أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم علي - تفسير سلوك الدول العظمى إتجاه بعضها البعض و الدول الصغيرة، الدول العظمى مجبولة على العدوان، ما مواصفات الدولة المهيمنة؟














المزيد.....

تفسير سلوك الدول العظمى إتجاه بعضها البعض و الدول الصغيرة، الدول العظمى مجبولة على العدوان، ما مواصفات الدولة المهيمنة؟


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)


الحوار المتمدن-العدد: 7590 - 2023 / 4 / 23 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إن الحقيقة المرة هي ان السياسة الدولية كانت دوماً ميداناً قاسياً و خطراً، و من المرجح أن تظل كذلك. فرغم التقلبات في كثافة التنافس بين القوى العظمى، لا تزال إحدى هذه القوى تخشى الاخرى و تتنافس دوماً فيما بينها على القوة و لا يزال الهدف الأهم لكل دولة هو ان تزيد نصيبها من القوة العالمية، ما يعني ان تكتسب القوة على حساب الدول الأخرى، على ان القوى العظمى لا تسعى أن تكون القوة العظمى الاقوى و حسب. و إن كانت تلك نتيجة مرضية بل يمثل الهدف النهائي لكل منها في ان تصبح الدولة المهيمنة، أي القوة العظمى الوحيدة في النظام.
و لا يضم النظام الدولي قوى من نوع قوى الوضع الراهن، اللهم الدولة المهيمنة الحالية التي تسعى الى الحفاظ على مكانتها المهيمنة على المنافسين المحتملين. فالقوى العظمى لا ترضى أبداً عن التوزيع الحالي للقوة، و يسيطر عليها دائماً دافع الى تغييره لصالحها. فدائماً ما تكون نواياها تعديلية، و تستخدم القوة لتعديل توازن القوة، إذا رأت أنها تستطيع فعل ذلك بثمن معقول، ففي بعض الاحيان تكون تكاليف و مخاطر محاولة تغيير توازن القوة كبيرة جداً لدرجة تُجبر القوى العظمى على الإنتظار و تحين الظروف المواتية. لكن الرغبة في زيادة القوة لا تزول، إلا إذا حققت الدولة الهدف النهائي، و هي الهيمنة. و حيث أنه من غير المرجح أن تحقق أي دولة الهيمنة العالمية، فإن قدر العالم هو التنافس الدائم بين القوى العالمية.
يعني ذلك السعي الدؤوب وراء القوة، إن القوى العظمى تنزع الى البحث عن فرص لتغيير توزيع القوى العالمي لصالحها، و انها تغتنم هذه الفرص إذا توفرت لها القدرات اللازمة. معنى ذلك ببساطة ان القوى العظمى مجبولة على العدوان. بل ان القوى العظمى لا تسعى الى أكتساب القوة على حساب الدول الأخرى و حسب، و إنما تحاول أيضاً أن تحبط المنافسين العازمين على إكتساب القوة على حسابها. و لذلك تدافع القوى العظمى عن توازن القوة عندما يلوح في الأفق تغيير لصالح دولة أخرى، و تحاول أن تقوض ذلك التوازن عندما يكون إتجاه التغيير في صالحها.
ما يريد تمريره هنا كاتب الكتاب في هذه الجزئية، و هو أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو الأمريكية جون ميرشايمر، أن العالم شاسع و كبير و يستحيل على أي قوة من القوى العظمى السيطرة عليه عبر البحار الممتدة، الكاتب يطرح فكرة الهيمنة و يرى بأن الهيمنة هي "هيمنة إقليمية" بما أنه إستحالة على قوة عظمى أن تهيمن على النظام ككل، من بين الدول العظمى العديدة في النظام هنالك قوة وحيدة تٌعتبر قوة مهيمنة، وهذه القوة هي الولايات المتحدة الأمريكية بطبيعة الحال.
الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة التي تهيمن على أمريكا الشمالية و أمريكا الجنوبية (كفناء خلفي)، لا تسمح الولايات المتحدة لقوة أخرى في أي إقليم آخر من العالم بمناكفتها على هذا الجزء من العالم. تعمل الولايات المتحدة على دعم توازن القوى في الإقليم الواحد كي تقوض بروز قوة مهيمنة في ذلك الإقليم، و هذا يفسر لنا تحركات الولايات المتحدة إتجاه اليابان و الهند لكبح جماح الصين. يبرز السؤال هنا، ما الضير في أن توجد قوة مهيمنة في إقليم طالما هذه القوة بعيدة عن الإقليم الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة؟. الجواب حسب تعبير جون ميرشايمر هو، حالما تتمكن قوة من الهيمنة على الإقليم الذي تنتمي إليه سيكون لديها فائض من القوة للقدوم و العبث في حديقتك الخلفية (أمريكا الجنوبية) ، يقول جون ميرشايمر:ـ أننا محظوظون في كوننا نعيش في الولايات المتحدة حيث توجد كندا في الشمال و و المكسيك في الجنوب و السمك في الشرق و السمك في الغرب.
لماذا تتصرف القوى العظمى بهذه الطريقة؟ جوابي هو ان بنية النظام الدولي تجبر الدول التي تريد الامن وحسب على ان تتصرف إحداها بطريقة عدوانية إتجاه الأخرى. و هناك ثلاث خصائص للنظام الدولي تجتمع معاً لتدفع إحدى الدول للخوف من الأخرى: (1) عدم وجود سلطة مركزية أعلى من الدول تستطيع أن تحمي كلاً منها من الدول الأخرى، (2) أمتلاك الدول الدائم لقدرات عسكرية هجومية، (3) عدم إمكانية تثبت إحدى الدول من نوايا الأخرى. ولذلك تدرك الدول ، نظراً لأنها لاتستطيع أن تتخلص من هذا الخوف، أن قوتها كلما أزدادت نسبة الى منافسيها، تحسنت فرص بقائها. و أفضل ضمان للبقاء هو أن تصبح الدولة قوة مهيمنة، إذ لا يمكن لدولة أخرى أن تشكل تهديداً جدياً لمثل هذه القوة الهائلة.
و مع ان أحداً لم يستهدف هذا الموقف او يسعى عمداً إليه، فإنه موقف مأساوي. فمع ان القوى العظمى التي تهتم ببقائها و حسب لا تجد مبرراً بأن تحارب إحداها الأخرى، فلا مفر لها من السعي وراء القوة و محاولة السيطرة على الدول الاخرى في النظام. و قد عبر رجل الدولة البروسي أوتو فون بسمارك عن هذه المعضلة في تعليق صريح الى درجة موجعة في اوائل العقد السابع من القرن التاسع عشر حين بدا أن بولندا التي لم تكن دولة مستقلة في ذلك الحين قد تستعيد سيادتها، حيث قال "إن عودة مملكة بولندا بأي شكل يعني ظهور حليف لأي عدو يقرر أن يهاجمنا" ، ولذلك دعا لأن تقوم بروسيا بسحق أولئلك البولنديين حتى يفقدوا الأمل و يموتوا . و رغم انني متعاطف مع موقفهم فلا مفر لنا من إبادتهم ، إذا أردنا البقاء."



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       “syd_A._Dilbat”#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكفاح مستمر ضد القوى الظلامية ، الغاية مجتمع إشتراكي إنساني
- الأحزاب الرجعية المريضة و ميليشياتها تعي تماماً ما تفعله (بخ ...
- حكومة العتاكَة
- تَتَبُع خارطة الميليشيات أرض اللادولة .
- القاعدة و داعش في العراق ، خارطة التنظيمات الإرهابية .
- الإنصهار بالطبيعة عن طريق التسليم لها أو تطويع الطبيعة عن طر ...
- تغيير النظام السياسي القائم في العراق هل بات أمراً محتوماً؟
- شي جينبينغ يفرض سيطرته على الحزب الشيوعي الصيني، و مشاهد صاد ...
- الإعلام الموجه
- إستخدام السلاح النووي التكتيكي أمر وارد جداً.
- دو فو، أعظم شعراء الصين، حياته و بعض من قصائده.
- ما أحوجنا الى التضامن و التعاطف.
- العواقب الإجتماعية للسياسة
- صِراع الإسلام السياسي الشيعي في فيما بينهم ، ماذا يُريد مقتد ...
- جماعة التيار الصدري و حزب الدعوة، عناكب تأكل عناكب، ولكن
- الزواج الثاني جريمة تهدد الأسرة في ظل غطاء شرعي إسلامي ، هذا ...
- تَدَخٌل قوانين الشريعة الإسلامية الفج بالقوانين المدنية بمبا ...
- بوش يٌدين الغزو الهمجي الغير مبرر على العراق و مقتدى يٌدين ا ...
- ما الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية من العالم الخارجي؟
- الذلة و الهوان على وجه عمار و الجريمة التي ازالت اللثام عن ح ...


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم علي - تفسير سلوك الدول العظمى إتجاه بعضها البعض و الدول الصغيرة، الدول العظمى مجبولة على العدوان، ما مواصفات الدولة المهيمنة؟