أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - بزنس الدعاية الانتخابية العراقية في الأردن!














المزيد.....

بزنس الدعاية الانتخابية العراقية في الأردن!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 11:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


النقاش الحاد الذي يسود الأوساط السياسية والإعلامية الأردنية حول الترويج للدعاية الانتخابية العراقية- الأميركية المشتركة في الأردن ينطلق من معتقدات الموقف السياسي الأردني الشعبي العام المعارض للاحتلال الأميركي، ولكنه في كثير من الأحيان يتجاهل حقيقة رئيسية في هذا الحدث، وهي أن السماح بالترويج للدعاية الانتخابية العراقية هو قرار اقتصادي يرتبط بالبزنس بالدرجة الأولى، ومصالح الأردن الاقتصادية على المدى الطويل مع الحكومة العراقية، أيا كانت في العمق الاقتصادي العراقي المهم!
من الناحية السياسية فإن موقف الأردن السياسي الرسمي أوضحه الملك بدون مواربة في الكثير من تصريحاته، وهو دعم الانتخابات العراقية، ودعوة السنة في العراق للمشاركة فيها للحفاظ على حقوقهم السياسية، واعتبار الانتخابات خطوة سياسية على طريق الاستقلال والتحرر من الاحتلال. وقد مثل هذا الموقف الملكي دعما قويا لدور الحكومة والقطاع الخاص في التعامل مع المستجدات العراقية، كما أن موقف الملك والحكومة لم يصادر الرأي الآخر المعارض للانتخابات.
أما الاتجاهات الرافضة للدعاية الانتخابية العراقية فهي تنطلق من آراء إيديولوجية وسياسية في معظم الحالات، حيث ترفض الانتخابات باعتبارها وسيلة لترسيخ الاحتلال وإقامة حكومة عميلة له، أو أنها- في الإطار العقائدي الداعي إلى الفتنة- تهدف إلى تحجيم دور السنة وإعطاء السيطرة السياسية للعراق، وهذا ما يعبر عنه بامتياز ووضوح تيار الزرقاوي والتعصب السلفي. ولكن مشكلة هذا التيار الرافض للانتخابات أنه يدعي تمثيل الشعب العراقي أيضا، حيث لا تخلو بيانات الأحزاب وتصريحات معظم النواب والزملاء الكتاب من عبارات مثل " ويتفق الشعب العراقي وقواه الوطنية على رفض الانتخابات" أو " القوى الوطنية العراقية تقاطع الانتخابات والقوى الداعمة للاحتلال تؤيدها"، ومثل هذا التعميم وإدعاء النطق بلسان العراقيين عادة مكتسبة لدينا في الأردن منذ أيام التغني ببطولات القائد صدام حسين وحب الشعب العراقي الأبدي له!
لا شك أن هذا المجال الكبير من الحرية للدعاية الانتخابية العراقية في الأردن يثير الإشكال. هذه هي المرة الأولى التي يسمح فيها الأردن بنشاط انتخابي عربي على أراضيه، فنحن أيضا لدينا جالية مصرية والكثير من الأخوة اللبنانيين واليمنيين ولكننا لم ندعم يوما "تسهيل" قيام الأشقاء بواجبهم الانتخابي، أو نفتح لهم مراكز اقتراع. ومع أن الحكومة لم تدعم طرفا على آخر في الانتخابات إلا أن يافطات التأييد لإياد علاوي أصبحت في كل الأردن مما يعطي إشارة واضحة إما لثراء دعاية علاوي الانتخابية، أو لوجود قرار سياسي بتسهيل الترويج لقائمته.
ولكن النقطة المفصلية هي أن الانتخابات العراقية ممولة جيدا، وهي مصدر مالي ممتاز لتحريك قطاعات كبيرة في مجالات الدعاية والإعلان والتنظيم، وهذا الضخ المالي هو بمثابة استثمار في الاقتصاد الأردني، قد يكون محدودا بطبقة معينة ولكنه في النهاية نشاط اقتصادي بامتياز، قبل أن يكون سياسيا.
من الواضح أن هناك قرار أردنيا استراتيجيا بتعظيم استفادة الاقتصاد الأردني من كل النشاطات المرافقة لإعادة الإعمار في العراق، سواء عن طريق تدريب الشرطة أو المؤسسات العراقية المختلفة، أو فتح أسواق جديدة أو تسهيل المعاملات التجارية العراقية وأخيرا تسهيل الدعاية الانتخابية، وهذا التخطيط "الاستراتيجي" الاقتصادي لعلاقة الأردن مع العراق لا يختلف أبدا في أبعاده الأخلاقية مع العلاقة مع النظام السابق، فهناك كنا نتعامل مع نظام قمعي نهب موارد شعبه وعذب المواطنين، وهنا نتعامل مع احتلال وحكومة مؤيدة له.
الترويج للدعاية الانتخابية العراقية بزنس منتشر ومفيد في الأردن، وكل الموضوع يتم تطبيقه في إطار اقتصادي بحت ولكن النقاش الحاد حوله يرتبط بالسياسة، وهو نقاش بيزنطي ليست فيه حقيقة مطلقة لأن الأمر لا يتعلق برؤية الأردنيين بل العراقيين، وإذا كان 11 ألفا فقط من العراقيين في الأردن قد سجلوا للتصويت، فهذه هي الإشارة الأكثر مصداقية لموقف العراقيين في الأردن من الانتخابات، وإن كان العراقيون في الأردن لا يمثلون عينة شاملة للشعب العراقي نظرا لتعاطفهم مع النظام السابق.

نشرت هذه المقالة في صحيفة الدستور الأردنية يوم الأربعاء 26-1-2005



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهام المقدسة لبوش والزرقاوي!
- ما هو الإرهاب... في نظر الشارع العربي؟
- الليبرالي الوطني...والليبرالي المعدل وراثيا!
- خزعبلات الديجيتال: هل نحن بحاجة إلى - تسونامي- في العقل العر ...
- الضحايا 80 ألف شخص وألف سائح!
- البنتاجون يعترف أخيرا: العرب يكرهون سياساتنا، لا حريتنا!
- ملاحظات -ليبرالية- حول بيان الليبراليين العرب
- روسيا تنقذ كيوتو: التزام بيئي أم انتهازية اقتصادية- سياسية؟
- عندما تصل المشاكل إلى هولندا..!!
- ما هي -القيم الأخلاقية- في المجتمع الأميركي ؟
- صورة للذكرى...من الإنتخابات الأميركية
- -المستنقع العراقي- ليس بعيدا عن الأردن!
- هل أصبح الجهاد...ضد النساء الآن؟
- تركيا على أبواب النادي الأوروبي
- تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
- أخلاق
- الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!
- الإرهاب ومستقبل العرب والمسلمين في الغرب
- الفقر برئ من الإرهاب!
- -قراءة في نظرية -إبحث عن المستفيد


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - بزنس الدعاية الانتخابية العراقية في الأردن!