أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - لكي لا تقع المحرقة النووية الشاملة














المزيد.....

لكي لا تقع المحرقة النووية الشاملة


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 21:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعلوم أن العالم قد شهد خلال تاريخنا الحديث حربين عالميتين : الأولى أستمرت أربع سنوات ونيف ( 1914- 1918) ، والثانية مع أنها جاءت أطول من الأولى بسنتين ( 1939- 1945) لكنها أنتهت بألقاء الولايات المتحدة أول قنبلتين نوويتين في التاريخ على مدينتي هيروشيما ونجازاكي لدفع اليابان للإستلام ، ولم يشهد العالم بعدها طوال أكثر من ثلاثة أرباع القرن حتى يومنا أي حرب عالمية جديدة . وكان لتمكن الأتحاد السوفييتي في زمن الحرب الباردة من كسر أحتكار أميركا للسلاح النووي ومضاهاتها في الترسانة النووية دور في الحيلولة دون قيام حرب عالمية باعتبارها ستؤدي إلى أستخدام الأسلحة النووية الأمر الذي سيفضي دمار العالم برمته؛ وهذا ما كان يدركه الطرفان جيداً. وحتى عند ما أقتربا من حافة الحرب بُعيد نصب موسكو في عام 1962 صواريخ نووية في كوبا لحماية ثورتها الوليدة من نوايا وتهديدات أمريكا بغزوها وإسقاط نظامها الثوري الوطني الجديد، وما أحدثته حينها تلك الواقعة من زلزال دولي وفزع شديد لدى واشنطون وحلفائها ، فإنهما تمكنتا في نهاية المطاف من تغليب لغة العقل والحكمة تغليب إذ لم توافق موسكو على نزع صواريخها من كوبا إلا بعد تعهد واشنطون بعدم الاعتداء على الجزيرة .
وبالرغم من تواصل النزاع الشديد مابين الطرفين زمن الحرب الباردة التي أستمرت حتى أنهيار الأتحاد السوفييتي عام 1991، فإن الجانبين وبفضل إتباع الاتحاد السوفييتي سياسة ندية مع الولايات المتحدة قوامها الحزم والمرونة في الوقت نفسه أمكنهما تجنيب العالم من محرقة نووية فعلية .
على أن المجتمع الدولي يشهد منذ أنهيار الأتحاد السوفييتي-لاسيما منذ مطلع العقد الفائت- مناخاً مسموما شديد الاضطراب لم يشهد له مثيلاً منذ مطلع القرن العشرين؛ وهو مناخ ينذر بعواقب في منتهى الخطورة إذا ما أقتربت القوى الكبرى أو أي عضو في النادي النووي من حافة الهاوية النووية؛ وذلك بسبب تصاعد الحروب والنزاعات العالمية والتي تلعب السياسات الأمبريالية للولايات المتحدة دوراً محورياً في إشعالها خدمة لمصالحها الطبقية؛ ولاسيما خلال فترة الرئيس الامريكي الجمهوري السابق دونالد ترامب، وما برحت تلك السياسات متواصلة في عهد الرئيس الديمقراطي الجديد جو بايدن: وإن كانت بدرجة أقل تطرفاً في عدوانيتها، إلا أن جوهرها ظل كالعادة لم يتبدل عند تناوب الحزبين إستلام السلطة .
وإذ اُبتليت البشرية بكارثة وباء كورونا منذ مطلع العام الماضي 2020 ؛ فإنها ضاعفت -موضوعياً - من مخاطر الإنزالق إلى حافة الهاوية فإندلاع حرب نووية جراء إمعان الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيين في تسييسها داخلياً وخارجياً في سياساتها . وعلى أي حال ثمة ثمة عوامل متعددة ومتشابكة تدفع بهذا الأستنتاج أو التنبؤ المخيف بها، لكننا سنكتفي هنا بإدراج ثلاثة عوامل رئيسية :
1- تفاقم الحرب الباردة بين روسيا وحليفاتها- الصين النووية بوجه خاص - من جهة،وأميركا وحليفاتها من جهة أخرى، فضلاً عن وجود خلافات متصاعدة طفحت على السطح بين أميركا ، وبخاصة في عهد ترامب ، ناهيك عن خلافات داخل الأتحاد الأوربي والمرشحة للتصاعد على خلفية كوفيد 19وتململ وغضب شعوبها من طول الوباء ، والتخبط في أجراءات مكافحتها وضعف الخدمات الصحية في بعضها كما جرى في أيطاليا في بدايات أنتشار الوباء، وظهور التمييز في أغلب دول الأتحاد الأوروبي في القدرة على نيل أفضلها بين الطبقات الثرية والطبقات الفقيرة ، دع عنك العوامل الإقتصادية والاجتماعية الأخرى .
2-تعاظم مخاطر النزاعات الأقليمية في العالم وضلوع الولايات المتحدة في معظمها على الأقل ، ناهيك عن تصاعد القلاقل داخل الدول المشاركة فيها، ومن أمثلة ذلك أستمرار تدخل إيران في شؤون العراق ولبنان وسوريا واليمن من خلال أتباعها من قوى الإسلام السياسي في هذه الدول، أضف إلى ذلك تفجر أنتفاضة الأحواز العربية الأخيرة وألقاء طهران تبعيتها على أميركا والغرب؛ وهذا ما يردده من ورائها أتباعها أنفسهم، وبخاصة في العراق ولبنان، وذلك لتبرير تخاذلهم عن المشاركة في الأنتفاضتين الشعبيتين المستمرتين ( وإن خفت وتيرتهما بشكل متفطع من جراء الوباء ) والتورط الخفي غير المعلن لقمع كلتاهما .
3-إقدام الرئيس التونسي قيس سعيد مؤخراً على إقالة الحكومة وتجميد البرلمان الذي يترأسه زعيم حزب "النهضة" الإخواني راشد الغنوشي؛ ورفع الحصانة عن نوابه، وإمعان أطراف أقليمية ودولية( وعلى الأخص أميركا وفرنسا وتركيا وقطر ) بالتدخل السافر في شؤون تونس الداخلية بغية خلق أزمة داخلية للضغط على الرئيس للتراجع أوحمله على الإستقالة .
وفي ظل خفوت الدور الذي كانت تلعبه شعوب أوروبا الغربية خلال الحرب الباردة الأولى في مناوئة سياسة العسكرة الأميركية داخل بلدانها، وتراجع تأثير قوى اليسار العالمي وأحزاب اليسار ومنظمات وقوى السلم العالمية التي رفضت بأغلبيتها الشعبية تلك ا لسياسات؛ ومنها على وجه الخصوص نصب الصواريخ النووية الأميركية بيرشينج وكروز في الثمانينيات على أراضيها لتخويف الأتحاد السوفييتي وأستنزافه بجره في جولات متعاقبة من سباق التسلح النووي، لكل ذلك فإن هذه القوى مجتمعةً مطالبة اليوم أكثر من أي وقت بتكثيف جهودها لإقامة جبهة سياسية عالمية لإنقاذ كوكبنا من مخاطر الإنزالق نحو حرب عالمية ثالثة من شأنها أن تفضي -حتماً- إلى محرقة نووية شاملة عالمية نووية شاملة كافية لتدمير كوكبنا مرات ومرات .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العالمي ومئوية الشيوعي الصيني
- فضيحة فضائح السلطة الفلسطينية
- الدروس الملهمة لنضال والدة الشهيد الوزني
- إعلام النكسة مازال حاضراً
- كيف يمكن أختصار طريق النضال الفلسطيني ؟
- مغزى المعركة السياسية حول قانون المحكمة الاتحادية
- -كورونا- بين الإشتراكية والرأسمالية
- مأزق ديمقراطية الرأسمالية الأمريكية
- العد التنازلي لنهاية الامبراطوري الأميركية
- مستقبل السلم العالمي بعد عام 20 20
- الأنتفاضات العربية ودروس انتفاضة تشيلي
- هكذا تلاشت فقاعة الديمقراطية الأميركية
- الرئيس الأميركي الجديد المشترىٰ
- إسقاط دستور بينوشيه ومستقبل التحول الديمقراطي في تشيلي
- عبد الناصر ومنظمة التحرير الفلسطينية
- هل يشهد العالم حرباً نووية جديدة ؟
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 5 - 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 4- 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 3 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 2 )


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - لكي لا تقع المحرقة النووية الشاملة