أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - باتر محمد علي وردم - كانكون: ولادة مجموعة الثلاثة وعشرين في مواجهة العولمة














المزيد.....

كانكون: ولادة مجموعة الثلاثة وعشرين في مواجهة العولمة


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 599 - 2003 / 9 / 22 - 05:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


فشل مباحثات المؤتمر الوزاري الخامس لمنظمة التجارة العالمية في كانكون خبر سعيد للدول النامية، ومنها الأردن. وبالمنطق البسيط فإن هذا الفشل يعتبر فشلا للسياسات الانتهازية والاستغلالية التي تدعو إليها منظمة التجارة العالمية، وهو سقوط لعقيدة "تجارة بلا حدود" ونجاح لمبدأ "التنمية أولا" الذي يشكل هاجس الدول النامية.

النجاح الأكبر للدول النامية في كانكون تمثل في صمودها بوجه الضغوطات الأميركية –الأوروبية –اليابانية، وللمرة الأولى تماسكت هذه الدول ورفضت ابتلاع السكين كما في سياتل والدوحة، وأصرت على موقفها مما خلط أوراق اللعبة الاقتصادية من جديد وأجبر الدول الصناعية الانتهازية على مؤاجعة سياساتها الاقتصادية وأهمية الإصلاح والمزيد من العدالة في توزيع مكاسب التجارة بين الدول الصناعية والنامية.

ولكن الانجاز الأكبر في كانكون هو ظهور مجموعة الثلاثة وعشرين دولة نامية والتي شكلت نواة التجمع المضاد لسياسات الدول الصناعية، وهذه المجموعة التي ضمت 23 دولة كبرى في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية وتشكل 50% من سكان العالم و 65% من مزارعي العالم حققت نجاحا تقنيا وتفاوضيا كبيرا. فللمرة الأولى وحدت هذه الدول جهود علمائها وباحثيها الاقتصاديين والقانونيين والتنمويين وعرضت موقفا موحدا ضد تشريعات تحرير الاستثمار الأجنبي والزراعة وغيرها من القضايا الهامة، وبالتالي ظهرت كمفاوض صعب المراس بينما كان علماء ومحامو الدول الصناعية في السابق يهيمنون بمعرفتهم التقنية العالية على المفاوضات وصياغة النصوص.

ولكن التحدي الآن أمام مجموعة الثلاثة وعشرين هو تحدي الاستدامة.فالمجموعة تكونت لأن كل أعضائها توحدوا فيما "يرفضون" من سياسات منظمة التجارة والتي تؤثر عليهم جميعا، فدول مثل البرازيل والهند ومصر وجنوب إفريقيا وماليزيا والصين بالرغم من التباين الثقافي والسياسي الهائل بينها فإنها تعرف أنها معرضة لنفس المخاطر من السياسات الأميركية والأوروبية المخادعة في مجالات التجارة، وخاصة في مسألة الدعم للقطاع الزراعي.

المهم الآن أن تستمر هذه المجموعة في تطوير وتحسين أدائها وتوحيد موقفها فيما "تقبله" وتحتاجه من أولويات تنموية، لا مجرد ما ترفضه من تهديدات.

ويبدو نجاح وتأثير المجموعة واضحا في ردود أفعال الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والتي تجاوزت حد الكياسة الدبلوماسية وتميزت بالغضب وحتى التحايل. فمفوض التجارة الأميركي روبرت زوليك وهو من أكثر الاقتصاديين دهاء في المناورة وسياسات لي الذراع حاول رشوة كوستاريكا والسلفادور للخروج عن إجماع مجموعة الثلاثة وعشرين مقابل مكتسبات تجارية خاصة بهما، ولكن خطته فشلت. بينما إضطر جورج بوش للاتصال هاتفيا بالرئيس البرازيلي اليساري لولا ورؤساء وزراء الهند وباكستان من أجل تخفيف الموقف، ومرة أخرى فشلت السياسة الأميركية، ياللروعة!

وعلى ما يبدو فإن مجموعة الثلاثة وعشرين سوف تكبر، وستنضم إليها الكثير من الدول النامية التي سئمت من الرياء الأوروبي والجشع الأميركي في السياسات التجارية، ولكن المسألة ليست سهلة، وتحتاج للكثير من التضحيات من الدول النامية وخاصة أن الولايات المتحدة سوف تخطط لانتقام شديد من هذه الدول كما هدد زوليك بشكل واضح وغاضب بعد فشل المؤتمر.

وكالعادة، كانت الدول العربية شبه غائبة عن الموضوع، وأخذت دورا هامشيا كمجموعة عربية بينما كانت دول البرازيل والصين والهند وماليزيا وجنوب إفريقيا تقود مجموعة الثلاثة وعشرين باقتدار، وفي مثل هذه المحافل وفي مثل هذه التحديات تظهر الدول ذات الحضارة وذات الرسالة وذات المواقف وتختفي الدول المستهلكة والمترددة والتي لا تبادر للوقوف في وجه طغيان العولمة الاقتصادية حتى وهو يلتهم مداخيل مواطنيها ومستقبل التنمية للأجيال القادمة فيها.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيتو الأميركي: واشنطن تخسر وعرفات يكسب
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 3 من 3): المعيار القومي
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني
- الموقف الأردني من العراق ( 1 من 3)- المعيار الأخلاقي
- لو كانت أنا ليند عربية!
- شركة القاعدة-الموساد المتحدة للعمليات الإرهابية!
- جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه
- النزعة الإنعزالية للمثقفين العراقيين
- أدوية الايدز ومخرجات العولمة: أرباح الشركات أهم من حياة المل ...
- تحليل تاريخي لفكرة -حاكمية الله
- جوهر العلمانية: شرعية النص الديني يجب أن تخضع للعقل الإنساني
- لم يحكم المسلمون بما أمر الله طوال التاريخ
- مانفستو العلمانية الإنسانية
- الولايات المتحدة تدمر مصداقية التيار الديمقراطي العربي!
- بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!
- إحبسوا أنفاسكم...هذه ليلة السوبر ستار!
- 51 شركة و49 دولة يشكلون أكبر 100 اقتصاد في العالم
- اعتبار المياه سلعة تجارية انتهاك لحقوق الإنسان


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - باتر محمد علي وردم - كانكون: ولادة مجموعة الثلاثة وعشرين في مواجهة العولمة