أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - التجربة الناصرية والتجربة -الصدامية- نقيضان!














المزيد.....

التجربة الناصرية والتجربة -الصدامية- نقيضان!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 561 - 2003 / 8 / 12 - 05:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كاتب أردني

 

أصبت بدهشة كبيرة وأنا أقرأ المانشيت الرئيسي لصحيفة أسبوعية أردنية ناصرية وضعت صورا للرئيس عبد الناصر وصدام حسين وحافظ الأسد وأحمد بن بيلا وتحتها عنوان "شهداء الأمة الأحياء". والواقع أن مثل هذا العنوان يؤشر على أزمة منطق ومبدأ حقيقية لدى التيار القومي العربي ممثلا في هذه الصحيفة، فمجرد وضع صورة الرئيس عبد الناصر إلى جانب صدام حسين والمقارنة بينهما تعني إساءة كبيرة لتاريخ وتراث عبد الناصر الذي تدافع عنه هذه الصحيفة دائما.

هناك فارق كبير وشاسع بين التجربة الناصرية، والتجربة "الصدامية" إن صح التعبير في حكم مصر والعراق، بما لا يدع أي مجال للمقارنة بينهما إلا إذا كان حملة شعار القومية العربية يرون فيهما تماثلا وهذه مصيبة كبرى.

الرئيس عبد الناصر وصل إلى الحكم من خلال حركة ثورية شعبية لها جذورها المنتشرة في كل البيئة الشعبية في مصر، وقد جاءت هذه الثورة ومعها فكرا نهضويا وقوميا ناضجا، كما أن عبد الناصر ورفاقه في الضباط الأحرار تعاملوا بمكارم أخلاق عالية مع الملك فاروق والنخبة السياسية التي كانت معه، ولم ينصبوا لهم المشانق. ولكن صدام دشن عهده بإعدام عشرات الزملاء  والمناضلين  من حزب البعث على شاشات التلفزيون واستمر بعد ذلك في تصفية كل خصومه السياسيين بلا رحمة.

الرئيس عبد الناصر عمل دائما لصالح مصر وشعبها، ووظف إمكانيات وموارد مصر لخدمة سكانها ونهضتها الاقتصادية والثقافية والعسكرية ورفع من قيمة  وشأن الإنسان المصري، بينما وظف صدام إمكانيات وموارد العراق لمصلحة العائلة ودمر المجتمع العراقي وشتت أبنائه في كل أصقاع الأرض ودمر ثقة المواطن العراقي وايمانه بدولته ووطنه إلى حد قبول الاحتلال بديلا عن الحكم العسكري القمعي.

عبد الناصر كان رجلا نزيها عفيفا، عاش في بيت متواضع وكانت سلوكياته مترفعة عن الصغائر، ولم يطلق العنان لأولاده للعبث وتجاوز القوانين وتحقيق المكاسب، بل أن كل الوثائق تؤكد بأنه رفض حتى التوسط لإبنته لدخول الجامعة. أما صدام فقد سلم لأبنيه العابثين مقادير الموارد العراقية فطغيا وتجبرا على الناس وكانت حياتهما نموذجا في ايذاء الآخرين وانتهاك الأعراض والقوانين كما كانت العائلة الصدامية تعيش في قصور باذخة بينما يعيش العراقيون في فقر وإملاق.

عبد الناصر كان زعيما قوميا مفرط الحساسية والمسؤولية تجاه شعبه، وقد قرر التنحي صادقا عن الحكم إثر هزيمة حزيران 1967 وعاد برغبة صادقة من الناس وبقي مهموما بالهزيمة حتى توفي عام 1970. أما صدام فكان يزداد غطرسة بعد كل هزيمة وكارثة، ورفض التنحي عن الحكم لتجنيب بلاده الكارثة والاحتلال وظل متمسكا بالحكم حتى النهاية بالرغم من كل الأخطاء التي ارتكبها.

ومهما كان عبد الناصر فردي النزعة فإنه لم يحفر المقابر الجماعية للآلاف من أبناء شعبه ولم يقمع اي صوت معارض بالحديد والنار، وبقيت سياساته الداخلية لا تختلف كثيرا عن أي نظام حكم عربي أحادي النزعة، وحافظ على الكثير من المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية في مصر بعكس ما حدث في العراق حيث تم  تدمير كل المؤسسات باستثناء المؤسسات الأمنية البعثية التي كانت تقمع الشعب.

من المؤسف حقا أن تتم مقارنة عبد الناصر وتجربته القومية الرائدة بالكارثة التي ألحقها نظام البعث العراقي بكل مكونات الشعب العراقي، ولكن المؤسف أكثر أن يكون الفكر القومي العربي قد وصل إلى هذه المرحلة من اختلاط وتشتت المفاهيم بحيث يضع عبد الناصر وأحمد بن بيلا وصدام حسين في خانة واحدة.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشكلة الأخلاقية في تعامل العرب مع مجلس الحكم العراقي
- أهمية احتضان الشعب العراقي عربيا
- توضيح عن مقالة -مطلوب اعتذار عراقي سريع للأردنيين
- مطلوب اعتذار عراقي سريع وواضح للأردنيين
- مساحة من الهواء النقي
- أسئلة الهزيمة: أين الحرية في العالم العربي؟
- أسئلة الهزيمة: أين الدولة في العالم العربي؟
- وداعا لثقافة الرافدين وأهلا بثقافة الماكدونالدز
- لن تجدوا صدام إلا في أسوأ الكوابيس
- وماذا عن -الفرهود- الأميركي؟
- آسف أيها العراقيون...لم أفرح !!
- الولايات المتحدة كدولة احتلال
- رامسفيلد، علي حسن المجيد والكيماوي الثالث!


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - التجربة الناصرية والتجربة -الصدامية- نقيضان!