أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - رموز الجهل والسخافة في الفضائيات العربية














المزيد.....

رموز الجهل والسخافة في الفضائيات العربية


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 717 - 2004 / 1 / 18 - 05:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عملية تنقل لبعض القنوات الفضائية يمكن للمشاهد العربي العادي أن ينتقل ما بين نانسي عجرم وعبد الباري عطوان وعمرو خالد وميشو شو خلال دقيقة واحدة، ويبدو للوهلة الأولى أن هناك تناقضا كبيرا بين هؤلاء وما يقدمونه على شاشات الفضائية وأن هذا التناقض والتباين مؤشر صحي على تعدد المشارب الفكرية، ولكن في الواقع فإن هناك قاسما مشتركا ما بينهم جميعا وهو نشر الجهل والسخافة والكذب بين الناس.
القنوات الفضائية العربية ليست إلا مهرجانات للسخافة، وباستثناء القنوات المتزنة والعقلانية والتي تحترم مشاهديها، وأركز هنا على قنوات العربية والمنار والمستقلة والعالم وأبو ظبي سابقا فإن كل ساحات البث الفضائي العربي هي ساحات للتفاهة والسخافة والجهل.
تمثل نانسي عجرم ومثلها هيفاء وهبي وإليسا رموز الجهل والسخافة في الفن، فهؤلاء الفتيات الخاضعات لعمليات التكبير والشد واللصق والسليكون ليسوا إلا عارضات أجساد يخاطبون الغرائز الجنسية لدى المشاهدين بفن هابط وأداء هابط  واستغلال لكرامة المرأة وتحويلها إلى سلعة تجارية رخيصة. ولكن الشئ الذي لا يمكن احتماله هو تلك المقابلات الصحافية مع مطربين هابطين مثل نانسي عجرم وغيرها والتي تستغرق ساعات طويلة وتتضمنها أسئلة سخيفة وتافهة عن نوع العطور والملابس وماذا يعني الحب ومن ثم انتقاد فن أم كلثوم وعبد الحليم بينما لا يحظى أي مثقف منطقي ومستنير في العالم العربي بربع هذا الوقت.
عبد الباري عطوان رمز آخر من رموز نشر الكذب على الناس، والتجارة بدماء ضحايا الاحتلال والقمع والدكتاتورية والترويج لثقافة الجهل وملاحقة الأساطير والخرافات وقد أصبح بمثابة محامي الدفاع عن أسامة بن لادن وصدام حسين في الفضائيات فكلما تم عرض شريط جديد لبن لادن أو خبر هام عن صدام يتم الاتصال به لتوزيع تهم الخيانة والعمالة والضحك على المشاهدين بالشعارات الفارغة. ومثله يوجد العشرات من محترفي الكذب والصوت العالي وغياب العقل والمنطق.
عمرو خالد ظاهرة هامة جدا ورمز لنشر الجهل المنبثق من القصص التاريخية والدينية. الرجل يتمتع بكاريزما مثيرة، على الأقل بالنسبة لكثير من الناس لأنني شخصيا لا أطيق مجرد سماع صوته ويمكن أن أنهي أية زيارة لأقاربي إذا  بدأوا يستمعون إليه على الشاشة! وهو يستغل هذه القدرة الشخصية بالمتاجرة بالدين ورمي الشباب العربي في متاهات التخلف والإحباط والانعزالية. كل هذه القصص التي يختارها بعناية عن تاريخ الصحابة والرموز الإسلامية تجعل المستمع إليها يعتقد بأن هؤلاء الأشخاص منزهون عن الخطأ وأنهم قديسين وملائكة ولا يمكن لأي شخص يعيش في العالم العربي حاليا أن يصل إلى مستواهم الأخلاقي وهذا ما يجعل جميع أتباعه يحسون بالإحباط والضعف. ولكن الذي لا يذكره عمرو خالد أن نفس هؤلاء الأشخاص، ومن نفس المصادر التاريخية كانوا يكذبون ويغشون ويسرقون ويزنون ويقتلون ويمارسون كل أنواع الموبقات وكانوا بشرا عاديين تماما بل أن الكثير من العرب والمسلمين الآن يملكون صفات وسجايا أخلاقية أفضل بكثير من  الشخصيات التي يذكرها عمرو خالد في محاضراته والذي يحاول أن يعطي انطباعا بقداسة هؤلاء الأشخاص.
ميشو شو، برنامج تلفزيوني من قناة المستقبل اللبنانية يقدمه مذيع إسمه ميشيل قزي يمتلك هو الآخر شخصية وموهبة كاريزمية عجيبة، ولكنه ثقيل الدم جدا ومع ذلك تجد ملايين من الشباب العربي يحضرون برنامجه ويعتبرونه نموذجا بل أن جولته على المدن العربية عام 2002 جلبا له حضورا بمئات الآلاف لا يحلم به اي عالم أو سياسي أو مثقف عربي موهوب، وكل هذا الجري وراء السخافة يمثل ظاهرة مرعبة عن توجه الشباب العربي إلى الجهل في ظل سيادة القمع وغياب الحريات السياسية في العالم العربي.
كل هذه الرموز التي تدمر المشاهد العربي يجب دراستها بعناية لأنها تشكل خطرا هائلا على العقل العربي أكبر بكثير من خطر الاحتلال والصهيونية لأن هذا يمثل تدميرا من الداخل ستكون آثاره مستمرة ووخيمة على مدى السنوات.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهم أحداث العلوم والتكنولوجيا للعام 2003
- لهذه الأسباب لن اشارك في مسيرة تأييد المقاومة العراقية في عم ...
- العولمة وتدمير البيئة
- أساليب النفاق والخداع التي يستخدمها الإسلاميون في قضية الحجا ...
- التركيب البيوسايكولوجي لعقل الإنسان يرفض كل النظريات الشمولي ...
- التركيب البيوسايكولوجي لعقل الإنسان يرفض كل النظريات الشمولي ...
- مؤسسة رامسفيلد السرية لاستفزاز الإرهابيين!!
- مفاعل ديمونا...محرقة الشرق الأوسط النووية القادمة
- ثورة المعلومات تغير أنماط العمالة في العالم
- أمنية العام الجديد: تحرير صدام وتنصيبه زعيما على الأمة العرب ...
- متى نتخلص من نظرية المؤامرة ونصارح أنفسنا بالواقع؟
- القضايا العشر التي تحدد مستقبل التنمية في العالم
- بوش وبلير والديمقراطية الليبية!
- ما هي الدولة العربية الناجحة؟
- كارثة الإنفاق العسكري في العالم العربي
- زعيم العصابة الأكبر إذ يصفي منافسيه!
- مواطنون عراقيون...لا شيعة ولا أكرادا!
- إلى نقابة المحامين الأردنية: هل قرأتم لائحة الاتهام؟
- الشعوب العربية تريد الديمقراطية لنفسها والدكتاتورية للعراقيي ...
- العرب والمسلمون: معايير مزدوجة في تقدير قيمة الحياة الإنساني ...


المزيد.....




- تتمتع بمهبط هليكوبتر وحانة.. عرض جزيرة في ساحل اسكتلندا للبي ...
- خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط ...
- فيديو.. الشرطة الأميركية تباشر بتفكيك احتجاج مؤيد للفلسطينيي ...
- مزيد من التضييق على الحراك الطلابي؟ مجلس النواب الأمريكي يقر ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34596 قتيلا ...
- الجيش الأوكراني يحقق في أسباب خسائر كبيرة للواء رقم 67 في تش ...
- مسافر يهاجم أفراد طاقم طائرة تابعة لشركة -إلعال- الإسرائيلية ...
- الكرملين يعلق على مزاعم استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية ضد ...
- بالفيديو.. طائرات عسكرية تزين سماء موسكو بألوان العلم الروسي ...
- مصر.. -جريمة مروعة وتفاصيل صادمة-.. أب يقتل ابنته ويقطع جثته ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - رموز الجهل والسخافة في الفضائيات العربية