أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باتر محمد علي وردم - الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين؟














المزيد.....

الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين؟


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 10:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


رائعة جدا هذه الموجه من الرفض والإدانة التي أطلقتها قوى ومؤسسات وتنظيمات عريبة وإسلامية ومثقفين وإعلاميين ضد جريمة خطف الصحفيين الفرنسيين في العراق من قبل عصابة تسمى نفسها "الجيش الإسلامي"، والتي كانت قد خطفت وأعدمت صحفيا ايطاليا قبل ذلك بأيام.
نحن سعيدون بهذه الإدانات الواضحة الصادرة عن مؤسسات سياسية ودينية إسلامية في العراق، وفرنسا وكل العالم العربي. وحتى جبهة العمل الإسلامي في الأردن اصدرت وللمرة الأولى بيانا واضحا ضد حادثة الخطف وناشدت الخاطفين إطلاق سراح الرهينتين، كما أن الأبطال الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية المضربين عن الطعام تجاوزا محنتهم الذاتية وناشدوا الخاطفين أيضا إطلاق سراح الصحفيين.
للمرة الأولى يعرب العالم العربي والإسلامي، وخاصة التنظيمات السياسية الإسلامية عن الرفض الواضح والصريح لخطف الأبرياء، وهذه مرحلة انتقالية هامة جدا لأنها أول إدانة صريحة ضد خطف المدنيين تصدر عن تيارات غير رسمية، مما يعطي مؤشرا على وجود "صحوة ضمير" فعلية في العالم العربي والإسلامي ضد الاعتداء على الأبرياء وخطف المدنيين بإسم الإسلام.
ولكن من المهم أن نتعمق في دوافع هذه الموجة من الإدانة، وأن نسأل بعض الأسئلة الصريحة. فهل هذا النشاط من التيارات الإسلامية في العالم العربي نابع من قيم أخلاقية شمولية ترفض تعريض المدنيين للقتل والخطف للضغط على حكوماتهم لتغيير سياساتها، بشكل مطلق وشامل، أم أن هذه الموجة من الرفض سببها التعاطف العربي والإسلامي الكبير مع فرنسا بالذات بسبب مواقفها السياسية الداعمة للحقوق العربية ورفضها غزو العراق ومواجهتهاى السياسية المباشرة لإسرائيل وسياسات شارون؟
بمعنى آخر، هل ترفض التيارات الإسلامية خطف الصحفيين الفرنسيين وتطالب بإطلاق سراحهم تعبيرا عن الشكر لمواقف الحكومة الفرنسية، بينما تسكت على خطف وقتل صحفي إيطالي لأن الحكومة الايطالية توافق على الغزو، علما بأن مليون ايطالي خرجوا تنديدا بالحرب في شوارع روما؟
وبنفس المعنى، هل ترفض التيارات الإسلامية العربية خطف الصحفيين الفرنسيين رغبة في الحفاظ على العلاقة الفرنسية-العربية المتميزة وذات التأثير الكبير في السياسة العالمية، بينما تسكت على قتل 12 سائق نيبالي على اعتبار أن دولة نيبال لا وزن سياسي لها في الساحة العربية والدولية؟
أتمنى أن لا يكون ذلك صحيحا، لأن الموقف الأخلاقي الحقيقي هو أن ترفض التيارات الإسلامية كل أنواع خطف وقتل الأبرياء من المدنيين ومن كل الجنسيات، أما إذا كان رفضنا مخصص فقط للصحفيين الفرنسيين فهذا وللأسف يتضمن نوعا من النفاق والعنصرية غير مقبولين ابدا، وربما يكون ذلك أسوأ حتى من السكوت على كل الجرائم!
نريد موقفا عربيا وإسلاميا واضحا وشاملا من جرائم الخطف والمساومة السياسية على أرواح الأبرياء، ونريد أن نرى الاحتجاجات والبيانات الرافضة والجهود الحقيقية لتأمين حماية كل المخطوفين سواء كانوا فرنسيين ام ايطاليين أم أتراك أم نيباليين وحتى الأميركيين أيضا إذا كانوا من المدنيين الأبرياء مثل الصحفيين.
ستبكي عائلات القتلى النيباليين على ابنائهم الذين قتلوا بدون ذنب اقترفوه بحق العرب والمسلمين بعد أن أتوا إلى المنطقة للحصول على رزقهم في دول أخرى غير العراق، كما بكت عائلات سائقين أتراك وهنود، وهؤلاء هم ايضا أشخاص أبرياء لهم نفس القيمة في الحياة مثل الفرنسيين أو الأميركيين، ونحن إذا نظرنا للنيباليين والهنود بقيمة اقل من غيرهم فهذا يعتبر سلوكا عنصريا مماثلا تماما لما يقوم به الغرب تجاه العرب والمسلمين وعدم الاهتمام بقيمة حياتهم.
إذا كان موقفنا من خطف الفرنسيين موقفا شاملا وعاما ضد كل حالات الخطف فهذا موقف رائع نفخر به، أما إذا كان مخصصا فقط للفرنسيين بسبب مواقف سياسية متميزة فإن ذلك وبكل صراحة يعتبر نفاقا سياسيا وعنصرية وموقفا غير أخلاقي بالرغم من أنه يطالب بالحفاظ على حياة الأبرياء، لكنه في العمق يرتبط بحسابات سياسية ضيقة!



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!
- عندما يصبح الإصلاح وهما عربيا!
- صفقة إدانة قتل المدنيين الإسرائيليين مقابل تخفيف ضغوطات الإص ...
- ماذا بعد رفض -الإصلاح- من الخارج؟
- -القاعدة- هي التي تقود أخطر حملة على الإسلام!
- مشروع الشرق الأوسط الكبير
- غزة وبغداد...جرائم متماثلة ولو اختلف الفاعلون!
- لا يرغبون بنا...فلماذا نسافر إليهم؟
- هل هناك مجتمع معلومات في العالم العربي؟
- تعقيبا على -الاتجاه المعاكس-: المثقف الذي يقبل رشاوى الأنظمة ...
- الإصلاح العربي...من دافوس!
- قائمة كوبونات النفط تسبب صدمة أخلاقية في الأردن!
- متى تطالب الدول النامية -بالمديونية البيئية- من الدول الصناع ...
- عندما تصبح أجهزة الحاسوب مصدرا للموت والمرض!
- جوائز أسوأ الشركات تأثيرا على البيئة لعام 2003
- الشيطان ضحية البشر
- رموز الجهل والسخافة في الفضائيات العربية
- أهم أحداث العلوم والتكنولوجيا للعام 2003
- لهذه الأسباب لن اشارك في مسيرة تأييد المقاومة العراقية في عم ...
- العولمة وتدمير البيئة


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مواطن بتهمة ابتزاز قاصرين على شبكات الت ...
- ما هي مطالب طلاب الجامعات الأمريكية بخصوص الحرب في غزة؟
- عشرات الملايين يستخدمون تطبيق واتساب سرا في الدول التي تحظره ...
- بسبب دعمه لحماس على تطبيق واتساب.. ضابط شرطة بريطاني يواجه ت ...
- ترمب يستغل توقف محاكمته لاستئناف حملته الانتخابية
- تركيا تعتقل 41 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بتنظيم -داعش-
- قراءة في المتن على هامش -انتفاضة الجامعات الأميركية-
- صحف عالمية: نتنياهو تائه وكمين إستراتيجي ينتظره برفح
- ما سيارات أشهر وأهم الشخصيات في عالم التقنية الآن؟
- محكمة إسرائيلية ترفض التماسا للأسير مروان البرغوثي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باتر محمد علي وردم - الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين؟