أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - أسئلة الهزيمة: أين الدولة في العالم العربي؟














المزيد.....

أسئلة الهزيمة: أين الدولة في العالم العربي؟


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 475 - 2003 / 5 / 2 - 02:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



 

كاتب أردني

بعد هزيمة العام 1967 سئل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عن سبب الهزيمة فأجاب: "هزمنا لأننا كنا نبني سلطة، ولم نقم ببناء دولة".

هذا التقييم من عبد الناصر كان حقيقيا وربما كان من أصدق ما قاله الزعيم المصري الأوحد في لحظة صدق نادرة مع الذات، وهو خير وصف لأسباب الهزيمة العربية. ولكن المشكلة أنه لم يحدث أي جهد للاستفادة من الخطأ الذي أوضحه عبد الناصر، فلا هو شخصيا أمهله القدر أو تملكته الرغبة ليقوم ببناء دولة ويخفف من حدة السلطة، ولا الذين تبعوه في التيار القومي العربي، ومنهم كل الناصريين تمكنوا من أن ينتبهوا لهذه الجملة الذهبية من عبد الناصر، فتاه الحلم القومي العربي في غياهب السلطة والبطش والزنازين والتصفيات، ولم يتم بناء الدولة.

كارثة سقوط بغداد ترتبط بشكل مباشر بما قاله عبد الناصر، بحضور السلطة الطاغي وغياب الدولة. وحتى لو صدقنا مؤيدي النظام السابق الذين قالوا بأن خيانة قادة الحرس الجمهوري سهلت سقوط بغداد فهذا وبكل أسف عذر أقبح من ذنب، ودليل واضح على فشل الدولة. فهذا التبرير يعني أن غياب شخص واحد هو صدام حسين عن الساحة، أدى مباشرة إلى كل هذا الانفلات العجيب وسقوط "المقاومة" مرة واحدة ونهائية وكأن الدافع الوحيد للمقاومة كان الخوف من السلطة القمعية، لا الولاء للدولة ومؤسساتها. وهذا ما تأكد في أعمال النهب والسلب، ففي العراق مثل معظم الدول العربية كانت هناك سلطة مرعبة ولم تكن هناك دولة مؤسسات، وما أن غابت السلطة انهار كل البناء وتحررت الأجساد والعقول الخائفة، وضاعت البوصلة الأخلاقية.

هل نستفيد من الدرس الآن؟ هل ستبدأ الحكومات "القومية" العربية في التخلي عن هاجس السلطة لصالح بناء الدولة، وهل ستتحول "القبائل" العربية من حكم العشيرة إلى حكم الدولة منعا لأي انهيار مقبل في هذا العصر الأميركي؟

هناك  22  "دولة" عربية تملك أعلاما وطنية وحدودا جغرافية ونشيدا ونظاما حاكما، ولكن القليل منها فقط قام بعمل خطوات ملموسة نحو بناء دولة بالمفهوم الصحيح، دولة تكون ملكا لمواطنيها وليست مفروضة عليهم، وتعطي الدور للقانون والمؤسسات أكثر من الحاكم الواحد والحزب الواحد،  دولة تستحق أن يقوم شعبها بحمايتها في وجه التحديات الخارجية والداخلية معا.

الدول العربية هي دائما في مؤخرة ترتيب دول العالم في مجالات التنمية، وباستثناء الطفرة البترولية في مجموعة دول الخليج والنجاح التجاري الاستثنائي للإمارات، فإن معايير ومؤشرات نجاح الدول في العالم العربي بقيت دائما متأخرة، ولا يمكن أن تدعي إلا ثلاث أو أربع دول تحقيق نجاح نسبي في بعض القطاعات يمكن أن يقيم بايجابية في العالم وهي الأردن وتونس ومصر والمغرب بعيدا عن "التنمية النفطية" وهي تنمية استثنائية لا يمكن اعتبارها نموذجا منطقيا في العالم العربي.

ولكن حتى هذه الدول تجد الكثير من المشاكل الداخلية، فالأردن تعاني من طغيان الولاءات الاجتماعية الضيقة والنعرات الإقليمية على مفهوم الدولة، وتونس تعاني من سطوة أمنية لا تجملها التنمية الاقتصادية الناجحة، ومصر تعاني من التباين الهائل في الدخل والتوتر الاجتماعي والمغرب تعاني من مشاكل عميقة في التنمية البشرية الريفية والنسب العالية من الفقر والجهل والأمية، وهذه الدول هي التي تعتبر في المقاييس الدولية الأكثر نجاحا على صعيد الدول العربية غير النفطية.

يمكن لكل الراغبين في إبقاء الرؤوس في الرمال من الإعلاميين والسياسيين العرب الحديث صباح مساء عن تخاذل الجيش العراقي، وعن دور المعارضة العراقية وعن الخذلان العربي ولكن الحقيقة والواضحة أن نظام البعث لم يبن دولة عراقية يدافع عنها مواطنيها، بل بنى سلطة مقيتة عملت ضد شعبها بدلا من دعمه، وهذا الخطأ الفادح توجد مؤشرات لتكراره في الكثير من الدول العربية وهناك حاجة إلى الوعي الحقيقي وإلى الشجاعة في رؤية الحقائق لا التمنيات، فالدولة في العالم العربي تحتاج إلى أكثر من حاكم ذا شخصية فريدة، ومؤسسات أمنية قوية، وموارد طبيعية.

الدولة العربية تحتاج إلى شعب مؤمن بها ورسالتها يمارس الولاء فعلا لا نفاقا، وحكما صالحا يعمل ضمن القانون ولا يتعدى عليه لمصالح الفرد أو الجماعة الضيقة، وتنمية للموارد البشرية والطبيعية، وتوزيع متناسب للدخل على فئات المجتمع وإنتاجية أكبر من الاستهلاك وسيادة الحريات العامة والديمقراطية والمساواة الاجتماعية والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات والمحاسبة والمساءلة في الإدارة العامة والتخلص من الفساد وعدالة القضاء وتطوير الخدمات العامة والتنمية الشاملة.

فأين نجد ذلك في العالم العربي؟ بالتأكيد لن نجده في أي مكان! 



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا لثقافة الرافدين وأهلا بثقافة الماكدونالدز
- لن تجدوا صدام إلا في أسوأ الكوابيس
- وماذا عن -الفرهود- الأميركي؟
- آسف أيها العراقيون...لم أفرح !!
- الولايات المتحدة كدولة احتلال
- رامسفيلد، علي حسن المجيد والكيماوي الثالث!


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - أسئلة الهزيمة: أين الدولة في العالم العربي؟