أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - ما هي الدولة العربية الناجحة؟














المزيد.....

ما هي الدولة العربية الناجحة؟


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 697 - 2003 / 12 / 29 - 04:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الحجج والتبريرات الكثيرة التي يسوقها أيتام صدام حسين في تبرير انتهاكات حقوق الإنسان في العراق والقمع والبطش بالشعب مقولة أن صدام لم يكن الدكتاتور الوحيد بل أن كل الأنظمة العربية أنظمة قمعية ولكن الفارق هو أن صدام تحدى الولايات المتحدة...الخ.
لا نريد أن ندخل في تفاصيل كذبة تحدي الولايات المتحدة لأن الزمن كفيل بإزالة الغشاوة عن العيون ولكن ما أريد التركيز عليه مقولة دكتاتورية الأنظمة العربية وتشابهها مع النظام العراقي وهذا كلام غير صحيح بالمطلق.
بالتأكيد أن الأنظمة العربية تفتقر إلى الديمقراطية تماما، وأن الممارسة الديمقراطية الحقيقية من تداول للسلطة وتعبير حر عن الرأي غائب سواء من قبل الحكومات أو التنظيمات السياسية المعارضة أو حتى المجتمعات العربية نفسها التي لا تؤمن بالديمقراطية إلا كشعار وحق لا كممارسة مسؤولة واحترام للآخرين. ولكن ليست كل الأنظمة العربية سواسية في مقدار انتهاكها لكرامات مواطنيها وحقوقهم الإساسية، ومن المؤكد أن محصلة جمع كل انتهاكات الأنظمة العربية لكرامة الإنسان لن تصل إلى مستوى النظام العراقي السابق.
 وبالإضافة إلى ذلك فإن مسألة التفاضل والمقارنة بين الأنظمة العربية ليست خاضعة للمزاج، ولا يمكن أن نتعامل معها بسطحية وسذاجة وتعميم. فهناك أنظمة قليلة تملك حسا بالمسؤولية تجاه التقدم والتنمية في أوطانها، وهناك أنظمة لم تبذل حتى الجهد الأدنى في تحسين حياة مواطنيها  بل حرمتهم من حقوقهم وتسببت في تدمير مقومات البلاد وهدر الثروات الطبيعية والبشرية معا.
ولا شك بأنه من الصعب أن يكون هناك "نموذج" لدولة عربية ناجحة في كل المقاييس، ولكن هناك دول أفضل من أخرى ولا بد من التفكير بمنطقية من خلال عمل لائحة بمجموعة من مؤشرات النجاح والفشل للدول والأنظمة العربية حتى يكون النقد لأداء الحكومات والأنظمة العربية دقيقا وواقعيا.
وكنوع من العصف الذهني يمكن التفكير في مؤشرات رقمية تقارن ما بين وضع الدولة العربية عند استلام الحاكم لقيادتها ووضعها بعد سنوات من الحكم، واستخدام مؤشرات مثل مدى تطور الناتج القومي الأجمالي في الدول العربية خلال فترات حكم القادة، وكذلك مدى الحريات السياسية، ومشاركة الأحزاب والنقابات وتطور المجتمع المدني ومشاركة المرأة والشباب ومقاييس التنمية البشرية مثل الصحة والتعليم والفقر والبطالة وحماية البيئة ونشر المعرفة والتقدم العلمي والتوزيع العادل للثروات والشفافية ومكافحة الفساد والدور الحضاري الدولي ونشر ودعم الثقافة والأمن والاستقرار وتطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا المحلية وغيرها الكثير من المؤشرات الحقيقية التي تقيس مدى نجاح حاكم اية دولة في عمله وواجبه الرئيسي وهو إدارة الدولة بطريقة تساهم في تحسين نوعية الحياة لدى المواطنين.
وبهذه الطريقة يمكن تطوير "سيرة ذاتية" عملية للحكام العرب لمعرفة الحاكم الناجح، أو على الأقل الأكثر نجاحا بطريقة نسبية من الحكام الآخرين في عمله، ومدى استحقاق هذا الحاكم وهذا النظام للشرعية التي يجب أن تكون مستمدة من قيادة دولة ناجحة تحترم حياة مواطنيها وحقوقهم في المقام الأول وتبذل جهدا حقيقيا لاستثمار الموارد المتاحة في تطوير الدولة، لا هدر الموارد على الحروب والفساد والرشاوى والسلاح الذي لا يستخدم إلا ضد المواطنين. وبهذه المقاييس المنطقية تسقط تماما مقولة أن النظام العراقي السابق كان مثل جميع الأنظمة العربية ولا اختلاف بينها، كما يمكن وضع مؤشرات أداء حقيقية لنجاح الأنظمة والدول نابعة من احتياجات المواطنين واحترام كرامتهم.  



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثة الإنفاق العسكري في العالم العربي
- زعيم العصابة الأكبر إذ يصفي منافسيه!
- مواطنون عراقيون...لا شيعة ولا أكرادا!
- إلى نقابة المحامين الأردنية: هل قرأتم لائحة الاتهام؟
- الشعوب العربية تريد الديمقراطية لنفسها والدكتاتورية للعراقيي ...
- العرب والمسلمون: معايير مزدوجة في تقدير قيمة الحياة الإنساني ...
- ردا على ناهض حتر: الخطأ ليس في مضمون رسالة الحزب الشيوعي الع ...
- ضد الاحتلال الأميركي، ودكتاتورية البعث معا!
- فاجعة للثقافة العربية
- العالم في 11 سبتمبر 2003
- كانكون: ولادة مجموعة الثلاثة وعشرين في مواجهة العولمة
- الفيتو الأميركي: واشنطن تخسر وعرفات يكسب
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 3 من 3): المعيار القومي
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني
- الموقف الأردني من العراق ( 1 من 3)- المعيار الأخلاقي
- لو كانت أنا ليند عربية!
- شركة القاعدة-الموساد المتحدة للعمليات الإرهابية!
- جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه


المزيد.....




- سقطت مئات الأمتار.. فيديو من -درون- يلتقط اللحظات الأخيرة لم ...
- ترامب يدخل على خط محاكمة نتنياهو: رجل عظيم ويجب منحه عفواً
- آلام تقابلها آمال بانتهاء صراع امتد لأربعة عقود بين تركيا وا ...
- البيت الأبيض: إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب قب ...
- البرلمان الإيراني يصوت لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الدولي ...
- المجر تحذر السفراء الأوروبيين من عواقب قانونية في حال المشار ...
- ترامب يترقب محادثات مع إيران ولا يستبعد تخفيف العقوبات
- اتفاق أوروبي أوكراني لإنشاء محكمة تقاضي المسؤولين الروس
- هكذا صنعت أميركا حربا هوليودية في أفغانستان وقتلت عائلات الم ...
- فيديو حادثة المطار.. رجل يحاول قتل طفل إيراني هارب من الحرب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - ما هي الدولة العربية الناجحة؟