أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد يونس خالد - نموذج عدواني للإعلام العربي















المزيد.....

نموذج عدواني للإعلام العربي


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 468 - 2003 / 4 / 25 - 02:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 

ما هذه الهزيمة المحزنة والمؤلمة التي تمزقنا جميعا؟ أين دعاة الحرية، وكيف يمكن ممارسة الحرية ونحن نحجب الحرية عن الضعفاء فينا، وعن المظلومين بيننا؟ هل نجحنا في حل قضية أثنية واحدة في شرق أوسطنا الغارق في الضعف الإنساني الذي يئن من الفقر والجهل والمرض، في أرض الخيرات والإبداع والوحي والمدنية، بعد أن ضِعنا وضيَعنا، فإلى أين نسير في متاهات الحماقة الإنسانية، نأكل لحوم بعضا البعض؟ فهل من عار بعد هذا العار؟ أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحفاد العمالقة العظام من الصحابة والراسخين في العلم من الذين صنعوا المجد، وأحفاد صلاح الدين الذي رفض أن يبتسم حتى يحرر الأقصى يتقاتلون على الغنائم.

بعض مواقع الأنترنت والقنوات الفضائية العربية تساهم مساهمة جادة في تبلور الوعي الإجتماعي والحضاري للناطقين بلغة الضاد، منها على سبيل المثال موقع إيلاف وموقع أصداء وموقع صوت العراق وموقع كركوك وقناة الكويت وقناة ANN وقناة أبو ظبي بالدرجة الأولى إضافة إلى قنوات سحر وقطر ودبي والنيل وليبيا والسعودية وإقرأ والمنار وغيرها. ومقابل ذلك هناك بعض القنوات الفضائية العربية تساهم مساهمة كبيرة في هزيمة العقل العربي، وتُظهر العرب بالعقلية القبلية الجاهلية، بإتهام هذه القبيلة أو تلك، هذا الشعب أو ذاك، أو مذهب معين أو مدرسة فكرية خاصة لإشعال نار الحقد بين الأقوام والشعوب والطوائف والمذاهب. وقد وجد بعض هذه القنوات من ساحة العراق ميدانا خصبا لتمرير مؤامرات الإستعمار والإمبريالية بأسم العروبة والإسلاموية. فالمراسل الذي لا ينقل الأخبار بأمانة يمثل الإنحطاط الفكري للقناة الفضائية. لنأخذ نموجا من هذه النماذج العدوانية للإعلام العربي، وهو يوسف الشريف الوجه الآخر لمحمد سعيد الصحاف في قناة الجزيرة. فهو لا ينقل الأخبار بنزاهة، إنما ينقلها من أولئك الذين يختارهم بدقة من البعثيين الحاقدين على الإنسانية، وهو يريد أن يغض الطرف عن ما يعانيه الشعب العراقي من آلام وأحزان، وينقل خبرا صغيرا في الأغلب مُنصَبا على قومية واحدة، أو مذهب ديني معين، لتشويه سمعة تلك القومية أو ذلك المذهب، وهو بهذا يسئ إلى العقلية العربية برمتها، ويجعل من قناته الفضائية قناة شوفينية تبث الفرقة والعداء بين الطوائف والمذاهب والفرق العراقية بدلا من الوحدة والوئام، حيث العراق وشعبه بأمس الحاجة لمساعدة كافة الدول العربية ودول الجوار ووسائلها الإعلامية لتحقيق الحرية والسلام. نماذج مريضة مثل هذا المراسل وأمثاله يستغلون شهرة تلك القناة الفضائية لمآربهم العدوانية، ويحملون حقدا دفينا على مناضلي الحرية، ويجعلون من الحرية وسيلة للعنف في حين أن الحرية غاية بحد ذاتها. لأن تحقيق الحرية وممارسة الحرية تجعل من مثل هذه القنوات العدوانية غائبة عن الساحة، لأنها قنوات تخاطب العواطف بدلا من العقول. فكل مَن له عقل يفكر يفهم بجلاء أن بث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد خيانة بحق ذلك الشعب. والمعروف أن أغلب العاملين في تلك القناة التي ينتمي إليها ذلك المراسل غير عراقيين، ويجهلون فسيفساء الشعب العراقي. كما أن أغلبهم ينتمون لبلد عربي واحد ومعروفين بأنهم ينتمون لمدرسة الدفاع عن الأنظمة العربية الشمولية، وهي مدرسة محمد سعيد الصحاف المعروف بالوزير العراقي الكذاب.

أليس من الضروري للمراسلين إجراء مقابلات مع العراقيين عن أسباب غضبهم على نظام صدام، وحبهم للحرية، ورفضهم للحرب، ومقاومتهم للظلم بدلا من أن يتهم المراسل شعبا أو قوما بالسرقة أو القتل؟ ماذا ينقل لنا مراسل لا يفهم معنى الحرية؟ أليس الحرية هي ممارسة الإرادة الحرة بعيدا عن العنف الفيسيولوجي والسيكولوجي؟ كيف يمكن للمرء أن يسمع مراسلا يعتدي على شعب بكامله أو مذهب ديني بالكامل، وهو يدعي بأنه يتمتع بحصانة صحفية، ويزور المدن العراقية من الشمال إلى الجنوب، دون أن يعتدي عليه أحد في الوقت الذي هو يمارس العداء ضدهم. أي إستخفاف هذا الذي تمارسه قناة فضائية عبر مراسل تجرد من الأخلاقيات الصحافية، بالإعتداء على الحرية بأسم الحرية؟

  لقد فقدت قناة الجزيرة مركزها المحترم عند الكرد والشيعة مثلما فقدته عند الكويتيين والسعوديين والأردنيين سابقا بالتجاوز عليهم. لكن الأمر فيما يتعلق الأمر بالعراق أخطر بكثير نظرا لما يعانيه العراقيون من مشاكل وتشرد وحرمان.
   لنأخذ بعض الحوادث التي نقلها المراسل الكذاب (يوسف الشريف) الذي يجهل الأسس الأولية للصحافة، وقد حصل على عمله بالواسطة، وهو يمارس العنف الصحفي بحق أناس لهم الحق في محاسبته وإتخاذ الإجراءات بحقه بالطرق القانونية والسلمية، وليس بالطرق العدوانية التي يمارسها هو بأسم الصحافة. فهو يتهم الكرد والشيعة في بغداد والبصرة والموصل وكركوك وتكريت وكل مكان حين ينقل الخبر. أين الكرد من البصرة؟ وأين الكرد والشيعة من تكريت يا هذا؟ ألا يمكن لغير الكرد والشيعة أن يجرم في منظار يوسف الشريف؟
يمكن لكل مشاهد لبيب أن يفهم الحركات الجسمية وطقاسيم الوجه ليدرس حركات ذلك المراسل وهو ينقل الخبر عبر شاشة قناة الجزيرة. عالمة نفسانية سويدية، كانت تعمل سابقا ضمن قوة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، وهي تفهم اللغة العربية وتتحدث بها إلى حد ما، قالت وهي جالسة بجانبي في صالة لسماع الأخبار من التلفاز. فإذا بتلميذ سعيد الصحاف  (يوسف الشريف) ينقل خبرا عن الأحداث في الموصل، مُتهما بعض الكرد بالسرقة. وكان قد إختار الشخص البعثي الذي لقنه أو أنه يعبر عن أحقاده برفضه وجود الكرد في الموصل. وعندما كان المراسل يتحدث، قالت هذه العالمة النفسانية السويدية بأن "هذا المراسل يكذب لأنني أفهم من حركاته وتردده في الكلام، وطريقة سرده، وطقاسيم وجهه، وصعوبة تنفسه بأنه ليس أمينا في وصف الحدث". إنه يكذب على نفسه أولا قبل أن يكذب على غيره، فيظهر رد الفعل في جوارحه، ويعانده ضميره، وهو يعاند ذاكرته، ويعذب ضميره، لأنه آثر الدولار على ما يملك من كرامة. الإشكالية بالنسبة للمراسل، أنه لا يفهم بأن مالايقل عن 30% من أبناء الموصل هم أكراد سكنوا وعاشوا في المدينة أيام حكم نظام صدام. كما أن عدد كبير من الذين يحافظون على الأمن تحت مظلة قوات الحلفاء اليوم هم أكراد، ولا زالوا موجودين في الموصل بسلاحهم لحد هذه الساعة، ويحافظون على الأمن. كما نسي يوسف الشريف هذا أن عددا كبيرا من شيوخ القبائل العربية بعثوا برسائل إلى الأخ مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني وطالبوا منه بإرسال قوات البيشمه ركة للسيطرة على الوضع. فللأكراد علاقات حميمية مع عدد كبير من العشائر العربية في الموصل وخاصة عشائر الشمر، وكانوا يتوجهون ولا زالوا إلى كردستان بإستضافة القيادة الكردية كما كان الرعاة العرب يقودون أغنامهم وحيواناتهم للكلأ. مراسل الجزيرة يوسف الشريف لا يفهم العلاقات الإجتماعية التي تحكم المنطقة ويريد بكل سفاهة وغباء تشويه سمعة الكرد، وهذا مالا يفوت على أي عاقل إلا الأغبياء، فهو يسئ لسمعته كثيرا. نقول له بأن الشرطة الكرد لا زالوا موجودين في مدينة الموصل لمنع السرقات والسلب والنهب من قبل أصدقاء يوسف الشريف من عصابات بعثية وهم لا يقرؤون من الكتاب كمراسلهم الذي ينقل الخبر عنهم إلاّ صفحة واحدة. وهذا الشخص لا يفهم بأن جميع أقضية الموصل قد تحررت من قبل الكرد، مثل عين سفني وعين زالة والشيخان وزمار وسنجار ووضعوا بسرعة مذهلة الإدارات المدنية، والحماية والشرطة، ورجعت الحياة الطبيعية فيها، ولكن يوسف الشريف يجهل ذلك أو أنه لا يريد نقل الحدث السار بتحرير الكرد لهذه المدن وضمان أمنها وممتلكات وأموال ساكنيها، وإستقبالهم للبيشمه ركة الكرد بالورود.
  
لنأخذ مثالا آخر لحدث نقله المراسل يوسف الشريف من مدينة تكريت في 15 أبريل، وهو يقول بأن مقاتلي البيشمه ركة الأكراد توجهوا إلى تكريت للنهب فواجههم مسلحون من أبناء العشائر التكريتية، فقتل إثنان من الكرد وأُسروا خمسة وعشرون. هذا الخبر ملفق لأن الذين توجهوا إلى تكريت كانوا من جماعة مجاهدي خلق التي كانت تمول من قبل نظام صدام. لبسوا الملابس الكردية وجاؤوا من منطقة خانقين ومندلي حيث كان النظام البعثي المقبور قد أسكنهم هناك على الحدود الإيرانية. وسافروا إلى تكريت لتشويه سمعة الكرد. والحقيقة أنه قُتل إثنين منهم مثلما قُتل إثنين من أهالي تكريت، ولم يقع أحد في الأسر على عكس أكاذيب مراسل الجزيرة يوسف الشريف. وقد كشفت هذه الحقائق بعد ذلك مما دفع الكرد بالتعاون مع قوات الحلفاء بالزحف نحو مدينتي مندلي وخانقين الكرديتين لتنظيفهما من عصابات صدام ومجاهدي خلق وإعتقال قياداتهم، حتى أن إيران طالبت بتسليمهم لها لمحاكمتهم لأنهم قاموا بأعمال تخريب ضد إيران بدعم من النظام العراقي المقبور.
   
 ونقل المراسل المأجور يوسف الشريف خبرا آخر من تكريت أيضا، بأن مسلحي العشائر العربية في تكريت قد سدوا جميع منافذ مدينة تكريت لمنع المسلحين الكرد بدخولها ونهبها. لكن الأخبار الصحيحة التي نقلتها القنوات االفضائية الأخرى ومنها الأنكليزية والأمريكية، هي خلاف ذلك. حيث كشفت قوات الحلفاء سيارة مفخخة جاهزة للإنفجار، وسيارة أخرى بين أيدي عشائر تكريت يجهزونها بالقنابل للأعمال الإرهابية، مما أدى بقوات الحلفاء بسد الطرق التي تؤدي إلى تكريت لمنع دخول وخروج الناس. ووجد الحلفاء ضرورة البحث عن الأسلحة في تكريت، فوجدوا كميات كبيرة من الأسلحة لدى العشائر العربية التكريتية، وسيطروا عليها، كما قاموا بتجريد أهالي تكريت من جلاوزة صدام وإحتياطي جهازه العدواني من الأسلحة. ويبدو أن مراسل الجزيرة هذا لا يعلم بأن تكريت لا تدخل ضمن حدود كردستان العراق، كما أنها بعيدة بضعة مئات من الكيلومترات من كردستان، ويصعب للكردي أن يتقدم إلى المدينة بسهولة، كما أن مصروفات النقل قد تكلف كثيرا ناهيك عن المخاطر التي لا تحمد عقباها. ومن غير المعقول أن تتوجه بضعة نفر لمواجهة آلاف المسلحين التكريتيين في مسقط رأس صدام. من المعقول القول بوجود كرد فقدوا عددا كبيرا من ذويهم بأيدي تكريتيين أيام حكم صدام فيأتون ليثأروا، أما القول بأنهم يسلبوا وينهبوا فهذا بعيد عن العقلانية للأسباب التي ذكرناها.
هذا المراسل نقل في يوم 16 أبريل خبرا من كركوك، وأجرى مقابلة مع السيد فريدون عبد القادر، والمراسل يريد أن يشير إلى أن الذين يحفظون على الأمن في كركوك يمنعون عصابات اللصوص أو الأصح المسلحين الذين يعتدون على العرب بترك المدينة. هذا المراسل لا يفهم ملابسات الوضع العراقي بشكل عام، والوضع الكردي بشكل خاص. السيد فريدون عبد القادر هو كردي ومن قياديي الإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة السيد جلال الطالباني. وأن الذين يحمون مدينة كركوك، ويشرفون على أمنها هم كرد. وأن السيد الكردي فريدون هو المسؤول عن المدينة في حين أن الشرطة الكرد يحافظون على الأمن بإشرافه، بينما قوات الحلفاء تحمي آبار النفط وتمنع تسلل أصدقاء يوسف الشريف من المخربين البعثيين بدخول المدينة. ونقول للحقيقة بأنه في هذا اليوم توجه عشرات الأطباء الكرد من السليمانية إلى كركوك لمساعدة المرضى من أهالي كركوك الصامدة، حاملين معهم الأدوية اللازمة. أما الذين سيطروا على أموال وأملاك الناس من العرب الذين جاؤوا إلى المدينة فهم في أغلبهم ليسوا عراقيين بل جلبهم صدام ليسيطروا على أموال وممتلكات الكرد والتركمان الذين تم تسفيرهم من المدينة أو قتلهم أو سجنهم. فكل فرد عربي يثبت بأنه عراقي وله وثائق تثبت بأنه إشترى البيت من صاحب البيت فله أن يبقى في كركوك قانونا ولا يحق لأي كردي أو تركماني أن يمنعه. فكركوك مدينة عراقية للكرد والعرب والتركمان والآشوريين والكلدان. إنها نقطة إلتقاء الثقافات لكل العراقيين, ومدينة السلام والأمان. ولهذا لابد من رجوع كل المسفرين إلى أماكنهم، وتعويضهم عن خسائرهم سواء كانوا كردا أو تركمانا أو عربا أو غيرهم.
 
من الغرابة أن لا يجد المراسل يوسف الشريف شخصا يقابله ليدافع عن الكرد أو الشيعة. فكل الذين يقابلهم كانوا على قدر أفكاره، حقد وكراهية على أعداء الظالمين، ودفاع مبطن لنظام صدام وجرائمه. فهل أن المراسل لا ينقل من عنده إنما ينقل من الآخرين؟ نعم إنه ينقل من الآخرين كما قال مقدم برنامج "منبر الجزيرة" السيد عبد الصمد يوم 15 أبريل في قناة الجزيرة في معرض جوابه على مداخلة عراقي إنتقد الجزيرة ومراسلها يوسف الشريف بنقل الأخبار الملفقة والكاذبة.  في الحقيقة أن الشريف هذا يختار الفرد بالشكل الذي يرتئيه، وليس مهما أن يكون ذلك الشخص أستاذ جامعة أو كناس يكنس الشوارع. فمن الظالمين البعثيين ذئاب بكل الألوان، وكم من الكناسين الفقراء يا أخ عبد الصمد هم أفضل وأشرف من أساتذة الظلم والعدوان؟ هكذا يعرف البعض من تجار الصحافة كيف يجدون الذئاب لتفترس المعارضين لحكم صدام، وهكذا يتهم هؤلاء التجار هذه الفئة الشيعية بقتل الإمام الخوئي لإثارة الفئة الشيعية الأخرى، ويتهمون المعارض السيد أحمد الجلبي بالإختلاس لتشوه سمعة الرجل. أليس مراسل هذه القناة مختلسا للحقيقة، ليقدم الأخبار بعد تزويرها؟ هل ترك قائد في الشرق الأوسط منصبه دون أن يكون له مئات الملايين في البنوك؟ نعم القيادات التي تحكم دول الشرق الأوسط لا تختلس، لأنهم موظفون في الإدارة الأمريكية.

وهنا نقول لمثل هؤلاء المراسلين بأن الشعب العراقي بعربه وكرده وأقلياته أقوى من هذه المهاترات، وأن الشعب العراقي بمسلميه السنة والشيعة، وبمسيحييه وأيزيدييه أقوى من مؤمرات أعداء العراق الذين يتاجرون بالعروبة وهم يسيؤون إلى العروبة مثلما يسيؤون لأنفسهم.

المعروف أن بعض القنوات الفضائية العربية التي لا قت رواجا بين العقليات الساذجة، لم تنقل جرائم صدام حسين بحق الشعب العراقي بعربه وكرده وأقلياته، بل حاولوا التستر عليها. ففي مدينة بغداد تم تسفير آلاف الكرد الفيلية من قبل نظام صدام، بعد أن سلبوا ونهبوا جميع ممتلكاتهم، وهم كما كان معروف من أكبر أغنياء العاصمة. وفي مدينة كركوك التي إستعربها البعث العراقي ونهب وسلب ممتلكات أهلها، وقتلوا مَن قتلوا، واغتصبوا ، وسفّروا مئات الآلاف، وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ. وفي حملات الأنفال وحلبجة الشهيدة قتلوا مائتي ألف مواطن عراقي، وحرقوا القرى واستخدموا السلاح الكيماوي في الأهوار جنوب العراق وفي حلبجة الكردستانية. أين كنتم يا فضائيات العرب؟ أين ذهب العقل وأين إختفى الفكر؟

السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو، في أي وقت من الأوقات دافعت هذه القناة الجزيرية إن صح القول، عن الشعب العراقي؟ بالله عليكم أعطوني مثالا واحدا يوضح لنا بأن هذه القناة ساهمت في بلورة الوعي لدى الشعب العراقي؟ ماذا يكمن وراء هذه الحملات الإعلامية السخيفة لتشويه سمعة العراقيين، والعراقيون بحق، أسياد كل هؤلاء من ضعاف النفوس؟ إننا نحن العراقيون لا نيأس من رحمة الله وسيأتي اليوم الذي يستيقظ وعينا الحضاري لنعطي دروسا للذين يتاجرون بالكلمة لخير الأعداء ولخير الطغاة من أجل أن نعلمهم معنى الحرية وكيفية ممارسة الحرية، حتى يستيقظوا من كسلهم العقلي وإنحطاطهم الفكري. فالعراق كان مهد الحضارة، وسيبقى بلد الرشيد تاج الشرق الأوسط رغم أنفكم ياسادة، ولكن أي صنف أنتم من الأسياد يا سادة.

   نعم، نحن عراقيون، وكلنا عراقيون، لكن عراقنا أصبح اليوم كبش سمين، دخل فيه غرباء مسلحون، ومراسلون كذابون، وتجار يسرقون أفكارنا، ولصوص ينهبون ثرواتنا ويضعون التهمة علينا في عملية ميكانيكية الدفاع عن النفس التائهة. العراق العظيم أصبح اليوم وليمة شهية إجتمع حولها الغريب والقريب من كل جهة، في الداخل والخارج ليشبع كل واحد منهم شهيته بعد أن كانوا جميعا يتمنون الخروج من سجن صدام المظلم، ويتحررون من العبودية ليجدوا أنفسهم في نفاقات وإتهامات ومشاحنات. 

لقد وجد الحلفاء وثائق سرية في أقبية المخابرات العراقية في بغداد بأن نظام البعث المنهار نظم مجموعات إرهابية من البعثيين الساديين للإغتيالات والقيام بالسلب والنهب والإختلاس، وتكليف قنوات فضائية معينة لتشويه سمعة عناصر المعارضة العراقية والكرد والشيعة. فماذا بقي بعد كل هذه المأساة؟ واليوم يتبجح دعاة الإعلام الكاذب الذين خرجوا من تحت عباءة صدام ليدافعوا عن الظلم والإستعباد بأسم العروبة، و"الوحدة والحرية والإشتراكية" الشعار الساقط الذي سقط مع هروب البعث العراقي والقيادة العراقية الإنهزامية الإستسلامية. لقد خرج الناس بهتافاتهم وأفراحهم إلى ساحة الفردوس وسط بغداد ليروا صنم الدجال صدام يسقط. 

* باحث وكاتب صحفي عراقي مستقل 
 
    



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان العراق أقليم التآخي والحرية والسلام
- وحدة الأضداد: الحرية والحرب والعبودية في ظل مشاريع الهيمنة ...
- إستراحة العقل العربي
- موقف بعض القوى الحزبية الإسلاموية والإسلامية من حقوق الكرد
- ثلاث قضايا ملحة في مواجهة العقل العربي: العراق وفلسطين وكرد ...
- عبد الكريم قاسم في ذاكرة الأيام
- عداء إيران الشاه والولايات المتحدة الأمريكية لقضية الشعب الك ...
- تردد العقلية العربية بين قوتي جذب العبودية والحرية
- نكران الأمبراطورية العثمانية وتركيا العلمانية لفضل الكرد على ...
- العراق بين الحرب والسلام
- صدام والطبيعة الفاشية لحزب البعث العربي في العراق
- الأحبة أبناء إنتفاضة آذار 1991 شموع لاتنطفئ
- كركوك نقطة إلتقاء الثقافات في العراق
- الأنفال وحلبجة بدايات الصحوة الكردستانية
- عجز تركيا في تحديد هويتها الثقافية في أنظمة العلاقات الداخلي ...


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد يونس خالد - نموذج عدواني للإعلام العربي