أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - امين دنايي - الايزيديين في الشرق الأوسط... قرابين دول فاسدة ومحيط متطرف















المزيد.....

الايزيديين في الشرق الأوسط... قرابين دول فاسدة ومحيط متطرف


امين دنايي

الحوار المتمدن-العدد: 7595 - 2023 / 4 / 28 - 22:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تعرض الايزيديين عبر تاريخهم الطويل إلى الكثير من الإبادات والاضطهاد والحملات العسكرية ،وأكثرها قسوة و دموية كانت في العصور الإسلامية وبخاصة في العصر العثماني، استهدفت وجودهم و علومهم النوعية ،ورغم كل ذلك لم ينتقم الايزيديين من العدو أبداً لأن الأيزيدية تقوم في الأساس على المحبة والمعرفة"وقد جابه أجدادنا العظماء الكثير من الغزوات والقتل والإبادة عبر مفردتي المحبة والمعرفة وكذلك سامحوا اعدائهم بكل مسؤولية أمام الخالق وأمام ضميرهم ليس لأنهم جبناء وعديمي الضمير بل لأنهم شجعان ويفهمون قدسية المثل العليا في المعرفة المقدسة القائمة على التسامح اللامحدود مع اعداء نعلم تمام العلم انهم ينتمون لمستويات وعي متدنية وبالتالي يكون موضوع مجابهتم اشبه بالانحدار إلى قاع الجحيم لمخاطبة كيانات تعيش في الظلام ولا تفهم المعاني الجوهرية للعناية الإلهية".

إن الايزيديين تعايشوا منذ وجودهم ،ورغم الظروف السيئة ومأساتهم المستمرة، يتسمون بالسلم ولم يكونوا على مر الزمن عدوانيين للشعوب والاقوام الأخرى. ويتمسون بالصدق والنزاهة والجد وحب الوطن والحرية والاستقلال.
إن التحديات الكبيرة التي واجهتها الإيزيدية في سبيل البقاء والحفاظ على خصوصيتهم الدينية والقومية الأيزيدية في مواجهة هذه الموجة من التطرف الإسلامي الديني : ما كانت لتحصل لولا الرؤية العميقة للفرد الإيزيدي للحياة والوجود المستمدة من نصوصهم الدينية، ولا توجد في نصوصهم كلمة قتل أو اغتصاب أو نهب وسرقة أو تكفير الآخرين وسبي النساء وما ملكت يمينك، أو أي منهج لفرض الإرادة بالقوة أو الدعوة للقتل والانتقام.

الايزيديين يربون أطفالهم على المبدأ الأيزيدي العظيم"محبة البشر والكائنات بلا اسباب وبلا حدود" في الحين الذي لم يتم قبولهم إلى الآن في الدول التي يتواجدون فيها أو محيطهم الإسلامي لا كديانة ولا كمجتمع ولا كعلم.ففي سوريا،تعرضوا لغزوات وابادات منظمة وتم محاربتهم من الدولة ومن محيطهم الإسلامي حتى أجبروا على الزواج من المسلمين وتفجير معابدهم وسبي نسائهم وأطفالهم ما اجبرهم على الهجرة وبالتالي انقرضوا في هذه الدولة.وفي تركيا أيضاً استمرت حملات الإبادة ضدهم منذ نشوء الدولة العثمانية إلى اليوم ولم تقبل الدولة كتابة اسم الديانة الأيزيدية على هوية أو جنسية الفرد الأيزيدي واطلق عليهم ب"دين سز" أي بدون دين ،كما تم الاستيلاء على قراهم ونبش قبور امواتهم والتعدي على الفتيات والنساء وإصدار فرمان ابيض بحقهم في سبعينات القرن الماضي. ومن خلال الادلاء بشهاداتهم ، أكد اغلب الايزيديين المهاجرين على أنهم هاجروا بسبب الاضطهاد وقسوة التعامل معهم من الحكومة ومن جيرانهم المسلمين.
أما في العراق ، فحدث ولا حرج ، إذ لم يرٓ الايزيديين النور ٤٠٠ سنة خلال العصر العثماني فقد كانوا دوماً ضحية حملات الإبادة المنظمة بحقهم وتمكنوا من الحفاظ على وجودهم وعلومهم في كهوف الجبال ومناطقهم النائية ،واستمرت تهميش الايزيديين و اضطهادهم حتى بعد تكوين الدولة العراقية الحديثة وعبر الحكومات العراقية المتعاقبة.
ولم يتم انصافهم في دساتير الدول التي عاشوا فيها.


إبادة الايزيديين آب ٢٠١٤ ومحاولات الحكومة لتحويل الضحية إلى جلاد وبالعكس:

قامت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بغزو مناطق الايزيديين في العراق في سنجار وبعشيقة و وبحزان وسهل نينوى وارتكبت بحقهم جرائم إبادة جماعية من سبي الفتيات والنساء وقتل الرجال وإجبارهم على اعتناق الإسلام وخطف الاطفال وتدربيهم في معسكرات التنظيم وغسل ادمغتهم فضلاً عن تدمير المعابد الدينية والبنى التحتية وسلب و نهب الممتلكات واجبارهم على النزوح والهجرة إلى دول كثيرة.حدث كل ذلك بعد ترك الحكومة الايزيديين وحدهم في مواجهة داعش وانضمام اغلب مسلمي سنجار السنة والمناطق المجاورة إلى تنظيم داعش ، ولو لا تعاون هؤلاء مع داعش لما تمكن الأخيرين من سبي فتاة ايزيدية وأحدة.

خلّفت إبادة الايزيديين،فضلاً عن سبي النساء والأطفال، اكثر من ٨٠ مقبرة جماعية وآلاف مؤلفة من النازحين والمهجرين،الذين يعانون من الاستغلال والاضطهاد والفقر والمرض، وآلاف السردايين،الذين ضحوا بأرواحهم من أجل اهلهم ومعتقداتهم،وكذلك آلاف الايتام والناجين والناجيات وهم في معانات نفسية ومعيشية مستمرة،فضلاً عن بيوت طينية مدمرة تمنع أصحابها من العودة.
وعوضاً عن قيام الحكومة بتحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المقصرين والمتورطين في إبادة الايزيديين والاعتذار منهم وبناء مناطقهم من جديد ومساعدتهم مادياً ومعنوياً ، عوضاً عن كل ذلك، تشارك بخلق الإرهاب وحمايتهم مثلما حدث في يوم أمس الخميس٢٠٢٣/٤/٢٧ عندما عادت أكثر من ١٥ عائلة من مسلمي السنة من المشتبهين بتورطهم مع داعش في ظل حماية الجيش من الموصل إلى داخل قضاء سنجار ،وتعرفت ناجية ايزيدية على أحدهم واكدت بأنها رأته أكثر من مرة عندما كانت مختطفة لدى التنظيم في الموصل ،مما دفع الايزيديين إلى القيام بمظاهرة ضد عودة السنة وحماية الجيش لهم بتلك الطريقة الاستفزازية والمهينة.
وقد استغلت الخلايا النائمة وبعض المتطرفين هذه المسألة وخرجوا من جحورهم واتهموا الأيزيدية بشتى الاتهامات فضلاً عن صدور فتاوى من بعض الملالي المسلمين، على مرأى ومسمع الحكومة، تصف الايزيديين بعبدة الشر وتحث المسلمين على قتلهم وسبيهم.
وإن قيام الحكومة بهذه الأعمال وفي هذا التوقيت بالذات وعدم تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين ممن انضموا إلى داعش يعطي لهم الشرعية بقتل الايزيديين وبقية مكونات العراق الغير مسلمة معتقدين أن ما يقومون به هو الحق والحقيقة.

ما هي الحلول ؟

سيعيش ما تبقى من الايزيديين بكرامة وسلام وأمان مع المسلمين إذا قام اصدقاءهم الطيبين والشرفاء من المسلمين بالآتي:
-التحلي بضبط النفس والتحكم بعواطفهم وتربية اطفالهم على المحبة لأن أغلب المسلمين الحاليين مبرمجين منذ الصغر على الكراهية وعدم قبول الآخر المختلف.

-تسليم المتورطين ومن تلطخت أياديهم في سبي وقتل الايزيديين إلى عوائل السردايين والمخطوفات وليس إلى الحكومة العراقية لأن الأخيرة تطلق سراحهم بمقابل مادي.

-الاعتذار من الايزيديين وبناء مناطقهم والعمل على عودة النازحين بأسرع وقت ممكن.

-اصدار فتوى من ملا احمد رئيس جامع الازهر ورئيس المسلمين في العالم يعترف فيها بالايزيدية كديانة عريقة موجودة قبل الميلاد بآلاف السنين ويحث المسلمين وبخاصة الملالي على تحريم اصدار فتاوى لقتل وسبي الايزيديين.

-اصدار دستور عراقي انساني يتساوى فيه جميع المكونات في الحقوق والواجبات ويعترف بجميع الديانات العراقية وأن يكون اسم اوروك دين الدولة الرسمي.

-مساعدة المجتمع الدولي على البحث عن ما تبقى من المخطوفات والأطفال الايزيديين في المجتمعات الإسلامية.

-التوقيع على وثيقة في المجتمع الدولي والأمم المتحدة يؤكدون فيها بعدم الانضمام إلى أي تنظيم إرهابي يظهر في المستقبل ضدهم(الايزيديين).



#امين_دنايي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقات عند الايزيديين
- جماعية شيمند... الايزيديين ينشرون السلام والمحبة جنوب جبل سن ...
- الالفاظ وأثرها على حياتنا
- لالش والجماعية(عيد التجمع)
- حكومات العراق الإسلامية...أضطهاد وتهجير قسري للايزيديين
- آخين جرحنا الأكبر...اغتصاب وقتل طفلة ايزيدية بعمر ست سنوات
- اللهُ أكبر واغتصاب الايزيديات...من جرائم الدولة الإسلامية ضد ...
- كوجو...إبادة قرية ايزيدية عن بكرة أبيها
- اعتناق الإسلام أو القتل...إبادة الايزيديين في العراق آب2014
- الحراك الشبابي المستقل...بارقة أمل جديدة في سنجار
- الأحداث الأخيرة في سنجار... مواقف ومطاليب الايزيديين وأهداف ...
- رأس السنة الايزيدية مناسبة عريقة
- محمد يُبيد الايزيديين...مرور 190 عاماً على إبادة 140 ألف ايز ...
- الايزيدية و الايزيديون
- حصار جبل سنجار
- الصراعات السياسية على سنجار عبر العصور وانعكاساتها على الأها ...
- اطفال الايزيديين المخطوفين-اشبال-الخلافة الإسلامية
- القصف التركي على سنجار2016-2021..الأسباب-النتائج-الحلول
- حملة إبادة الايزيديين14آب2007
- عن القصف التركي لسنجار وزيارة الكاظمي ومطاليب الايزيديين


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - امين دنايي - الايزيديين في الشرق الأوسط... قرابين دول فاسدة ومحيط متطرف