أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رضي السماك - السينارست نجيب محفوظ














المزيد.....

السينارست نجيب محفوظ


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 17:17
المحور: الادب والفن
    


لم يكن الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ التي مرت ذكرى ولادته في الحادي عشر من الشهر الجاري مجرد روائياً عظيماً فقط، بل كان مبدعاً كبيراً أيضاً في كتابة السيناريو وعادلاً حاذقاً في وظيفته رقيباً سينمائيا، وحقق في كلتا المهمتين نجاحاً ساحقاً. ومن بين المئة فيلم الأفضل في تاريخ السينما المصرية، فإن أكثر من 20 % منها كانت له بصمة أساسية عليها، إما لسيناريو مأخوذ عن رواية أوقصة له، أو لأن هو كاتب سيناريو أحد تلك الأفلام . وقد أعد الناقد السينمائي هاشم النحاس في كتابه القيّم" نجيب محفوظ على الشاشة" قائمة تحت عنوان " فيلموجرافيا نجيب محفوظ" أدرج فيها 60 عملاً سينمائيا ساهم فيها محفوظ قاصاً أو روائياً أو ككاتب سيناريو ( ص 243 من الكتاب).
وفي تقديري فإن نجاح الأفلام التي كتب محفوظ سيناريوهاتها يعود بالدرجة الأولى إلى فهمه المعمق وتمرسه في فن الكتابة الإبداعية للسيناريو التي تعلمها على يد المخرج الكبير رائد الواقعية، صلاح أبو سيف. وإذا كٌنا قد نوهنا في أحد المقالات بأن نزاهته هي التي منعته من تحويل رواياته وقصصه إلى سيناريوات جاهزة للإخراج، فلعلي أضيف إليها اليوم أيضاً علاقته الحميمة -كأي روائي أو قاص- بالنص الأصلي لعمله الإبداعي، ومن ثم حرصه عليه كما هو دون أن تُمس جمالياته من خلال تحويله إلى نص سيناريو أختزالاً و تبديلاً وتحويراً وإضافات.وحينما سُئل في أحد الحوارات الإعلامية عن رأيه فيما قاله بعض النقاد والكتّاب بأن هذا المخرج أو ذاك قد شوّه هذا النص أو ذاك من أعماله القصصية والروائية، دافع محفوظ عن حق التصرف من قِبل المخرجين وكتّاب السينارست عند تحويلها إلى سيناريو، على أن يكون ذلك وفق خلق إبداعي جديد لا يخلُ بفكرة ومضمون القصة أوالرواية، وما كان ذلك الدفاع في أعتقادنا إلا لأن محفوظ يعي جيداً متطلبات حبكة الفيلم وعناصر تطعيمه اللازمة بما يجذب المشاهد وفق ما ينص عليه السيناريو،وبالمجمل العام أعرب بأنه راض عن التناول السينمائي لأعماله القصصية والروائية، عدا استثناءات محدودة. وما كان هذا الرضى ليبديه- إن صح القول- لولا لم يكن مُبدعاً ضليعاً ومحترفاً في كتابة السيناريو وشروطها المختلفة حتماً عن متطلبات وشروط الكتابة الإبداعية للقصة والرواية.
وفي سؤال وجهته إليه الإعلامية الاُردنية المتميزة ليلى الأطرش عما إذا كان يهاجم عبد الناصر في رواية "ميرامار" التي صدرت 1967 واُخذ عنها الفيلم الذي اُنتج 1969 بنفس العنوان، وخصوصاً على لسان الممثل الكبير يوسف وهبي الذي جسّد شخصية "الأقطاعي" بين نزلاء بنسيون " ميرامار" في الإسكندرية ، نفى ذلك وأرجع الأمر إلى شخصية الفنان وهبي الطاغية وأدائه القوي المبهر الذي "ابتلع الكل"، على حد تعبير محفوظ، بخلاف ما أراد له من دور في الرواية. وفي حين أبدى محفوظ انبهاره بأداء الفنانة السينمائية سناء جميل في دور "مومس"في فيلم "بداية ونهاية" التي امتهنت هذه المهنة لإعالة عائلتها الفقيرة، شاركه في هذا الانبهار كل من فريد شوقي وأمينة رزق. وفي حوار مع المخرج أبو سيف أكد أن هذا الدور عرضه على فاتن حمامة قبل عرضه على سناء جميل لكن الأولى رفضته،هي المعروف عنها حرصها الشديد على تأدية الأدوار الرومانسية، ونفورها من تأدية أدوار الإثارة والمشاهد الساخنة، ولكنها ندمت على رفضه بعد أنبهارها أيضاً بدور جميل شديد الأتقان .
والحال أن نصوص سيناريوهات نجيب محفوظ هي في الغالب متميزة ورائعة، وإلا لما نجحت أفلامها. وإذا كانت الأعمال المسرحية لأي كاتب مسرحي كبير التي تصدر في طبعات يمكن الاستمتاع بقراءتها،حتى قبل تمثيلها على خشبة المسرح ،فلا نعرف ما يحول دون إصدار الأعمال الكاملة لنصوص السيناريوهات التي كتبها محفوظ، فلئن قد تجاوزت الرغبة في قراءتها الأجيال التي شاهدت أفلامها، فعلى الأقل يستفيد منها جيل الشباب من كتّاب السيناريو في عصرنا، نقول ذلك بحذر، ما لم تكن صدرت دون معرفة كاتب هذه السطور.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا و - بؤس الفلسفة الدوغينية -
- هل تستعيد القارة العجوز شبابها ؟
- عن الانتفاضة الطلابية الفرنسية 1968
- طريقان للانتحار الجماعي لا طريقً واحداً
- الضرائب وأزمة الرأسمالية العالمية
- ماذا تبقى من الحضارة الرأسمالية الغربية ؟
- الإضرابات الفرنسية ودلالاتها
- جنازة أسطورية وأزمة رأسمالية
- ماذا بعد أستشهاد مهسا أميني؟
- عن الذكرى الثالثة للانتفاضة التشرينية العراقية
- الحرب الروسية الأوكرانية والخطر النووي الراهن
- هل تُقبر قضية الشهيدة الفلسطينية أبوعاقلة ؟
- بين اليسار العربي واليسار الأمريكي اللاتيني
- حصاد ثلث قرن من التحول للرأسمالية
- محنة صناعة السينما في إيران
- بي بي سي بين اليوم وأيام زمان
- من تاريخ العلاقة بين اللغتين العربية والروسية
- تطور العلاقة التاريخية بين اللغتين العربية والروسية
- العبقري المبدع نجيب سرور
- ظاهرة العزوف عن التصويت في الانتخابات الغربية .. ما دلالاتها ...


المزيد.....




- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رضي السماك - السينارست نجيب محفوظ