أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضي السماك - بين اليسار العربي واليسار الأمريكي اللاتيني














المزيد.....

بين اليسار العربي واليسار الأمريكي اللاتيني


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7341 - 2022 / 8 / 15 - 19:00
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في عدد "طريق الشعب" العراقية الصادر بتاريخ 25 تموز الماضي، أستوقفتني ورقة الباحث جاسم الحلفي تحت عنوان " واقع وآفاق التغيير الاجتماعي في المنطقة العربية" والمقدمة إلى الندوة التي نظمها المنبر التقدمي الفلسطيني تحت عنوان" ما هي أسباب تأخر الثورة الاجتماعية مقارنة بأمريكا اللاتينية/ المعوقات والحلول"، وأقول: أستوقفتني وذلك لما لهذا الموضوع المهم من صلة وثيقة شديدة الترابط بالنجاحات التي يجترحها اليسار في تلك في المنطقة النائية من العالم، منذ مطلع الألفية مقارنة بأخفاقاته لا في المنطقة العربية وحدها،بل في معظم مناطق وقارات العالم الاخرى، عدا أستثناءات محدودة. لكن الباحث الذي بدا مقيداً بعنوان الندوة أهتم على وجه الخصوص بتشخيص سمات الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية والسياسية التي ترزح في ظلها شعوبنا العربية وأنظمتها السياسية التسلطية الراهنة، والتي تحول دون نجاح الثورات الشعبية أو بطء الحراكات الاجتماعية؛ جراء أوضاع شديدة التعقيد، بموازاة موجات متعاقبة من القمع بمعدلات وحشية غير مسبوقة في تاريخنا الحديث، وبالتالي فقد بدت الورقة منسجمة مع عنوان الندوة باقتصارها على عوامل تأخر الثورات الاجتماعية مقارنة بأمريكا اللاتينية،وغير معنية بالوقوف طويلاً على واقع اليسار العربي والأسباب الذاتية والموضوعية التي تحول دون أستعادة دوره المحوري في قيادة قاطرة التغيير الاجتماعي ومعوقات أنطلاقته.
إن الثورات الاجتماعية -كما هومعروف- لا يمكن تناول سيرورة تقدمها وتراجعها بمعزل عن اليسار
باعتباره رافعة التقدم الاجتماعي والحضاري في كل بلدان العالم لا العالم العربي وحده، وفي تاريخنا العالمي الحديث ظل اليسار في قلب هذه الثورات والدينامو الأساسي لتثوير الجماهير والتعبير عن طبقاتها المسحوقة، ولاعباً أساسياً في بناء أوسع التحالفات مع القوى الاجتماعية والسياسية التي لها مصلحة في التغيير وفق أدنى اُسس تقدمية مشتركة ممكنة، لا توافقات تحمل في طيات نوايا بعضها أهدافاً رجعية تطيح عند أقرب منعطف بالأهداف المشتركة، كتقديم شعارات وأجندة تنال من حقوق المرأة أو الشغيلة أو تعوق تطوير منظمات المجتمع المدني بصورة مستقلة، أو الإطاحة بالعملية السياسية المتوافقة عليها بين المتحالفين برمتها، سواء عند انجاز خطوات من التغيير والحراكات الاجتماعية، أو قبل تحقق أي منها.
وهذه الظروف الموضوعية التي يواجهها اليسار العربي ليست بالضرورة تواجه اليسار الأمريكي اللاتيني بنفس الحدة أو العقبة الكأداء، وهي تختلف حتى عن عوامل ضعفه الذاتية مقارنة باليسار اللاتيني ذاته.
كما أن البنى التقليدية الاجتماعية التي يناضل في ظلها اليسار العربي ، وعلى وجه الخصوص الماركسي منه، ليست بذات التماثل التي يواجهها اليسار في أمريكا اللاتينية، والتي بسببها لربما جاءت منظمات المجتمع المدني في هذه الأخيرة أكثر نضجاً وبلورةً من المجتمعات العربية؛ بما تشكله من رديف وداعم للثورات الديمقراطية واليسار الاجتماعي عامةً.
وإذ يلعب الدين وإثارة النعرات المذهبية والطائفية والقومية دوراً كابحاً في أيدي الأنظمة التي برعت في أستغلاله بالتوافق الضمني أو بالتحالف مع القوى الدينية المتاجرة بالدين لالهاء الجماهير وتشتيت وعيها وأهتماماتها عن قضاياها المعيشية المصيرية الآنية، وهو ما يستنزف طاقة اليسار اليومية أستنزافاً هائلاً، للحد من تأثير ذلك الألهاءفي أوساط الجماهير العادية وشدها نحو قلب معاركها الأساسية، بل وقد تجد قوى اليسار العربي نفسها مضطرة في كثير من الأوقات إلى اتخاذ موقع الدفاع عن نفسها، وفضح مرامي القوى التي تقف وراء إثارة المعارك الهامشية، فإن مثل هذه القضايا في بلدان أمريكا اللاتينية- رغم خصوصية كل قطر- لا تبرع فيها قوى الثورة المضادة الرجعية، كما في عالمنا العربي إلا في أنذر الأحوال. وعلى العكس من ذلك فإن اليسار الأمريكي اللاتيني وجد فيما عُرف ب " لاهوت التحرير" التي أثارت حفيظة الفاتيكان نصيراً له في فترة من فترات صعوده النضالي، بينما مازال اليسار العربي يفتقد إلى رجال دين أو قوى دينية ذات قواعد جماهيرية نصيرة له حقاً ولشعاراته الاجتماعية ، بل ما برح يبذل قصارى جهوده من محذور مواجهتها أو الاصطدام المباشر معها .
مهما يكن ففي تقديرنا، وكما ذهب الباحث الحلفي في ورقته، فإن تجربة صعود اليسار الامريكي اللاتيني ووصول قواها إلى السلطة، سواء عن طريق الانتخابات معتمدة على نفسها، أم من خلال التحالف مع قوى سياسية-كما جرى خلال العقدين ونيف الماضية- جديرة بالتدارس والاستفادة منها وفق الأوضاع الملموسة في أقطارنا العربية كما شخصها الباحث نفسه.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد ثلث قرن من التحول للرأسمالية
- محنة صناعة السينما في إيران
- بي بي سي بين اليوم وأيام زمان
- من تاريخ العلاقة بين اللغتين العربية والروسية
- تطور العلاقة التاريخية بين اللغتين العربية والروسية
- العبقري المبدع نجيب سرور
- ظاهرة العزوف عن التصويت في الانتخابات الغربية .. ما دلالاتها ...
- كيسنجر آفاق حل القضية الأوكرانية
- هل كان للانقلاب على خروشوف تأثير في هزيمة يونيو 1967
- العراق -لا يستطيع التنفس-
- القضية الفلسطينية وأخطاء السوفييت القاتلة ( 2-2)
- القضية الفلسطينية وأخطاء السوفييت القاتلة ( 1-2)
- العرب واليسار والحرب الروسية الأوكرانية
- - كلمة ونص - وتفاهة المسلسلات الخليجية
- شخصية بوتين المخابراتية وأعباء الحرب المنظورة على شعبه
- ثغرات القوة الروسية في الحرب
- هل تنجح المفاوضات الروسية الأوكرانية ؟
- قرن على ميلاد محمود أمين العالم
- من يقف وراء تصعيد الأزمة الأكرانية ولماذا؟
- من يقف وراء تخريب تمثال الأمير عبد القادر؟


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضي السماك - بين اليسار العربي واليسار الأمريكي اللاتيني