أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - - كلمة ونص - وتفاهة المسلسلات الخليجية














المزيد.....

- كلمة ونص - وتفاهة المسلسلات الخليجية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يروي الكاتب المصري اليساري الراحل صلاح عيسى حكايته مع مجلة"كلمة ونص" التي كان يصدرها في 1947 الكاتب الغنائي مأمون الشناوي وصلاح عبد المجيد، فما أن وقعت نسخة منها في يده بأحد أكشاك الأزبكية المتخصصة في بيع الكتب القديمة في القاهرة حتى هام بغرامها، وأخذ يفتش بين ركام كتب الأكشاك المبعثرة عما يمكن حصوله على المزيد من أعدادها كلما زار الأزبكية.
ومع أنها كانت بحجم الكف، فإنها - حسب وصفه- من أطرف المجلات جدة في شكلها وموضوعها، وتقدم للقارئ وجبة صحفية متكاملة،من الخبر إلى التحليل،ومن التحقيق إلى المقال. ومن الصورة إلى الكاريكاتير، وتستكتب على صفحاتها كبار الكتّاب من مشاهير الثقافة والفن والفكر والسياسة، وتمتاز بالإيجاز والسخرية اللاذعة في النقد السياسي والفني ، فحجم المقال لا يزيد عن 20 سطرا والخبر في سطر ونصف.
على أن هذه المجلة التي تنتهج أسلوب "ما قل ودل" ذكرتني ببرنامج رائع آخر كانت تبثه "إذاعة القاهرة" في شهر رمضان قبل سنوات غير بعيدة وتقدمه المذيعة القديرة بثينة كامل بعنوان" غيرت رأيك ليه؟"ومع أن مدته لا تتجاوز الخمس دقائق إلا أنها تطرح خلاله خمسة أسئلة كبيرة تبدو مُحرجة لمن تستضيفهم من كبار الثقافة والفكر والفن والأدب، حول تغيير بعض مواقفهم وآرائهم في مسيرة حياتهم الثقافية أو السياسية، سواء أكان التغيير بدافع" أنتهازي" منفعي يحاولون تبريره أم لدوافع موضوعية أستجدت، إلا أنهم يرحبون بتلك الأسئلة ويجيبون عنها أيضاً بما "قل ودل" في حدود دقيقة عن السؤال الواحد .
وإذا كان هذا النوع المكثف من المواد الإعلامية المقروءة والمسموعة الخفيفة ثرية المضمون قد عُرف في وقت لم تظهر فيه بعد وسائط التواصل الاجتماعي التي باتت تستأثر اليوم بجُل مصادرنا الإعلامية من خبر ومقالة نجده في فيديو وتغريدة وفيسبوك إلخ، فمن المستغرب أن يصر منتجو المسلسلات الرمضانية العربية، وعلى الأخص الخليجية منها، على انتاج المسلسلات المطوُلة ذات الخمس عشرة حلقة أو الثلاثين حلقة التي تتسابق على شرائها القنوات الفضائية الخليجية بأسعار فلكية باهظة تصل إلى الملايين، في الوقت الذي تواجه الطبقات الفقيرة والوسطى أزمات معيشية متعددة، ناهيك عن اطراد تردي الخدمات العامة الأساسية بفعل الفساد المستشري في الدول الخليجية.
الأكثر مدعاة للدهشة والاستنكار أن موضوعات تلك المسلسلات العربية والخليجية المطولة بغرض التربح والتي تُسلق على عجل قبيل رمضان ببضعة أشهر أو أقل، ما برحت منذ عقود ذات مضامين وأفكار هابطة مسفة، بل أن الخليجية منها بوجه خاص فإنها علاوة على أسفافها غالباً ما تدور أحداثها في بيوت فخمة قصورية، وتقدم شخصياتها،وبخاصة النسائية، يرتدون أنفس الأزياء وآخر صرعات الموضة أوالمودرن، فكأنما الطبقات الوسطى والفقيرة لا وجود لها ولا لبيوتها المتواضعة أو المتهالكة في مجتمعاتنا الخليحية، وكأنما كل حيوات العائلات الخليجية رغيدة مرفهة، وهذا لعمري تزييف مقيت ما بعده تزييف للواقع الاجتماعي التي تعيشه تلك الشعوب. وإذا كان ذلك التزييف لا ينطلي على المشاهدين من الشعوب الخليجية، فلربما أنطلى على الكثير من المشاهدين العرب الذين قد يجهل الكثير منهم واقع المجتمعات الخليجية حالما تقع أعينهم صدفةً على مقطع أومقاطع عابرة من حلقة من حلقاته أثناء تنقلهم سريعاً بالريموت كونترول بين القنوات العربية الفضائية !



#رضي_السماك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصية بوتين المخابراتية وأعباء الحرب المنظورة على شعبه
- ثغرات القوة الروسية في الحرب
- هل تنجح المفاوضات الروسية الأوكرانية ؟
- قرن على ميلاد محمود أمين العالم
- من يقف وراء تصعيد الأزمة الأكرانية ولماذا؟
- من يقف وراء تخريب تمثال الأمير عبد القادر؟
- حزب الله ودروس الحرب الأهلية اللبنانية
- ايران وحزب الله والقضية الفلسطينية .. والمطالب الإصلاحية الد ...
- الشمولية وعبادة الزعامات العربية
- ماذا لو عاش عبد الناصر سنة إضافية ؟
- دور التفكير الشمولي في نبذ الرأي الآخر
- مأساة العالم السوفييتي كوروليوف
- نجيب محفوظ .. الولادة المتعسرة وإشكالية التسمية
- أزمة قرداحي والتعايش السلمي بين الدول العربية
- الانتخابات وخذلان أنتفاضة تشرين
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 2- 2 )
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 1 )
- لغز - أولاد حارتنا -
- الأمبريالية الأمريكية بين كابول وسايجون
- من يعرقل الانسحاب الأميركي من العراق ؟


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - - كلمة ونص - وتفاهة المسلسلات الخليجية