أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - الإصلاح العربي...من دافوس!














المزيد.....

الإصلاح العربي...من دافوس!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 734 - 2004 / 2 / 4 - 04:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بشكل غير مسبوق ولأول مرة في التاريخ السياسي العربي الحديث يتفق مسؤولون حكوميون ومتخذي قرار رسمي من عدة دول عربية على ضرورة الإسراع بإجراء إصلاحات سياسية في العالم العربي، ومن منتجع دافوس المثلج  في المنتدى الاقتصادي العالمي كان النقاش في جلسة "النهضة العربية" ساخنا جدا ووصل صداه إلى الإعلام العربي والمثقفين العرب.
هذه ظاهرة غريبة أفرزتها تداعيات 11 أيلول والحملة الأميركية على العراق، فالمناداة بالإصلاح باتت تنطلق من الحكومات العربية أكثر من الشارع العربي، والمفارقة مدهشة وسببها واضح وهو الصورة النمطية للولايات المتحدة في أذهان الشارع العربي ومعرفة حكومات الدول العربية بحقيقة الضغط الأميركي.
الحكومات العربية تحس بضغط أميركي شديد نحو تحقيق "إصلاحات" أو تغيرات في أنماط الحكم العربية التقليدية لإفساح المزيد من المجال أمام مشاركة تعددية في القرار السياسي بناء على تحليلات أميركية مفادها أن ظهور وانتشار التطرف الأصولي في العالم العربي سببه غياب الديمقراطية. ونتيجة للخوف من الضغط الأميركي باتت دعوات الإصلاح السياسي من الحكومات العربية متكررة، مما يضع الكرة في ملعب الأحزاب والتنظيمات السياسية والمدنية العربية في أن تدعم هذا الطلب الرسمي العربي للإصلاح وتساهم في تحقيق المطالب التاريخية بالإصلاح للشعوب العربية.
وفي المقابل يمكن للمقتنعين بنظرية المؤامرة أن يقولوا بأن دعوات الإصلاح العربية هي  خدمة للمطالب الأميركية وليست توجهات حقيقية، وطالما أن الولايات المتحدة تريد الإصلاح فالتنظيمات السياسية العربية يجب أن تكون ضد الإصلاح باعتبار أن المعيار السياسي الساذج الوحيد الذي يحرك هذه التنظيمات هو رفض كل ما تطالب به الولايات المتحدة. ولهذا نجد الكثير من التنظيمات السياسية والمثقفين العرب من اصبح يدعم التسلط والدكتاتورية والقمع والوحدانية في القرار من قبل الحكومات فقط نكاية بالولايات المتحدة ونشأ تحالف عجيب بين مثقفين إسلاميين ويساريين وقوميين مع الحكومات العربية ضد الإصلاح السياسي بحجة أن هذا الإصلاح مطلب أميركي، وهذا ما يحدث بشكل واضح في السعودية وسوريا ومصر بشكل رئيسي.
وبغض النظر عن المواقف الحقيقية وراء دعوات الإصلاح فإن المنطق الذي قدمه وزير التخطيط الأردني باسم عوض الله وجمال مبارك رئيس لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم في مصر والشيخ سلمان بن حمد ولي عهد البحرين في دافوس هو المنطق الصحيح والذي لا يمكن الاختلاف معه على صعيد التشخيص الدقيق للواقع، ويجب أن يتوقف العرب بالفعل عن خداع أنفسهم والتأكد بأن الإصلاح السياسي هو مطلب عربي بحت أكثر من كونه تدخلا أميركيا في "خصوصيات العالم العربي".
وزير التخطيط باسم عوض الله أشار إلى أن الحكومات العربية فشلت في التحرك علي مدى السنوات الماضية لذا فهي بحاجة الان لاعادة التفكير في أساليب التنمية التي تتبعها، وأن الحكومات العربية تعيش حالة من النكران وتقول ان الادارة الامريكية الحالية ستذهب وعندها سيتوقف الضغط ولكن الإصلاح ينشأ من حقيقة أن الحاجة إليه ستزداد مع تزايد مطالب الشباب الذين يشعرون انهم محرومون من الكثير من الاشياء التي يتمتع بها ابناء العالم المتقدم. وقال جمال مبارك أن العالم العربي يعاني من تزايد في مجال الفقر، ودرجات عالية من البطالة، وحرمان المرأة من حقوقها، وانتهاك صارخ لحقوق الانسان، وبسبب تزايد عدد السكان ومعدلاته في العالم العربي، لم يعد النظام التعليمي قادرا علي توفير التعليم الجيد.
وقال ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد أن  الحواجز قائمة في كل انحاء العالم العربي، هناك حواجز في مجال التجارة، وحاجز علي الافكار، والبعض حساس جدا، وبناء علي ذلك علي الجميع ان يتكيف مع الواقع، وبهذه الطريقة يتم الحفاظ علي القانون، بينما يتم اجهاض وقتل الابداع والعمل الحر.
الآن مطلوب من أصحاب القرار العرب والذين كانوا في دافوس أن ينتقلوا من التنظير إلى الواقع ويطبقوا هذه الأفكار والمبادئ في دولهم طالما أنهم أصحاب القرار فيها ويحملون مسؤولية التطبيق وكذلك كل الصلاحيات المطلوبة لذلك.
كل هذا الكلام الذي أكد عليه متخذو القرار في الدول العربية هو نفسه الذي يقوله المثقفون والسياسيون والمواطنون في العالم العربي منذ عدة سنوات، فهل نشهد بداية نقلة نوعية للإصلاح إذا توفرت المصداقية الكاملة في هذه الطروحات الحكومية، وهل من الحكمة أن يرفض المعارضون للولايات المتحدة هذه الإصلاحات بحجة أنها تأتي تحت تأثير الضغوطات؟



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة كوبونات النفط تسبب صدمة أخلاقية في الأردن!
- متى تطالب الدول النامية -بالمديونية البيئية- من الدول الصناع ...
- عندما تصبح أجهزة الحاسوب مصدرا للموت والمرض!
- جوائز أسوأ الشركات تأثيرا على البيئة لعام 2003
- الشيطان ضحية البشر
- رموز الجهل والسخافة في الفضائيات العربية
- أهم أحداث العلوم والتكنولوجيا للعام 2003
- لهذه الأسباب لن اشارك في مسيرة تأييد المقاومة العراقية في عم ...
- العولمة وتدمير البيئة
- أساليب النفاق والخداع التي يستخدمها الإسلاميون في قضية الحجا ...
- التركيب البيوسايكولوجي لعقل الإنسان يرفض كل النظريات الشمولي ...
- التركيب البيوسايكولوجي لعقل الإنسان يرفض كل النظريات الشمولي ...
- مؤسسة رامسفيلد السرية لاستفزاز الإرهابيين!!
- مفاعل ديمونا...محرقة الشرق الأوسط النووية القادمة
- ثورة المعلومات تغير أنماط العمالة في العالم
- أمنية العام الجديد: تحرير صدام وتنصيبه زعيما على الأمة العرب ...
- متى نتخلص من نظرية المؤامرة ونصارح أنفسنا بالواقع؟
- القضايا العشر التي تحدد مستقبل التنمية في العالم
- بوش وبلير والديمقراطية الليبية!
- ما هي الدولة العربية الناجحة؟


المزيد.....




- ألمانيا تعلن عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية بعيدة المدى ...
- سويسرا.. ابتكار روبوت بـ4 أرجل يقفز كالغزال
- 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح
- شويغو: التشكيلات المشاركة في المنطقة العسكرية الشمالية تتقدم ...
- لافروف يوضح سبب مبالغة ماكرون في الترويج لـ-رهاب روسيا- ويذك ...
- البابا فرنسيس يضع شرطا واحدا لحضور مؤتمر سويسرا حول أوكراني ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- استخدمها ترامب لوصف إدارة بايدن.. ما هي -الغيستابو-؟
- مقابلة مع محافظ نينوى عبد القادر الدخيل
- باريس تستقبل- دكتاتورا-.. احتجاجات في فرنسا على زيارة الرئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - الإصلاح العربي...من دافوس!