أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - العراق -لا يستطيع التنفس-














المزيد.....

العراق -لا يستطيع التنفس-


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7263 - 2022 / 5 / 29 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ثلاثة شهور ونيف والعراق يشهد موجات متعاقبة من العواصف الترابية غير المسبوقة، لعلها من أسوأ العواصف الترابية في تاريخه الحديث، سواء من حيث شدتها أو من حيث طولها الزمني، ما ترتب عليها من أضرار فادحة في مختلف مناحي الحياة المجالات، ولاسيما الصحية منها والزراعية، ولا شك بأن الفقراء والكادحين يأتون على رأس المتضررين من هذه الكارثة.
وإذا كان من المسلّم به أن الأمطار ومصادر المياه الطبيعية الاخرى، وكذلك مساحات الزراعة في أي بلد كلها من المصدات الطبيعية لتخفيف العواصف الغبارية، فإن المفارقة التي تكمن هنا في حال العراق كونه البلد الذي أشتهر تاريخيا بلقبين جميلين: الأول "بلاد الرافدين" في إشارة إلى نهريه العظيمين " دجلة والفرات"، والثاني" أرض السواد"، وقد جاءت هذه التسمية لكثرة المساحات الزراعية وغابات النخيل الشاسعة على أرضه . لكن ذينك اللقبين بات ذكر أي منهما اليوم يثير في النفس لوعة وغصة؛ وذلك بالنظر إلى المآل البيئي الكارثي الذي آل إليه العراق جراء تضافر عوامل طبيعية وبشرية عديدة، ومن ضمنها "العامل السياسي" متمثلاً في الحصاد المتراكم من فساد ولا مبالاة الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة، وصولاً إلى حكومات المحاصصة الطائفية المتعاقبة منذ نحو عقدين . وهكذا فلا "الرافدين" غدا على وضعهما البيئي الطبيعي المعهود تاريخياً؛جراء أنخفاض منسوبهما المائي وتفاقم تلوثهما، ولا " أرض السواد" بقيت كما كانت بعد تقلصت مساحاتها ربما إلى أقل من مساحاتها الخضراء المعروفة تاريخياً .
مؤخراً تابعت فيديو قامت بتزيله وكالة Step News، وقد تميز بقدر معقول من الموضوعية في تحليله لعواصف العراق سواء لجهة مسبباتها البيئية الطبيعية لتقلبات المناخ كمشكلة عالمية، أم لجهة المسببات السياسة، وما أن فتحت الفيديو لفتةنظري الوصف الكتابي لمضمونه الذي جاء بهذه الصيغة : " العراق لا يستطيع التنفس…" والتي تذكرنا بالعبارة الشهيرة التي أطلقها الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد "لا أستطيع التنفس" أثناء جثوم شرطي أبيض بركبته على رقبته ما أفضى إلى مقتله، وقد تحولت عبارة فلويد بعدئذ إلى شعار واحدة من أوسع الأحتجاجات الشعبية في التاريخ الأميركي، لما لها وذلك لهىا من دلالة مجازية في التعبير عن خنق حريات التعبير والحقوق المدنية وتغييب مبدأ المساواة الذي لطالما لكثرما تتباهى به واشنطن رغم وجود تلك الحقوق على ورق الدستور والمواثيق فقط. وبموازاة تلك العواصف الغبارية التي تخنق الشعب العراقي هاهو، يختنق بنوع آخر من العواصف يأخذ بخناقهم الاجتماعي والثقافي، وقد برعت في تفجيرها قوى الإسلام السياسي، إذ ما فتئت تنتهك الحريات الشخصية المفترض بأنها مكفولة للعراقيين بشتى ثقافاتهم حتى داخل المكون الواحد، مادام العراق فئات واسعة معروفاً بتعدديته الثقافية والدينية والإثنية، وهذا ما يعكس عقلية تسييد وفرض الثقافة الشمولية الواحدة المفصلة على مفهومهم للإسلام، ولعل آخر حلقة في سلسلة تلك العواصف ما أثارته تلك القوى من ضجة "تفسيقية" بحق طلبة وطالبات خريجي الرياضة في جامعة بابل" بمدينة الحلة، لمجرد قيام مجموعة منهم - داخل حرم الجامعة وبعلم إدارتها وألياء أمور الطلبة والطالبات-بالتعبير عن مشاعر فرحتهم العارمة بالنجاح بالغناء الراقص العادي،هذا رغم ظهورهم بملابس طلابية عادية محتشمة،وهي محاولة يائسة من تلك القوى تسعى لاستثارة مشاعر الناس الدينية بغرض إلهائها عن مطالبها المعيشية والحقوقية التي رفعتها أنتفاضة تشرين 2019التي ما برحت تقض مضاجعهم لإصرار شبابها وشاباتها- كما القوى الوطنية على مطالبها ، ولتغطية إفلاسها السياسي بعد ما ثبت تورطها في الفساد من الرأس إلى أخمص القدمين وأنكشاف عدم كفاءتها في السلطة منذ نحو عشرين عاماً علي وجودها فيها !



#رضي_السماك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية وأخطاء السوفييت القاتلة ( 2-2)
- القضية الفلسطينية وأخطاء السوفييت القاتلة ( 1-2)
- العرب واليسار والحرب الروسية الأوكرانية
- - كلمة ونص - وتفاهة المسلسلات الخليجية
- شخصية بوتين المخابراتية وأعباء الحرب المنظورة على شعبه
- ثغرات القوة الروسية في الحرب
- هل تنجح المفاوضات الروسية الأوكرانية ؟
- قرن على ميلاد محمود أمين العالم
- من يقف وراء تصعيد الأزمة الأكرانية ولماذا؟
- من يقف وراء تخريب تمثال الأمير عبد القادر؟
- حزب الله ودروس الحرب الأهلية اللبنانية
- ايران وحزب الله والقضية الفلسطينية .. والمطالب الإصلاحية الد ...
- الشمولية وعبادة الزعامات العربية
- ماذا لو عاش عبد الناصر سنة إضافية ؟
- دور التفكير الشمولي في نبذ الرأي الآخر
- مأساة العالم السوفييتي كوروليوف
- نجيب محفوظ .. الولادة المتعسرة وإشكالية التسمية
- أزمة قرداحي والتعايش السلمي بين الدول العربية
- الانتخابات وخذلان أنتفاضة تشرين
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 2- 2 )


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة مداهمة فيضانات مفاجئة منزلًا في نيويورك.. شا ...
- آلاف الزوار يتدفقون لالتقاط الصور.. ومزارعون إيطاليون يردّون ...
- رغم تزايد الضغوط الدولية.. هل لا تزال إقامة دولة فلسطينية قا ...
- كيف تعرف سمات الشخصية التي تميل إلى الغش وخداع الآخرين؟
- هارين كين أم ساديو ماني .. حظوظ لويس دياز في بايرن؟
- هل رفض نيجيريا الاستسلام لترامب يؤشر على تدهور علاقات واشنطن ...
- مظاهرات -كسر الصمت-.. فلسطينيو 48 يرفضون حرب الإبادة والتجوي ...
- لوموند تكشف ضغوطا غير مسبوقة على الجنائية الدولية لحماية إسر ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يرانا متوحشين وحماس ذكية وتلقننا درسا ...
- تعادل رحلة فرنسا إلى إيطاليا.. رصد أطول صاعقة برق بالعالم


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - العراق -لا يستطيع التنفس-