|
تحليل الدولة العلوية ( 4 )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7593 - 2023 / 4 / 26 - 16:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" البوليس السياسي قطع الكونكسيون عن منزلي رغم تأديتي لواجب الاشتراك لدا اتصالات المغرب .قطع الكونكسيون عمل اجرامي سافر ومدان لا يقوم بها الا الجبناء . سأرسل هذه الدراسة من Cyber " الفصل الرابع : الدولة الكولونيالية : فكما ان الاستعمار الكلونيالي لم يذهب على صعيد القاعدة المادية ، الى حد التدمير الشامل لعلاقات الإنتاج ما قبل الرأسمالية ، بل احتفظ بها ، وجعلها تتعايش مع نمط انتاجه الرأسمالي الجديد بإخضاعها له ، كذلك على صعيد البنية السياسية الفوقية ، لم يذهب الى حد التدمير الكامل للدولة المغربية ، وانما احتفظ بها مع تحويل كل سلطها الفعلية لصالح ادارته المحلية ، وجعل دورها ينحصر في حدود الرمز الديني والوطني للبلاد ( توقيع الظهائر الشريفة ) . ان الدولة المغربية نظرا لطبيعتها الاجتماعية السياسية ، لم يكن بوسعها ان ترضى بذلك الدور الرمزي الشكلي . فرغم كل الامتيازات المادية التي اغدقها عليها النظام الكولونيالي ، ورغم امتداداتها الاجتماعية في البوادي Le fellah marocain défenseur du trône – Rémy Leveau ( الاقطاع التقليدي ) قد اندمجت بالنظام الكلونيالي ، الاّ انه ما ان لاحت في الأفق بوادر تحسن في الوضع السياسي العالمي المتولد عن نتائج الحرب العالمية الثانية ، وما ان برزت الحركة الوطنية البرجوازية المغربية كقوة سياسية حاملة لمشروع تحرري وطني ، حتى تحركت التناقضات الكامنة بين النظام الكلونيالي ، والدولة المغربية ، لتدفع بهذه الأخيرة الى الانحياز لصف الحركة الوطنية البرجوازية المطالبة بالاستقلال . الفصل الخامس : الدولة التقليدية . السؤال الأساسي الذي طرحته الفترة الموالية لما يسمى بالاستقلال السياسي هو التالي : هل يمكن للمجتمع المغربي ان يتقدم في انجاز برنامج الحركة الوطنية التقدمي شيئا ما ، بدون بلورة وتحديد موقف نظري واضح من مسألة الدولة ؟ في اعتقادي ، ان عجز الحركة الوطنية بمشروعها البرجوازي ، وخاصة طرفها المتقدم الذي سينشئ " الاتحاد الوطني للقوات الشعبية " ، عن تقديم حل نظري لمسألة الدولة ، يعتبر من العوامل الحاسمة التي حددت مصير المجتمع الى يومنا هذا بشكله القائم حاليا . لقد كانت هزيمة الحركة الوطنية هزيمة نظرية قبل ان تكون هزيمة سياسية . والهزائم النظرية في قضايا حاسمة مثل مسألة الدولة ، لا يمكن الاّ ان تكون هزيمة تاريخية . ان الانشقاق داخل حزب الاستقلال ، وحل تنظيمات المقاومة وجيش التحرير ، والانقلاب وطرد المجموعة التقدمية من الحكومة ( الانقلاب على الحكومة التي كان رئيسها عبدالله إبراهيم ( الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ) ، وبداية تكيف النقابة العمالية ( الاتحاد المغربي للشغل ) ، وانتفاضة 23 مارس الشعبية والجماهيرية في سنة 1965 ، والنهاية التراجيديا للمهدي بن بركة ، والصعود الكاسح للحسنية والافقيرية .. ليست سوى مظاهر متعددة ومتسلسلة لهزيمة تاريخية اصلية ، تلقتها الحركة الوطنية في وقت مبكر منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي . بيد ان عجز الحركة الوطنية في تيارها التقدمي في ذاك الوقت ، عن تقديم حل نظري لمسألة الدولة ، لم يكن فقط قضية شخصية تمس هذا الزعيم الوطني التقدمي او ذاك ، بل كانت أيضا قضية اجتماعية .. قضية تخلف مجتمعي ثقافي شامل ، أساس التخلف الفكري لدى النخبة السياسية القائدة . فان تكون لقائد تقدمي كبير من حجم المهدي بن بركة ، يتوفر على إرادة نضالية قوية ، وموهبة سياسية عالية ، مواقف غامضة ومتذبذبة من مسألة الدولة .. فهذا معناه ان المسألة قد تتعدى حدود الشخص الموهوب . في أوضاع من هذا النوع ، تصبح حركة الصراعات الاجتماعية والسياسية المكثفة ، بمحنها ونتائجها السياسية القاسية ، هي وحدها الكفيلة بتجاوز ذاتيا ، شروط التخلف المجتمعي الثقافي الموضوعية . ولكن حينما بدأ المهدي بن بركة يتلمس بعض الوضوح ، كان الوقت قد فات .. لقد اعتقدت الحركة الوطنية انها قادرة ، في اطار حياد الدولة المخزنية ، وهو حياد كانت تؤمن به ، على انجاز برنامجها التقدمي في حقبة زمنية مقسمة الى ثلاث مراحل : -- المرحلة الأولى تقتضي الاستيلاء على بيروقراطية الدولة ( وهذا ما حصل فعلا لان الحركة الوطنية هي وحدها كانت تتوفر على الأطر الإدارية والتقنية اللازمة لتعويض الأطر الأجنبية المنسحبة ) . -- المرحلة الثانية كانت تقتضي الاستيلاء على مؤسسات الاقتصاد العصري الأوربي ( التأمينات والمغربة ) . -- وتقتضي المرحلة الثالثة الاستيلاء على البادية اقتصاديا : تصفية السلطة الاقتصادية للإقطاع التقليدي ، وسياسيا : القضاء على العلاقات الاجتماعية القبلية – العشائرية ، وعلى رموزها الاقطاعية ، واستبدالها بمجالس قروية منتجة ومؤطرة بخلايا حزب الاستقلال . ان التجربة التاريخية لتلك المرحلة ، أكدت بالملموس على ان برنامج الحركة الوطنية ، ولو في حدوده الدنيا ، يدخل في تناقض حاد مع دولة مثقلة بترسابتها التقليدية . فالدولة التي كانت قد رفضت في عهد الاستعمار الكولونيالي ان يتحول دورها الى مجرد رمز ديني وطني ، وهو الدور الذي فرضته فعلا عليها الإدارة الكلونيالية ، لا يمكن لها ، في عهد ( الاستقلال ) ، القبول بنفس الدور ، وترك السلطات السياسية الفعلية في يد حزب مهيمن .. حزب الاستقلال . ان حزب الاستقلال لو كتب له ، كما كان يطمح ، ان يتقدم في انجاز برنامجه الوطني ، لشكل ذلك التقدم في حد ذاته ، عاملا من عوامل التقويض للأسس الاجتماعية للدولة المخزنية . لذلك عارضت هذه الأخيرة سياسة تنموية لا تتحكم في تطورها وابعادها . هكذا سيوضع المجتمع المغربي على مفترق الطرق التالي : إما ان يتقدم المجتمع مع احتمال تقهقر الدولة المخزنية .. وإما الحفاظ على الدولة المخزنية ، بطقوسها وتقاليدها المرعية ، مع إعاقة تقدم المجتمع . في وضع مجتمعي لا زال لم يستقر بعد ، كان يكفي ان تنحاز الدولة المخزنية لهذا الفريق او ذاك ، لكي يتحدد مصير المجتمع بهذا الشكل او ذاك لمرحلة تاريخية بأكملها . ولأن الدولة المخزنية من حيث طبيعتها الاجتماعية والسياسية ، فقد اختارت الانحياز الى صف القوى الاجتماعية التقليدية في المجتمع . ان بعض رموز الاقطاع التقليدي أمثال " عدي وبه " و " اليوسي " المتخوفين من احتمال اجتياح حزب الاستقلال للبادية ، ونسف سلطة الاقطاع السياسي ، سيستغلون نفودهم الأيديولوجي على الفلاحين ، وسيعملون على تعبئة الولاءات القبلية والعشائرية ضد حزب الاستقلال . ولقد كان ذلك بداية التحالف الفعلي بين الدولة المخزنية ، القصر الملكي والملاكين العقاريين الكبار ، تعمق اكثر مع ظهور الحركة الشعبية كقوة سياسية إقليمية . وبانتكاسة قوى التقدم يبدأ العد العكسي : فعوض ان تؤدي حركة المجتمع غداة ( الاستقلال ) الى تقهقر الدولة المخزنية ، كان حزب الاستقلال هو الذي بدأ يفقد هيمنته ، ويخلي المواقع تلو الأخرى للإقطاع المتحالف مع المخزن . ( يتبع )
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحليل الدولة العلوية ( 3 )
-
تفكيك الدولة العلوية ( 2 )
-
تفكيك الدولة العلوية
-
الاحلاف .
-
وجهة نظر في الديمقراطية ( الفصل الثالث )
-
وجهة نظر في الديمقراطية ( 2 )
-
وجهة نظر في الديمقراطية
-
الديمقراطية كأداة للترويض السياسي
-
السياسة بين الحب والحرب
-
الغلاء وارتفاع الأسعار في المغرب .
-
العقلنة المشوهة
-
العيّاشة المُتعيّشون من السياسة
-
هل إسرائيل في طريقها الى الزوال ؟
-
في الثقافة السياسية
-
هل ستفعلها المملكة العربية السعودية ، وهل سيفعلها الرئيس الر
...
-
فشل الدولة البوليسية بعد سبعة وستين سنة من النهب والافتراس
-
الخطاب السياسي ( 4 )
-
الخطاب السياسي ( 3 )
-
الخطاب السياسي ( 2 )
-
الخطاب السياسي ( 1 )
المزيد.....
-
إيران والسويد تتبادلان السجناء بوساطة عمانية
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ثمانية من جنوده في عملية رفح
-
مع ارتفاع درجات الحرارة.. الغزيون يصطفون في طوابير للحصول عل
...
-
ألمانيا: ألفا أكاديمي يطالبون بإقالة وزيرة البحث العلمي.. وا
...
-
في انفجار عربة مدرعة.. مقتل ثمانية جنود إسرائيليين في رفح
-
مظاهرات حاشدة ضد صعود اليمين تعم شوارع مدن فرنسا (صور + فيدي
...
-
إسرائيل تقصف بلدتي ديرميماس وكفـركلا في جنوب لبنان
-
العميد يحيى سريع: مصير السفن المستهدفة خلال الـ72 ساعة الماض
...
-
تظاهرات في فرنسا ضد أحزاب اليمين
-
هل انكسرت هيبة الجيش الإسرائيلي بسبب هجمات حزب الله وحماس؟
المزيد.....
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
المزيد.....
|