أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - العالم العربي...قوة طاردة للعقول!














المزيد.....

العالم العربي...قوة طاردة للعقول!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 588 - 2003 / 9 / 11 - 03:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفقا لإحصائيات جديدة مثيرة للجامعة العربية أعلن عنها وزير التخطيط الإماراتي، فإن الوطن العربي يسهم بـ 31% من هجرة الكفاءات من الدول النامية، حيث يهاجر 50% من الاطباء و23 من المهندسين و15% من العلماء من مجموع الكفاءات العربية متوجهين الى اوروبا والولايات المتحدة وكندا بوجه خاص، فيما لا يعود 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون بالخارج الى بلدانهم.

ومن أجل تقدير قيمة هذه الخسائر بالأموال المهدورة، فإن الخسائر الاجتماعية العربية من جراء ذلك هي 200 مليار دولار، في حين يشكل الاطباء العرب في بريطانيا وحدها حوالي 34% من مجموع الاطباء العاملين فيها، وتستقطب ثلاث دول غربية غنية هي امريكا وكندا وبريطانيا نحو 75% من المهاجرين العرب.

نعرف تماما بأن العالم العربي ومنذ فترة طويلة يشكل قوة طرد مركزي للعقول النيرة، فالبيئة السياسية والثقافية والاقتصادية وحتى الاجتماعية في العالم العربي لا تحترم العلم والعلماء وأصحاب العقول المفكرة. بل أن عملية التفكير بحد ذاتها تثير ذعر الحكومات في العالم العربي، إلا إذا كان هذا التفكير ينصب في مدح المسؤولين ومطاردة متطلبات الحياة من مأكل ومشرب وملبس.

بطبيعة الحال سيهاجر العلماء واصحاب العقول المستقلة في العالم العربي، ففي الوقت الذي تطلب فيه مغنية هابطة المستوى مثل نانسي عجرم مبلغ مليون دولار لتمثيل فيلم وهي لا تملك ايا من مقومات الفن، وعندما تحصل فيفي عبده في ليلة واحدة من هز البطن على مبلغ يزيد عن مجموع الرواتب السنوية لعالم ذرة مصري يعمل في إشغال دماغه بما هو مفيد فإن الخيار الطبيعي هو الهجرة.

وعندما يحصل مداحو السلاطين، وأصدقاء المسؤولين وأقاربهم على السمعة الطيبة والدعم المادي والمعنوي في العالم العربي على حساب المثقفين المستقلين الأنقياء، وعندما تكفي فتوى واحدة من رجل دين لم يقرأ كتابا أدبيا أو علميا في حياته لهدر دم أو تكفير مثقف مختلف التفكير فإن كل ذلك يعني أن العقول سوف تهاجر إلى حيث يمكن احتضان الإبداع وتقديره.

قد يستغرب الكثير من الناس أن ما نسبته 15% من علماء وكالة ناسا الأميركية وهي أعظم وكالة لأبحاث الفضاء هم عرب،  ولكن هؤلاء تمكنوا في مناخ يحترم المثقف والمبدع من أن يظهروا قدرات عقولهم الفذة بينما تمت محاربتهم ومحاصرتهم في دولهم.

البحث العلمي في العالم العربي ضعيف، ولا يوجد له دعم رسمي حقيقي ومؤثر، والجامعات العربية تحولت إلى تجارة على حساب الطلبة وثكنات أمنية في بعض الحالات، وتجمعات لتعليم الإقليمية والطائفية في حالات أخرى، وتخلى أساتذتها عن الأخلاقيات الأكاديمية لصالح المكسب السريع. والقطاع الخاص لا يعتم بدعم البحث العلمي إلا إذا كان يمثل فائدة اقتصادية للمنتج الخاص بالشركة، أو يساهم في إسباغ شرعية علمية زائفة على بعض منتجاتها وعملياتها، وبخاصة الشركات الملوثة للبيئة.

العلم والتقنية هي من أهم الساحات  التي فشلنا فيها أمام إسرائيل مثلا، فالعرب ينفقون ما معدله 0.14% من الناتج القومي الإجمالي في البحث العلمي، مقابل 2.4% في إسرائيل، أما عن الترجمة والقراءة وصناعة النشر فهي يف أدنى مستوياتها، وأصبح المثقف في العالم العربي مثارا تندر المجتمع والناس باعتباره فقيرا معوزا يضيع وقته في الكتب والمعرفة والعلم الذي لن يفتح بيتا ولن يشتري سيارة، إلا إذا كان يؤدي دورا سياسيا لصالح النخبة الحاكمة.

سيبقى العالم العربي قوة طاردة للعقول ما دامت تغيب فيه الحرية، ويغيب تقدير العلماء والباحثين في اتخاذ القرار، وتتضاءل فيه نسب الإنفاق المالي على البحث، وتصبح فيه مقومات النفاق والوصولية أبرز مزايا النجاح بدلا من العلم والعقل السديد. 



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه
- النزعة الإنعزالية للمثقفين العراقيين
- أدوية الايدز ومخرجات العولمة: أرباح الشركات أهم من حياة المل ...
- تحليل تاريخي لفكرة -حاكمية الله
- جوهر العلمانية: شرعية النص الديني يجب أن تخضع للعقل الإنساني
- لم يحكم المسلمون بما أمر الله طوال التاريخ
- مانفستو العلمانية الإنسانية
- الولايات المتحدة تدمر مصداقية التيار الديمقراطي العربي!
- بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!
- إحبسوا أنفاسكم...هذه ليلة السوبر ستار!
- 51 شركة و49 دولة يشكلون أكبر 100 اقتصاد في العالم
- اعتبار المياه سلعة تجارية انتهاك لحقوق الإنسان
- ابتزاز أميركي جديد للعالم الثالث: إما أغذية معدلة وراثيا وإم ...
- التجربة الناصرية والتجربة -الصدامية- نقيضان!
- المشكلة الأخلاقية في تعامل العرب مع مجلس الحكم العراقي
- أهمية احتضان الشعب العراقي عربيا
- توضيح عن مقالة -مطلوب اعتذار عراقي سريع للأردنيين
- مطلوب اعتذار عراقي سريع وواضح للأردنيين
- مساحة من الهواء النقي
- أسئلة الهزيمة: أين الحرية في العالم العربي؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - العالم العربي...قوة طاردة للعقول!