أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - تركيا على أبواب النادي الأوروبي














المزيد.....

تركيا على أبواب النادي الأوروبي


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مطلوب من كل المنظرين لفكرة الإسلام السياسي وشعار الإسلام هو الحل أن يتوقفوا قليلا عن الكلام، ويتوجهوا إلى تركيا لدراسة تجربة ثالث دولة مسلمة، بعد ماليزيا وإندونيسيا انتقلت من حضيض الجهل والفساد والتخلف والفشل الإداري والاقتصادي إلى مستوى ناجح من التطور حتى أصبحت الآن جاهزة، حسب تصريحات قادة في الاتحاد الأوروبي للإنضمام إلى نادي النخبة الأوروبي. أن الانتقال الكبير نحو جاهزية الدخول إلى الاتحاد الأوروبي جاء نتيجة إصلاحات هائلة في المجالات السياسية والاقتصادية حمل لواءها حزب العدالة والتنمية صاحب التوجه الإسلامي بقيادة رجب طيب أردوغان.
ومن الأمور المثيرة للاهتمام في مجال الإصلاحات التركية، أن حزب العدالة والتنمية قد أنشأ مجلسا خاصة من العلماء المسلمين لدراسة العلاقة بين تعاليم الإسلام والقوانين والتشريعات الأوروبية في كل مجالات السياسية والاقتصاد والعلوم والمجتمع والثقافة وهي تجربة غير مسبوقة في العالم الإسلامي نتمنى أن تمتد عدواها إلى الدول العربية وإلى تنظيمات الإسلام السياسي التي تدرس كتب إبن تيمية وتريد تطبيقها حرفيا في القرن الحادي والعشرين.
قبل ثلاث سنوات فقط كانت كل أوروبا تشك في قابلية تركيا لدخول الاتحاد، وقال المفوض الأوروبي لشؤون توسعة الاتحاد عام 2001 أن تركيا يجب ألا تبدأ التفاوض إلا في العام 2013 على أقل تقدير، بينما كان الرئيس الفرنسي السابق جيسكار ديستان أكثر حزما عندما صرح أن انضمام تركيا إلى الاتحاد سيعني نهاية فكرة الاتحاد الأوروبي نفسه، وبالتالي رفض مبدأ التفاوض مع تركيا اساسا.
ولكن تجربة السنوات الثلاث الماضية أنتجت نموا اقتصاديا استثنائيا بلغ 12% وتعديلات جوهرية على قوانين العقوبات من خلال إلغاء عقوبة الإعدام، ونظاما للرقابة المالية والاقتصادية تمكن من تحجيم الفساد، وإعطاء الأكراد حقوقا اجتماعية وثقافية وسياسية غير مسبوقة، مما جعل تركيا حاليا في مستوى أفضل من الكثير من دول أوروبا الشرقية العشرة التي دخلت إلى الاتحاد الأوروبي العام الحالي. لقد استكملت تركيا متطلباتها الاقتصادية والسياسية لدخول الاتحاد الأوروبي، ولم يبق سبب منطقي يمنع تحقيق الهدف التركي إلا "التناقض الثقافي والديني" مع أوروبا.
أوروبا متخوفة من تركيا، وتدعي من خلال تصريحات قادتها العلنية أن تركيا لا زالت "بعيدة" عن المعايير الأوروبية في الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ولكن المشكلة هي أن أوروبا نفسها بدأت تتراجع في معاييرها الديمقراطية وربما تقابل تركيا في نصف الطريق يوما ما، فالاستطلاعات والدراسات تؤكد زيادة العنصرية اليمينية ومعاداة المسلمين واليهود في الدول الأوروبية. وتقول أوروبا أيضا أن الاقتصاد التركي مترنح، وستضطر أوروبا إلى تحمل مسؤولية هذا الاقتصاد الملئ بالفساد في حال إنضمام تركيا للاتحاد، ولكن قائمة الدول التي ستنضم قريبا إلى الاتحاد الأوروبي والتي تضم دولا مثل قبرص وأستونيا والمجر في حال اقتصادية أسوأ من تركيا. بالإضافة إلى أن تبعات الانضمام للاتحاد الأوروبي سوف يتحملها الأتراك أساسا لأن مستوى الأسعار سيرتفع ليتناسب مع نوعية الحياة في الاتحاد الأوروبي.
القضية الرئيسية ليست الديمقراطية ولا حقوق الإنسان ولا الاقتصاد، لأن كل هذه الأمور تمكن حزب العدالة والتنمية من تغييرها وتحسينها، ولكن القضية هي المجتمع والدين. فالاتحاد الأوروبي يبقى في النهاية اتحادا بين دول مسيحية ذات قيم اجتماعية ودينية، أو بالأخرى "علمانية" شبه متماثلة، وهذا ما يسهل تطوير بعض التشريعات والأنظمة التي يمكن أن تنطبق على كل هذه الدول بشكل منسجم، أما تركيا فهي حالة خاصة.
تركيا سارت في طريق العلمنة والتحديث لسنوات طويلة، ولكنها لم تهضم قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان لمدة طويلة قبل أن تأتي إصلاحات أردوغان الثورية. وعلى الرغم من تيار العلمانية الطاغي في تركيا، فإن الإسلام يبقى هو دين المجتمع والسلوكيات الاجتماعية التركية تبقى سلوكيات ذات طابع إسلامي بالرغم من وجود مظاهر السلوك الغربي. وقد أثبتت السنوات الماضية أن الأتراك يجدون صعوبة كبيرة في الاندماج مع المجتمعات الأوروبية، أو أن هذه المجتمعات هي التي تشك بهم، لأن الأتراك في أوروبا يعيشون دائما في أحيائهم الخاصة ونادرا ما يتقنون لغة البلد الذي يعيشون به إلا بعد سنوات طويلة.
خيار أوروبا في قبول تركيا من عدمه في الاتحاد الأوروبي سيكون خيارا تاريخيا وفاصلا بين زمنين. لأن تركيا، تمثل من وجهة النظر الأميركية خاصة الجسر الممكن مده بين الإسلام والغرب، أو بين الشرق والغرب فهي نموذج الدولة الإسلامية ذات الطابع العلماني-الحداثي الذي تريد أن تروج له في العالم الإسلامي. وإذا لم تكن مثل هذه الدولة مقبولة من أوروبا فإن مثل هذا النموذج سوف يفشل بين المسلمين ويبقى الشك والريبة دائما في علاقات الشرق مع الغرب.
تداعيات 11 أيلول، وأزمات البطالة في أوروبا وصراع الهوية الثقافية بين الشرق والغرب يعيق دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقد إضطرت تركيا لإجراء الكثير من التغيرات في نظامها السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي لتصبح مقبولة من الأوروبيين، ولكن هذا بحد كان تمرينا جيدا في صالح الشعب التركي. ومن يعلم، فربما تأتي فترات وتكون فيه الديمقراطية في تركيا أفضل من مثيلاتها في بعض الدول الأوروبية التي لا زالت تواجه امتداد تيارات العنصرية. وعلى كل حال فإن القرار الأوروبي سيحسم الخلاف الناجم حاليا حول هوية الاتحاد الأوروبي: هل هو اتحاد ديمقراطي جغرافي اقتصادي أم اتحاد مسيحي الهوية، حتى في بلدان علمانية؟



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
- أخلاق
- الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!
- الإرهاب ومستقبل العرب والمسلمين في الغرب
- الفقر برئ من الإرهاب!
- -قراءة في نظرية -إبحث عن المستفيد
- الثاني عشر من أيلول 2004: لا نزال ندافع ولكننا نخسر
- كيف يتعامل الضمير العربي والإسلامي مع الجرائم بحق الآخرين؟
- إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟
- الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين ...
- رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!
- عندما يصبح الإصلاح وهما عربيا!
- صفقة إدانة قتل المدنيين الإسرائيليين مقابل تخفيف ضغوطات الإص ...
- ماذا بعد رفض -الإصلاح- من الخارج؟
- -القاعدة- هي التي تقود أخطر حملة على الإسلام!
- مشروع الشرق الأوسط الكبير
- غزة وبغداد...جرائم متماثلة ولو اختلف الفاعلون!
- لا يرغبون بنا...فلماذا نسافر إليهم؟
- هل هناك مجتمع معلومات في العالم العربي؟
- تعقيبا على -الاتجاه المعاكس-: المثقف الذي يقبل رشاوى الأنظمة ...


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - تركيا على أبواب النادي الأوروبي