أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - رضي السماك - الإضرابات الفرنسية ودلالاتها














المزيد.....

الإضرابات الفرنسية ودلالاتها


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7406 - 2022 / 10 / 19 - 21:57
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تستمر الإضرابات العمالية في فرنسا، خصوصاً في قطاع النفط؛ أحتجاجاً على غلاء المعيشة وتدني الاُجور، وقد بلغت ذروتها الثلاثاء الماضي تحت شعار "يوم التعبئة والإضراب" لتشمل عمال وموظفي قطاعات اخرى،كالنقل والتعليم والصحة غيرها، وهذه الإضرابات التي دعت إليها النقابات العمالية الرئيسية الكبرى في البلاد، تتم بدعم من القوى اليسارية المؤتلفة في" الأتحاد البيئي والاجتماعي الجديد" وفي مقدمة المضربين والمحتجين عمال شركة" توتال إينرجيز"، ما دفع الحكومة اليمينية ذات الأغلبية البرلمانية الهشة، بقيادة رئيستها اليزابيت بورن، إلى التهديد باللجوء إلى القوة لإرغام المضربين على العودة إلى أعمالهم، وهو ما فعلته في الثاني عشر من تشرين الجاري، الأمر الذي دفع قادة الإضراب إلى الطعن قضائيا في هذا الأجراء الذي وصفوه بالمتعسف تجاه حق مكتسب منذ عشرات العقود.
وإذ تمكن المضربون بفضل صمود إضرابهم الطويل من التوافق مع أصحاب العمل الرأسماليين على رفع اُجورهم بنسبة 7% من أصل نسبة 10% كانوا يطالبون بها، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا : ماذا سيفعل المضربون لو تحققت مطالبهم كاملة، أو شبه كاملة، ثم تبخرت الزيادة في غضون أشهر؟ وذلك إذا ما أستمرت الأسعار في الأرتفاع ؟ هنا نصل إلى بيت القصيد،ذلك بأن أزمة الوقود، ومعها الأزمة المعيشية والاقتصادية، التي تعصف بالشعب الفرنسي، وخاصة طبقاته الوسطى والدُنيا،إنما هي ناجمة عن تطبيق سياسة أكبر مفروضة عليه من قِبل قمة السلطة الرأسمالية اليمينية الحاكمة، و تٌعرف هذه السياسة ب"النيو ليبرالية"، ومن أبرز مساوئها تخفيض الضرائب لكبار الرأسماليين المستثمرين، وكذلك تخفيض الانفاق العام على التعليم والصحة وسائر الخدمات الاجتماعية العامة، والتوغل في الخصخصة بلا حدود في بعض مؤسسات الخدمات التي لا يجوز خصخصتها بأي حال من الأحوال .
وإلطامة الكبرى حينما يتم الإصرار على تطبيق مثل تلك السياسة، في ظل اصرار الطبقة الحاكمة، بقيادة الرئيس أيمانويل ماكرون، على دعم اوكرانيا بالمال والسلاح، والتي ما برحت تخوض حرباً طويلة منهكة مع روسيا،دون مبالاة بما لهذا الدعم السخي من أنعكاسات بالغة الخطورة على الداخل باتجاه مفاقمة الأزمة الاقتصادية والمعيشية!
ولعل المتمعن جيداً في أبعاد ودلالات الإضرابات الفرنسية سيخرج بدروس مستفادة، سياسية تاريخية ونقابية، سواء للطبقة العاملة الفرنسية أم للطبقة العاملة العالمية،لكننا سنكتفي هنا بدلاتين عريضتين:
الدلالة الأولى : إن الإضرابات العمالية الفرنسية والمكاسب التي حققها العمال، ما كانت لتتحقق لولا حركات ونضالات الطبقة العاملة التاريخية في البلدان الرأسمالية منذ أواسط القرن التاسع، والصراع الأيديولوجي الذي خاضه الأتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية السابقة دولياً و في المنظمات الدولية مع الدول الرأسمالية، فتحت تأثير هذين العاملين أضطرت الدول الرأسمالية الغربية إلى التسليم بهذا الحق النقابي لعمال بلدانها،ومثله نظم التأمينات والحماية الاجتماعية.
الدلالة الثانية: إن التجربة التاريخية المديدة لحق التنظيم النقابي وحق الإضرابات، أثبتت بما لايدع مجالاً للشك، بأن هذا الحق مهما تحقق بفضله من مكاسب يُنتزع من أصحاب المؤسسات الرأسمالية معرضاً للزوال، مالم يتسلح المضربون مسبقاً بالوعي السياسي الطبقي،ومن هنا تتأتى أهمية ربط النضال الطبقي المطلبي بالنضال السياسي ضد السياسات الرأسمالية اليمينية، على نحو ما أوضحنا آنفاً بأن ثمة مخاوف بأن تتبخر زيادة رفع الاُجور - أياً تكن نسبتها-التي يحققها المضربون الفرنسيون إذا ما أستمرت الأسعار في توالي الأرتفاع خلال فترة قصيرة مع تفاقم الأزمة الرأسمالية الفرنسية .
وهكذا، فما لم يتم ربط الوعي النقابي بالوعي السياسي الطبقي للتخلص من الحكومة الحالية اليمينية، والنضال الفوري من أجل توصيل حكومة اشتراكية إلى السلطة تسهم فيها كل القوى ذات المصلحة في التغيير ، وذلك من خلال تبني برنامج إصلاحات جذرية، فإن مكاسب المضربين لن تكون سوى مسكنات وقتية.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنازة أسطورية وأزمة رأسمالية
- ماذا بعد أستشهاد مهسا أميني؟
- عن الذكرى الثالثة للانتفاضة التشرينية العراقية
- الحرب الروسية الأوكرانية والخطر النووي الراهن
- هل تُقبر قضية الشهيدة الفلسطينية أبوعاقلة ؟
- بين اليسار العربي واليسار الأمريكي اللاتيني
- حصاد ثلث قرن من التحول للرأسمالية
- محنة صناعة السينما في إيران
- بي بي سي بين اليوم وأيام زمان
- من تاريخ العلاقة بين اللغتين العربية والروسية
- تطور العلاقة التاريخية بين اللغتين العربية والروسية
- العبقري المبدع نجيب سرور
- ظاهرة العزوف عن التصويت في الانتخابات الغربية .. ما دلالاتها ...
- كيسنجر آفاق حل القضية الأوكرانية
- هل كان للانقلاب على خروشوف تأثير في هزيمة يونيو 1967
- العراق -لا يستطيع التنفس-
- القضية الفلسطينية وأخطاء السوفييت القاتلة ( 2-2)
- القضية الفلسطينية وأخطاء السوفييت القاتلة ( 1-2)
- العرب واليسار والحرب الروسية الأوكرانية
- - كلمة ونص - وتفاهة المسلسلات الخليجية


المزيد.....




- سلم رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد التعديل 2024 | كم هي زيا ...
- الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين
- “زيادة 2 مليون و400 ألف دينار”.. “وزارة المالية” تُعلن بُشرى ...
- أطباء مستشفى -شاريتيه- في برلين يعلنون الإضراب ليوم واحد احت ...
- طلبات إعانة البطالة بأميركا تتراجع في أسبوع على غير المتوقع ...
- Latin America – Caribbean and USA meeting convened by the WF ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - رضي السماك - الإضرابات الفرنسية ودلالاتها