أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - خالد يونس خالد - عداء إيران الشاه والولايات المتحدة الأمريكية لقضية الشعب الكردي في السبعينات















المزيد.....

عداء إيران الشاه والولايات المتحدة الأمريكية لقضية الشعب الكردي في السبعينات


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 441 - 2003 / 3 / 31 - 03:28
المحور: القضية الكردية
    


                 
                                          
  "درس من التاريخ"

                                              

حاولت إيران الشاه إيجاد علاقات مع الحركة التحررية الكردية في كردستان الجنوبية (كردستان العراق) عن طريق المكتب السياسي للحزب الديمقراكي الكردستاني. وتطورت هذه العلاقات في عام 1964 بعد إنشقاق في الحزب المذكور بين الراحل البارزاني الخالد والسيد جلال الطالباني، وأدت إلى القطيعة بينهما تماما عام 1966 وإلتحاق السيد الطالباني وجماعته بالنظام العراقي. وقطعت حينئذ تلك العلاقات مع السيد الطالباني، وبدأت علاقات جديدة مع قيادة البارزاني إلى أن تم التوقيع على إتفاقية 11 آذار عام 1970 بين قيادة البارزاني والنظام العراقي والتي أقرت بالحقوق القومية للشعب الكردي في كردستان الجنوبية. وقطع الكرد علاقاته مع إيران لكن هذه العلاقات تجددت بعد أن وجدت الحركة التحررية الكردية تنصل النظام العراقي بتنفيذ بنود الإتفاقية المذكورة ، جاعلا تلك الإتفاقية وسيلة لضرب الحركة الكردية من الداخل، خاصة بعد محاولة إغتيال قائد الشعب الكردي البارزاني عام 1971. واستمرت العلاقات مع إيران الشاه إلى نكسة عام 1975 بعد الإتفاق العراقي الإيراني في 6 أذار من العام المذكور وبوساطة الرئيس الجزائري هواري بومدين.
   جاء العون الإيراني في سنين ما قبل النكسة للتغلغل في صفوف الحركة التحررية الكردية من أجل إجهاضها.  كانت إتفاقية 6 آذار عام 1975 نكسة كبيرة أدت إلى إنهيار الثورة الكردية، وتشرد مئات الألاف من الكرد إلى إيران.  وصرح شاه إيران أنذاك في مقابلة أجراها معه السيد محمد حسنين هيكل بما يلي: "نعم ساعدنا الثورة الكردية ... في الفترة الأخيرة كنا نحن القوة الفعالة وراءها، ولما سحبنا تأييدنا لها حدث ما حدث. أريد أن أقول لك إنني لم أخترع الثورة  الكردية ولكنني وجدتها حقيقة قائمة، لسنوات عديدة كانت النظم الحاكمة في العراق تناصبنا العداء، حملات دعاية سافرة، عداء مكشوف، مخربين متسللين عبر الحدود، إشتباكات مسلحة في بعض الأحيان، وجدت في الثورة الكردية فرصة، قلت لنفسي، لماذا لا أستغلها وفعلت، ولِمَ لا ؟ هل أنا اريد أن  أثير مشكلة كردية؟ بالطبع لا، تذكر أنا لدي هنا في إيران أقلية كردية كبيرة" (أنظر صحيفة الأنوار البيروتية في 2 أيلول عام 1975). وهكذا كانت النكسة التي أخمدت جذوة نيران الثورة الكردية عام 1975، حيث نجح شاه إيران بإلحصول على خط تالوب في شط العرب وبضعة عشرات من الكيلومترات من الجانب العراقي. وهكذا أيضا تنكر شاه إيران ودولته لحقوق الكرد وقضيتهم، وتخلى عنهم وطرح أمامهم أحد الخيارين: إما اللجوء إلى إيران وتجريدهم كليا من السلاح أو تسليم أنفسهم للنظام العراقي. وبهذا أصبح الكرد ضحية المطامح الدولية.

عندما زار الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون طهران عام 1972 نجح شاه إيران في إقناعه بضرورة دعم
القضية الكردية حتى يمكن للكرد مواجهة الماكنة العسكرية العراقية القوية. وتمكن الكرد من الحصول على
مساعدة مالية بحوالي 9- 16 مليون دولار. وكانت تلك المساعدة بمثابة دعم مَكَّن الكرد من مقاومة العدوان العراقي على مناطقهم عام 1974 وهي السنة التي ألغيت فيها إتفاقية 11 آذار عام 1970 من الناحية العملية.
   واجهت القوات العراقية مقاومة شرسة من مقاتلي الحركة التحررية الكردية، ونجح الكرد من تحرير مناطق شاسعة من الأراضي الكردستانية، ومنيت القوات العراقية بخسائر كبيرة ، فلجأ النظام إلى التنازل للولايات المتحدة الأمريكية وإيران الشاه لضرب القضية الكردية، وبذلك كانت إتفاقية 6 آذار عام 1975 نتاج تلك المؤامرة الدولية، حيث ساهمت في تحريرها إيران، العراق، الأردن، مصر، الجزائر وبتوجيه ودعم أمريكي مباشر. فالإتفاقية طبخت أصلا في واشنطن وأُعلنت في الجزائر. وبعد أن حققت الولايات المتحدة الأمريكية أهدافها بإمتصاص القوة العراقية وإجبارها على التنازل لإيران الشاه حليف أمريكا تراجعت عن وعودها للكرد وتخلت عنهم كليا.
 
يقول تقرير لجنة "بايك" الأمريكية  بصدد المساعدات الأمريكية للثورة الكردية آنذاك ما يلي: "لقد كانت سياستنا غير أخلاقية إزاء الأكراد. فلا نحن ساعدناهم ولا نحن تركناهم يحلون مشاكلهم بالمفاوضات مع الحكومة العراقية، لقد حرضناهم ثم تخلينا عنهم."( أنظر هيكل"الحل والحرب" ص 140 ). وتقول وثيقة للمخابرات المركزية الأمريكية مؤرخة في 24 آذار 1974 مايلي: "لا حليفتنا إيران ولا نحن نرغب أن نرى المسألة الكردية محلولة بطريقة أو بأخرى". وأثناء لقاء وفد كردي بموظف من البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، قال الموظف "إن سياستنا لاترمي إلى إسقاط البعث ولكن إلى تغيير سياسته، وإذا ما غير سياسته فسيطلب إليه تقديم التنازلات للحركة التحررية الكردية".(أنظر تقرير حدك إلى كونفرانس عام 1976).
    السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو ماذا يكمن للشعب الكردي اليوم ببقاء صدام حسين في السلطة ، والمعروف عنه أنه يتنازل لكل شياطين وأبالسة العالم لكنه يأبى أن يتنازل لشعبه؟
    والسؤال الكبير الأخر هو كيف يكون مصير الشعب الكردي في مرحلة ما بعد صدام حسين؟ فالكل يعلم أنه لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة في السياسة الدولية إنما هناك مصلحة دائمة. فإلى أي درجة يفهم الشعب العراقي بعربه وكرده وأقلياته المصالح الأمريكية والدولية بالقدر الذي فهموا سادية صدام حسين وعدائه للإنسانية؟
والأسئلة الكبيرة الأخرى هي ماذا تريد أمريكا من الكرد في حربها على العراق اليوم وماذا تعطيهم وكيف تتوازن بين مصالحها مع تركيا العضو في الناتو وبين وعودها للكرد؟
هذه الأسئلة الكبيرة تحتاج إلى أجوبة كبيرة جدا قد تسع عشرات الصحف والمجلات والتعليقات. وسترينا الأيام ماذا تعَلَم العرب والكرد والأقليات العراقية من المآسي التي تعرضوا لها عبر سنين النضال العادل والمشروع من أجل حقوقهم في منطقة الشرق الاوسط الساخنة، المنطقة التي لا يفهم الناس فيها لغة الديمقراطية، ويتنكر حكامها لحقوق الشعب الكردي مثلما يتنكر لحقوق الشعب العربي وشعوب المنطقة بشكل عام، في مرحلة تمسك الولايات المتحدة الأمريكية بالعصا السحرية تجاه الأنظمة التي تحكم دول المنطقة، وقيادات أنظمتها التي هي في الأصل موظفون في الإدارات الأمريكية. فهل يستطيع العبيد تحرير الناس قبل أن يحرروا أنفسهم؟ وهل من طريق لهذا التحرير إلا بالتعاون والإعتراف المتبادل على قدم المساواة بين الجميع؟ هل تستيقظ العقول العربية والكردية والإسلامية من غفوتها، وتنهض عقول الحكام من كسلها لتعترف  بحق الإنسان في الحرية والحياة؟ وهل يفهم الناس في خضم معركة الضياع معنى الحقوق، كما قال كونفوشيوث: إذا لم نحدد المفاهيم فلن نتفاهم؟
  هنا في دائرة الشرق الأوسط الغنية جدا جدا، يموت الناس من الفقر والجهل والمرض لأنهم يبحثون عن الظمأ بدلا من الماء. ويدفعون كل ما يملكون من مال وضمير ضريبة لعبوديتهم.   
 
*  باحث وكاتب صحفي  عراقيمقيم في السويد
  

 



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تردد العقلية العربية بين قوتي جذب العبودية والحرية
- نكران الأمبراطورية العثمانية وتركيا العلمانية لفضل الكرد على ...
- العراق بين الحرب والسلام
- صدام والطبيعة الفاشية لحزب البعث العربي في العراق
- الأحبة أبناء إنتفاضة آذار 1991 شموع لاتنطفئ
- كركوك نقطة إلتقاء الثقافات في العراق
- الأنفال وحلبجة بدايات الصحوة الكردستانية
- عجز تركيا في تحديد هويتها الثقافية في أنظمة العلاقات الداخلي ...


المزيد.....




- لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام ...
- حاولوا إدخال الأرز والدقيق لغزة.. تفاصيل اعتقال حاخامات خلال ...
- 10 ألاف اسرائيلي يتظاهرون امام مبني وزارة الحرب
- إعلام عبري: واشنطن تحاول مساعدة تل أبيب في منع -الجنائية الد ...
- بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل ...
- شاهد.. اعتقالات جماعية للمحتجين بجامعة واشنطن وتوقيف مرشحة ر ...
- لازاريني: المساعي لحل الأونروا لها دوافع سياسية وهي تقوض قيا ...
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- على غرار رواندا.. هل يرحل الاتحاد الأوروبي اللاجئين إلى تونس ...
- اعتقال العشرات المؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعات أميركية


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - خالد يونس خالد - عداء إيران الشاه والولايات المتحدة الأمريكية لقضية الشعب الكردي في السبعينات