أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبير سويكت - تصريحات قائد المليشيات المتمردة حميدتى و متحدثه تكشف عن غايتهم من وراء الدعوة للتفاوض















المزيد.....

تصريحات قائد المليشيات المتمردة حميدتى و متحدثه تكشف عن غايتهم من وراء الدعوة للتفاوض


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 7597 - 2023 / 4 / 30 - 04:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تصريحات قائد المليشيات المتمردة حميدتى و متحدثه تكشف عن غايتهم من وراء الدعوة للتفاوض.


عبير المجمر (سويكت)

صرح قائد القوات المتمردة حميدتى لقناة ال بي بي سي الفضائية على انه مستعد للتفاوض مع قائد الجيش السودانى البرهان على شريطة وقف إطلاق النار، و وقف العدائيات، و رجوع البرهان للثكنات.
كما اضاف قائد قوات الدعم السريع انه يقاتل من أجل تشكيل حكومة مدنية و فرض الديمقراطية فى السودان .

مما لا شك فيه ان الحروبات و النزاعات تدمر الشعوب و يروح ضحاياها الأبرياء، و الصراعات تستنفذ طاقة و موارد الدولة ، و بالتأكيد التفاوض هو احد الوسائل المعروفة لحل النزاعات و الخلافات، و المفاوضات هى " وسيلة لتحقيق غاية "، و السؤال الذى يطرح نفسه باي حق و اى شرعية يريد ان يفاوض قائد الدعم السريع المتمرد؟ و أصالةً و نيابةً عن من؟و ما هى غايته من الحوار؟.

و عليه المتحدث نيابةً عن الدعم السريع لم يرد على السؤال بشكل وأضح، و ذهب فى الحديث عن من أسماهم بي "إخوانهم" فى قوى الحرية و التغيير، إذن هم يقودون حرباً بالوكالة عن قوى الحرية و التغيير الحزبية المسيرة من الخارج ، و يريد الدعم السريع المتمرد ان يدخل فى مفاوضات بهذه الصفة.

أما حديثه عن ان الدعم السريع أنحاز للثورة، فان بعنا لهم البيعة، هذا لا يعطيهم اى شرعية ليزعموا انهم يمثلون الثورة التى أنحاز لها السواد الأعظم من السودانيين دون أنتظار مقابل و مكافأة على ذلك الانحياز، عدا قوى الحرية و التغيير التى قبضت المقابل دولارات أمارتية و كراسي سلطة، وزارات و مناصب و ظائف رفيعة المستوى فى الدولة. ثم ان الشارع الثورى من أنحاز له حقيقةً هو الجيش، لان الشعب السودانى توجه الى القيادة العامة معقل الجيش، و اعتصم أمامها، و عندها الجيش لبى مطالب الشعب، تحفظ على رأس النظام السابق، و سلم السلطة لحكومة مدنية بقيادة حمدوك آنذاك ، لكن المتظاهرين لم يتوجهوا لمقر الدعم السريع، لانه معروف تاريخيا دور الجيش السودانى فى تأمين العملية السياسية على مدى تاريخ السودان، و كان اخر من سلم السلطة لحكومة مدنية منتخبة ديمقراطية هو القائد المشير سوار الذهب العسكري، و ذهب بعد تسليم الأمانة لثكناته , لكن لا تاريخ السودان و لا شعبه لا يعرفون دورا تاريخيًا للدعم السريع الذى أنشأ فى 2013، حتى تكون هناك مقارنة بينه و الجيش.

كما ان المتظاهرين يتهمون الدعم السريع بفض الاعتصام، ليس المتظاهرين فقط، بل حتى أسرى الشهداء و أمهاتهم وجهوا عصا الاتهام بفض الاعتصام للدعم السريع، و وصفوا ممارسته بالبربرية و الوحشية، و لعله يذكر هتافات الشابه لدن الشهيرة : ("أولاد الدعم يا أولاد الحرام و كل من له يد فى فض الاعتصام ")، مع تحفظنا بالطبع على الألفاظ، و عدم اتفاقنا مع ذلك، لكن ناقل الكفر ليس بكافر.

ذكر المتحدث نيابةً عن الدعم السريع بأن الجيش ينتهك الهدنة، و لم يفسر لنا ماذا يعنى بذلك ، فالمعلوم لدى الجميع ان الجيش يقوم بدوره و واجبه الدستوري فى حماية الوطن و المواطن، و تأمينه من أنتهاكات القوات المتمردة، و لديه الحق فى أستخدام القوة للدفاع عن الوطن و المواطن و حسم التمرد.

طالب حميدتى البرهان بالرجوع للثكنات ، دون ان يوضح لنا باي صفة يلقى أوامره هذه، فالمعروف ان حسب القانون الذى أنشئت به قوات الدعم السريع ينص على ان تأتمر تلك القوات بأوامر القائد الأعلى للجيش البرهان، و لكن الآن نشهد العكس، أتأمرون الناس بالمعروف و تنسون أنفسكم ؟اذا كان مكان برهان الثكنات، فهل نسى حميدتى ان مكانه الطبيعي هو حراسة الحدود، و ليس إدارة اللجنة الاقتصادية العليا التى وكله إياها آنذاك رئيس الوزراء حمدوك، و لا حتى إدارة ملف سلام جوبا، لان من يقود حرب و يتمرد، و يقتل المواطنين، و يروعهم لا يمكنه ان يقود مفاوضات سلام، و يطالب الحركات المسلحة المتمردة بوضع السلاح أرضًا بينما هو يتفنن فى اشعال الحروب و التمرد، و قتل المدنيين ، تلك الصفات المدنية والسياسية التى أعطته إياها قحت الحزبية كانت مقابل الاحتماء به لفرض نفسها فى السلطة.

قال حميدتى و الضيف المتحدث نيابة عنهم انهم يقاتلون من اجل المدنية و الديمقراطية، و نسى حميدتى أن المدنية ترتبط بالمدنيين، و هو و قواته المتمردة يقتلون هؤلاء المدنيين نهارًا جهارًا ، و يخوفونهم، و يغتصبونهم، و ينتهكون منازلهم، و يسرقون ممتلكاتهم، و ياخذون حتى قوت يومهم من مآكل و مشرب، و ينتهكون المتاجر، يهددون التجار، و يسرقون السلعة الأولية من دقيق و زيت و سكر و غيره، و فى هذا المحور كانت هناك شهادات صوتية و صورية لمواطنين اتهموا فيها قوات الدعم السريع، و ليس المواطنين البسطاء فقط، بل شخصيات عامة معروفة كمستشار حمدوك السابق الأستاذ أمجد فريد الذى إتهم القوات المتمردة بالاعتداء على منزل عائلته فى بحرى و احتلال المنزل و نهب ممتلكاتهم، كما سبق و صرح رئيس حزب الامة القومى بان نفس القوات المتمردة أنتهكت منزله و نهبت ممتلكاته، سرقت ذهب نسائه، و عاثت فى البيت خرائبا، حتى شهادات المواطنين المسلجة و المصورة يتهمون الدعم السريع حتى بخطف قوت يومهم من مأكل و مشرب ، و خطف سيارات المواطنين و أستخدامها ، و خطف الكوادر الطبية لمعاجلة جرحى التمرد، فعن اى مدنية يتحدث حميدتى، و المتحدث نيابة عنه؟ هل المدنية و الديمقراطية تطبق عبر التمرد و القتال و النهب و سفك الدماء و الافعال البربرية ؟ المعروف لدى السودانيين أن المدنية و الديمقراطية لديها قنوات رسمية رئيسية هى صناديق الانتخابات، او عملية توافقية باجماع شعبي ، و ليس عبر التمرد و السلاح، و القتل و النهب و الخطف.

قال المتحدث نيابة عن الدعم السريع ان برهان لا يملك القرار فى عملية التفاوض ، و قد صدق فى ذلك، لأن القائد الأعلى للقوات المسلحة البرهان ينتمى لمنظومة عسكرية و لا ينتمى لمليشيا متمردة، البرهان ينتمى لمنظومة عسكرية قومية وطنية شاملة لجميع مناطق السودان، و لا ينتمى لمليشيا قبلية تعبر عن قبيلة بعينها و عن امتداد قبلى فى مالى، تشاد، النيجر…الخ ، البرهان صحيح لا يملك قرار التفاوض لانه يلتزم بقرار المنظومة الجماعى و لا ينفرد بالقرار ، فهو ليس قائد مليشيا أسريه عائلية، البرهان يأتمر بأمر المنظومة العسكرية التى تتبع أسس و قواعد و قوانين لا تنتهكها بل تلتزم بها قانونيًا و فنيًا ، بخلاف المليشيا التى يرجع القرار فيها لرجل واحد و عائلة دقلو .

تكلم متحدث الدعم السريع انه مطالب بإصلاح المؤسسة العسكرية ، و عنده حق، فهناك قادة و ضباط عسكريين يطالبون بأحداث مراجعات داخل المنظومة العسكرية، و من تلك المراجعات الدعم السريع، فمنذ إنشاءه و حتى الآن هناك ضباط و قادة كان يرون فى انشاء الدعم السريع خطأً كبير ، و يرون انه طالما حسب النص القانوني الدعم السريع جزء من المؤسسة العسكرية و محسوب عليها فيجب ان يتبع النظام الداخلى و يحترم أسس تلك المنظومة ، و لابد من عملية التسريح ثم النظر فى أمكانية الدمج مع الجيش بناءًا على مواصفات و مقاييس.
إضافةً الى أنه طالما أقر هذا المتحدث نيابةً عن قوات الدعم السريع بإن البرهان لا يملك قرار التفاوض، و هذه حقيقة فالمنظومة العسكرية لا ترتهن لفرد، بل تحترم أسس و نظام داخلى، و تلتزم بقرار المجموعة، و لعله يعلم ان هناك قيادات عسكرية ترى فى انه لا يمكن معالجة الخطأ بخطأ أكبر و أعظم منه، لديهم أيضًا راى حتى فى نشأت الدعم السريع و تكوينه حسب متابعتنا المهنية، و لديهم راى فى تحوله من الدور العسكرى للعب دور سياسي ، و فيهم من يرى ان الجلوس فى عملية تفاوض مع الدعم السريع المتمرد يعطيه شرعية ، و تشجع الحركات المسلحة الأخرى على التمرد لتحقيق أهداف سياسية و ذاتية سلطوية، و اذا جلس البرهان للتفاوض مع المتمرد حميدتى دون الالتزام براى المنظومة و انفرد بالقرار قد يقود ذلك لتمرد داخل الجيش، و بذلك يكون قد فاقم الأزمة بدلًا من حلها.

كما ان تاريخ السودان فى موضوع المفاوضات مع حملة السلاح يكشف عن ان انتهاج نهج عملية الترضيات السياسية، و المحاصصات الحزبية، و تقسيم الكيكة، و كذلك سياسية الشلليات التى ظهرت فى عهد حمدوك، و السطو على إرادة الشعب، لم ينتج عن مفاوضات الرتق تلك غير اتفاقات هشة ضعيفة سرعان ما انفتقت و تسببت فى أضرار جسيمة مازال الجسد السودانى العليل يعانى منها.

و يظل السؤال قائمًا يا حميدتى ، التفاوض وسيلة لتحقيق غاية، ما هى غايتك، المتحدث نيابةً عنك كشفت اجوبته عن ان غايتكم سياسة "سلطوية" لا غير، لا دمج و لا وقف عدائيات ، و لا تلبية لنداء الجيش بأن يضعوا السلاح أرضًا و لهم الأمان و اندماج فى الجيش بناءًا على أسس و مقاييس .



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنجح أحزاب قحت فى الابتزاز السياسي و الضغط الدولي لفرضها ...
- هل ينجح عرمان و قحت فى تسلق الدعم السريع ام تكون نهايته على ...
- السيدة أماني الطويل كذب فلول النظام البائد و ان أدعوا الهدى.
- لا للمتاجرة فى بث الفتن و الكراهية فى السودان و لا لهدر الأر ...
- نداءات مراجعات وطنية : ضرورات و واجبات المرحلة السودانية.
- تعزية فى وفاة المعلم جمال مصطفى المجمر
- رسالة تعزية و مواساة فى وفاة قداسة البابا الفخري بينديكتوس ا ...
- رسالة أعياد الميلاد التسامح،ا لإندماج الإنسانى العادل عملًا ...
- بمناسبة تأهل فرنسا و المغرب و تحديات مونديال قطر الرياضي.
- الإتفاق الإطاري فى السودان ما له و ما عليه
- بمناسبة التوقيع على الإتفاق الإطاري بالسودان
- أمادو همباطي با و الصوفية، وحدة الأديان، و رسالة مفتوحة للشب ...
- فرنسا و الإرث الثقافي الحضاري للعالم العلامة أمادو همباطي با ...
- فيديوهات قتل نيرة وسلمى: تحريض على الجريمة أم ردع لها؟
- قضية نيرة و محمد عادل بين إزدواجية المعايير، و الكيل بمكيالي ...
- ماذا بعد إقرار حميدتي بفشل الحكم العسكري في السودان؟3-1
- نعى السفير السودانى جبير إسماعيل جبير
- خطاب السيسى فى قمة جدة بين طمأنت الخارج، و توجسات الميليشيات ...
- الصمت يغذى القمع، إستمرارية حصاد الأعضاء البشرية القسرى فى ا ...
- تدهور الأوضاع الأمنية بولاية النيل الأزرق بالسودان


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبير سويكت - تصريحات قائد المليشيات المتمردة حميدتى و متحدثه تكشف عن غايتهم من وراء الدعوة للتفاوض