أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد قاسم علي - القاعدة و داعش في العراق ، خارطة التنظيمات الإرهابية .















المزيد.....


القاعدة و داعش في العراق ، خارطة التنظيمات الإرهابية .


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)


الحوار المتمدن-العدد: 7449 - 2022 / 12 / 1 - 05:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كيف يمكننا تتبع خارطة التنظيمات الإرهابية؟
ما دور الحملة الإيمانية خلال فترة التسعينيات على إنضمام بعثيين الى القاعدة و داعش و التنظيمات الإسلامية الردكالية رغم تفاوت الرؤى؟
ما العلاقة بين التيارات الإسلامية و النظام الديموقراطي؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارطة التنظيمات الإرهابية شائكة و مٌعقدة ، التنظيمات الإرهابية تعتمد على روح الجماعة ، و هذا أحد أسباب ديمومتها . الجماعات الإرهابية تتحرك بكتلتها المٌتكتلة كجسم أميبي ، حينما توجه لها ضربة ، تقطع دابرها من مكان ما ، يسارع الجزء الآخر بالتشكل بمعزل عن الجزء المعطوب. تعتمد الرايات الإرهابية على إستراتيجية تحقيق الأهداف دونما إكتراث إن كان الهدف لهم وسط الكثير من المدنيين . علاوة على إستهدافات نوعية يرى من خلالها التنظيم الإرهابي تحقيق لغاياته بتأجيج نار الاحقاد. بالتالي إيقاع أكبر خسارة بين من جاز للتنظيم تكفيرهم . ما رأيناه من وحشية بالغة و همجية مٌنقطعة النظير التي تجلت بالنسخة الأحدث للتنظيم الإرهابي الداعشي الذي إنبثق من رحم القاعدة و أخواتها ، إلا و كانت هذه الوحشية مبنية من تراكمات السنين و إنتشار الأفكار الظلامية ، على أيدي مٌنظرين يتطلعوا الى السلف مناراً لهم ، مبتعدين كٌل البُعد عن هموم الإنسان المٌعاصر ، و السلف الذي يحتذي به أصحاب الرايات السبع ، بالتالي يشوبه الكثير من الشوائب و تحاط به الكثير من الشُبهات و التساؤلات .

لنعد الى الوراء و تحديداً فترة بناء البنية التحتية العسكرية الأمريكية قرب مصادر النفط في المملكة العربية السعودية . في فترة الثلاثينيات و الأربعينيات بدأ الأمريكيين ببناء مدن ذات طراز و طرقيقة حياة تشبه الى حد كبير ما موجود في داخل الولايات المتحدة ، هذه المدن بٌنيت للعاملين في القطاع النفطي في المملكة العربية السعودية ، العمال و عوائلهم الأمريكيين كانوا يمارسون حياتهم بمعزل عن المجتمع السعودي و طريقة حياته ، و التشدد الذي كان يٌحيط به . كان الكثير من السعودييون ناقمين على حكومتهم لأنها تدع الأمريكان يتصرفون على هواهم .
إنتاج النفط بدأ يزيد بشكل غير مسبوق من قبل ، عرضت الإدارة الأمريكية على إثر هذا الحدث إنشاء قاعدة عسكرية امريكية بالقرب من مصادر النفط لحماية المصالح المشتركة بينهم و بين الحكومة السعودية . وافقت السعودية على هذا العرض مشترطة بأن لا يتم زرع العلم الأمريكي في القاعدة العسكرية المتواجدة على التراب السعودي . بدلأ عن العلم وضع إشارة تدل على القاعدة الامريكية ، كانت هذه الصفقة و هذا ما حصل تماماً . ولد ذلك سخط من قبل الأقطار المحاطة بالمملكة ، لكن المملكة كان لها رأي آخر و رضيت بالتواجد الأمريكي طالما كانت الأموال تتدفق ، و إنتقل الحال بالسكان من وضع إقتصادي مُعين الى و ضع آخر.
محمد بن لادن كان له منافع كثيرة جراء المشاريع القائمة على الإنشاءات و البٌنى التحتية التي أقامتها شركته منذ مطلع الخمسينات من القرن الماضي ، كان لدى محمد 52 ولداً و بنتاً ، من زواجه ل 22 إمرأ ، أحد أولاده كان أٌسامة بن لادن .
ماذا كان يجري في المنطقة عدا السعودية ؟ ، في العالم كانت هنالك قوى عظمى أٌخرى متمثلة بالإتحاد السوفيتي حاولت كسب القوى الفاعلة في الشرق الأوسط الى جانبها . مما أثارت هذه المحاولة حفيظة الولايات المُتحدة ، لذى كانت المهمة الجديدة للولايات المتحدة عدا مهمتها للسيطرة على مصادر النفط ، هي أن لا تدع الإتحاد السوفيتي يٌسيطر على هذه المنطقة ، في إيران الرئيس المٌنتخب ديمقراطياً ، مصدق ، لم يٌعجب الأمريكيين لأنه مقرب من السوفيت ، فعملت أمريكا مع بريطانيا على الإطلحة به و إستبدلته بشاه إيران الذي يحكم بسلطة دكتاتورية ، و الذي كان ودوداً للولايات المتحدة . الأمر الثالث الذي جلب الولايات المتحدة الى المنطقة ، هي الدولة المٌعلنة حديثاً ، إسرائيل و التي لها عداوات مع الأقطار المجاورة ، فكانت إسرائيل قاعدة مٌتقدمة للولايات المٌتحدة في الشرق الأوسط . الولايات المتحدة بدأت تضخ مليارات الدولارات و الأسلحة المتطورة من الطائرات المقاتلة ، لأستخدامها في الحروب مع الأقطار العربية المٌجاورة .
في السبعينيات من القرن الماضي محمد بن لادن غني بشكل غير معقول و أولاده كذلك ، إبنه أسامة في العشرينيات من عمره يطالع ما حوله و ما يجري في إيران و إسرائيل و شعر بالإستياء من عائلته الداعمة للتواجد الأمريكي و الحكومة السعودية كذلك ، خاصة أنه في بلد ديني و مبعث الإسلام و وطن مكة و المدينة . لماذا على يلده العتيق المقدس أن يتقرب لأمريكا ؟! .
الى فترة السبعينات و إجتياح الإتحاد السوفيتي لأفغانستان و ما تزامن من تشكل جماعات إسلامية تتبنى في مفاهيمها طرد الغُزاة ، إنتقل أسامة لقتال السوفيت في أفغانستان بأعتباره مٌدافعاً عن أمة إسلامية ، في الوقت ذاته ، في إيران تمت الإطاحة بنظام الشاه من قبل الثورة الإسلامية بقيادة آية الله خميني . لنعد الى أسامة الذي إنتقل الى أفغانستان بدافع قتال القوى العظمى التي تتعرض للشرق الأوسط و كذلك دافع بسط النفوذ الإقتصادي في الأقاليم التي تحتاج الى بٌنى . كان هذا الفعل مٌرحب به من قبل الولايات المُتحدة ، حيث قامت بدعم الحركات الجهادية بالاموال و السلاح لإيقاع أكبر خسائر بصفوف السوفيت . الجماعات التي دعمتها الولايات المتحدة ستعض الأمريكان بعد سنين لاحقة ، من الواضح أسامة و المقاتلين الأفغان إضطروا السوفيت الى التقهقر ، خلال حرب العشر سنوات ، أسامة كان مكرساً بالكامل لقتال القوى العٌضمى في الشرق الأوسط ، لذى حين عاد الى المملكة العربية السعودية ، بدأ بكسب الاموال و في تفكيره الجماعة التي رافقته في أفغانستان التي تٌسمى القاعدة ، مهمة الجماعة حماية الإسلام من الضربات التي توجهها القوى العظمى الى منطقة الشرق الاوسط . مما اثار توجهات أسامة العقائدية حفيظة الحكومة السعودية ، التي فضلت تمشية المصالح على حساب المعتقدات الراسخة التي إسست على ضوءها المملكة . و كسب نظام الحكم شرعيته منها . لم يهدئ بال لأسامة من تصرفات الحكومة السعودية تجاه الامريكان ، مما ترتب على ذلك سحب المواطنة السعودية من بن لادن عام 1994
السعودية لها جار آخر تحت حٌكم صدام حسين ، الذي ينظر اليه أسامة على انه مسلم سئ لأنه علماني ، صدام بدوره بنى جيش كبير كان رابع اكبر جيش في العالم توسعت طموحاته بالسيطرة على منابع نفطية جديدة عن طريق إخضاع الكويت ، بالتالي سيضاعف بذلك إيراداته المالية القادمة من عائدات النفط . قرار غزو الكويت أثار ذعر الحكومة السعودية ، لأن صدام بجيشه الجرار كان قادراً على دخول الأراضي السعودية و الإستمرار بالزحف ، إقترح أسامة على الحكومة السعودية بالتطوع هو و رجاله لقتال صدام حسين و الدفاع عن المملكة ، لم تقتنع القيادة السعودية بأن مجموعة من المتمردين ستقاتل جيش كبير كالجيش العراقي آنذاك ، كان رأي أسامة بأنه هو و جماعته دحروا السوفيت في افغانستان ، السوفيت الذين يعدون قوة عظمى تمتلك أسلحة نووية ، كان رأي الحكومة السعودية بأن التضاريس الجغرافية مختلفة ففي حالة أفغانستان كانت هنالك الجبال و الكهوف أما ما يخص الخليج فالتضاريس صحراوية ، الأمير سلطان اخبر بن لادن " توجد كهوف في الكويت ". ماذا سيحدث لك إن قرر صدام إستخدام الاسلحة الكيمياوية ؟ أجاب بن لادن سنقاتلهم بإيماننا . ديك تشيني حلق الى السعودية بعد مرور يوم على غزو صدام للكويت ، أخبرته القيادة السعودية بأن يٌحضر قدر ما يستطيع من القوى العسكرية ، قامت الولايات المتحدة مع 37 دولة أخرى بضرب الجيش العراقي بقوة غير معودة منذ فترة طويلة ، في أسابيع قليلة أجبروا صدام على التقهقر ، عقب هذه الاحداث نشرت الإدارة الأمريكية آنذاك قواعدها بشكل أكبر في منطقة الخليج ، هذا الفعل أثار حفيظة بن لادن بشكل كبيرعلى غرار الكثيلر من السعوديين .
علينا أن نأخذ بعين الإعتبار بأن الشخص الذي كرس وقته لقتال القوى العظمى التي تتوغل في العالم الإسلامي يرى جحافل القوات الأمريكية تتمدد في وطنه ، بدأ بن لادن بمراجعة حساباته إنتقل الى الصومال و أنشأ بٌنى تحتة لضرب المصالح الامريكية كذلك الحال عليه في أفغانستان و في نهاية التسعينات بدأ بالتخطيط الى شن أكبر هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية بشكل لم تعهده من قبل ، و منذ ذلك الحين بدأت الأحداث التي أصبحت مألوفة للعالم شيئاً بالتصاعد فشيئاً .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأحزاب الإسلامية بشقيها السٌنية و الشيعية تستمد أفكارها النظرية من تيار الأخوان المٌسلمين ، و تنظر بعين الإحترام و التبجيل الى سيد قطب ، الذي هو الآخر بدوره لديه نظرة معينة عن الديموقراطية و العالم الغربي و الدولة العلمانية . رؤية سيد قطب عن الديموقراطية مميزة عن رؤى معاصريه ، فهو لا يتغزل بالديموقراطية ، إضافة الى إدانتها ، هو يٌسدد ضربة مباشرة بطريقة غير قابلة للتأويل الى النظام الديكتاتوري الذي يمسك بزمام الامور في الدولة المصرية ، جاء في كتابه معالم في الطريق "علينا أن نضرب كل مؤسسة تقوم على أساس ديموقراطي ، لان الديموقراطية فيها بٌنى لوزارات طاغوتية و مؤسسات كفرية ". أفكار سيد قطب ستتحول من مرحلة الى أُخرى مادة يتغذى عليها الإسلام السياسي و مادة لأنشاء أجيال تتعاطف مع الجماعات الإسلامية الإرهابية في سبيل رؤية ضوء فجر كاذب من الاوهام التي تدعو الى بعث الدولة الإسلاميا من ركام الماضي .
بالعودة الى الوراء ثانية و تحديداً في عام 1993 عقب ما جرى من أحداث الكويت و العمليات التي إستخدمت فيها انواع مختلفة من الأسلحة من قبل الجيش العراقي ضد محافظات الفرات الأوسط و الجنوب . في العام 93 بدأ ما يٌسمى بالحملة الإيمانية بمباركة من حزب البعث العراقي ، كانت هذه الحملة بإشراف عزة إبراهيم الدوري ، إتبعت هذه الحملة العديد من السياسات منها زيادة في منح الحريات للجماعات الإسلامية ، زيادة الموارد التي وضعت في البرامج الدينية ، زيادة إستخدام العقوبات الإسلامية ، و تركيز أعم بشكل كبير على الإسلام في جميع قطاعات الحياة العراقية ، إستخدم الدوري الحملة للترويج لطريقته النقشبندية الصوفية ، التي ستشكل لاحقاً نواة لجيش رجال الطريقة النقشبندية التي بدورها ستتحالف لاحقاً مع القاعدة و أخواتها في الكثير من المٌناسبات . على الرغم من تقاطع الأفكار البعثية العربية الإشتراكية مع التيارات الإسلامية ، لكن النظام السياسي آنذاك إرتئ بأن يستخدم الورقة التحشيد العقائدي الإسلامي لتأسيس قاعدة للتشبث بالسلطة . بعد الضربات التي تعرضت لها البنى التحتية للنظام و أنهكته ، و بعد فشل كٌل التطلعات الإشتراكية في ظل عقوبات إقتصادية قاسية جداً .
عام 2001 ، الغزو الامريكي لأفغانستان و قصة هروب أحد أعتى رجال القاعدة الى العراق.
قصة الزرقاوي من أغرب القصص ، بعد كسر شوكة التمكين للقاعدة و طالبان في أفغانستان عام 2000 و بعد الضربة الصاروخية الامريكية ، تعرض الى إصابة شديدة و بالغة فقد على إثرها جُزءاً من ساقه ، لم يفقدها بكاملها ، كان خط سير الزرقاوي عبر إيران و عينه موجهة صوب العراق ، دخل الى العراق عبر إيران و إستقر ب جبال قنديل ، إقليم كردستان ، و كانت له مراسلات سرية مع الجماعات الإسلامية هناك ، كأنصار السُنة و شخصيات من الحزب الإسلامي ، و شخصيات لها قول و فصل في الوقت الراهن . من السياسيين المتنفذين بعد 2003 . هنالك إستقر مع محاولات كانت له بالإنتقال من جبال قنديل الى مناطق أٌخرى . أنتقل الى بغداد كمحطة تالية له ، ذلك بعلم المخابرات العراقية و كان بعملية إستقطاب له لحاجة المخابرات العراقية بأن يتقرب الى شخص من القاعدة ، الشخص المقصود هو عبدالله عزام (عبدالله عزام شخصية أخوانية سلفية من قادة المٌجاهدين العرب في أفغانستان ضد الإتحاد السوفيتي) ، تم معالجته بأحدى مُستشفيات بغداد العسكرية ، مٌستشفى الرشيد العسكري ، بسرية تامة بأحد الأجنحة الخاصة بالدائرة المرتبطة بصدام حينها ، و نفر مرة أٌخرى الى جبال قنديل ، كان هنالك رسول من اسامة بن لادن قُبيل الضربة الأمريكية على أفغانستان ، ينتظر في إحدى فنادق بغداد ، تم رفض مقابلته من قبل صدام ، لكن لاحقاً بدأت عملية إستقطاب للفدائيين العرب الذين شكلوا النواة الإولى للقاعدة و داعش و النصرة و الأهوال و جيش محمد و جيش السنة و... ، الفدائيين العرب لم يأتوا بدافع قومي ، بل أتوا من خلفيات إسلامية متطرفة تٌكفر الدوافع القومية .
حسب دراسات فاضل أبو رغيف و هو متخصص بدراسة الجماعات الإرهابية المتطرفة "محسن الفضلي مسؤول كتيبة الخرساني ، يعتبر ممن يقولون بالكفر التسلسلي ، من درجة تشدده قام بتكفير أبو بكر البغدادي لأنه لم يكفر فئة معينة من السٌنة الذين إرتبطوا بالصحوات حيث قال نشملهم بعفوما ، أي أن عقيدة محسن الفضلي تقوم بتكفير من لم يٌكفر الكافر . "
الزرقاوي نفر تارة أخرى الى جبال قنديل ، 2003 الى 2004 بقيت العلاقة وشيجة بين مصعب الزرقاوي و أيمن الضواهري و أسامة بن لادن ، كان أسامة بن لادن يرى في مصعب الزرقاوي روح القائد العسكري الهمام الذي لا يجاريه أحد.
كونداليزا رايس وضعت الزرقاوي في مصاف جنراليّ الحرب الأهلية الأمريكية ، أوليسيس غرانت و روبرت إدوارد لي ، هذا فيما يخص المهارات العسكرية التي تمتع به هذا الإرهابي . كان يتميز بالتطرف و المغالاة و كان يقول بقاعدة الترس ، و أول من جذر قاعدة الترس هو أبو مصعب الزرقاوي ، قاعدة الترس هي قاعدة إستهداف الهدف و إن تمترس بالأبرياء ، ممكن الفتك بحياة 100 برئ لأجل النيل من الهدف . كان ممن يستمتع بسماع نغمة الخطابة لأبو محمد العدنان و كان يصغي لجميع الخطب التي تثير حفيظته كان يشكو من نقص في منظومة الفكر لذلك في 2004 جدد البيعة لتنظيم القاعدة لكن هذه المرة حينما عرض نفسه و عرض ما لديه ، لم يعلن القاعدة على انها مناراً له ، القاعدة لم تكن محبذة بين الفصائل الموجودة و الرايات الموجودة.
كانت القاعدة تريد ان تذيب الرؤوس كلها في قيادة التوحيد و الجهاد ، لذلك هو نزل فقط بقاعدة التوحيد و الجهاد ، حينما نزل بقاعدة التوحيد و الجهاد كانت هنالك رايات مبعثرة (الرايات السبعة) كان هنالك مجلس يسمى مجلس الشورى المُطيبين ، فلذلك أول ما إنتما إنتمى بالتوحيد و الجهاد .
أنصار السنة بقيادة أبو عبدالله الشافعي ، جيش محمد يقوده أيمن السبعاوي ، كتيبة عائشة لم تكن من الرايات السبعة يقودها أبو حمزة المهاجري (أبو أيوب المصري) ، كتيبة الأهوال يقودها محمود الراوي ، جيش نصرة السلفية يقودها أبو صفوان الحيالي ، سرايا الجهاد كان يقودها أبو علاء العفري ، جيش المجاهدين قاده أبو حردان العيساوي ، الجيش الإسلامي الذي يقوده أيمن السبع .
يسرد فاضل أبو رغيف :ـ "بدأت العمليات الإرهابية التي يقودها أبو مصعب الزرقاوي بالتزامن مع دخول القوات الأمريكية ، بدأت التفجيرات مطلع عام 2005 حينها لم يكن أحد يصدق بوجود هكذا تفجيرات ، حيث أشتبه الكثيرين بهوية من يقوم بالتفجيرات .
العقيد الركن عاصي العبيدي أسس كتيبة سُميت بكتيبة القعقاع ، هو الذي قاد معركة المطار جنباً بجنب مع صدام حسين ، عاصي فيما بعد هو و أولاده لأنخراطهم مع القاعدة قتلو في عمليات بيجي و هو الذي قاد الغزوات التي نٌفذت على حديثة و هو الذي ساهم بقتل أبناء من البو نمر ، حيث كان هو المسؤول العسكري ، كان عقيد ركن منظر و مفكر و مخطط عسكري و متطرف بالوقت عينه . ( دخول ضابط عسكري بعثي الى القاعدة ، بمثابة تتويج لجهود الحملة الإيمانية) .
أبو مصعب الزرقاوي وحد الرايات السبع و أسس مجلس الشورى المجاهدين عوضاً عن مجلس الشورا المطيبين و أسس اللجنة المفوضة بأعتبارها اعلى هيئة فقهية و فكرية تصدر الفتوى للقاعدة و داعش فيما بعد . هذه اللجنة هي التي تُعنى بتنصيب الولاة ، و مسؤلة عن الدواوين ، ديوان التعليم و ديوان الركاز و ديوان الجند و ديوان الامر بالمعروف و النهي عن المنكر الذي كان يرأسها الشيخ إسماعيل العيثاوي ، الذي إستدرجه جهاز المخابرات فيما بعد من تركيا و القي القبض عليه و هو يقبع حالياً بالسجن ."
إستغل الزرقاوي فترة مكوثه في سجن سواقة الصحراوي بتهيئة بنيته الجسمية ، كان ملازماً لعصام البرقاوي أو كما يٌكنى أبو محمد المقدسي المفتي الاول لجماعة التيار السلفي الجهادي ، خرج الزرقاوي بعفو ملكي عام 1999 بعد وصول الملك عبدالله بن الحسين الى العرش خلفاً لوالده .
حتى مقتله بغارة امريكية في حبحب في محافظة ديالى في التاريخ الموافق 7 يونيو 2006 ، كان الزرقاوي قد فتك بأرواح مئات العراقيين خلال تواجده في العراق ، كان تصريح وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد حينها دقيقاً حينما أعتبر مقتل الزرقاوي "إنتصار مهم" في الحرب على الإرهاب لكن عاد و قال " بالنظر الى طبيعة الشبكات الإرهابية فإن مقتل الزرقاوي لا يضع رغم اهميته نهاية لكل أعمال العنف في ذلك البلد" أشارة منه الى العراق.
ما علاقة التيارات الإسلامية بالنظام الديموقراطي؟
علاقة التيارات الإسلامية بالنظام الديموقراطي ، علاقة براغماتية بحتة ، قائمة في الكثير من الأحيان على الإستغلال للوصول الى السلطة و تمرير أجنداتها ، بما يتناسب ذلك مع التطلعات الغير مخفية بإنشاء دولة شبيهة نوعاً ما لما هو عليه في إيران ، على أن ذلك الطمح سيلقى الإخفاق ، دونما الإستعانة بسلطة السلاح ، و هذا ما تقوم به الأحزاب الإسلامية الى يومنا هذا . إذا الديموقراطية وسيلة وليست غاية . بالتالي فشل الإسلام السياسي في إحتواء جميع المكونات ولد نسخة اشد من القاعدة في عام 2014 ، بظهور التنظيم الأشد إجراماً من سلفه و هو تنظيم داعش الإرهابي و ظهور قائد هو الآخر من رحم السجن (معسكر بوكا) في البصرة ، القائد الذي تشرب بالمفاهيم المتشددة الإرهابية هو أبو بكر البغدادي ، نصب نفسه خليفة الدولة الإرهابية (داعش) ، بعدما أرسى دعائم دولة التمكين أصبح الإرهابي البارز في العراق بعد أبو مصعب الزرقاوي . إلى أن قتل نفسه بتفجير إنتحاري بعد حصاره من قبل الجنود الأمريكان في مدينة باريشا ، سوريا في التاريخ الموافق 27 أكتوبر 2019 .
في فترة نشاط التنظيمات الإرهابية منذ عام 2005 في العراق الى يومنا هذا كان و لازال هدف هذه الجماعات ، إلحاق أكبر قدر من الخسارة بين من يٌصفون كفرة و خارجين عن الملة ، تفجير ضريح العسكريين في عام 2006 كان بمثابة الشرارة التي أشعلت لهيب الحرب الطائفية في العراق و التي ما لبثت أن تخمد حتى عادت مرة أٌخرى ، بوجه مٌختلف .
ردة فعل الميليشيات الشيعية عقب تفجير ضريح العسكريين كان بلا شك مٌفرط في القمع و التنكيل و الإضطهاد ، أحد أبرز الإرهابيين الذين ظهروا و هو أحد قيادات جيش المهدي المدعو إسماعيل حافظ اللامي (أبو درع) و ما إرتكبه من مجازر جماعية بحق طائفة معينة ، بدأ القتل على الهوية بشكل غير مسبوق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صناعة الموت ــ مناف الراوي
عندما تم تعيينه والي لبغداد من قبل تنظيم دولة العراق الإسلامية كان يتلقى أوامره من زعيمه في التنظيم أبو عمر البغدادي . يعد الراوي بحق أحد أعتى مجرمين التنظيم الإرهابي . ولد مانف عبدالرحيم عبدالحميد الراوي في الرابع من أكتوبر من عام 1975 في روسيا ، و كان والده ضابط يدرس الهندسة قبل ان يٌقتل في الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 ، و بعد مقتل والده عاد بصحبة والدته الى العراق . عاش في منطقة زيونة . خدم في العسكرية و بعدها تعين في وزارة الصناعة و المعادن حتى الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ، في عام 2000 أنتقلت عائلته الى منطقة الدورة ، ثم تزوج وله طفل واحد .
مناف الراوي يتحدث خلال تحقيق صحفي على تلفزيون العراق الآن :ــ "عندما سقط صدام عام 2003 كانت لدي رغبة في قتال الامريكان بإعتباره عدو محتل ، إلتقيت بشخص إسمه أبو محمد اللبناني ، كان هو في معسكر إسمه معسكر سهل الأمير ، كان فيه ما يُقارب 90 مقاتل ، قامت القوات الأمريكية بقصف هذا المعسكر ، فقتل 86 مقاتل ، خرج منه البقية من ضمن من خرج هو أبو محمد اللبناني ، إلتقيت به و بدأت أعمل معه ."
"مسألة الوزارات التي ضٌربت إن كانت وزارة الخارجية و المالية ، أو العدل أو مجلس المحافظة ، هو من باب الضغط على الحكومة حتى يتم إسقاطها . "
عندما سأل مناف الراوي إن قام بعمليات قتل بنفسه ، أجاب قائلاً نعم ضد قوات الإحتلال الأمريكية في معركة الفلوجة الاولى و منطقة بين راوة و عنة و المطار ، "في المطار كان هنالك 8 جنود من المخابرات العسكرية الأمريكية ، قتلنا 7 و فر شخص واحد" مناف يسرد .
العمليات التي أستهدفت وزارة الخارجية و المالية كلفت 120،000 دولار هذا ما زعمه ، جهات التمويل للقاعدة هي آسياسيل و شركة أمنية . و عندما سأل إن كان متأكد مما يقول ، أجاب:ــ "متأكد مثل ما متأكد من نفسي" .
كان يجتمع بمن يريد الإجتماع بهم من أعضاء التنظيم في حي الاطباء .
عندما سأل عن سبي النساء من قيل القاعدة أجاب :ــ "القاعدة لم يعاملوا النساء بطريقة قاسية ، كذب "
في رأيه يجوز السبي للكافر الأصلي ، هذا ما قاله:ــ "اما السبايا للكافر الأصلي"
السطو المسلح و التسليب أسلوب أعتمده أعضاء القاعدة للحصول على الأموال . الصحفية تستجوبه .
يٌجيب مناف :ــ صاحب اسياسيل يمول القاعدة عندما يتم تهديده بإسقاط أبراجه.
و عندما سألته الصحيفة عما إذا كان هذا الفعل حلال ، أجاب قائلاً :ــ
"حلال ، في فهمي نعم حلال في ارض المعركة ارض الجهاد اذا استبيحت بيضة المسلمين يؤخذ المال حتى من المسلم جبراً" .
وقال الراوي " إنه عند إعداده لتفجيرات الوزارات في 19 آب عام 2009 [الذي عرف بالاربعاء الدامي وأسفرت عن استشهاد 96 شخصًا وإصابة 565 آخرين] اشترى الشاحنة التي تم تفجيرها خارج وزارة الخارجية وكذلك المتفجرات وأنه استخدم مزيجا من الأسمدة التي لا تتمكن كاشفات المعادن من التعرف عليها ".
وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد أصدرت في 20 من شهر اذار 2011 أحكاماً بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق الارهابي ا مناف الراوي الذي عينته ما تسمى بدولة العراق الإسلامية واليا على بغداد وخمسة من مساعديه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإستنتاج
تغذية الإرهاب بالعناصر يأتي من عدة محاور ، غسل الأدمغة ، اللعب على و تر المظلومية و الإضطهاد ، العامل المهم المتمثل بإقصاء الدولة لفئة معينة ، يولد بيئة خصبة تٌستغل من قبل أصحاب الافكار الظلامية . لقد نجحت التنظيمات الإرهابية في إستمالة العديد من الضباط العسكريين البعثيين الذين فقدوا إمتيازاتهم بعد عام 2003 .
الجدير بالذكر إن دور القوى الكبرى في ولادة هذه التنظيمات كان كبير للغاية . و في هذه المقال قدمنا دراسة عن خارطة الحركات الإرهابية المُتطرفة و ما أثارت من أفعال و ردود أفعال . أدت الى العصف بالسلم المجتمعي .



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       “syd_A._Dilbat”#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنصهار بالطبيعة عن طريق التسليم لها أو تطويع الطبيعة عن طر ...
- تغيير النظام السياسي القائم في العراق هل بات أمراً محتوماً؟
- شي جينبينغ يفرض سيطرته على الحزب الشيوعي الصيني، و مشاهد صاد ...
- الإعلام الموجه
- إستخدام السلاح النووي التكتيكي أمر وارد جداً.
- دو فو، أعظم شعراء الصين، حياته و بعض من قصائده.
- ما أحوجنا الى التضامن و التعاطف.
- العواقب الإجتماعية للسياسة
- صِراع الإسلام السياسي الشيعي في فيما بينهم ، ماذا يُريد مقتد ...
- جماعة التيار الصدري و حزب الدعوة، عناكب تأكل عناكب، ولكن
- الزواج الثاني جريمة تهدد الأسرة في ظل غطاء شرعي إسلامي ، هذا ...
- تَدَخٌل قوانين الشريعة الإسلامية الفج بالقوانين المدنية بمبا ...
- بوش يٌدين الغزو الهمجي الغير مبرر على العراق و مقتدى يٌدين ا ...
- ما الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية من العالم الخارجي؟
- الذلة و الهوان على وجه عمار و الجريمة التي ازالت اللثام عن ح ...
- شيخ المخازي يقف أمام جلالة المرأة
- المأساة في الأحتكام الى السلاح
- جريمة إغتصاب الطفلة و النكِرات من رجال الدين
- الهروب من القبيلة
- دو فو : قصيدة من 500 كلمة، إفكار منعكسة على الطريق من العاصم ...


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد قاسم علي - القاعدة و داعش في العراق ، خارطة التنظيمات الإرهابية .