فهؤلاء جميعا أكثر حرصا على المصلحة السورية وعلى مصير سوريا من كل المثقفين والسياسيين القوميين الذين يدافعون عن الدكتاتورية والقمع واضطهاد الشعوب وإسكات الرأي الآخر بحجة مقاومة الإمبريالية والصهيونية وهم الذين عاثوا خرابا في ثقافة الأمة لعدة



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون مكافحة الطبقة الوسطى في الأردن قبل قانون مكافحة الإرها ...
- مراقبة الإنترنت في الأردن: بين حقوق التعبير وتهديد الإرهاب
- بعد بيان الزرقاوي...سقوط نظرية -إبحث عن المستفيد-!
- مواجهة ثقافة الإرهاب تتطلب مناخا من الحريات والمشاركة العامة
- تفنيد الأوهام العشرة المستخدمة لتبرير الإرهاب!
- العراقيون أخوة لنا!
- هل يغسل الدم الأردني الغشاوة عن أعين المتعاطفين مع القاعدة؟
- أخطاء المثقفين والإعلاميين الأردنيين بحق الشعب العراقي
- لو أتيح المجال لذهبت في زيارة إلى أوشفتز!
- الانتخابات العراقية: نحو رؤية الصورة الشاملة!
- بزنس الدعاية الانتخابية العراقية في الأردن!
- المهام المقدسة لبوش والزرقاوي!
- ما هو الإرهاب... في نظر الشارع العربي؟
- الليبرالي الوطني...والليبرالي المعدل وراثيا!
- خزعبلات الديجيتال: هل نحن بحاجة إلى - تسونامي- في العقل العر ...
- الضحايا 80 ألف شخص وألف سائح!
- البنتاجون يعترف أخيرا: العرب يكرهون سياساتنا، لا حريتنا!
- ملاحظات -ليبرالية- حول بيان الليبراليين العرب
- روسيا تنقذ كيوتو: التزام بيئي أم انتهازية اقتصادية- سياسية؟
- عندما تصل المشاكل إلى هولندا..!!


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - المرحلة القادمة في الخطاب -القومي الثوري-: إيجاد مبرر لاغتيال الحريري!