أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - -المستنقع العراقي- ليس بعيدا عن الأردن!














المزيد.....

-المستنقع العراقي- ليس بعيدا عن الأردن!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1003 - 2004 / 10 / 31 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتحمس الكثير من الإعلاميين والسياسيين في الأردن والعالم العربي لفكرة سقوط الولايات المتحدة في ما يسمونه "المستنقع العراقي"، أي تعرض الجيش الأميركي للضربات الموجعة من المقاومة العراقية وفشلها في استمرار احتلال العراق، وعجز الحكومات العراقية المتعاقبة والأحزاب السياسية العراقية المختلفة عن إحداث نوع من الأمن في بلاد الرافدين.
ويتمنى الكثير من الزملاء، للأسف استمرار الفوضى والانفلات الأمني في العراق، وتطور اشكال المقاومة العراقية ويتحمسون لعمليات الخطف والقتل على اعتبار أن كل ذلك يؤكد فشل المشروع الأميركي في العراق خاصة في النواحي الأمنية وأنه خطوة نحو التحرير من الاحتلال الأميركي كما يطيب للكثيرين من أنصار صدام حسين أن يقولوا بأن الأوضاع في العراق زمن صدام أفضل منها زمن الوجود الأميركي.
والواقع أنني أيضا اشارك الزملاء الابتهاج بسقوط الولايات المتحدة في أي مستنقع سياسي أو عسكري، وأتمنى فشل مشروع الاحتلال الأميركي للعراق، ولكن علينا أن نعلم بأن هذا المستنقع لا يقع في حوض الأمازون على بعد مئات آلاف الكيلومترات من بيوتنا ودولنا، بل يقع قريبا جدا وأن معظم ضحايا هذا المستنقع ليسوا من الأميركيين بل من الشعب العراقي وهم أخواننا. والأهم من ذلك أن هذا "المستنقع" السياسي والعسكري والفكري بات يشكل ايضا خطرا داهما لا على الولايات المتحدة فحسب بل على كل المنطقة وشعوبها بطريقة شبيهة تماما بالنموذج الأفغاني.
قبل عقود عمت السعادة العرب والمسلمين بسقوط الجيش السوفييتي في مستنقع أفغانستان، وخروج هذا الجيش ذليلا من بلاد "الإسلام" نتيجة حشد عشرات الآلاف من المقاتلين العرب بدعم الاستخبارات الأميركية. ولكن ما خلفه الانسحاب السوفييتي وراءه كان اشد فظاعة وبشاعة، فقد انتشر مد الإرهاب وايديولوجيا القتل الديني والتطرف والتخلف في كل أرجاء العالم الإسلامي، وأصبحت كل المجتمعات العربية والإسلامية تقريبا تدفع ثمن التجربة الأفغانية وهي التي على بعد آلاف الأميال مكانا ولكن في قلب العالم الإسلامي فكرا.
وما يحدث في العراق يبدو مماثلا لأن السياسة الأميركية الغبية تحدث الدمار في المنطقة مرة أخرى. في التجربة الأفغانية قدمت الولايات المتحدة "هديتها" للعالم بأسره من خلال بناء جيش المجاهدين لمحاربة الكفر الشيوعي، ولكن الفكر التكفيري ارتد عليها وعلى كل المجتمعات العربية. وفي استباحتها للعراق، واحتلال موارده وقتل أطفاله ونسائه وشيوخه خلقت الولايات المتحدة جيلا جديدا من المتطرفين والحاقدين بدأ الآن في حربه العنيفة ضد الوجود الأميركي في العراق ولكنه يخلق أيضا نذر مثيرة للقلق لفكر عنيف وتكفيري لا يجد أدنى غضاضة في خطف وقتل الأبرياء من جنسيات عربية وإسلامية وأخرى غير مشاركة في غزو العراق، وهو فكر وجد في العراق الساحة الأمثل للعمل والتنظيم قبل الانطلاق إلى الدول العربية المجاورة.
لا أحد منا يرغب في بقاء الولايات المتحدة في العراق، والكل يريد رحيلها منكسرة مهزومة حتى لا تكرر هذه الجريمة في دول أخرى، ولكن في نفس الوقت فإن مصلحة الدول والمجتمعات العربية كلها، باستثناء القلة المتطرفة من الأصوليين هي في استعادة العراق لأمنه واستقراره ووحدته بسرعة وعدم تحول أرض العراق إلى ساحة تجنيد لشباب سوف يزرعون القنابل ويطلقون الرصاص في كل العواصم العربية لاحقا.
نفهم حماسة العرب والمسلمين لتنظيمات المقاومة العراقية التي تحارب الاحتلال الأميركي ولكن ليس إلى حد الاحتفال "باستشهاد" قيادات في تنظيمات أصولية مثل مساعد أبو مصعب الزرقاوي وةهي قيادات كانت تعمل على ارتكاب عمليات إرهابية في قلب عمان تتسبب في إزهاق أرواح الابرياء. ونفهم تماما المطالبة بدعم المقاومة العراقية ضد الاحتلال ولكن ليس كل أنواع هذه "المقاومة" وخاصة تلك التي تقتل وتخطف وتزرع القنابل العشوائية وتزهق أرواح العراقيين لأن هؤلاء سوف يأتون إلينا نحن فور انتهاء مهمتهم في العراق!
المسؤولية العربية الأخلاقية تقتضي مساعدة الشعب العراقي على تحقيق الأمن والاستقرار وحماية المجتمع العراقي من الإرهاب والعنف والفكر التكفيري لأن تحرر العراق من الاحتلال الأميركي يجب أن يؤدي إلى دولة عراقية مستقلة ومستقرة وتحجيم وجود التنظيمات الإرهابية، وألا تؤول الأمور إلى الفوضى كما في حالة أفغانستان، ودعم تطور المؤسسات العراقية الوطنية يعتبر عنصرا هاما ليس فقط في إزالة الاحتلال الأميركي بل أيضا في حماية أنفسنا وبلادنا من الفكر التكفيري العنيف الذي يجد في العراق بقعة مناسبة للإزدهار والانقضاض على المجتمعات العربية، وهذه ليست مبالغة ولكن التاريخ أفضل شاهد وعلى الجميع استيعاب الخطر الداهم والتحلي بالذكاء الكافي لتمييز الخطر الكبير الذي سيدمر أمن المجتمعات العربية ومنها الأردن في حال استمر العراق مكانا لتجمع الإرهابيين من مختلف الجنسيات
العربية.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أصبح الجهاد...ضد النساء الآن؟
- تركيا على أبواب النادي الأوروبي
- تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
- أخلاق
- الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!
- الإرهاب ومستقبل العرب والمسلمين في الغرب
- الفقر برئ من الإرهاب!
- -قراءة في نظرية -إبحث عن المستفيد
- الثاني عشر من أيلول 2004: لا نزال ندافع ولكننا نخسر
- كيف يتعامل الضمير العربي والإسلامي مع الجرائم بحق الآخرين؟
- إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟
- الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين ...
- رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!
- عندما يصبح الإصلاح وهما عربيا!
- صفقة إدانة قتل المدنيين الإسرائيليين مقابل تخفيف ضغوطات الإص ...
- ماذا بعد رفض -الإصلاح- من الخارج؟
- -القاعدة- هي التي تقود أخطر حملة على الإسلام!
- مشروع الشرق الأوسط الكبير
- غزة وبغداد...جرائم متماثلة ولو اختلف الفاعلون!
- لا يرغبون بنا...فلماذا نسافر إليهم؟


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - -المستنقع العراقي- ليس بعيدا عن الأردن!