أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - دور التفكير الشمولي في نبذ الرأي الآخر














المزيد.....

دور التفكير الشمولي في نبذ الرأي الآخر


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7132 - 2022 / 1 / 10 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السادس من نوفمبر الماضي نشر الحوار المتمدن مقالاً لي تحت عنوان " قرداحي والتعايش السلمي بين الأقطار العربية " ثم نشرته صحيفة "البلاد " البحرينية بعد ما قمت باختصاره مع إضافة معلومات اخرى جديدة وتوسع محدود في التحليل، وللتذكير فإن المقال تناولت فيه كيف تؤدي المعارك الإعلامية المثارة حول قضايا هامشية تافهة إلى توتير العلاقات بين الدول العربية مما يفضي في كثير من الأحيان إلى قطع العلاقات بين دولة واخرى، أو أكثر من دولة، وأبرز نموذج في هذا الصدد ما شاهدناه على سبيل المثال في الحالة الخليجية قبيل سنوات حينما بادرت ثلاث دول هي السعودية والإمارات والبحرين بقطع علاقاتها مع قطر . وبطبيعة الحال فإن المتضرر الأول من قطع العلاقات بين الدول هي الشعوب العربية التي تحكمها أنظمة أستبدادية، وهذه الشعوب العربية غني عن القول عما يربطها من أواصر علاقات حميمة عميقةالجذور على أصعدة مختلفة، وهي أعمق وأقوى من علاقات الأنظمة فيما بينها والمبنية على المصالح الانتهازية والتملق المتبادل، ومن ثم فإن هذه الشعوب تتضرر بشدة كل أشكال وسُبل التواصل القائمة فيما بين بينها ؛ ومنها المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وخلافها. وفي الحالة الخليجية كان لافتاً أن تضررت عوائل كبيرة عديدة موزعة بين أكثر من قطر خليجيي، وفقدت لم الشمل وأنشطرت فعلياً جراء القطع .
أما في الحالة اللبنانية؛ فعلاوة على ما يربط شعوبنا العربية الخليجية بالشعب العربي اللبناني من علاقات قوية، وبخاصة على الصعيدين الثقافي والسياحي، فقد كان هذا البلد العزيز على قلوب كل الخليجيين العرب هو المتضرر الأول من مقاطعته اقتصاديا، وهنا يفرض السؤال نفسه : هل كان لبنان الصغير ذي التركيبة السياسية الهشة لحكوماته المتعاقبة والذي يُعد أكثر الدول العربية انهاكاً بأحداث تاريخه المأساوية المتواصلة طوال تاريخه السياسي المعاصر منذ نشوب الحرب الأهلية (1975 - 1990) حتى يومنا هذا، نقول : هل كان بحاجة لإضرار علاقته مع أي دولة عربية؟ دع عنك ما يترتب على تلك المقاطعة التعسفية من أضرار بليغة تلحق بالاقتصاد اللبناني ويدفع ثمنها في المقام الأول شعبه المثخن بالجراح وليس طبقته السياسية الحاكمةالمنعّمة بكل تشكيلاتها المتعاقبة ببحبوحة الفساد بفضل نظام المحاصصة السياسية الفاسد ! أليس من واجب حكوماته ذات التركيبة الهشة أن تبذل المستحيل للحفاظ على مصالح الدولة الدائمة؟ وهل طاقة لبنان المعروف بتعدديته السياسية والطائفية يتحمل تحويله إلى دولة ثورية انتحارية مزنرة بحيث تتبنى بالكامل سياسة إيران الإسلاموية الثورية الفاشلة التي جلبت على شعبها الوبال ؟
فما بالنا والحال كذلك إن من يختلق تلك الأزمات ويفتعلها بشكل متواصل -وبمناسبة ومن غير مناسبة- هو طرف سياسي داخلي " ثوري " متمثلا في "حزب الله" تنفيذا لأجندة ومصالح طرف أقليمي يدين له بالولاء التام المقدس والتبعية العمياء ! فلئن كان مبدأ التعايش السلمي تحتاجه القوى الدولية الكبرى المتعادية والمتصارعة في حروبها الباردة لمنع أنزلاقها إلى حروب عسكرية فمن باب أولى أن تبرز الحاجة الموضوعية والتفكير العقلاني لاعتماد هذا المبدأ بين الدول العربية.
على إنني بعد إعادة نشر المقال مختصراً في صحيفة "البلاد" فوجئت بحملة شرسة تطعن في وطنيتي وتوصمني بالخيانة والارتزاق من قِبل المزايدين بوطنيتهم، وكنت حينها أقضي إجازة سياحية في الخارج، فاجتاحتني على إثر ذلك صاعقة من الذهول ليس لتلك النعوت التي قيلت بحقي ، بل لما بلغتها تلك الردود من مستوى سطحي هابط لا يليق بكون من يمثلون شريحة من النخبة السياسية البحرينية، وجلها من المعارضة الوطنية المنافحة عن الديمقراطية واحترام الرأي الآخر الوطنية !
ومع أنه ليس من عادتي منذ أن أحترفت الكتابة الصحفية قبل أكثر من 30 أن أنشغل بالردود على القراء أو حتى الكتّاب، إلا أنني وجدتني هذه المرة بعد مخاض طويل من التأمل والتفكير بأننا هذه المرة أزاء مسألة موضوعية ذاتية ملتبسة خطيرة ومعقدة لا بد من الوقوف عندها؛ باعتبارها تشكل عينة ممتازة للباحثين لدراسة ظاهرة الشمولية في عالمنا العربي وما يتصل بها من تفكير شمولي يستحوذ على نفوس وعقول شرائح من واسعة من مثقفينا العرب، ذلك لأن أغلب الدراسات العالمية والعربية إذ تناولت ظاهرة الشمولية في الأنظمة، فإن القليل منها تطرق إلى جذور نشأتها التي تبدأ في العقول قبل تبنيها نهجاً سياسيا لدى الحكام ، سواء في الإنظمة الاستبدادية أم في الأنظمة الديمقراطية وعدد من أحزابها اليمينية قِبلاً .
ولعل هذا التفكير الشمولي المديد ولّد رواسب أتوماتيكية -غالباً لا شعورية- تتحكم في عقولنا وتشله عن التفكير الحر السليم عند بناء المواقف والقرارات السياسية إنما جاء وليد ملابسات قضايا التحرر الوطني وعلى رأسها "القضية الفلسطينية" وهي بلا شك قضيتنا العربية المشتركة التي لا ريب في مكانتها المقدسة في قلوبنا . لكن هذه الإشكالية بحاجة لشرح مفصل أوسع لايتسع المقام هنا لبسطها، لكن نأمل في تناولها في المستقبل القريب، ولعلي أجد في الفيلم الوثائقي القيّم الذي بثته قناة DW الألمانية بمناسبة الذكرى الثلاثين لانهيار الاتحاد السوفياتي قبيل نهاية العام المنصرم تحت عنوان: " الشخصية السوفييتية .. آثار الأتحاد السوفييتي في العقول" ما يقرّب كثيراً المعنى الذي أقصده في حالتنا الشمولية المرضية العربية.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة العالم السوفييتي كوروليوف
- نجيب محفوظ .. الولادة المتعسرة وإشكالية التسمية
- أزمة قرداحي والتعايش السلمي بين الدول العربية
- الانتخابات وخذلان أنتفاضة تشرين
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 2- 2 )
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 1 )
- لغز - أولاد حارتنا -
- الأمبريالية الأمريكية بين كابول وسايجون
- من يعرقل الانسحاب الأميركي من العراق ؟
- لكي لا تقع المحرقة النووية الشاملة
- اليسار العالمي ومئوية الشيوعي الصيني
- فضيحة فضائح السلطة الفلسطينية
- الدروس الملهمة لنضال والدة الشهيد الوزني
- إعلام النكسة مازال حاضراً
- كيف يمكن أختصار طريق النضال الفلسطيني ؟
- مغزى المعركة السياسية حول قانون المحكمة الاتحادية
- -كورونا- بين الإشتراكية والرأسمالية
- مأزق ديمقراطية الرأسمالية الأمريكية
- العد التنازلي لنهاية الامبراطوري الأميركية
- مستقبل السلم العالمي بعد عام 20 20


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - دور التفكير الشمولي في نبذ الرأي الآخر