أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - ملاحظات -ليبرالية- حول بيان الليبراليين العرب














المزيد.....

ملاحظات -ليبرالية- حول بيان الليبراليين العرب


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1038 - 2004 / 12 / 5 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنشغل المثقفون العرب والمسلمين، إضافة إلى أصحاب الفتاوى التكفيرية من أعداء الثقافة والفكر مؤخرا بالبيان الذي صاغته مجموعة من المثقفين الليبراليين العرب، وتم توجيهه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، متضمنا نقدا للفتاوى الدينية الإسلامية التي تحرض على "الإرهاب" ومطالبا بإنشاء محكمة دولية ضد الإرهاب وجرائمه والفتاوى التحريضية ضد الإرهاب، مخصصا الفتاوى التي يطلقها رجال الدين الإسلامي بهذا النقد.
البيان صاغه المثقف التونسي العفيف الأخضر والأردني شاكر النابلسي، وهما من أكثر الليبراليين العرب شجاعة ووضوحا في توجيه النقد للثقافة العربية وفتاوى رجال الدين، وقد حظي بتوقيع حوالي 3 آلاف شخص حتى الآن، من خلال حملة كانت شبكة الإنترنت محورها الرئيسي ويأمل منظمو الحملة أن يصل عدد الموقعين إلى 10 آلاف شخص من العالم العربي والإسلامي حتى نهاية العام.
البيان حظي بنقد شديد من مختلف المثقفين العرب من تيارات مختلفة، إضافة طبعا إلى حملات التكفير والتخوين والعمالة الاعتيادية التي تنتشر بين التيارات الإصولية. وفي الواقع لا يعنينا هنا النقد الشخصي والتهجم والتخوين الفارغ بقدر ما يعنينا التقييم المنطقي لمضمون هذا البيان، من وجهة نظر ليبرالية لا تختلف من حيث المبدأ الفكري مع موقعي البيان ولكنها تتناقض حتى النهاية مع أهدافه ومحتواه.
وما يزيد من أهمية وجود نقد ليبرالي للبيان أن أصحابه نصبوا أنفسهم ناطقين بلسان الليبراليين العرب، بل أن السيد شاكر النابلسي تبرع في مقاله له على الإنترنت باتهام الليبراليين العرب الذين يعيشون في الدول العربية بالخوف والجبن والانكفاء لأنهم لا يتمتعون بشجاعة الليبراليين العرب في المدن الأميركية والأوروبية والذين يشكلون أكثر من 70% من موقعي البيان.
وبما أنني ليبرالي عربي لا أزال أعيش في العالم العربي حيث أعتقد أن ثمة مساحة فكرية معقولة للفكر الليبرالي، فإنني أرفض تماما اتهام السيد النابلسي لليبراليين العرب بالخوف وانعدام الشجاعة، لأن السبب الرئيسي وراء عدم توقيع عدد كبير منهم على البيان ليس الخوف والجبن بل هو انتقادهم للبيان الذي تجاهل الكثير من الأبعاد الجذرية للإرهاب، ووضع الفتاوى الدينية في فراغ وكأنها السبب الوحيد للإرهاب. وهذا النقد هو من منطلق المبادئ الليبرالية نفسها ومبدأ اختلاف الآراء والذي لم يحترمه السيد النابلسي، بكل اسف.
نؤمن كليبراليين بأن الحرية والكرامة والعدالة هي القيم الأساسية لحياة الإنسان، وأن الإرهاب كما نفهمه هو "تعريض المدنيين الأبرياء للأذى الجسدي والنفسي نتيجة اختلافات سياسية فكرية وثقافية". ونؤمن ايضا بأن الإرهاب ليس له دين ولا جنسية مميزة، بل يتساوى تماما ما بين قيام جماعة أصولية في العراق بقتل البريطانية مارجريت حسن والتفجيرات العشوائية التي تستهدف المواطنين العراقيين الأبرياء، وما بين قيام جندي أميركي بقتل جريح عراقي أعزل في المسجد أو ما قاموا به من انتهاك شامل في سجون ابو غريب، وما بين قيام الجيش الإسرائيلي بقتل الأطفال الفلسطينيين حتى لا يكبروا ويصبحوا "إرهابيين". أما قمة الإرهاب المؤسسي فهو إبادة مدينة كاملة مثل الفلوجة وجنين بحجة وجود "إرهابيين" فيها وايقاع عدد هائل من القتلى المدنيين وتدمير البنية التحتية.
ولو كان السيد النابلسي حساسا جدا تجاه الإرهاب ومعاناة المدنيين، فكان الأجدى له ان يرسل ببيانه إلى البيت الأبيض ويقول للرئيس بوش أن الليبراليين العرب لا يؤيدون حملته الإجرامية التي تسببت بقتل مئة ألف عراقي خلال حرب "نشر الديمقراطية" في العراق، وإن مقاومة الإرهاب لا يمكن أن تتم عبر القتل الجماعي والاحتلال وانتهاك حقوق الأبرياء وسرقة موارد الدول بل أن مقاومة الإرهاب تتم من خلال مقاومة أسبابه الجذرية لا أعراضه المرضية مثل تزايد أعداد الإرهابيين.
لا أريد هنا أن أقوم بدور المنظر لفكرة المؤامرة، والتهرب من مسؤولية الإرهاب النابع عن تأويلات متطرفة وأصولية للفكر الإسلامي، ولكن إرسال بيان إلى الأمم المتحدة متضمنا نقدا مخصصا للفتاوى الإسلامية يعني المطالبة بوضع الأمم المتحدة في مواجهة ثقافة دينية واحدة هي الثقافة الإسلامية. الإرهاب وليد كل التأويلات المتطرفة للأديان، فهو موجود في فتاوى بعض الشيوخ كما هو في تصريحات الحاخامات اليهود، ويصل ذروته في اعتقاد الإدارة الأميركية الحالية بأن الرب قد إصطفى جورج بوش لنشر "قيم الحياة الأميركية" من خلال قتل أكبر عدد ممكن من المعارضين.
أخطأ بيان الليبراليين العرب في المضمون لأنه لم ينظر إلى الصورة الشاملة للإرهاب، فقد كان يجب أن يتضمن كل أنواع انتهاك حياة المدنيين الأبرياء وخاصة في فلسطين والعراق، وأن يرفض كل جذور العنف من مختلف الأديان والعقائد. وأخطأ في العنوان حيث كان يجب أن تصل الرسالة إلى البيت الأبيض في واشنطن الذي يتسبب في تزايد الكراهية للولايات المتحدة ونشر الإرهاب في العالم العربي والغربي، لا البناية السوداء الكبيرة للأمم المتحدة في نيويورك التي يجب أن تكون مظلة لحماية كل الثقافات والمعتقدات
. أما السيد النابلسي ، فمن الأفضل أن لا يتهجم على زملائه من المثقفين ويقوم بتصنيف الليبراليين العرب ما بين شجاع وقع على رسالته وجبان اختلف معه، إذ أن المبدأ الرئيسي في الليبرالية هو احترام تعدد الآراء وإلا لما كان هناك اي اختلاف ما بين السيد النابلسي والشيخ القرضاوي إذا كان كل منهما يعتقد بأن رأيه وحده هو الصحيح!



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا تنقذ كيوتو: التزام بيئي أم انتهازية اقتصادية- سياسية؟
- عندما تصل المشاكل إلى هولندا..!!
- ما هي -القيم الأخلاقية- في المجتمع الأميركي ؟
- صورة للذكرى...من الإنتخابات الأميركية
- -المستنقع العراقي- ليس بعيدا عن الأردن!
- هل أصبح الجهاد...ضد النساء الآن؟
- تركيا على أبواب النادي الأوروبي
- تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
- أخلاق
- الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!
- الإرهاب ومستقبل العرب والمسلمين في الغرب
- الفقر برئ من الإرهاب!
- -قراءة في نظرية -إبحث عن المستفيد
- الثاني عشر من أيلول 2004: لا نزال ندافع ولكننا نخسر
- كيف يتعامل الضمير العربي والإسلامي مع الجرائم بحق الآخرين؟
- إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟
- الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين ...
- رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!
- عندما يصبح الإصلاح وهما عربيا!
- صفقة إدانة قتل المدنيين الإسرائيليين مقابل تخفيف ضغوطات الإص ...


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - ملاحظات -ليبرالية- حول بيان الليبراليين العرب