أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - خالد يونس خالد - نكران الأمبراطورية العثمانية وتركيا العلمانية لفضل الكرد على جمهورية تركيا الحديثة














المزيد.....

نكران الأمبراطورية العثمانية وتركيا العلمانية لفضل الكرد على جمهورية تركيا الحديثة


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 436 - 2003 / 3 / 26 - 03:38
المحور: القضية الكردية
    


                                                             
  باحث وكاتب صحفي مستقل- السويد


تمهيد
كردستان، تعني بإختصار "وطن الكرد" ، وهذا الوطن مقسم بالدرجة الرئيسية بين العراق وتركيا وإيران وسوريا. وبسبب هذه التركيبة المعقدة لوضع الكرد أصبحت القضية الكردية من القضايا المعقدة في نظام االشرق الأوسط والنظام العالمي. وأصبح الكرد عامل قلق في المنطقة، مثلما هم عامل سلام وإستقرار إذا ما توفرت الديمقراطية ، والإعتراف بحقوقهم. وإستنادا لهذا الواقع المقسم فقد جزأ الشعب الكردي على أرض وطنه كردستان بين هذه الدول الأربعة بالدرجة الرئيسية. ولأهمية كردستان الإستراتيجية والجيوبوليتيكية فقد تعرض الكرد وكردستان لمؤامرات دولية كبيرة ، وأصبحوا ضحية مصالح القوى الدولية منذ أن قسم وطنه. في حين تعرض الكرد داخليا لحملات إبادة منظمة من قبل الأنظمة التي تحكم كردستان بالعلاقات الإستعمارية ، وغياب الديمقراطية، وإنكار حقوق الإنسان الكردي، وإنكار حقوق العرب والترك والفرس، حيث تحكم هذه البلدان أنظمة شمولية، وعقليات لاتفهم لغة الحرية وحقوق الإنسان.
   ما يهمنا في هذا المقال هو وقوع الكرد وبعض قياداته في فخ القوى  العربية الإسلامية والشرق أوسطية والدولية، والوعود الكاذبة بدعوى تحرير الشعب الكردي، حتى أصبح الكرد ضحية تلك القوى، بعد أن تحققت مصالحها فأنكرت للكرد حقوقهم، مثلما تنكروا لوعودهم. ومجرد نظرة متمعنة للتاريخ المعاصر، وكيفية تعامل الكرد مع هذه القوى، يظهر لنا كيف أن الكرد أصبحوا ضحية الإستسلام للوعود الكاذبة. ويكفي أن نشير إلى مثال من هذه الأمثلة العديدة ، فنرجع إلى الوراء قليلا، ونربطه بالحاضر، ليتسنى لنا رؤية المستقبل.
 
   -  نكران الأمبراطورية العثمانية المسلمة وتركيا العلمانية الحديثة  لفضل الكرد على جمهورية تركيا.
كانت كردستان العثمانية التي تعرف اليوم بكردستان الشمالية والجنوبية والغربية والتي تحكم اليوم من قبل الدول التركية والعراقية والسورية، ضمن ما كان يسمى "بلاد فارس" إلى جانب كردستان الشرقية التي تحكم اليوم من قبل إيران. لكن أثناء الحرب الكبيرة بين الأمبراطورية العثمانية بقيادة السلطان سليم الثاني والأمبراطورية الفارسية الصفوية بقيادة الشاه إسماعيل الصفوي، إنحازت أغلبية الكرد إلى جانب العثمانيين بإعتبارهم مسلمين سنة ضد الشاه الشيعي. وتمكن الكردي ملاي بدليسي (من مدينة بدليس الكردية) الذي يلقبه بعض الكرد بملاي إبليسي (كناية بالشيطان) من جمع الكرد وقيادتهم لدعم السلطان العثماني في معركة جالديران أو تشالدران كما يسميه بعض المؤرخين عام 1514. وكان النصر للعثمانيين، وبذلك تم إستقطاع الجزء الاكبر من عموم كردستان إلى الأمبراطورية العثمانية، وإقرار هذا التقسيم بموجب إتفاقية قصر شيرين أو أرضروم عام 1639. وتنكر السلطان التركي العثماني لحقوق الكرد، واستغل بعض السلاطين ومنهم السلطان عبد الحميد الثاني، تمسك الكرد بالإسلام بإستخدامهم لمآربهم الشخصية، بتشكيل قوات عسكرية خاصة. وبقيت الحال كذلك إلى إنهيار الأمبراطورية العثمانية وتشكيل الدولة التركية العلمانية الحديثة، وتقسيم كردستان العثمانية بين تركيا والعراق وسوريا بموجب إتفاقية سايكس بيكو عام 1916.
 لاشك أن كل مَن له إطلاع على تأسيس دولة تركيا بعد إنهيار الأمبراطورية العثمانية يدرك بجلاء بأن للكرد يد طويلة في إنشاء جمعية الإتحاد والترقي التي ناضلت بضراوة ضد الإستغلال العثماني. وقد عمل الكرد جنبا لجنب مع إخوانهم الأتراك من أجل تشكيل جمهورية ديمقراطية تضم الكرد والترك وتعترف على قدم المساواة بينهم. ولكن بعد التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الكردي في طريق الحرية تنكرت تركيا العلمانية الإستبدادية (تمييزا عن العلمانية الديمقراطية) لحقوق الشعب الكردي. فإتفاقية سيفر لعام 1920 والتي هي جزء من معاهدة فرساي بين سلطان تركيا من جانب، وأنكلترا وفرنسا واليونان وإيطاليا ورومانيا ويوغسلافيا وجيكوسلوفاكيا وبولندا وبلجيكا واليابان والحجاز وأرمينيا الطاشناقية من جانب آخر، أقرت في موادها 62، 63 و64 بحقوق الشعب الكردي وموافقة الحكومة التركية على ذلك. وأكدت المادة 62 بأنه في خلال سنة من هذه الإتفاقية، وفي حالة إعتراف عصبة الأمم بأن الكرد أكفاء للعيش حياة مستقلة، فإنها توصي بمنح الكرد الإستقلال. أُجهضت الإتفاقية من قبل كمال أتاتورك بالتوقيع على إتفاقية لوزان عام 1923 ، وفسخ إتفاقية سيفر، وبذلك تنكرت الحكومة الكمالية الطورانية بحقوق الكرد. وبلغ التعصب الأعمى لهذا االموقف الظالم بالتنكر لوجود القومية الكردية في كردستان تركيا. ومن المضحك المبكي أن يقرأ المرء التاريخ كيف أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر جاوب معارضة السفير التركي في القاهرة لسماح الحكومة المصرية بفتح إذاعة كردية. قال الرئيس الراحل عبد الناصر للسفير التركي في القاهرة: إنكم تدعون بعدم وجود شعب كردي ومشكلة كردية في تركيا، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تعارضون فتح إذاعة كردية في القاهرة؟ وسكت السفير التركي وعجز أن يدافع عن موقفه الشوفيني. فعلى سبيل المثال إعلان صحيفة "سون بوستا" في 11 نيسان عام 1946 مايلي: " لا وجود في تركيا قط لأقلية كردية، لا مستوطنة ولا مرتحلة طلبا للرعي، ولا هي ذات وعي قومي ولا هي بدونه". ولكن تركيا تواجه لحد اليوم تنامي الوعي القومي الكردي، وتواجه معارضة دولية، بإعترافها مؤخرا بوجود القومية الكردية، وضرورة إعترافها غدا بحقوق الشعب الكردي.

 



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين الحرب والسلام
- صدام والطبيعة الفاشية لحزب البعث العربي في العراق
- الأحبة أبناء إنتفاضة آذار 1991 شموع لاتنطفئ
- كركوك نقطة إلتقاء الثقافات في العراق
- الأنفال وحلبجة بدايات الصحوة الكردستانية
- عجز تركيا في تحديد هويتها الثقافية في أنظمة العلاقات الداخلي ...


المزيد.....




- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...
- غورغييفا: 800 مليون شخص حول العالم يعانون من المجاعة حاليا
- الأمن السعودي يعلن اعتقال مقيم هندي لتحرشه بفتاة ويشهر باسمه ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - خالد يونس خالد - نكران الأمبراطورية العثمانية وتركيا العلمانية لفضل الكرد على جمهورية تركيا الحديثة