أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - الشمولية وعبادة الزعامات العربية














المزيد.....

الشمولية وعبادة الزعامات العربية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقالنا الفائت تحت "عنوان ماذا لو عاش عبد الناصر سنة إضافية"، أشرنا عرضاً إلى رفع كثرة من محبيه العرب إياه إلى مرتبة التقديس فوق النطق،وهذا الأمر لا ينطبق على عبد الناصر فحسب، بل ينسحب على تقديسنا العديد من الزعامات الحزبية، وهي ظاهرة أنفكت شائعة في ثقافتنا السياسية العربية وفي الشرق عامةً في ظل تاريخ طويل من تقاليد ومواريث المجتمعات المستبدة وغياب الممارسة الديمقراطية وشعور الجماهير بحاجتها الدائمة إلى الزعيم الأب الضرورة، وعلى العكس من ذلك لا نكاد نلمس هذه الظاهرة في المجتمعات الغربية التي قطعت شوطاً طويلاً من النضج والممارسة الديمقراطية، ولعل المثل البارز الذي يحضرني هذه اللحظة الزعيمان الأوروبيان الكبيران: الفرنسي شارل ديجول والبريطاني ونستون تشرشل، فالأول رغم مايتمتع من كاريزما وشعبية تاريخية، إلا أنه أستقال من الحكم 1969 إثر هزيمته في نتائج الاستفتاء الذي عرضه على الشعب دون أن تخرج الجماهير إلى الشوارع مطالبة إياه بالبقاء في الحكم، والثاني فرغم ما تمتع به من شعبية كبيرة إبان قيادته لبلده ضد ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية فقد خسر الانتخابات النيابية التي جرت غداة انتهاء الحرب. ولك أن تقارن كلتا الحالتين بإعلان الرئيس عبد الناصر استقالته بُعيد هزيمة يونيو / حزيران عام 1967 وتحمله المسؤولية كاملة عن الهزيمة؛ لكن الجماهير هبت إلى الشوارع رافضةً استقالته ومُعبرةً عن تمسكها به . وثمة نماذج عديدة -عربية وشرقية- لتقديس الزعامات، سواء في السلطة أم في خارحها، وإن تكن شعبية أغلبها لا تضاهي شعبية عبد الناصر، نذكر منها: الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وزعيم الحزب الشيوعي السوري خالد بكداش، والزعيم الفلسطيني القومي اليساري جورج جبش، ودكتاتور العراق السابق صدام حسين، وزعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، وزعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، والزعيم السوفييتي ستالين، والزعيم الصيني ماوتسي تونج، والزعيم الإيراني خُميني وخليفته خامنئي. وتستمد الزعامات العربية والإيرانية تقديس نخبة من المثقفين والجماهير لها من مزايداتها واطروحاتها الثورية المتشددة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ويبرز نموذجها المتطفل على القضية الفلسطينية في نظام الملالي وتابعه " حزب الله"، فلا غرابة إذا ما وجدنا جماهير ومثقفي هذه الزعامات لا ترفض نقدها فحسب، بل وتبغض من ينتقدها طاعنةً في شرفه الوطني، ويتضاعف المقت إذا ما كان محبوبها المقدس زعيما سياسياً ورجل دين في آن واحد، ولا سيما إذا ماكانت عمامته سوداء ترمز إلى انتسابه إلى بيت النبوة، فهنامنتقده قد يكون في عرف هؤلاء مارقاً في الدين ومتطاولاً على آل البيت لاخائناً وطنياً فقط.
وهنا بالضبط يكمن ما خلصت إليه بنهاية مقالي الأسبق " دور الفكر الشمولي في مقت الرأي الآخر" عن دور العامل الموضوعي المتمثل في القضية الفلسطينية وملابسات قضايا التحرر الوطني في نسج العقلية " الشمولية" لدى المثقف العربي، ونضيف إليها أيضاً "الشعبوية" لتداخلها معها. ومع أن أكثر الدراسات التي كتبت عن الشمولية تناولتها كظاهرة سلطوية أو نهجاً في الحكم باعتباره لايسمح بوجود أي مؤسسات مستقلة، أي عندما تكون أهداف ونشاطات وعضوية كل المنظمات خاضعة لتحكم الدولة الشمولية أو السلطة الشمولية، بمعنى غياب حرية المنظمات… " إلا أننا نستطيع القول بأن الشمولية تظهر في العقول قبل تمثلها في سياسات أصحابها بعد وصولهم إلى السلطة، إن بالوسائل الشرعية أو بالعنف والوسائل الانقلابية .
ولعلي أتفق هنا تماما مع ما ذهب إليه الباحث الفلسطيني مرزوق الحلبي الذي حدد ثلاث وظائف ينبغي أن يتحلى بها المثقف المستنير : الأولى أن يتفاعل مع هويته السياسية ومجموعته ومجتمعه، والثانية ألا يكتفي بانتقاد السلطة، بل أي سلطة سواء حزبية أم دينية أم اجتماعية، والثالثة أن يكون ذا قدرة على نقد الذات، وإذا غيّب النقد ( ممالئة منه لطائفة أو لحليف أو لزعيم أو لوعي الجماهير المتدني في لحظة تاريخيةما) فهو ليس مثقفاً مستنيراً. ونحن نتفق معه أيضاً بأن الشمولية ذات علاقة بالدوغما، وأن المتورطين في تبني العقائد الشمولية أكثر عرضة للوقوع في شرك "الدوغما" .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو عاش عبد الناصر سنة إضافية ؟
- دور التفكير الشمولي في نبذ الرأي الآخر
- مأساة العالم السوفييتي كوروليوف
- نجيب محفوظ .. الولادة المتعسرة وإشكالية التسمية
- أزمة قرداحي والتعايش السلمي بين الدول العربية
- الانتخابات وخذلان أنتفاضة تشرين
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 2- 2 )
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 1 )
- لغز - أولاد حارتنا -
- الأمبريالية الأمريكية بين كابول وسايجون
- من يعرقل الانسحاب الأميركي من العراق ؟
- لكي لا تقع المحرقة النووية الشاملة
- اليسار العالمي ومئوية الشيوعي الصيني
- فضيحة فضائح السلطة الفلسطينية
- الدروس الملهمة لنضال والدة الشهيد الوزني
- إعلام النكسة مازال حاضراً
- كيف يمكن أختصار طريق النضال الفلسطيني ؟
- مغزى المعركة السياسية حول قانون المحكمة الاتحادية
- -كورونا- بين الإشتراكية والرأسمالية
- مأزق ديمقراطية الرأسمالية الأمريكية


المزيد.....




- ستوكهولم: محاضرة قانونية سياسية حول اتفاقية خور عبد الله للد ...
- ضغوط داخلية وانتقادات خارجية.. خطة نتنياهو أمام مجلس الامن
- وسائل إعلام صينية تؤكد أن رقائق (إتش20) المطورة من إنفيديا ا ...
- ألمانيا تقر تعديلا قانونيا لتعزيز مكافحة غسل الأموال
- -كنت شاهدا على مذابح الفرنسيين في مصر-
- قنبلة -ليتل بوي- السلاح النووي الذي دمر ثلثي هيروشيما
- شاهد.. محرز يزور تدريبات مانشستر سيتي ويحظى باستقبال مميز
- مارسيل خليفة يغني لغزة ولبنان في مهرجان صيدا
- تعرف على أسعار السلع الأساسية في غزة
- عاجل | نتنياهو: هدفنا نزع سلاح حماس وإنشاء إدارة مدنية غير إ ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - الشمولية وعبادة الزعامات العربية