أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - لو أتيح المجال لذهبت في زيارة إلى أوشفتز!














المزيد.....

لو أتيح المجال لذهبت في زيارة إلى أوشفتز!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لدى قناعة شخصية حازمة حول رفض التطبيع مع إسرائيل، فلم أقم أبدا بزيارة للدولة الصهيونية، ولم ألتق في أي "حوار سياسي وإعلامي" مباشر مع إسرائيليين ولم أشارك في أي مشروع بحثي مع أفراد ومنظمات إسرائيلية، ولم أتواجد مع أي إسرائيليين في مكان واحد إلا في بعض المطارات الأوروبية وقاعات المؤتمرات الدولية. وسأبقى محافظا على هذا الموقف حتى تقوم إسرائيل بإعادة حقوق الشعب الفلسطيني والتوصل إلى اتفاق سلام وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وإيقاف الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
ولكنني في المقابل أتمسك بالتفرقة ما بين اليهودي والإسرائيلي، ولا أجد أية مشكلة في التعامل مع اليهود غير الصهاينة وغير الإسرائيليين، وقد زرت بعض المواقع ذات الطابع اليهودي في أوروبا كنوع من توسعة الأفق، وأذكر بالذات زيارتي المثيرة للحي اليهودي الكبير في أمستردام والذي، بالمناسبة يحمل إسم "جوردان". ولو كنت في أوروبا حاليا لقمت بزيارة أيضا إلى مناسبات "ذكرى" محرقة اليهود في أوشفتز وغيرها، وسأقوم بهذه الزيارة بصفتي عربيا مسلما معايشا لعذاب ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال العنصري الإسرائيلي، وبصفتي إنسانا يرفض الجرائم ضد الإنسانية والكراهية من منطلقات دينية وعرقية.
اليهود الأوروبيين الذين ذهبوا ضحية النازيين في الأربعينات من القرن الماضي، تعرضوا لمذبحة بشرية هائلة، لا تماثلها في التاريخ إلا مذابح الصليبيين ضد المسلمين في القرون الوسطى، ومذابح الأتراك ضد الأرمن، ومذابح الإسرائيليين ضد الفلسطينيين ومذابح الصرب ضد البوسنيين، ومذابح الروس ضد الشيشان والمذابح الأميركية ضد اليابان وفيتنام والعراق، وهي سجلات بشعة في تاريخ البشرية عن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ولا يمكن أن نتعامل معها بشكل انتقائي، فنرفض المذابح المرتكبة ضد المسلمين، ونتجاهل تلك المرتكبة ضد المسالمين من اليهود والأرمن.
لقد قتل اليهود في أوروبا نتيجة حملة من الكراهية والحقد والعنصرية التي يمكن أن تتكرر في أي وقت ضد فئات أخرى، ومنها العرب ولهذا فإن من واجب العرب والمسلمين رفض هذه المذابح من منطلق الرفض الأخلاقي لكل حملات التصفية العرقية والدينية. واليهود الذين قتلوا في أوروبا هم نساء وأطفال وشيوخ ورجال لم يرتكبوا ذنبا بحق المسلمين والعرب حتى نتجاهل معاناتهم بهذا الشكل، والأهم من ذلك أن هؤلاء اليهود قتلوا ثلاث مرات في حقيقة الأمر لا مرة واحدة.
الجريمة الأولى كانت المحرقة النازية، والتي ذهب ضحيتها ربما ملايين، أو مئات الآلاف من اليهود. والتفرقة في العدد لا تهم ولا تقلل أو تزيد من حجم الجريمة، وحتى لو كان عدد القتلى ألف شخص فقط فهذه تبقى جريمة كبيرة بحق الإنسانية. الجريمة الثانية كانت تقاعس الحركة الصهيونية وبريطانيا والحلفاء عن تقديم النجدة لليهود، وإعادة توطينهم في أوروبا، بل أن الكثير من الحقائق تظهر بأن بعض قادة الصهيونية العالمية كانوا على علم واتفاق مع النازيين لارتكاب هذه الجرائم وتخويف اليهود الأوروبيين وإخراجهم من بلادهم وتهجيرهم إلى فلسطين لإقامة الدولة الصهيونية.
الجريمة الثالثة التي تعرض لها ضحايا المحرقة كانت في الاستغلال البشع الذي قامت به الحركة الصهيونية وإسرائيل لمعاناتهم ومأساتهم لتبرير سلسلة الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وإسكات أي صوت حق معارض لهذه الجرائم في أوروبا بحجة معاداة السامية واستحضار مأساة المحرقة من التاريخ. إن هؤلاء اليهود الذين ذهبوا ضحايا التعذيب والتطهير العرقي ما كانوا أبدا ليوافقوا على ما قام به بيغن وشارون وشامير من كبار زعماء الإرهاب الإسرائيلي الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية تجاه الفلسطينيين جعلت الشعب الفلسطيني يعاني يوميا من أوشفتز خاصة به وجعلت القادة الصهاينة لا يختلفون عن النازيين في كل تصرفاتهم الكريهة.
من الواضح أن الصهاينة لم يتعلموا شيئا من المحرقة، وها هم يستمرون في انتهاج نفس الأساليب النازية ضد الفلسطينيين، ويكدسون الأسلحة النووية في المنطقة تمهيدا لمحرقة لا تبقي ولا تذر، بينما يبقى الأوروبيون يحتفلون بذكرى الخلاص من ماضي المحرقة الأسود ضد اليهود بعد أن قاموا بحل مشكلتهم التاريخية من خلال خلق مشكلة كبيرة في قلب العالم العربي ونقل المحرقة إلى بيوتنا وأراضينا.
كنت سأذهب إلى أوشفتز لو أتيح لي المجال لأن ضحايا المحرقة هم أيضا ضحايا للحركة الصهيونية في نهاية المطاف، وللتذكير بأن الكراهية والعنصرية والحقد المبني على أسس دينية وعرقية لا يصنع إلا الكوارث، ومن الأفضل للمسلمين أن يكونوا جزءا في رفض العنصرية بكل إشكالها، وأن يفرقوا تماما ما بين ضحايا المحرقة وما بين الصهاينة والإسرائيليين لأن الدمج بينهما هو تماما ما تريده إسرائيل والحركة الصهيونية، ولهذا فإن زيارة أوشفتز من قبل المسلمين والعرب قد تكون نوعا من مقاومة التطبيع مع إسرائيل والصهاينة!



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية: نحو رؤية الصورة الشاملة!
- بزنس الدعاية الانتخابية العراقية في الأردن!
- المهام المقدسة لبوش والزرقاوي!
- ما هو الإرهاب... في نظر الشارع العربي؟
- الليبرالي الوطني...والليبرالي المعدل وراثيا!
- خزعبلات الديجيتال: هل نحن بحاجة إلى - تسونامي- في العقل العر ...
- الضحايا 80 ألف شخص وألف سائح!
- البنتاجون يعترف أخيرا: العرب يكرهون سياساتنا، لا حريتنا!
- ملاحظات -ليبرالية- حول بيان الليبراليين العرب
- روسيا تنقذ كيوتو: التزام بيئي أم انتهازية اقتصادية- سياسية؟
- عندما تصل المشاكل إلى هولندا..!!
- ما هي -القيم الأخلاقية- في المجتمع الأميركي ؟
- صورة للذكرى...من الإنتخابات الأميركية
- -المستنقع العراقي- ليس بعيدا عن الأردن!
- هل أصبح الجهاد...ضد النساء الآن؟
- تركيا على أبواب النادي الأوروبي
- تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
- أخلاق
- الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!
- الإرهاب ومستقبل العرب والمسلمين في الغرب


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - لو أتيح المجال لذهبت في زيارة إلى أوشفتز!