أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - هل تنجح المفاوضات الروسية الأوكرانية ؟














المزيد.....

هل تنجح المفاوضات الروسية الأوكرانية ؟


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7176 - 2022 / 2 / 28 - 21:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت اوروبا المسرح الأول للحرب العالمية الثانية( 1939- 1945) والتي أنطلقت شرارتها الأولى منها، وهي كانت أيضاً المسرح الأخطر في تكبيد أطرافها الأوربيين -وبضمنهم ألمانيا النازية- خسائر مروّعة في الأرواح والعتاد والعمران،وتحمّل الأتحاد السوفييتي النصيب الأكبر في تلك الخسائر المروعة، بينما كانت خسائر الحليف الأميركي الأقل بفضل خوضها الحرب خارج أراضيها. وباستثناء حروب صغيرة نُشبت في أوروبا، فإن دولها الكبرى لم تكن متواجهة فيها، وبالتالي فإن الخسائر المهولة للغاية التي دفعتها أوروبا في تلك الحرب الكونية الثانية شكلت درساً لدولها العظمى للتفكير ملياً قبل اللجوء للقوة العسكرية في حل الخلافات الطارئة بينها ، لاسيما مع أمتلاك بعضها السلاح النووي. وبفضل تلك المزية التي تمتعت بها الولايات المتحدة بخوض حروبها خارج أراضيها، وعدم تلقيها خسائر هائلة في السكان والعمران على أراضيها؛ فإنها ما أنفكت غير عابئة بارتداداتها على مواقف الرأي العام الداخلي فيها، اللهم إلا قطاعات محدودة لا تغيّر جذرياً من موقف صانع القرار السياسي الذي ترسمه وتخطط له الطبقة الرأسمالية الحاكمة. وتأسيساً على ما تفدم فلا غرو إذا ما أقدمت - ومعها حلفاؤها الغربيين في الناتو -على التدخل في النزاعات الدولية أو خلقها وتحريض بعض إطرافها على الحرب؛ حيثما رأت ذلك يخدم مصالحها. وهذا ما ينطبق بالضبط تماماً على أنفجار الأزمة الأوكرانية مؤخراً لتتطور إلى حرب خطيرة بين روسيا وأوكرانيا إثر إعلان الأولى شن "عملية عسكرية" داخل أراضي الثانية، لعلها تشكل ورقة ضغط أخيرة في يدها تجبر أوكرانيا وحلفائها الغربيين على منحها ضمانات لأمنها القومي بأبتعاد حلف "الناتو" عن حدودها وعدم ضم أوكرانيا إليها.
بالمنطق السليم فإن كوارث الحروب دائماً هي باهظةالتكلفة ولطالما دفعت فواتيرها بالدرجة الأولى الشعوب والأوطان لتحيلها دماراً و خراباً ، والآن وقد أنعقد مؤتمر مفاوضات ثنائية بين الطرفين بعيداً عن التدخلات الغربية، فإنه لا يُعيب الطرف الأوكراني لو قدّم قدراً من التازلات لروسيا باعتباره الطرف الأضعف والأكثر خسارة، لكنه الأكثر حاجة لمثل هذه التنازلات لوقف شلال الدم وخراب البلد الذي لم يتعاف منه منذ أنهيار الأتحاد السوفييتي، رغم الوعود الغربية له الكاذبة بإعادة بنائه، ما دام عائد تلك التنازلات إنقاذ شعبه من أهوال محرقة لا تبقي ولا تذر، بل ويحتاج عقوداً طويلة لإعادة الإعمار، دع عنك الأرواح التي لاتعوّض. إن روسيا لها مصلحة في شن ما أسمتها "العملية العسكرية" ولن تخرج منها بأي حال من الأحوال بدون أدنى غنيمة ممكنة، وهذا ما يجب أن تفهمه واشنطن وحلفاؤها الغربيين، لكن هل يترك هؤلاء كييف تتصرف باستقلالية لوحدها لتقرير مصيرها بنفسها ؟ هم الذين ما فتئوا يصبون الزيت على نيران الحرب، فيما مازالت كييف تعوّل على مساعداتهم بإنقاذها !
وفي تقديرنا أن موسكو تستطيع بدون أملاءات متشددة مع الطرف الأضعف أنهاء المفاوضات بنجاح إذا ما تقاطعت بأي شكل من الأشكال مع كييف للخروج بنتائج بما يحفظ ماء وجهها بقدر من التنازلات المتبادلة -وإن تكن غير متكافئة باعتبار روسيا الطرف الأقوى، لكن مرة اخرى نتساءل هل يترك الغرب أوكرانيا وشأنها ؟ وللأسف الشديد أن ذلك لمشكوك فيه تماماً!



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرن على ميلاد محمود أمين العالم
- من يقف وراء تصعيد الأزمة الأكرانية ولماذا؟
- من يقف وراء تخريب تمثال الأمير عبد القادر؟
- حزب الله ودروس الحرب الأهلية اللبنانية
- ايران وحزب الله والقضية الفلسطينية .. والمطالب الإصلاحية الد ...
- الشمولية وعبادة الزعامات العربية
- ماذا لو عاش عبد الناصر سنة إضافية ؟
- دور التفكير الشمولي في نبذ الرأي الآخر
- مأساة العالم السوفييتي كوروليوف
- نجيب محفوظ .. الولادة المتعسرة وإشكالية التسمية
- أزمة قرداحي والتعايش السلمي بين الدول العربية
- الانتخابات وخذلان أنتفاضة تشرين
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 2- 2 )
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 1 )
- لغز - أولاد حارتنا -
- الأمبريالية الأمريكية بين كابول وسايجون
- من يعرقل الانسحاب الأميركي من العراق ؟
- لكي لا تقع المحرقة النووية الشاملة
- اليسار العالمي ومئوية الشيوعي الصيني
- فضيحة فضائح السلطة الفلسطينية


المزيد.....




- بعد أيام من التوتر.. شيوخ السويداء وقادة الفصائل يصدرون بيان ...
- مصدر لـCNN: تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين أم ...
- إيلون ماسك باق على رأس تسلا: مجلس إدارة الشركة ينفي بحثه عن ...
- إرجاء المحادثات النووية بين طهران وواشنطن... هل تنعقد الأسبو ...
- تهديد جديد شديد اللهجة من وزير الدفاع الإسرائيلي للشرع دعما ...
- هيئة البث الإسرائيلية: مئات الجنود الدروز يستعدون لتقديم مبا ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عملية مركبة في شارع الطيران بحي تل ...
- مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن
- مخاوف عراقية من حرب إيرانية أمريكية
- ترامب يهدد كل من يشتري نفطا من إيران بفرض عقوبات ثانوية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - هل تنجح المفاوضات الروسية الأوكرانية ؟