أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - تحليل الدولة العلوية ( 3 )















المزيد.....

تحليل الدولة العلوية ( 3 )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7592 - 2023 / 4 / 25 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" منذ قرابة ساعة ، زارني البوليس السياسي بالمنزل ، وبعد ان قدم نفسه ، أراد تسليمي استدعاء بوليسيا لأحضر للتخابر بمقر الدائرة الربعة للبوليس عش الاجرام ، فرفضت تسلم الاستدعاء ، خاصة وانهم عطلوا Word حتى لا انشر منه ، الى الموقع العربي التقدمي / الحوار المتمدن ، وبلائحتي الفيسبوكية وب Twitter " .
الفصل الثالث : تطور الدولة المغربية .
لقد مر تاريخ الدولة المغربية منذ النشأة الى الآن بأربعة اشكال رئيسية عبّر كل واحد منها عن مرحلة تاريخية معينة حتى الوصول الى الدولة العلوية ، وهذه الاشكال هي : الدولة القبلية ، الدولة المخزنية ، الدولة الكلونيالية ، والدولة التقليدية ، أي الدولة العلوية الوافدة من صحاري الخليج العربي .وقبل البدء في معالجة هذه الحقب بشيء من الايجاز ، نود الإشارة الى ان العديد من المتمدرسين ، حتى الشبه مثقفين ، او النصف مثقفين ، وهذا ما تعتقد الرعية العامة بان اصل تسمية الدولة في المغرب بالدولة العلوية ، كونها تنتمي الى عائلة علي بن ابي طالب . لذلك سميت بالدولة العلوية . لكن لو سايرنا ذا الاعتقاد الخاطئ فسيصبح العلويون في سورية حفدة كذلك لعلي بن ابي طالب ، فهل علويو سورية هم احفاد لعلي ، واذا جزمنا ما يردد العامون وما تردده الرعية بانتساب الدولة العلوية الى علي بن ابي طالب ، فما درجة القربى العائلية التي تربط العلويون في المغرب والعلويون في سورية ؟ ويصبح التساؤل وليس السؤال . هل تأخذ الدولة العلوية في المغرب بالمذهب الشيعي واي مذهب ، ما دام العلويون في سورية يتعاطفون من الشيعة الإيرانية دون الارتماء الاعمى في طقوسهم التي تحيل الى الزمن الميت .
ان تسمية الدولة العلوية بالعلويين ، لا يرجع الى انتسابهم الى المذهب الشيعي ، لكن يتم اطلاق اسم العلويين عليهم لان مؤسس هذا الدولة هو مولاهم علي الشريف ، وعلى أساس هذه التسمية اختلط الفهم لذا العامة باعتبار اسم الدولة العلوية مرجعه علي بن ابي طالب .. ولاعتقادهم ان اصل العائلة الحاكمة باسم الدين تدعي انتسابها الى النبي ، في حين ان هذا لما مات مسموما من قبل يهودية لم يخاف وراءه ذكر ، لان كل ما خلفة انثى اسمها فاطمة التي تزوجها علي بن ابي طالب .. فمن اين اذن جاء من يدعي انتسابه الى النبي الذي لم يخلف ذكرا من بعده ..
1 ) الدولة القبلية : ان هذه الدولة تجد صيغتها السياسية العليا في دولة الامبراطوريات التي سادت تاريخ المغرب في القرون الوسطى .
ان الذي ميز هذا الشكل من الدول هو التناقض الصارخ بين الدولة والمجتمع . فلأن جوهر هذه الدولة جوهر قبلي ، ولأنها بحكم جوهرها ذاك عاجزة عن تجاوز قبليتها لتتمثل وتعبر عن المجتمع ككل ، وبالتالي يصبح وجودها على رأس السلطة المركزية مسألة مؤقتة ، إذ سرعان ما تتمكن قبيلة أخرى منافسة من ازاحتها ، وأخذ مكانها .
اذا كانت الدولة القبلية في مظهرها دولة احتكارية ( احتكار السلطة من طرف القبيلة المهيمنة ) ، فإنها في جوهرها دولة مشاعية ، لان من حق كل قبيلة من قبائل المجتمع ان تستولي على السلطة المركزية اذا ما توفرت لها القوة الضرورية لذلك . وإذن فان الدولة القبلية تستمد شرعيتها الأساسية من قوتها ، أي مما يسميه ابن خلدون
بالعصبية القبلية . وحينما تتفكك تلك العصبية ، وتضعف القبيلة المهيمنة ، يفسح المجال لصعود قبيلة أخرى وهكذا .. أي ان تاريخ الدولة في المغرب ، هو تاريخ قبائل وتاريخ عائلات تسمى الدولة باسمهم .. وهكذا ..
ولأنّ كل القبائل المتعاقبة على رأس الدولة متشابهة من حيث الطبيعة من قبيلة الى أخرى لم تكن تمس سوى السطح السياسي بينما بقيت قاعدة المجتمع المادية تتميز بالركود العام .
ان العائدات التجارية الهامة الناجمة عن التوجه المركنتيلي للدولة الطبقية ، إنْ كانت فعلا قد ساهمت في تطوير نسبي للاقتصاد ، وفي تنمية المدن ، إلاّ انها من ناحية اخرى لم تمكن المجتمع من الانفلات من الجاذبية القبلية . ان هذا العجز عن اختراق النظام القبلي للارتقاء الى نظام طبقي اكثر تقدما ، وبالتالي عدم توفر الشروط اللازمة لظهور طبقة اجتماعية منتجة ، تضم الأسس المادية الراسخة لاقتصاد محلي قوي ، سيبرز بشكل درامي إبّان المنعطف التاريخي الكبير الذي شهده العالم في المرحلة اللاحقة ، إذ كان يكفي تحويل الطرق التجارية الذي رافق صعود الرأسمالية الاوربية لكي ينهار الاقتصاد المغربي عن آخره .
ان الدولة القبلية المشاعية التي كانت قادرة أيام امجادها التاريخية على تشييد الامبراطوريات ( المرابطون ، الموحدون ) ، لم تعد تستطيع في مرحلة الانهيار الاقتصادي الشامل ( المرينيين والوطاسيين ) حتى حماية التراب الوطني من الغزو البرتغالي . لقد كان ذلك إيذانا بنهاية الدولة القبلية وبزعامتها التاريخية .
2 ) الدولة المخزنية : ان الانهيار الاقتصادي ، والازمة الاجتماعية ، والاحتلال البرتغالي للشواطئ المغربية ، والضغط التركي على الحدود الجزائرية ، وضعف الدولة المركزية .. ، كلها عوامل ساعدت على ظهور البديل السياسي للنظام القبلي . هكذا سيتحول مركز السياسة من المدن الكبرى الى البوادي الصغرى في شكل رد فعل ديني سيعبر عنه ظهور الزوايا .
واذا كانت بعض الزوايا لم تستطع الذهاب ابعد من رد الفعل الصوفي السلبي ، فان البعض الاخر قد نادى بالتجديد الديني ، وبالتعبئة العامة لمقاومة الغزو الأجنبي . ففي خضم هذا الصراع اذن ستبرز وتتقوى النخبة الدينية حاملة مشروع الدولة المخزنية .
ان الذي يميز هذه الأخيرة عاملان اثنان . الأول احلالها الزعامة الروحية القائمة على الانتساب السلالي ( الشريف ) ، محل الزعامة القبلية التي كانت في مرحلة الدولة القبلية تقوم على العصبية القبلية .
والثاني احلالها القوة العسكرية اللاّقبلية ( فقد كان يتشكل الجيش الذي هو دعامتها الأساسية ، في جزء منه من المرتزقة الاتراك والمسيحيين المرتدين ، شأن دولة السعديين ، ومن العبيد البواخرة بالنسبة لدولة العلويين ، كما يحضر له اليوم بالغزو الافريقي للمغرب وبتشجيع القصر الملكي ، وفي الجزء الاخر ، الأهم ، من " قبائل " الجيش ، وهي القبائل المكلفة بالخدمة العسكرية ، مقابل حق التمتع بغلة الأرض ، والاعفاء من الضرائب ) ، احلالها ذلك محل القوة العسكرية القبلية التي كانت تمثل فيها القبيلة المهيمنة قاعدتها الاجتماعية .
لقد كان يحرك الدولة المخزنية طموح السمو المتعالي فوق كل قبائل المجتمع . ولقد أسست فعلا دولتها على نزعة هيمنية اطلاقية ، لأنها باحتكارها لمشروعية السلطة الروحية ، تكون القبيلة العلوية قد نزعت أيديولوجيا من كل القبائل " حق " الاستيلاء على السلطة السياسية . ان ذلك التعاقب القبلي على رأس الدولة الذي تميزت به مرحلة الدولة القبلية ، قد انتهت اذن في عهد الدولة المخزنية . والتناقض الحاد بين الدولة والمجتمع في العهد السابق ، اصبح اكثر إحتداداً في العهد الجديد .
فبعد فقدان العائدات التجارية الناجم عن الانقلاب التاريخي في التجارة العالمية ، يصبح المورد المالي الوحيد للدولة المخزنية ، هو الفائض الاقتصادي المستخرج من البوادي ، مما اضفى على تلك الدولة طابع الدولة العسكرانية ، لأن استمرار وجودها اصبح مشروطا بتنظيم الحملات العسكرية للإغارة على القبائل الرافضة دفع الضريبة .
ان هذا التناقض الحاد اذن بين الدولة والمجتمع ، سيبلغ مداه في التزق الذي سيقسم المجتمع الى " بلاد المخزن " و " بلاد السيبة " التي كانت تثور على دولة المخزن ، وهي كانت تتكون من القبائل البربرية الرافضة لنظام المخزن الذي اعتبرته نظام احتلال لأرض " تمزغا " ورفضت الخضوع له معلنة الثورة ضده وضد وجوده كنظام احتلال ، وهو ما دفع بالنظام المخزني الى الاستنجاد بالحامية الفرنسية التي ستدافع عنه باسم معاهدة " الحماية " الخيانة التي من نصوصها الدفاع عن السلطان وعن نظام السلطنة من ثورات القبائل البربرية التي اطلقوا عليها اسم " العصاة " أي العصيان ، وسموا الجهات التي رفضت احتلال المخزن بارض " السيبة " التي كانت ارض الثوار الرافضين للاحتلال العلوي لآرض تمزغا . سينجح الريف في بناء الجمهورية الريفية في سنة 1921 ، وتم اسقاطها سنة 1926 بتحالف القصر السلطاني وفرنسا الامبريالية واسبانية الفاشية . فالقبائل المتمردة على السلطة المركزية ، وبعد الهزيمة باسقاط الجمهوري الريفية ، وعجز برابرة الاطلس المتوسط والاطلس الكبير في اسقاط الدولة السلطانية بفاس ، أصبحت بفعل العامل الأيديولوجي المستجد ، لا تطالب اكثر من الانزواء في المناطق النائية الخاضعة للثوار ببلاد الثورة " السيبة " . وهكذا ستتأسس العلاقة بين الدولة والمجتمع على التوازن السياسي التالي . وجود دولة قوية تحتكر التمثيلية الروحية ، في مواجهة محيط قبلي مشلول أيديولوجيا . ولكي تدوم وتترسخ تلك المعادلة .. معادلة المركز القوي ضد الأطراف الضعيفة ، عمدت الدولة المخزنية الى نهج كل التكتيكات السياسية الضرورية ( من تحالفات وغيرها ) لقطع الطريق امام كل قبيلة يحتمل ان تشكل مستقبلا قطبا سياسيا منافسا ، ينازعها سلطتها الروحية وهيمنتها السياسية . لقد دام ذاك التوازن السياسي ( باستثناء لحظة الانقطاع السعدي / السعديين في منتصف القرن السابع عشر ) من القرن السادس عشر الى مطلع القرن العشرين مع بداية التغلغل العسكري الكلونيالي ..
( يتبع )



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيك الدولة العلوية ( 2 )
- تفكيك الدولة العلوية
- الاحلاف .
- وجهة نظر في الديمقراطية ( الفصل الثالث )
- وجهة نظر في الديمقراطية ( 2 )
- وجهة نظر في الديمقراطية
- الديمقراطية كأداة للترويض السياسي
- السياسة بين الحب والحرب
- الغلاء وارتفاع الأسعار في المغرب .
- العقلنة المشوهة
- العيّاشة المُتعيّشون من السياسة
- هل إسرائيل في طريقها الى الزوال ؟
- في الثقافة السياسية
- هل ستفعلها المملكة العربية السعودية ، وهل سيفعلها الرئيس الر ...
- فشل الدولة البوليسية بعد سبعة وستين سنة من النهب والافتراس
- الخطاب السياسي ( 4 )
- الخطاب السياسي ( 3 )
- الخطاب السياسي ( 2 )
- الخطاب السياسي ( 1 )
- السلف . هل حقا كان سلفا صالحا ، ام كان في حقيقته سلفا طالحا ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - تحليل الدولة العلوية ( 3 )