أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - إسقاط دستور بينوشيه ومستقبل التحول الديمقراطي في تشيلي














المزيد.....

إسقاط دستور بينوشيه ومستقبل التحول الديمقراطي في تشيلي


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسفر الاستفتاء الشعبي الذي جرى قبل أيام في تشيلي عن انتصار ساحق للقوى الوطنية واليسارية والديمقراطية والشعبية التي صوتت الغالبية العظمى معها من الناخبين لالغاء الدستور الموروث من عهد الدكتاتور الراحل اوغستو بينوشيه ؛ ومن أجل دستور جديد يلائم الاحتياجات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الملحة لصالحها ، وبخاصة المنحدرة من طبقات العمال والفلاحين والطبقة الوسطى وسائر الفئات المهمشة والفقيرة . وكانت تلك الطبقات والفئات ركيزة الانتفاضة الجماهيرية التشرينية الباسلة التي هبت خريف العام الماضي 2019 ؛ حيث قدمت تضحيات هائلة من الشهداء والمصابين في مواجهة القمع الوحشي لأحفاد شرطة الدكتاتور الراحل بينوشيه على نهجه الوحشي ، ذلك بأنه رغم سقوط نظام حكمه المفترض منذ ثلاثين عاماً إلا أن الدستور الموروث من عهده ظل عقبة ليس في وجه الإصلاحات الجذرية المنشودة فحسب ، بل حال دون تطهير جهاز الشرطة السابق الذي حافظ على مواريث التربية القمعية والتوحش وأساليبه المنتهكة لحقوق المواطن الإنسان خلال الفترة الدكتاتورية . كما كان دستور بينوشيه عقبة كأداء في وجه التحولات الديمقراطية والاجتماعية المراد إحداثها . وهكذا فقد ظل ذلك الدستور أداة كبح معرقلة للنضال السلمي لبناء جهاز الإدارة العامة للدولة الديمقراطية الجديد بما فيها جهاز الأمن والشرطة . وكان هذا الدستور الرجعي الذي تم سنه بإرادة منفردة غير شرعية وعلى مقاس مصالح الطغمة الدكتاتورية العسكرية الحاكمة بقيادة المجرم بينوشيه وصفوة من كبار رجال الأعمال ووكلاء الشركات الاميركية المستفيدين من حكمه عقبة في وجه الإصلاح مهما جرى عليه من تعديلات ، فيما كانت تلك الطغمة -كما هو معلوم- عاثت على مدى 17 عاما في أرض تشيلي فسادا ، وسامت شعبها عذاباً وتقتيلا ؛ ونهبت موارد الشعب لصالح حفنة قليلة من الأغنياء ، وأفقرت السواد الأعظم منه لصالحها ولصالح الولايات المتحدة التي بفضل تخطيط ودعم مخابراتها CIA نجح الإنقلابيون بقيادة الجنرال بينوشيه في الانقضاض يوم 11 سبتمبر 1973 على سلطة الرئيس المنتخب سلفادور الليندي الذي استلم الحكم بموجب انتخابات شرعية دستورية جرت عام 1970 ؛ حيث فاز حزبه ( الحزب الاشتراكي ) ضمن ائتلاف انتخابي تحت إسم " جبهة الوحدة الشعبية " ضمت في صفوفها ستة أحزاب وتكتلات يسارية من بينها الحزب الشيوعي ، وكان الرئيس الليندي شرع بعد فوزه في تعزيز دور القطاع العام في التنمية الاقتصادية وإجراء بعض التأميمات في القطاع الخاص ؛ معتمداً في ذلك على التفويض الدستوري والشعبي الممنوح له وعلى الأغلبية البرلمانية التي تمثل الائتلاف الفائز دون المساس بنظام الدولة القائم على النظام الاقتصادي الحر . وهذا ما جرى في حالات تاريخية مشابها في الدول الرأسمالية في أوروبا ، منها على سبيل المثال - لا الحصر - فرنسا حين فاز في بعض المرات الحزب الاشتراكي بالتحالف مع الحزب الشيوعي في عصر اشتداد عود كليهما ؛ ومن خلال تحالفهما أيضا مع قوى صغيرة اخرى أقل وزناً منهما ، ومع ذلك لم يبلغ المطاف بالولايات المتحدة حينذاك إلى درجة التدخل المباشر لإسقاط الحكومة المنتخبة ؛ وإن كانت تحيك المؤامرات من وراء ستار المشهد الانتخابي لتسقيط القوى اليسارية ودعم القوى اليمينية للفوز .
حوصر الرئيس الليندي في يوم الانقلاب واستشهد في القصر الرئاسي" لامونيدا " ، وبعد أيام قلائل قُتل في ظروف غامضة مشبوهة الدبلوماسي وشاعر تشيلي الشهير بابلو نيرودا الحائز على جائزة نوبل للأدب، وجرى ترجيح اغتياله عن طريق دس السم له حسب شهادة سائقه ، هذا رغم ما تعطيه تلك الجائزة الدولية التي تتمتع بسمعة عالمية عريقة من حصانة معنوية مفترضة لمستحقيها ، لا سيما أنها منحت له عام 1971؛ أي قبيل عامين فقط من الانقلاب . كما استشهد تحت التعذيب في الأيام الأولى من الانقلاب الفنان المغني والموسيقي ذو الشعبية الكبيرة فيكتور جارا في ستاذ العاصمة سانتياغو الذي اكتظ بآلاف المعتقلين انتقاماً من دور أغانيه الحماسية الثورية التي كان يؤديها في الحملات الانتخابية لصالح الكادحين والفقراء لاستقطاب أصوات معظم الناخبين الذين صوتوا لمرشحي جبهة الوحدة الشعبية . مهما يكن فقد حكم الدكتاتور الراحل بلاده لمدة 17 سنة بقبضة حديدية مسنودة بقوة من الولايات المتحدة . لكن الانقلاب الذي جرى في زمن الصعود الأخير لليسار العالمي مطلع السبعينيات وفي ظل جبروت الاتحاد السوفييتي - باعتباره أحدى القوتين العظميين - أضعف قوى اليسار كثيرا جراء الضربات القمعية الشديدة المتواصلة طوال الحقبة الفاشية ، كما ترك ندوباً غائرة لم تمح ؛ ودروسا سياسية مهمة مازالت مفيدة حتى في حاضرنا إذا ما تم استلهامها جيداً ليس من جانب اليسار في تشيلي فحسب ، بل واليسار العالمي عامة واليسار العربي خصوصا ، سيما في ضوء الإخفاقات التي منيت بها ثورات الربيع العربي مطلع العقد ، وآخرها الا نتفاضة السودانية المخذولة التي اندلعت في كانون الأول 2018 حيث تمكن العسكر من فلول زمرة الدكتاتور المخلوع عمر البشير من الالتفاف عليها خلال المرحلة الانتقالية الراهنة ؛ وذلك بفضل بدعم أميركي خليجي مشترك ؛ و من ثم اختطاف قراراتها السيادية والمصيرية وآخرها الانفراد بقرار التطبيع مع العدو الصهيوني . ولعل دروس تشيلي مهمة أيضا للانتفاضتين الجاريتين العراقية واللبنانية .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الناصر ومنظمة التحرير الفلسطينية
- هل يشهد العالم حرباً نووية جديدة ؟
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 5 - 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 4- 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 3 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 2 )
- هيروشيما والدروس المغيبة
- من مفكرة سجين بحريني حول غزو الكويت ( 1 - 3 )
- ثورتا يوليو وتموز .. انقلاب أم ثورة ؟
- الكاظمي وآفاق التغيير في العراق
- بيروت وبغداد .. مابين الانتحار والاغتيال
- الأزمة الأخلاقية للرأسمالية في عصرنا
- عبد الناصر .. الهزيمة وآثار العدوان
- السينما السوفياتية والتراث العلمي العربي
- - الشيخ الرئيس - ومشايخ الجهل
- المهام النضالية الآنية لليسار في عصر كورونا ( 3- 3 )
- المهام الآنية النضالية لليسار في عصر كورونا ( 2 )
- المهام النضالية الآنية لليسار في عصر كورونا ( 1 )
- واقتربت الساعة
- صراع عالمي في مواجهة خطر مشترك


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - إسقاط دستور بينوشيه ومستقبل التحول الديمقراطي في تشيلي