أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - جميلة شحادة - عزيزتي المرأة اختاري العيش بكرامة وسعادة














المزيد.....

عزيزتي المرأة اختاري العيش بكرامة وسعادة


جميلة شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 7598 - 2023 / 5 / 1 - 20:00
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


تسلَّلت الجملة الى أذني، فكان تأثيرها بقلبي كفِعل النّار في حزمة قشِ جافِ في يومٍ قائظ. " الجيزة سترة يا بنيْتي"، قالتها امرأة، يبدو من ملامح وجهها أنها قد تعدّت الستين من عمرها، لإحدى الشّابات التي دخلت المكان وصافحتها وجلست الى جانبها وتبيّن أنها كانت جارة أهلها قبل أن ينتقلوا للسّكن في مكان آخر. وبعد السلام والاستفسار عن الأحوال، اكتشفت المرأة عيب الصبية، التي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها بعد، بحسب ما تسلل الى مسمعي ومسامع آخرين تواجدوا في غرفة الانتظار في عيادة طبيب اختصاصي، اليوم صباحًا الفاتح من أيار عام 2023. لقد اكتشف هذه المرأة الستّينية، أن الصبية ما زالت عزباء، فراحت تُسدي لها النُصح وتعدّد لها مزايا مؤسسة الزواج. أي مصادفة هذه التي ساقتني هذا اليوم لأرافق أحد أفراد العائلة الى عيادة هذا الطبيب فأسمع مثل هذا الحوار الذي يرفع ضغط الدم ويحرق الأعصاب؛ بالذات هذا اليوم وقد امتلأ قلبي حزنًا وأسى، منذ سماعي صباح اليوم خبر مقتل أمٍ وطفليْها من مدينة الطيبة، على يد زوجها دون ذنبٍ جنوه؟ لقد انشغلت بالتفكير منذ لحظة سماع الخبر المفجع لإيجاد أجوبة عن أسئلة عدة مثل: "ما الذي دفع الأم الضحية لأن ترتبط بشخص غير سوي نفسيًا؟ "وعمومًا؛ ما الذي يجعل فتاة توافق على الارتباط برجل مدمن على الكحول مثلًا، أو عاطل عن العمل، أو عنيف، أو منتمٍ لإحدى العصابات مثلًا أيضًا؟ هل لكي تنجب الأطفال الى دنيا لم تعد مناسبة لبراءتهم؟ أم لتُجنّب نفسها لقب "عانس"؟ أم لاعتقادها "أن ضل راجل ولا ضلّ حيطة" كما يقول إخوتنا المصريون؟ أم لأن المجتمع الذكوري والمحافظ والمتدين قد ربّاها على أن الزواج هو تكملةً للدين، وأنه سُترة؟
هممتُ أن أتدخل، وأُسمِع رأيي للمرأة بالنسبة لما تفوهت به عن الزواج، لكنّي عدلت عن ذلك وآثرت الصمت.
هذه المرأة تمثّل شريحة واسعة من المجتمع العربي المتديّن أو المحافظ الذي يعتقد أن زواج الفتاة هو سترة لها، وهنا لن أخوض بالعوامل والأسباب التي أدت بهذه الشريحة الى هذا الاعتقاد حتى لا أطيل عليكم، ولأن هدفي من هذه المقالة هو تسليط الضوء على مفهوم خاطئ، على الأقل بالنسبة لي، ألا هو أن الزواج سترة. فكيف يكون زواج الفتاة سترة لها وحوادث قتل الزوجات على يدِ أزواجهن في مجتمعنا تزداد يومًا بعد يوم؟ كيف يكون سترة، وحوادث العنف ضد الزوجات من قبل أزواجهن في تصاعد؟ كيف يكون سترة، وعشرات الزوجات مشرّدات أو قابعات في ملاجئ خوفًا عليهن من القتل أو التعنيف؟ كيف يكون سترة، وزوجات كثيرات يذقن المّر حتى يحصلن على طلاقهن من أزواج خيّبوا ظنهم وأذاقوهن من المّر أمرّه؟ كيف يكون سترة وزوجات كثيرات اضطررن للعمل في تنظيف البيوت وغيرها لإعالة عائلاتهن لأن أزواجهن عاطلون عن العمل، أو لأنهم مدمنون، أو لأنهم يقبعون في السجون عقابًا لهم على تورّطهم في جرائم، وأعمال مخالفة للقانون.
الزواج هو ارتباط مقدس، يجب أن يُبنى على الوّد والتفاهم، وتقبّل الآخر واحترامه، وثمرته أبناء وبنات ينشؤون في أسرة تأمّن لهم حاجاتهم الشعورية والمادية ولا تحرمهم من براءتهم. إذا كان الزواج هكذا، وسيحفظ للمرأة كرامتها وإنسانيتها، فليكن؛ أما إذا كان سببًا في إهانتها وإذلالها وإذاقتها المّر وملء قلبها لوعة على أطفالها، فهو فضيحة وليس سترة؛ وعندها الأفضل أن تختار المرأة "ضلّ حيطة ولا ضّل راجل".
*************



#جميلة_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الغروب
- قلق
- قراءة ناقدة لقصة -صوت ذاك الآخر - للكاتبة جميلة شحادة
- على عتبة العام الجديد
- استضافة الأديبة جميلة شحادة في فعاليات يوم اللغة العربية الع ...
- قصة من يافا ترويها روائية تعيش في رام الله
- هلا هلا بكم في مونديال قطر 2022
- النبتةُ النَّكِرة
- تبقى العائلة حين لا يبقى أحد. هل حقًا؟
- أدب الرسائل، وتعريج على رسائل من القدس وإليها
- الفرق شاسع، بين النقد البنّاء وبين جَلْد الذات
- سِرْ في الطّريقِ
- عند انتهاء السنة الدراسية
- * ما بين الجنوبي وجنوبي
- مَن كَسَرَ عُنقَ الزجاجةِ؟
- أتْعَبْنا الطريقَ
- زفاف قاصر
- رسائلُ جزيرة غمام
- شكرًا شيرين
- أنا القسطل


المزيد.....




- مركز أبوظبي للغة العربية يُخلّد منجزات المرأة في كتاب «مئة م ...
- بينهم -تيك توكر- شهير.. ضبط عصابة لاغتصاب الأطفال في لبنان
- قطب صناعة السينما هارفي وينستاين يعود إلى المحكمة بعد إلغاء ...
- -نظام الملالي- والمرأة.. موجة قمع جديدة ضد النساء في إيران
- 1 May 2024
- لبنان.. تقارير تشير إلى اغتصاب 30 طفلا من قبل -تيك توكر- شهي ...
- جندي إسرائيلي سابق يكسر الصمت: استهدفنا النساء والأطفال في غ ...
- “فرح العيال”.. استقبل ترددات قنوات الاطفال 2024 Kids Channel ...
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل بالجزائر 2024 ...
- هل هناك مستقبل لمساحات العمل المخصصة للنساء فقط؟


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - جميلة شحادة - عزيزتي المرأة اختاري العيش بكرامة وسعادة