أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبير سويكت - الوضع الإنساني في السودان















المزيد.....

الوضع الإنساني في السودان


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 7598 - 2023 / 5 / 1 - 17:06
المحور: حقوق الانسان
    


منظمة السودان الجديد Lns(Le New Soudan)، بالتعاون مع جمعية الصحفيين و الكتاب المستقلين
‏JEI(Journalistes et Écrivains Indépendantes)،
نراقب عن كثب تطورات الوضع الإنسانى، الحقوقي و الأمني بالسودان، و لقد تابعنا بمهنية تدهور الأوضاع الإنسانية فى مختلف مناطقه ، نسبةً لتمرد مليشيات الدعم السريع ، و ما نتج عن هذا التمرد من سقوط قتلى و جرحى من مختلف الفئات العمرية، و تشير الاحصائيات الى أرتفاع عدد الضحايا، خاصةً وسط الفئات الضعيفة الأكثر عرضةً للخطر أمثال النساء، الأطفال، و العجزة.

و تدهور الوضع الصحى، نقص فى المعدات و الإمدادات الطبية، صعوبة فى تمكن المرضى و الجرحى من الحصول على الخدمات الطبية، نسبةً للإمكانات الضعيفة للمستشفيات السودانية، و الكوادر الطبية التى لم تك مستعدة لمجابهة تلك الحالات الطارئة بذلك الحجم و الكم، فالحرب لم تكن متوقعة.
بالإضافة إلى توقف العديد من المراكز الصحية و المستشفيات عن العمل و الدور الخدمية بعد تعرضها للقصف، و التواجد العسكري للقوات المتمردة بداخلها حيث باتت تحتلها، و تستخدمها كمنصات للهجوم العسكرى على الجيش . فى الوقت الذى تعرض فيه العديد من الكوادر الطبية و منهم نساء للتخويف و الترويع، و الاختطاف لمعالجة جرحى التمرد.

كما أثر كذلك فى تفاقم الأزمة الإنسانية أرتفاع السلع التجارية، شح الوقود و أرتفاع سعره، أنقطاع الكهرباء أحيانا مما يؤثر على عمل المستشفيات و آلياتها خاصةً المخصصة لأصحاب الأمراض المزمنة، بإلإضافة للحاجة الماسة للاوكسجين، و نفاد مخزون الأدوية فى الصيدليات و على رأسها المنقذة للحياة، بطىء فى الإسعافات الطبية السريعه ، و قلة الكوادر الطبية المؤهلة لمجابهة الحالات الطارئة، و تعرضها للتعب و الإرهاق الجسمانى و المعنوى نسبةً للعمل لساعات طويلة دون توقف، و عدم قدرة المستشفيات على احتواء العدد الهائل للمصابين و الجرحى .
كذلك إبلاغ وزارة الصحة بسيطرة قوات الدعم السريع على بعض المستشفيات مثل مستشفى الخرطوم بعد طرد الكوادر الصحية، وإدخال أسلحة وجنود للمستشفى.

سابقًا كان يصعب على المسعفين والممرضين والأطباء في الخطوط الأمامية من الوصول إلى المدنيين المصابين بسبب الانتشار المسلح لقوات التمرد فى الأحياء السكنية، و لكن بعد إنتشار قوات الشرطة و الاحتياطى المركزي فى الشوارع و الطرقات لتأمينها، و تأمين الممتلكات اثر ذلك إيجابيًا على حركة المرور.
لكن ما زال المدنيين يعانون من صعوبة التنقل ، مع إنتشار قوات التمرد، و التعدى على المركبات العامة و الخاصة، و إيقافها دون أسباب ، و سرقة العائد المالى لساقى المركبات العامة، بجانب نهب الوقود في الطلمبات.

صعوبة فى أنقاذ أرواح المصابين و الحالات الطارئة من حوامل و غيرهم ، و تعسر الوصول اليهم بسرعة بسبب عقبات أمنية مما أدى الى ارتفاع عدد الضحايا.

علاوةً على تدهور الوضع الصحى، هناك نقص فى الغذاء، فالمحال التجارية تغلق أبوابها بسبب الخوف من الانتهاكات التى تعرضت لها من قبل القوات المتمردة التى تسطو عليهم و تنهب السلع الأولية من سكر، دقيق، زيت…الخ، و التهديد بالسلاح الذى يصل حد القتل، بينما العديد من المدنيين محبوسين فى بيوتهم و غير قادرين على الخروج و قضاء حوائجهم اليومية بسبب القصف العشوائي للقوات المتمردة، اضطرابات الحركة التجارية و توقف الإنتاج، جميع هذه العوامل مجتمعة تتسبب فى نقص الغذاء، و الماء ..الخ.

من خلال عضويتنا فى الداخل تمكنا من رصد لحركة النزوح القسرى نحو الأقاليم و مناطق اخرى، و ازدياد فى تدفق اللاجئين نحو دول الجوار خاصةً مصر و تشاد ، اثيوبيا، افريقيا الوسطى، و رجوع بعض لاجئي الجنوب لديارهم.

ان المدنيين تأثروا بشكل كارثى من هذا النزاع المسلح، و انتهاكات القوات المتمردة، و للحد من تلك الآثار السالبة، لذلك لآبد من تضافر الجهود الداخلية و الإقليمية و الدولية، و التعاون المشترك لحماية المدنيين، الحفاظ على حياتهم، تجنيبهم المعاناة وتخفيفها عنهم، المساهمة في حماية كرامة الإنسان في مثل هذه الحالات التى تكون فيها الكارثة من صنع الإنسان. ضمانًا و احترامًا للقانون الآنسانى الدولى، و حقنًا للأرواح البشرية، و تجنباً لسقوط المزيد من القتلى و المصابين، و استجابةً للطوارئ فى هذه الأزمة الممتدة، حفظًا للأمن و الأمان، و السلم و السلام الدوليين للمنطقة و الإقليم و دول الجوار .

أننا نضم صوتنا لشركاء السودان و اصدقاءه فى المؤسسات الإقليمية و الدولية، برنامج الأغذية العالمي كان قد حذر من أزمة إنسانيّة في شرق إفريقيا، أيضًا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وضح بان الوضع الإنساني في السودان وصل إلى نقطة الانهيار، كذلك الأمم المتحدة كشفت عن ان حجم وتسارع وتيرة الأحداث غير مسبوق وقد يأثر ذلك فوريًا و على الأمد الطويل على السودان والمنطقة، و الجامعة العربية التى تشهد أمانتها العامة ، اليوم الإثنين، استئنافًا لأعمال اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لبحث الوضع الإنساني في السودان، بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، كما نثمن مجهودات الدول الأفريقية بشكل فردى و جماعى.

أيضًا نثمن مجهودات السودان المتمثلة فى مؤسساته، و تلبية الجيش للنداءات الدولية و الإقليمية بقبول الهدنات المختلفة، و التعاون على تأمين عمليات الاجلاء الدولية، و توفير ممرات آمنه بقدر المستطاع.

فى ذات السياق ندعو الدعم السريع لوقف التمرد لانه السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمة، و الالتزام بعدم التعرض للمدنيين.

نتفهم و نقدر موقف برنامج الأغذية العالمي على لسان مايكل دانفورد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمى باشتراط وقف الاقتتال فورًا لبدء الاستجابة الإنسانية للمحتاجين، لكن نذكر بإن السياسة الإنسانية الدولية رؤيتها، ومبادئها المشتركة المتمثلة فى الحياد و عدم التحيز بحيث ان المساعدات الإنسانية يجب ان لا تحابي أي طرف في النزاعات المسلحة أو غيرها، و المساعدات الإنسانية يجب أن تُمنح على أساس الحاجة وحدها ، دون أي تمييز، و مبدا الاستقلالية فى وجوب فصل الأهداف الإنسانية عن الأهداف الاقتصادية أو العسكرية، السياسية، الايدلوجية و غيرها.
ان الاستجابة للاحتياجات الإنسانية فى السودان فى ظل هذه الأزمة الإنسانية، لا يمكن أن يكون مشترط، و مرتبط بوقف الاقتتال الذى هو نتاج لصراعات عميقة لها جذورها و إمتدادها ، لآبد ‎من إيصال المساعدات الإنسانية بسرعة ودون شروط، ‎والاستجابة للحالة الطارئة فى السودان ، ومساعدة الإنعاش المبكر ، ‎لآبد من العمل الجماعى للحد من آثار هذه الأزمة ، و تخفيف المعاناة، ‎مع إيلاء اهتمام خاص لأضعف السكان، و العمل بقدر الامكان على الحفاظ على الحياة، و المساهمة في حماية كرامة الإنسان، دون شروط تقديم المساعدات الحيوية للسكان المحتاجين كافة موارد الإغاثة اللازمة لبقاء الضحايا علي قيد الحياة، من موارد غذائية، الماء، والأدوية، والأدوات والمعدات الطبية، الملابس والخدمات، حتى المساعدة الدينية والروحية والدفاع المدني، وفقاً للمهمات المحددة في القانون الدولي الإنساني.
نذكر ان الاستجابة لتقديم المساعدات الإنسانية فى مثل هذه الحالات لا يمكن ان يكون مشترط، بل هو "حق فى المساعدة الإنسانية " اعتمادًا على القانون الإنساني و مبادئه، و حقوق الإنسان.
أيضًا احتراماً لضمان حماية ورفاهية البشر، واحترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني في الحالات الملحة، و اتخاذ التدابير المختلفة من أجل إغاثة البشر علي نحو سريع وفعال ليس فقط فى حالة وقوع الكوارث الطبيعة والتكنولوجية بل و كذلك فى حالة اندلاع أعمال العنف والنزاعات المسلحة.

طالما ان بناءًا على المبدأ الخامس السودان كدولة لم يعتبر تقديم المساعدة كعمل عدائي أو كتدخل في شؤونها الداخلية، و بما ان تقديم هذه المساعدة مما لاشك فيه سوف يستوفى الشروط المنصوص عليها في القانون الإنساني و مبادئه، و دولة السودان و سلطاتها المعنية أبدت رغبتها فى تقبل المعونة، و لم تعتبرها انتهاك لحقوقها السيادية، و تقبلت تقديم المساعدة الإنسانية إلي سكانها ، دون أي تمييز.

و حرصًا منا علي تعزيز " الحق في المساعدة الإنسانية"، نُشير لأهمية الالتزام بمبادئ الحيدة وعدم التحيز، ويجب ألا تتغلب الاعتبارات السياسية علي هذه المبادئ و ربط تقديم المساعدات بشروط، فالمبادئ تظل ثابتة مهما كانت تغيرات الظروف و الأحوال.
مع أحترام سيادة الدول ومبدأي التضامن والتعاون الدوليين.

كما ندعو فى ذات السياق السلطات السودانية لتكثيف جهودها ‎لتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية ، و العمل على ضمان حرية الحركة للعاملين فى المجال الإنساني في مناطق النزاعات، و حماية المدنيين بما فى ذلك العاملين فى المجال الطبى و الإنساني و غيره .

كما نحيي انموذج التكاتف والتعاون و الترابط السودانى، و الجهد المجتمعي المحلى الخاص للحد من آثار هذه الازمة و تخطيها، و هو يرى طائرات الاجلاء الضخمة تدخل و تخرج دون اى مساعدة إنسانية تذكر .

و نشدد على أهمية التعاون إقليميًا و دوليًا لمعالجة قضايا النزوح وآثار الحرب، و إرسال المعونات و الإغاثة الإنسانية و الطبية.

ختامًا، نترحم على أرواح الضحايا من جميع الأطراف بل استثناء، و نتمنى الشفاء العاجل للجرحى و المصابين، و بصفتنا كمنظمة انسانية نختصر حديثنا حول الوضع الإنساني، و ننأ بأنفسنا عن التدخل فى الشأن السياسي و السيادى لدولة السودان.


‏L’association LNS(Le New Soudan)
‏L’association JEI( Journalistes et Écrivains Indépendants)
‏Paris/ France

منظمة السودان الجديد
و جمعية الصحفيين و الكتاب المستقلين
باريس/فرنسا
01/05/2023



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات قائد المليشيات المتمردة حميدتى و متحدثه تكشف عن غايت ...
- هل تنجح أحزاب قحت فى الابتزاز السياسي و الضغط الدولي لفرضها ...
- هل ينجح عرمان و قحت فى تسلق الدعم السريع ام تكون نهايته على ...
- السيدة أماني الطويل كذب فلول النظام البائد و ان أدعوا الهدى.
- لا للمتاجرة فى بث الفتن و الكراهية فى السودان و لا لهدر الأر ...
- نداءات مراجعات وطنية : ضرورات و واجبات المرحلة السودانية.
- تعزية فى وفاة المعلم جمال مصطفى المجمر
- رسالة تعزية و مواساة فى وفاة قداسة البابا الفخري بينديكتوس ا ...
- رسالة أعياد الميلاد التسامح،ا لإندماج الإنسانى العادل عملًا ...
- بمناسبة تأهل فرنسا و المغرب و تحديات مونديال قطر الرياضي.
- الإتفاق الإطاري فى السودان ما له و ما عليه
- بمناسبة التوقيع على الإتفاق الإطاري بالسودان
- أمادو همباطي با و الصوفية، وحدة الأديان، و رسالة مفتوحة للشب ...
- فرنسا و الإرث الثقافي الحضاري للعالم العلامة أمادو همباطي با ...
- فيديوهات قتل نيرة وسلمى: تحريض على الجريمة أم ردع لها؟
- قضية نيرة و محمد عادل بين إزدواجية المعايير، و الكيل بمكيالي ...
- ماذا بعد إقرار حميدتي بفشل الحكم العسكري في السودان؟3-1
- نعى السفير السودانى جبير إسماعيل جبير
- خطاب السيسى فى قمة جدة بين طمأنت الخارج، و توجسات الميليشيات ...
- الصمت يغذى القمع، إستمرارية حصاد الأعضاء البشرية القسرى فى ا ...


المزيد.....




- منظمات حقوقية تنتقد قمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في أوروب ...
- تعليق أمريكي على إقرار قانون مكافحة البغاء والمثلية الجنسية ...
- هل تصدر -الجنائية- مذكرات اعتقال بحق -نتنياهو- و-غالانت- هذا ...
- العراق يُقر مشرع قانون يجرم العلاقات الجنسية المثلية وسط -ان ...
- لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية ...
- واشنطن تنتقد العراق بعد إقرار قانون يجرم العلاقات المثلية
- اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية بسبب غزة!
- معاناة ساكني الخيام من النازحين نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ف ...
- لبنان يقبل اختصاص الجنائية الدولية في جرائم حرب إسرائيلية
- لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبير سويكت - الوضع الإنساني في السودان