معجزة الأيام

خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 508 - 2003 / 6 / 4 - 13:22
المحور: الادب والفن
    

 

  عراقي مقيم  السويد

قالت لي صغيرتي
وهي جالسة بجنبي
مالي أراك تذرف الدموع أمام التلفاز
 يا حبيبي؟
كنتَ حتى البارحة لا تعرف معنى الدموع
كنتَ ترى جثة أبيكَ أمامك
حين كانت دموعك في الأجفان
بلا حياة   

* * *
قلتُ إني أذرفها على حالي
على هذه الدنيا التي تُباع
وتُشترى
والطفل الفلسطيني
يسلك دروبا أكثر جمالا من الخليقة
وأينع حبا من الحياة
ينشد الخلود
والناس في مستنقع التجارة

* * *
صغيري
يحمل مشعل المحبة في يده اليمنى
ومشعل الحرية في اليد اليسرى
الشعلة الأولى
تنير البرذخ حتى يوم الساعة
والشعلة الثانية
تنير فلسطين للأجيال القادمة

* * * 
أبكي على حالي
فالقنابل تتفجر في أحشائي
كل يوم ألف مرة
أنظرُ إلى الوقائع
كيف يحمل الصبي
النور إلى الخلود؟
* * *
فلسطين
حديقة الشهداء
وقرية الصبية العظام
أطفال
ننحني أمامهم بإجلال
عظماء
يصنعون الجغرافيا
"والجغرافيا عامل ثابت في صنع التاريخ"(1)
ليضعوا للأرض حدودا
فلا حدود
إلاّ بمحبة السلام
وبالدم البرئ

* * *
والطفل الفلسطيني
وضع في قاموس المعاني
كلمة "إنتفاضة"
إنقلبت المعادلات
في كل مكان
بالحجر الفلسطيني تقاوم الدبابة
أنت ياحبيبي
ترسم على شفاهنا بسمة الأمل

* * *
الصغير
يكتب وعي التاريخ
فبالعمل
تُحرر الأرض
وبالحجارة
تصنع معجزة الأيام
وبالإيمان في القلب
ترحل
إلى السماء العلى
وتلتقي
بذي الجلال والإكرام

* * *
أنت حر
والآخرون يهربون من الحرية
أنت حر
والتجار يشترون العبودية
أنت حر
والملوك والسلاطين يخافون من الحرية
فتحية الحب إليك
أنت معلمنا في الحرية

______________________ 

(1) مقولة قالها الجنرال ديغول.

 

#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل