أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رضي السماك - أما زالت القضايا القومية ذات راهنية؟














المزيد.....

أما زالت القضايا القومية ذات راهنية؟


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7593 - 2023 / 4 / 26 - 23:24
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


على الرغم من الردات المتعاقبة التي تشهدها حركات التحرر الوطني العربي، وسائر الحركات الساعية للتغيير الديمقراطي التقدمي في عالمنا العربي، وذلك منذ هزيمة 1967 إلى يومنا هذا، حيث يتضاعف اليأس في التغيير وأضحى أشبه بالحُلم بعيد المنال، إلا أن ثمة واقعاً يوحد العرب -موضوعياً- يتمثل على الأقل في المعاناة منه، ما يؤكد في الوقت نفسه أن ثمة تشابه بين البلدان العربية في الظروف والأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية. ولنأخذ على سبيل المثال ثورات الربيع العربي التي وقع بعضها أوائل العقد الماضي، وبعضها الآخر في أواخره، لنتساءل: هل هي بالمصادفة أن تقع في هذه البقعة الجغرافية من العالم تحديداً جميع تلك الحركات ؟ ولماذا لم تقع في بلدان إسلامية قريبة أو مجاورة؟ أليس هذا دليل قاطع على وجود رابط ما يجمع الشعوب العربية من آلام وآمال مشتركة؟
على إننا إذا ما نحينا جانباً خصوصيات كل حركة سياسية قُطرية ومطالبها ومهامها على حدة، نجد من حيث المبدأ ثمة ما يجمع هذه الحركات وشعوبنا العربية حول قواسم وأحلام مشتركة، خُذ على سبيل المثال، لا بل على وجه الخصوص أن شعارين لطالما تغنت بهما الأحزاب القومية وبررت أنقلاباتها العسكرية بهما،ألا هما "القومية العربية" و " الوحدة العربية"، ولطالما أتهمت الشيوعيين وقوى اليسار عامة بمعاداتهما، فهل صحيح إن اليسار وقف من حيث المبدأ ضد هذين الشعارين؟ حسبنا هنا أن نقدم ثلاثة نماذج من كبار كتّاب ونشطاء اليسار الراحلين ما يدحض هذه الفرية الشائعة جملةً وتفصيلاً:
النموذج الأول: ويمثله المفكر الراحل سمير أمين، ففي كتابه الموسوم" الاُمة العربية" والذي يتكون من جزءين، الأول بعنوان " القومية والصراع القومي" والجزء الثاني بعنوان " البُعد الثقافي" والصادر عن مطبعة مدبولي 1988 بالقاهرة، يأخذنا أمين في رحلة تاريخية طويلة من خلال دراسته لما أطلق عليه "لنمط الأنتاج الخراجي" الذي ساد اقتصاديا في البلدان العربية بدرجات متفاوتة. وهو يرى أن الاُمة العربية لم تتكون تاريخيا إلا نتاج الإندماج التجاري العربي، وأن الطبقة التي قامت بالتوحيد هي طبقة التجار- المحاربين، أما في العصر الأمبريالي فيرى أمين أن طبقات البرجوازية الكومبرادورية والملاكية ورأسمالية الدولة عاجزة عن تحقيق الوحدة العربية. وهذا يعني في رأينا إيمانه مبدئيا بالوحدة العربية، لكنه لا يرى أفقا لإمكانية تحقيقها على أيدي تلك الطبقات أو إشراكها في مشاريعها؛ لانتفاء مصالحها إذا ما تحققت ، في حين لطالما توهم القوميون بامكاننية إشراك تلك الطبقات في مشاريع الوحدة.
النموذج الثاني: ويمثله المناضل القيادي الشيوعي والمفكر الأقتصادي الماركسي الراحل الدكتور فؤاد مرسي، ففي كتابه الموسوم" نظرة ثانية إلى القومية العربية" الصادر عن سلسلة كتاب الأهالي، أبريل 1989، بالقاهرة، يؤكد مرسي بصريح العبارة أن العالم العربي يمر بأزمة مستحكمة، وأن ما يجري فيه منذ هزيمة 1967 ضد حركة التاريخ ، وأن حركة التاريخ في المنطقة إنما تتمثل في القومية العربية، التي مهما يكن الرأي فيها فهي في النهاية من صنع التاريخ، مضيفاً: " فالقومية العربية حركة تاريخية تعبر في الواقع عن حتمية تاريخية موضوعية هي حتمية أنتصار حركة التحرر الوطني على أعدائها مهما طال الزمن." لكن هذا المطلب المنشود الحُلم، لا يراه مرسي يتحقق بالحتمية الأتوماتيكية من تلقاء نفسه، وإنما بنضال البشر الواعي. وهو أيضاً -كسمير أمين- يأخذ يرى أن البرجوازيات العربية الحاكمة، وهي برجوازيات مشوهة كما يصفها مرسي، ليس من مصلحتها تحقيق الوجدة العربية لأن أطماعها الطبقية الأنانية إنما تربطها برأس المال العالمي والأحتكارات الدولية، ومن ثم فهي تقف حجر عثرة في وجه انجاز مهام التحرر الوطني، و التي لا يمكن فصمها -موضوعياً- عن مهام التحرر الاجتماعي.
النموذج الثالث: ويتمثل في المناضل القيادي الشيوعي العراقي الراحل عامر عبد الله، ففي دراسة له أعادت نشرها "الثقافة الجديدة" العراقية (آذار- نيسان عام 2000) يقوم عبدالله بتشريح العوامل التي حالت دون تحقق الوحدة العربية، ومنها اصرار الأنظمة القومية الحاكمة في الستينيات على الأنخراط في مشاريع للوحدة الأندماجية الفورية، كما حدث من خلال الوحدة المصرية السورية 1958- 1961، والتي أنتهت عملياً إلى الفشل الذريع ، وما ذلك إلا لرفضها لمشاريع التدرج الواقعية، فضلا عن رفضها أن تتم هذه المشاريع وفق خيارات ديمقراطية شعبية بحيث تظللها أنظمة ديمقراطية. لا ينكر عامر عبدالله بطبيعة الحال بأن الأستعمار عمّق التجزئة بين الأقطار العربية ووضع عراقيله للحيلولة دون تحقيق الوحدة العربية، لكن لا يتردد في الوقت نفسه أن ينحي باللائمة على الأنظمة والحركات القومية لمسؤوليتها المشتركة مع الأستعمار والأمبريالية في هذا الأخفاق، ومن ثم وأد حلم الشعوب العربية من أجل تحقيقها.ولهذا فإنه يرى أن طريق الوحدة العربية ينبغي أن يبدأ من التحرر من الأمبريالية، ومن التصدي الحازم للعدوان الأمبريالي- الصهيوني، وسياسة التوسع والهيمنة الأمريكية- الأسرئيلية وسياسة نهب الثروات الوطنية وحل المسألة الديمقراطية، وأنه ينبغي المرور أولا بما أسماه "مراحل أنتقالية وحلقات وسيطة"، بمعنى إقامة أنظمة أتحادية أو وحدوية بين قطرين متجاورين أو أكثر حيثما نضجت الظروف الصرورية التي تسمح بذلك.
ومع أن حل مهام القضايا القومية، وبضمنها مسألة الوحدة العربية، أضحت اليوم أكثر تعقيداً بكثير من تعقيدها في الأزمان التي كُتبت فيها تلك الدراسات الثلاث الآنفة الذكر، إلا أننا نرى جوهر ما ذهبت إليه عن شروط تحقق الوحدة، وعوامل تعثرها -موضوعيا وذاتياً- ما زال يحتفظ بصحته بوجه عام .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية والإنفاق على أسلحة الدمار الشامل
- الحرب الروسية الأوكرانية وحروب الأستدراج
- أي مصير لنفائس الكتب النادرة؟
- لماذا فشلت الثورة المضادة في البرازيل ؟
- ثلاث فضائح عالمية بجلاجل
- سقي الله دار الساقي
- السيناريست نجيب محفوظ
- السينارست نجيب محفوظ
- روسيا و - بؤس الفلسفة الدوغينية -
- هل تستعيد القارة العجوز شبابها ؟
- عن الانتفاضة الطلابية الفرنسية 1968
- طريقان للانتحار الجماعي لا طريقً واحداً
- الضرائب وأزمة الرأسمالية العالمية
- ماذا تبقى من الحضارة الرأسمالية الغربية ؟
- الإضرابات الفرنسية ودلالاتها
- جنازة أسطورية وأزمة رأسمالية
- ماذا بعد أستشهاد مهسا أميني؟
- عن الذكرى الثالثة للانتفاضة التشرينية العراقية
- الحرب الروسية الأوكرانية والخطر النووي الراهن
- هل تُقبر قضية الشهيدة الفلسطينية أبوعاقلة ؟


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رضي السماك - أما زالت القضايا القومية ذات راهنية؟