أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - زعيم العصابة الأكبر إذ يصفي منافسيه!














المزيد.....

زعيم العصابة الأكبر إذ يصفي منافسيه!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 695 - 2003 / 12 / 27 - 07:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن وصل جورج بوش إلى البيت الأبيض في كانون الأول 2000 من خلال 537 صوتا إضافيا منحه إياها شقيقه حاكم فلوريدا، تضاف إلى اصوات آلاف الأميركيين العرب التي منحوها بشكل أهوج إلى بوش نكاية "بيهودية" ليبرمان نائب المرشح الديمقراطي آل غور، تحولت العلاقات الدولية في عهد الإدارة الأميركية إلى ما يشبه سلسلة تصفية حسابات لعصابات المافيا، وبات واضحا أن الرئيس بوش يلعب دور عراب المافيا، الذي يقضي على منافسيه الأقل شراسة وقوة حتى تخلو له الساحة تماما.
من يحكم البيت الأبيض الآن هم أقرب إلى عصابة منها إلى سياسيين محترمين، وهذا ليس قولي أنا حتى لا يؤثر ذلك على حسن العلاقات بين الأردن والولايات المتحدة! هذا قول العديد من الأميركيين ومنهم مايكل مور في كتاب رجال بيض أغبياء وكذلك ثلاثة أرباع الشعب الأميركي قبل أن يقوم بن لادن وتنظيم القاعدة بالحماقة الشنيعة التي جعلت من جورج بوش بطلا قوميا أميركيا بدلا من أن يكون مصدرا للنكات والسخرية حتى تنتهي ولايته كما كان منذ يناير حتى سبتمبر المشؤوم من عام 2001.
ومنذ سقوط الأبراج في نيويورك سقطت كل القوانين الدولية وكل الأعراف والمعاهدات ولم يعد هناك مكان إلا للقوة العنجهية العمياء، وإنطلق عراب البيت الأبيض ومعاونيه، بعقلية إشبه بعقلية المافيا من عقلية قائد أكبر دولة في العالم ليقوم بتصفية كل منافسيه، ومعظمهم في الواقع هم أيضا زعماء عصابات أكثر من قادة دول.
وحتى أكون منصفا فإن الدولة الوحيدة التي صنفها بوش في قائمة أعدائه والتي يحكمها نظام سياسي حقيقي منتخب من الناس ويهتم بمصالح شعبه هي ايران، أما باقي الأنظمة التي تسيطر على هذه الدول فهي ليست أكثر من عصابات صغيرة، حرقت ودمرت وسرقت وانتهكت كل القوانين في بلادها وأصابها الغرور إلى درجة المماحكة مع زعيم العصابة الأكبر.
في الواقع لا يوجد ما هو مختلف ما بين بوش وديك تشيني وكوندوليزا رايس ودونالد رامسفيلد ورتشارد بيرل وما بين صدام وعدي وقصي وبرزان وسبعاوي ووطبان وعلى الكيماوي وما بين الملا عمر وبن لادن والظواهري. لا يوجد بينهم أي فرق لأن كل منهم يخدع الناس بالشعارات والأكاذيب ويحاول استثمار العواطف القومية والدينية لتحقيق الأهداف والمصالح الخاصة، ولكن أحدا منهم لم يعمل لمصلحة بلده أو أمته يوما ما.
 جماعة جورج بوش تخدم مصالح المجمع الصناعي العسكري واللوبي الصهيوني وشركات النفط وتضرب بعرض الحائط كل مصالح الولايات المتحدة في العالم كما أن أفرادها لديهم رصيد هائل من الفساد المالي والسياسي وانتهاكات حقوق الإنسان والعنصرية بنفس الوقت الذي تخدع فيه الأميركيين والعالم بالكلام المعسول عن الديمقراطية والحريات. أما جماعة تكريت في حزب البعث في العراق فقد استولت على السلطة في بلد عظيم في غفلة من الزمن وحولت موارد العراق إلى مزرعة للعائلة ووزعت الرشاوى والفساد داخل وخارج العراق لكسب التأييد وانتهكت حقوق الإنسان وقتلت عشرات الآلاف من العراقيين في المقابر الجماعية وزجت بالبلد في حروب عبثية أضاعت ثلاثين سنة من عمر العراق وخدعت ملايين العرب بشعارات القومية والصمود والبطولة. ونفس الوصف ينطبق على عصابة الطالبان التي حكمت أفغانستان ومارست حكما إرهابيا قمعيا متخلفا أعاد البلاد إلى القرون الوسطى وبنت اقتصادا كاملا مبنيا على المخدرات والإرهاب والقتل.
أية عصابة تتسلم الحكم في دولة ما، وأولها الولايات المتحدة تبدأ بتنفيذ ثلاث خطط أساسية للاحتفاظ بالسلطة. الخطة الأولى هي إعطاء صلاحيات هائلة للأجهزة الأمنية لممارسة كل أنواع التسلط والقمع للتخلص من خطر الرأي الآخر والمعارضة، والخطة الثانية هي في توزيع الرشاوى والمكافآت والأعطيات والفساد المالي والسياسي لشراء القوى التي يمكن أن تدعم بقاء العصابة في السلطة والخطة الثالثة هي في تطوير جهاز إعلامي كاذب يقوم بتجميل صورة العصابة أمام الجمهور ويلهي الناس بشعارات مثل القومية في حالة العراق، والإسلام في حالة الطالبان والديمقراطية والحرية في حالة الولايات المتحدة للاحتفاظ بشرعية كاذبة للبقاء بالسلطة.
هي كلها عملية تصفية حسابات بين العصابات، وعمليات سطو مسلح على الموارد وخداع للناس المشغولين بالبحث عن أوهام وأحلام وقيم ومبادئ لا يمكن أن تكون موجودة لدى هذه العصابات بل تكون موجودة في دول تحترم حقوق مواطنيها وحرياتهم وتعمل على تنمية الموارد وتحسين حياة البشر والتخلص من الفقر والجهل والوهم وتحقيق الديمقراطية والتقدم العلمي والتكنولوجي، أما كل هذا الكلام الفارغ وشعارات القومية والصمود والديمقراطية ومكافحة الإرهاب فليست أكثر من أكاذيب اخترعتها العصابات المتنافسة حتى تكسب التأييد وتبقى في السلطة. 



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطنون عراقيون...لا شيعة ولا أكرادا!
- إلى نقابة المحامين الأردنية: هل قرأتم لائحة الاتهام؟
- الشعوب العربية تريد الديمقراطية لنفسها والدكتاتورية للعراقيي ...
- العرب والمسلمون: معايير مزدوجة في تقدير قيمة الحياة الإنساني ...
- ردا على ناهض حتر: الخطأ ليس في مضمون رسالة الحزب الشيوعي الع ...
- ضد الاحتلال الأميركي، ودكتاتورية البعث معا!
- فاجعة للثقافة العربية
- العالم في 11 سبتمبر 2003
- كانكون: ولادة مجموعة الثلاثة وعشرين في مواجهة العولمة
- الفيتو الأميركي: واشنطن تخسر وعرفات يكسب
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 3 من 3): المعيار القومي
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني
- الموقف الأردني من العراق ( 1 من 3)- المعيار الأخلاقي
- لو كانت أنا ليند عربية!
- شركة القاعدة-الموساد المتحدة للعمليات الإرهابية!
- جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه
- النزعة الإنعزالية للمثقفين العراقيين
- أدوية الايدز ومخرجات العولمة: أرباح الشركات أهم من حياة المل ...


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - زعيم العصابة الأكبر إذ يصفي منافسيه!