أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - مأزق ديمقراطية الرأسمالية الأمريكية














المزيد.....

مأزق ديمقراطية الرأسمالية الأمريكية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6796 - 2021 / 1 / 23 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت فترة حكم الرئيس الجمهوري الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بتنصيب خلفه الديمقراطي جو بايدن أصدق فترات الحكم في تاريخ الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين على الأطلاق في التعبير عن كل ما تزخر به الطبقة الرأسمالية الحاكمة وتتصف به من موبقات لا أخلاقية ولا إنسانية جسدها على نحو خلاق منقطع النظير نموذجه الذي لم يكن سوى الإبن الشرعي لهذا النظام وإن جاء كما قيل من خارج المؤسسة الحاكمة . فبفضل سنوات حكمه دخلت ديمقراطية الطبقة الرأسمالية الحاكمة في مأزق تاريخي وتكشفت أمام الملأ بلا رتوش جوهرها الحقيقي كديمقراطية مفصلة ومصممة آلياتها في خدمة مصالحها بالدرجة الأولى . إن مجرد وجود نظام ديمقراطي تسمح آلياته بوصول رجل أعمال ملياردير - كترامب مجنون بعظمته وهو ضحل سياسياً وغير كفؤ إدارياً يشرك صهره ومقربية في سلطات البيت الأبيض ؛بل ولم يتوان لحظة واحدة طوال عهده عن إعلان انحيازه السافر لأسوأ الفئات في طبقته وأكثرها تطرفاً وجشعاً هذا في حد ذاته فضيحةبامتياز لهذا النظام ، ثم أن ينهي فترة حكمه بتوجيه ضربة إلى سمعة نظامه السياسي الذي لطالما تشدق بتقاليدها وأعرافها الديمقراطية في الممارسة بها لعقود طويلة ؛ بدءاً من عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية وزعمه بتزويرها رغم اقرارها رسمياً وقضائياً بصحتها ثم ضبطه متلبساً بالجُرم العلني المشهود بتحريض بلطجيته من العنصريين على اقتحام المؤسسة البرلمانية في مشهد ارهابي انتهى بمقتل خمسة أشخاص بينهم شرطي ، فخروج من البيت الأبيض معززاً حراً بما يليق بمكانته كرئيس جمهورية مبجل بطائرة الدولة دون القبض عليه لتقديمه على الفور للمحاكمة ، كل ذلك ليس سوى مسخرة وفضيحة كبرى اخرى لنظامه الذي جاء به للبيت الأبيض . ولك أن تتخيل للحظة واحدة لو كان المسؤول عن تلك العملية الارهابية لو جرت في غير ذلك المكان ، لكن في ظروف مشابهة ، مواطن عادي ينحدر من الطبقات الفقيرة أو المتوسطة ؛ لا سيما إذا ما كان من السود فهل كان يفلت بسهولة من القبض الفوري عليه إن لم يكن مصيره القتل الفوري ؟ أو ليس ذلك يفضح بجلاء الأنحياز العنصري والطبقي الذي يتميز به هذا النظام الرأسمالي ؟
والحق فإن سنوات حكم ترامب الأربع كانت أشبه بحقبة تاريخية مديدة لما أحدثه من انقلاب جذري في سياسات بلاده وجسدها في قرارات كانت أشبه بالصدمات غير المعهودة في السياستين الداخلية والخارجية خلال كل عهود الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين على السواء منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945، ورغم طابع التسرع التي اتخذ فيها تلك القرارات بتشجيع وتحريض من غلاة اليمين العفن في حزبه وطغمته الحاكمة ، فقد قام سلفه بايدن فور تنصيبه بألغائها في ثوان بجرة قلم من توقيعه، ومن أبرزها: إعادة تثبيت انضمام أمريكا إلى اتفاقية باريس للمناخ ، عودة الانضمام لمنظمة الصحة الدولية، وقف العمل بالجدار على الحدود مع المكسيك، الغاء قرار حظر دخول مواطني ست دول إسلامية للبلاد، قرار بحماية أطفال المهاجرين من الترحيل وهو القرار الذي صادره ترامب ، وهي قرارات تشكل بمجملها عاراً على نظام ما فتيء يتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان ؛ فكيف سمحت إذن آلياته الديمقراطية لترامب بذلك ؟
وإذا كانت حزمة قرارات بايدن اللاغية لقرارات العار التي اتخذها سلفه قوبلت بترحيب محلي ودولي باعتبارها تتفق والمعايير الإنسانية والديمقراطية، فإنها هي الاخرى تتسم بالعوار لعدم شموليتها القرارات الصادمة المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي لم يجرؤ كل أسلافه الجمهوريين والديمقراطيين على اتخاذها، ومن أبرزها الاعتراف بالقدس عاصمة لأسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، الاعتراف بضم الجولان السوري المحتلة لها نفسها، غض النظر عن الاستيطان ومباركته صراحة أو ضمنياً . وبهذا فإن قضية الشعب الفلسطيني تُعد الخاسر الأكبر من إصلاحات بايدن، لأنه ببساطة لا يجرؤ المس بمكتسبات جديدة نالتها حليفة بلاده المدللة إسرائيل والتي لطالما وعدها أسلافه بها في بدايات حكمهم ولم يفوا بوعودهم ثم تملصوا بتسويفها لتعارضها الصريح مع قرارات الشرعية الدولية. مهما يكن ثمة تحديات كبرى اخرى تواجه إصلاحاته الواعدة على الصعيد الداخلي، ذلك بأن التركة الترامبية ثقيلة، في مقدمتها تخفيف وطأة كارثة " كورونا " التي أستهتر بها سلفه وأودت بحياة ما يقرب من نصف مليون إنسان داخل أمريكا ، وتوحيد البلاد الممزقة بين اليمين بقاعدته العريضة المشمولة بأحط الفئات العنصرية والإجرامية بمختلف أنواعها وبضمنها المنادية بتفوق العنصر الأبيض ، واليسار بمختلف قواه الليبرالية واليسارية الراديكالية المعبرة عن الفئات الاجتماعية الدُنيا والسود والتي طال تهميشها . والحق فإن ما أفسده الدهر هو أطول من حقبة حكم مثيرة للجدل أنقضت ، بل هي منذ أكثر من قرن ونيف على صعود الرأسمالية الأميركية إثر تحولها إلى مرحلة الأمبريالية ومن ثم بروز بلاده كدولة عظمى على الساحة الدولية بما يصعب على بايدن المضي قُدماً في إصلاحاته بقرارات ترقيعية مالم تكن جذرية دستورية إنسانية تتصف بأدنى مستوى ممكن -على الأقل - من المساواة السياسية والاجتماعية وتتخلى بموجبها الطبقة الحاكمة عن نزعة الهيمنة والاستحواذ والتسلط في الداخل والخارج .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العد التنازلي لنهاية الامبراطوري الأميركية
- مستقبل السلم العالمي بعد عام 20 20
- الأنتفاضات العربية ودروس انتفاضة تشيلي
- هكذا تلاشت فقاعة الديمقراطية الأميركية
- الرئيس الأميركي الجديد المشترىٰ
- إسقاط دستور بينوشيه ومستقبل التحول الديمقراطي في تشيلي
- عبد الناصر ومنظمة التحرير الفلسطينية
- هل يشهد العالم حرباً نووية جديدة ؟
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 5 - 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 4- 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 3 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 2 )
- هيروشيما والدروس المغيبة
- من مفكرة سجين بحريني حول غزو الكويت ( 1 - 3 )
- ثورتا يوليو وتموز .. انقلاب أم ثورة ؟
- الكاظمي وآفاق التغيير في العراق
- بيروت وبغداد .. مابين الانتحار والاغتيال
- الأزمة الأخلاقية للرأسمالية في عصرنا
- عبد الناصر .. الهزيمة وآثار العدوان
- السينما السوفياتية والتراث العلمي العربي


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - مأزق ديمقراطية الرأسمالية الأمريكية