أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - باتر محمد علي وردم - هل أصبح الجهاد...ضد النساء الآن؟














المزيد.....

هل أصبح الجهاد...ضد النساء الآن؟


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 13:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الكل يقول بأن الإسلام كدين، وأن المسلمين كشعوب هم في مواجهة حملة كراهية وتشويه كبيرة في العالم، ودائما ما يكون اللوم على الصهيونية والولايات المتحدة والحملات الصليبية- ايا كانت تعني هذه الكلمة- وغيرها من المؤثرات الخارجية كسبب للهجوم على الإسلام واتهامه بالإرهاب.
ويجهد علماء ومفكري وقادة الإسلام في تقديم حقيقة الإسلام من خلال الكتابات واللقاءات المتلفزة والمحاضرات والحوارات الدولية، ويبذلون جهدا فكريا عظيما في مقاومة حملات التشويه هذه، ولكن للأسف لا يتطلب الأمر أكثر من صورة تلفزيونية واحدة لمجموعة من المختطفين بأقنعة سوداء تحت رايات إسلامية وهم يوجهوم مسدسا إلى رأس إمرأة بولندية مسالمة في العقد السادس من عمرها لتترسخ في الأذهان صورة سيئة وبشعة عن المسلمين.
لا نناقش ابدا وجاهة مطالب الخاطفين من عدمها، لأن مجرد القيام باختطاف إمرأة ووضعها تحت التهديد بالسلاح والسيف سلوك جبان يتناقض تماما مع قيم المروءة والشجاعة العربية والإسلامية ولا يمكن ابدا إعطاء مبرر سياسي لمثل هذا السلوك.
ويقترب الأمر إلى حد الانحطاط في قضية اختطاف مديرة مؤسسة كير مارجريت حسن، فهذه المرأة البريطانية الطيبة متزوجة من عراقي منذ 30 سنة، وقد بذلت طوال هذه العقود جهودا هائلة لمساعدة العراقيين البسطاء في الخروج من مشاكل الجوع والفقر والبطالة من خلال المساعدات والبرامج التنموية حتى في ظل نظام صدام المروع، والآن كانت مكافآتها أن تصبح رهينة وحياتها مهددة من أجل قرارات سياسية اتخذها توني بلير في غرفة واحدة مع جورج بوش.
والدة الرهينة الياباني كانت تستعطف الخاطفين بقولها أن إبنها بار بوالديه وجدته، وأنه شخص طيب أتى لمساعدة العراقيين ولكن هذا لا يهم الخاطفين في شئ لأن مجرد التفكير باختطاف مدنيين ابرياء يعني عدم وجود ضمير إنساني ولا أخلاق تتجاوز العنف وكراهية الأجنبي، ولكن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على المؤسسات والتيارات والمثقفين الذين يوفرون الحماية لهذه التصرفات.
لماذا لا تخرج هيئة العلماء المسلمين في العراق ببيان تدعو فيه جماعات المقاومة إلى عدم اختطاف النساء والمساومة سياسيا على حياتهن، ولماذا لا يعمل فقهاء المسلمين على توضيح احترام الإسلام للنساء وعدم الإعتداء عليهن حتى في زمن الحرب فما بالك بالاختطاف المتعمد للنساء. ولماذا لا يقوم المثقفون والسياسيون المؤيدون بالمطلق للمقاومة العراقية بنصح هذه المقاومة أن اختطاف النساء يشوه مصداقيتها السياسية، ولماذا لا تحمل الأحزاب العربية والإسلامية التي تنظم المظاهرات وتدعم بطولة المقاومة العراقية رسالة مباشرة إلى الخاطفين مفادها أن خطف النساء ليس بطولة بل عملا يفتقر إلى كل عناصر الشجاعة.
لن يسحب توني بلير قواته من العراق لأنه تماما مثل الخاطفين لا يهتم بحياة مارجريت حسن، ولن يهتم الرئيس البولندي بالرهينة ايضا طالما يحظى بالدعم الأميركي، وربما ينتهي الأمر بقتل الرهينتين وإذا ما حدث ذلك تكون ضربة قاتلة لمصداقية المقاومة العراقية وتشويها هائلا لصورة الإسلام سيكون من الصعب جدا الدفاع عنها.
ولكن أخطر ما في الأمر أن المقاومة العراقية التي بدأت بالجهاد ضد الجيش الأميركي تحولت إلى الجهاد ضد الشرطة العراقية ثم الجهاد ضد المدنيين من جنسيات الدول المشاركة في الاحتلال ثم الجهاد ضد النساء، فما هي نهاية هذا الدرب؟
نتظر موقفا أخلاقيا وشهما يعم كل العالم الإسلامي ويرفض بشكل واضح وبدون مواربة خطف الأبرياء في العراق لأن المسألة أصبحت مخزية بكل معنى الكلمة وأصبح ديننا وسمعتنا في خطر كبير، وإذا كان مؤيدو المقاومة يعتبرون أن نقد المقاومة يصب في مصلحة الاحتلال الأميركي ويقوم به "الببغاوات" فليتفضلوا هم إذا ويتخذوا موقفا مشرفا ومتناسبا مع الأخلاق الإسلامية لحماية الابرياء من الخطف!



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا على أبواب النادي الأوروبي
- تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
- أخلاق
- الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!
- الإرهاب ومستقبل العرب والمسلمين في الغرب
- الفقر برئ من الإرهاب!
- -قراءة في نظرية -إبحث عن المستفيد
- الثاني عشر من أيلول 2004: لا نزال ندافع ولكننا نخسر
- كيف يتعامل الضمير العربي والإسلامي مع الجرائم بحق الآخرين؟
- إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟
- الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين ...
- رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!
- عندما يصبح الإصلاح وهما عربيا!
- صفقة إدانة قتل المدنيين الإسرائيليين مقابل تخفيف ضغوطات الإص ...
- ماذا بعد رفض -الإصلاح- من الخارج؟
- -القاعدة- هي التي تقود أخطر حملة على الإسلام!
- مشروع الشرق الأوسط الكبير
- غزة وبغداد...جرائم متماثلة ولو اختلف الفاعلون!
- لا يرغبون بنا...فلماذا نسافر إليهم؟
- هل هناك مجتمع معلومات في العالم العربي؟


المزيد.....




- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...
- البابا فرنسيس يلتقي سجينات البندقية
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوى؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - باتر محمد علي وردم - هل أصبح الجهاد...ضد النساء الآن؟