أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - مضيئة..














المزيد.....

مضيئة..


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7596 - 2023 / 4 / 29 - 22:49
المحور: الادب والفن
    


تحزمين حقائبك للرحيل،
مضيئة،
نظرة منك إلى الباب لقياس الهربْ.
جئت، ليس بذاك الشوق،
دخلت الدار فوجدت المؤونة تنفد،
والخبز الأسمر لا يعجب أسنانك
تتململين
تهزين الركبة اليسرى
عيناك عصفوران بعد فوات القوت
خيالك،
خيالك ذاك الذي أعرفه ذاك الذي
ساح يوما على سطح دار في الجنوب،
وذاب رملا بين الأصابع 
في ليلة القمح المصفى
والكسكسي المنشور
والسرير المفرد
وباب البديع يصر كل الليل،
وهوامش الغفران
خيالك النازف
يضرب القفص ليطير
عقلك الواهم يزن الأمور
بحنكة بائع مكسرات من ريف الجنوب
آه يا جنوب،
كم التقينا،
كم سفحنا الكلام بلا هوادة
وذبحنا الفراش تحت 
برج الميزان بلا رحمة
كبلني، قالت
خذني أسيرة بحار القرصان 
ذي اليد الحديدية
لا تدخرني،
ولا تذخرني الا لغدٍ أنت فيه،
خذ مني انفاسي
خذ الشهقة والمستراح
خذ الصرخة اللامعة
خذ الصواري والسفن
واعطني يدك لكي 
يبدأ عندي شدو البلابل
وانتظرني عند منعطف الملذات 
واقفا، صلبا، كالرياح
أريد التكرار والتكرار والتكرار
في عود أبدي لا يكل
مضيئة، عندما تطلع شمسك أكون مضيئا.
تتململين،
تهتز الركبتان
وتضيع الركبان
والقلب جامد
ونظرة منك إلى الباب لقياس الهرب
وأخرى إلى الشباك لقياس جنح فراشة
خصر فتاتي أربعون وثلاثة أشبار،
ومشدها ست وثلاثون بحرف الباء
وحذاؤها تسْعٌ وإفريقيا، بسماء الجوع
وطولها إطلالة من السويد 
حتى رأس الرجاء الصالح
وحوضها الكوثر إنا أعطيناك
وواديها معطر بالحنان
وشيق كأنه سيناء.
مضيئة،
تتململين
فالحليب قد تعفن
والبرتقال لا تقطعه يد السكين
وحبات القمح المجفف لم تعد تناديك
أناديك 
يضيع النداء
أنت لا تسمعين إلا ثغاء روحك
وغناء تكايا لا تنام
وصوت الدم في الوريد المذبوج
ويا رايس الأبحار
والبحر بعيد
وقفت فوق السطح عارية
تفردين أجنحة الوطواط
وتقيسين الأفق بطول الأصابع
يسقط شهاب في بابل
تضمحل نجمة في تطاوين
فأل السعد يقذف في حضنك المَنَّ والسَّلوى.
وقفت صرخت
فصرخت معك
أنا بحري، أحبك
فوق الماء اكتبها
وما نحب إلا البحرية،
ثم رميت نفسي من 
سطح دار في الجنوب
وأنت افتحي الباب
أو اغلقيه
سيان
انظري
يا مضيئة،
بينما الحب بيننا
يسري مثل دملة حبلى،
يلطم البحر صخر المواني
ويعلق الزبد بسوتيانك
مثل فم عجوز أدرد
لا تستعجلي الصراخ
ودعي الكبريت الأحمر يعصرها
ولتري كيف يتناثر القيح
منها، هنا وهناك وهنا.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد احتجتكَ في الظلامِ ولَمْ تُنِرْ ..
- الحرب..*
- من الواقعية إلى جحيم جنون العظمة: سترندبرغ روائيا..
- لا أقسم بهذا البلد...
- الصحو في الليل للبحث عن شمس النهار..
- لعل رغيفي أن يحترق..
- ماذا يعني أن تكون كاتبا؟
- ما بعد قصيدة النثر: مقدمة وقصيدة..
- جِنان في جنين..
- أنا اسمي بغداد، أنا أدعى شهرزاد..
- دعاء وبراء وعواطف... قصيد في خمس حركات
- ست قصائد من مقتبل العام..
- هايكواتٌ عَشرةٌ في نهاية العام..
- لا ترمني بوردة..
- سفينة الحيارى.. تسع قصائد نثر
- إنهُ شِعرٌ دُبِّرَ في ليل..
- سارة هالستروم: تذوب الجذور في سرير من الغرباء..
- حَمَّامُ عَليّ..
- عاد ولم يعد..
- دعاء الطلِّسم..


المزيد.....




- بعد نزول مسلسل عثمان الحلقة 160 مترجمة عربي رسميا موعد الحلق ...
- الإعلان الأول.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 على فيديو ...
- إلغاء حفل استقبال -شباب البومب- في الكويت جراء الازدحام وسط ...
- قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وتردد قناة الصع ...
- قمصان بلمسة مغربية تنزيلا لاتفاق بين شركة المانية ووزارة الث ...
- “ألحقوا اجهزوا” جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 للشعبتين ...
- الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية.. كتاب -القضية ال ...
- مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم ...
- قال إن وجودها أمر صحي ومهم الناقد محمد عبيدو يعدد فوائد مهرج ...
- ركلها وأسقطها أرضًا وجرها.. شاهد مغني الراب شون كومز يعتدي ج ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - مضيئة..